أنغامي تُجري تقسيمًا عكسيًا للأسهم 1:10 للحفاظ على قائمتها في ناسداك بدءًا من 4 أغسطس 2025

أنغامي تُجري تقسيمًا عكسيًا للأسهم 1:10 للحفاظ على قائمتها في ناسداك بدءًا من 4 أغسطس 2025

في خطوة حاسمة لتجنب الإزالة من بورصة ناسداك، أجرت أنغامي إنك تقسيمًا عكسيًا للأسهم بنسبة 1:10، دخل حيز التنفيذ بعد إغلاق التداولات يوم 1 أغسطس 2025، وبدأ التداول بحسب التعديل الجديد فعليًا عند افتتاح السوق يوم 4 أغسطس 2025. الشركة، التي تُعد أكبر منصة بث موسيقي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كانت تواجه خطر فقدان قائمتها في البورصة الأمريكية بسبب انخفاض سعر السهم أدناه الحد الأدنى المطلوب وهو دولار واحد. الآن، وبعد هذا الإجراء، تُعاد تقييم الأسهم بسعر أعلى بشكل اصطناعي — لكن التحديات المالية لا تزال قائمة.

لماذا كان التقسيم العكسي ضروريًا؟

ناسداك يفرض شرطًا صارمًا: يجب أن يبقى سعر السهم فوق دولار واحد على مدار 30 يومًا متتاليًا لتجنب الإزالة. منذ مارس 2025، ظل سهم أنغامي إنك يتأرجح بين 0.40 و0.90 دولار — ما يعني أن الشركة كانت على حافة الهاوية. حتى مع نمو الإيرادات بنسبة 88.72%، من 41.38 مليون دولار في 2023 إلى 78.09 مليون دولار في 2024، كانت الخسائر الصافية تتجاوز 63 مليون دولار، ما جعل المستثمرين يفقدون الثقة. السعر المنخفض لم يكن نتيجة ضعف في الطلب، بل في التقييم. المستثمرون يرون أن الشركة تُستهلك بسرعة، وسعر السهم المنخفض جعلها غير جذابة للصناديق المؤسسية التي لديها قيود على شراء أسهم أقل من دولار.

الحل؟ تقسيم عكسي. كل 10 أسهم تصبح سهمًا واحدًا. لا تغيير في الملكية النسبية، لا تأثير على القيمة السوقية الإجمالية — لكن السعر يرتفع من 0.80 دولار إلى 8 دولارات تقريبًا. هذا ليس إنقاذًا ماليًا، بل إنقاذ لـ الوجود في السوق.

كيف أُجريت العملية؟ وماذا يعني للمستثمرين؟

تمت الموافقة على التقسيم العكسي من قبل مالكي الأسهم المسجلين في 16 يوليو 2025، خلال اجتماع استثنائي عُقد في 22 يوليو. لم يُطلب من أي مساهم اتخاذ أي إجراء — كل شيء تم تلقائيًا عبر البنوك ووكلاء التداول. من كان يملك 100 سهم، أصبح لديه 10 أسهم فقط. من كان يملك 15 سهمًا، أصبح لديه سهم واحد، وتم دفعه نقدًا مقابل الأجزاء الكسرية (الخمسة المتبقية). تم تغيير رقم CUSIP من القديم إلى G0369L200، وتم رفع القيمة الاسمية للسهم من 0.0001 دولار إلى 0.001 دولار.

الشركة أكّدت في بيانها الصادر في 29 يوليو أن "هذا الإجراء لن يكون له تأثير تخفيفي على المساهمين" — وهذا صحيح. لكن الخبراء يحذرون: "هذا لا يغير من حقيقة أن الشركة تُخسر المال بسرعة، فقط يغيّر من شكل سعرها".

