مانشستر يونايتد وجوفنتوس في مأزق بسبب صفقة سانشو وعروض روما تهدد التحول
في قلب مفاوضات الانتقالات الصيفية الأكثر تعقيدًا هذا العام، يواجه مانشستر يونايتد وجوفنتوس عقبات غير متوقعة في محاولة إتمام صفقة اللاعب الإنجليزي جادون سانشو، الذي يبلغ من العمر 24 عامًا. ما بدا في البداية كاتفاق مُحتمل بين ناديين يمتلكان تاريخًا عظيمًا، تحول إلى معركة مالية ونفسية، بينما تظهر عروض من روما كخيار أسرع وأكثر واقعية لللاعب نفسه.
الفرق