الوضع المالي: نمو في الإيرادات... وانهيار في الأرباح

إيرادات أنغامي إنك تنمو بسرعة. 78 مليون دولار في العام الماضي، مقابل 41 مليونًا قبله. لكن الخسائر الصافية بلغت 63.55 مليون دولار — أي أنها خسرت أكثر من ضعف ما خسرته في 2023. لماذا؟ لأنها تنفق بجنون على المحتوى والتوسع. تمتلك الشركة قاعدة بيانات تضم 100 مليون أغنية وموسيقى وبوcasts، بالإضافة إلى 18 ألف ساعة من محتوى HBO وOSN+. كل هذا لا يُدفع مجانًا. التكاليف المرتبطة بالترخيص، والبنية التحتية، وتوظيف المحتوى العربي، والمنافسة مع نتفليكس وسبوتيفاي تُستهلك بسرعة.

عدد الأسهم المتداولة: 6.69 مليون سهم. القيمة السوقية: 21 مليون دولار فقط. كل سهم يُباع بـ 3.10 دولار تقريبًا (بعد التقسيم العكسي). هذا يعني أن المستثمر الذي يشتري سهمًا واحدًا، يدفع 3.10 دولارات مقابل 0.15% من الشركة — لكنه يدفع مقابل خسارة سنوية تبلغ 9.50 دولار لكل سهم.

ردود الفعل: هل هذا نجاح أم استغاثة؟

ردود الفعل: هل هذا نجاح أم استغاثة؟

السوق لم يُظهر رد فعل عاطفي. قبل التقسيم، كان السهم يتداول بين 0.70 و0.90 دولار. بعد الإعلان، ارتفع إلى 3.10 دولار — لكن هذا يعود إلى إعادة التقييم الاصطناعية، وليس إلى تحسن في الأداء. المحللون يرون أن هذا الإجراء "يُظهر ضعفًا في نموذج العمل أكثر من كونه حلًا استراتيجيًا".

الشركة تقول إنها "مُلتزمة بالاستدامة"، لكن التغييرات الأخيرة تتحدث عن حالة طوارئ: استقالة مدير في أغسطس، تعيين مدير جديد في يوليو، بيع سندات قابلة للتحويل في يوليو، تغييرات في مجلس الإدارة منذ فبراير... كلها مؤشرات على عدم الاستقرار.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

الخطوة التالية؟ تقرير الأرباح في 2 سبتمبر 2025. هذا هو الاختبار الحقيقي. هل ستُظهر الشركة تحسنًا في تقليل الخسائر؟ هل ستنخفض التكاليف؟ أم أن الإيرادات ستستمر في الصعود بينما تزداد الخسائر؟

إذا لم تُظهر الشركة تقدمًا ملموسًا في خفض التكاليف، فسيعود السهم إلى الهبوط بعد بضعة أشهر — حتى مع السعر المرتفع. لأن السوق لا يُكافئ التكتيكات، بل النتائج.

خلفية: من هي أنغامي حقًا؟

خلفية: من هي أنغامي حقًا؟

تأسست أنغامي إنك في 2012، ومقرها الرئيسي في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. هي أول منصة بث موسيقي في العالم العربي تُدرج في بورصة أمريكية — وهي إنجاز كبير. لكنها أيضًا تُعد أثقل شركة في المنطقة من حيث التكاليف التشغيلية. تخدم أكثر من 50 مليون مستخدم نشط، لكنها لا تحقق ربحًا. تقدم خدمة مجانية مع إعلانات، ونسخة مدفوعة بـ 19.99 درهم شهريًا — لكن معظم المستخدمين لا يدفعون. المنافسة مع نتفليكس وسبوتيفاي ويوتيوب تجعل من الصعب تحويل المستخدمين إلى عملاء ممولين.

في 2024، حصلت الشركة على تمويل بقيمة 15 مليون دولار من مستثمرين خليجيين، وسندات قابلة للتحويل في فبراير ويوليو 2025. كل هذا يُظهر أن الشركة تعتمد على رأس المال الخارجي للبقاء — وليس على التدفقات النقدية الذاتية.

أسئلة شائعة

كيف يؤثر التقسيم العكسي على ملكيتي للأسهم؟

لا يتأثر نصيبك من الشركة. إذا كنت تملك 100 سهم قبل التقسيم، ستصبح لديك 10 أسهم بعد التقسيم، لكن قيمتها الإجمالية ستبقى نفسها. إذا كان لديك عدد غير قابل للقسمة على 10 — مثل 17 سهمًا — فستحصل على سهمين، وسيتم دفعك نقدًا مقابل الـ 7 أسهم الزائدة. لا حاجة لأي إجراء منك — كل شيء تلقائي عبر وسيطك المالي.

هل هذا يعني أن أنغامي أصبحت أكثر ربحية؟

لا. التقسيم العكسي لا يغير الأداء المالي. الشركة لا تزال تُسجل خسائر صافية بقيمة 63.55 مليون دولار سنويًا، رغم نمو الإيرادات. هذا الإجراء فقط يُعيد تشكيل سعر السهم لتجنب الإزالة من ناسداك، وليس لتحسين الربحية. المستثمرون يجب أن ينظروا إلى التقارير المالية، وليس إلى السعر.

ما الذي سيحدث إذا لم تحقق أنغامي ربحًا في تقرير سبتمبر؟

إذا ظلت الخسائر مرتفعة، فقد يبدأ السهم بالهبوط مجددًا حتى مع السعر المرتفع. ناسداك قد يعيد فرض متطلباته بعد 180 يومًا، وربما يطلب تقريرًا ماليًا أكثر إيجابية. في هذه الحالة، قد تضطر الشركة لجمع تمويل إضافي أو بيع أصول — أو حتى مواجهة الإزالة من البورصة مرة أخرى.

لماذا لم تُحل المشكلة بالحصول على تمويل جديد؟

حصلت أنغامي على تمويلات متعددة منذ بداية 2025، لكنها لم تُقلل من التكاليف. المشكلة ليست نقصًا في المال، بل في نموذج العمل: تكلفة ترخيص المحتوى العربي مرتفعة جدًا، والمستخدمون لا يدفعون بما يكفي. التمويل يُطيل العمر، لكنه لا يُصلح النموذج. بدون تغيير في سلوك المستخدمين أو تقليل التكاليف، أي تمويل جديد سيكون مُهدرًا.

هل لا يزال من الآمن الاستثمار في أنغامي؟

لا يُنصح بالاستثمار إلا للمستثمرين المغامرين الذين يفهمون المخاطر. الشركة تمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة وعلامة تجارية قوية، لكنها تُخسر 9.50 دولار لكل سهم سنويًا. أي استثمار هنا هو رهان على تحول جذري في النموذج — وليس على الأداء الحالي. تقرير سبتمبر سيُحدد ما إذا كانت الشركة تسير نحو الاستدامة، أم فقط تؤجل الانهيار.

ما الذي يميز أنغامي عن منصات مثل سبوتيفاي؟

أنغامي تركز حصريًا على السوق العربي، وتقدم محتوى محليًا مخصصًا — من الأغاني العربية الكلاسيكية إلى البودكاستات المحلية وعروض OSN+. بينما سبوتيفاي يركز على المحتوى العالمي، أنغامي تبني ارتباطًا ثقافيًا أعمق. لكنها تدفع ثمن هذا التخصص: تكاليف ترخيص أعلى، وعدد أقل من المستخدمين المدفوعين. النجاح يعتمد على قدرتها على تحويل الولاء الثقافي إلى إيرادات.

1 التعليقات
  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا التقسيم العكسي؟ مجرد خدعة حسابية. الشركة ما زالت تُحرق المال بسرعة، والسعر الجديد مجرد وهم. المستثمرون ينظرون للأسهم كأنها سلعة، لكنهم ينسون أن القيمة الحقيقية تكمن في التدفق النقدي، وليس في الأرقام المُصطنعة. أنغامي تعيش على التمويل الخليجي، وكل مرة يُطلقون فيها سندات، نعرف أنهم يُؤجلون المحتضر. هذا ليس إنقاذًا، هذا تأجيل لكارثة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*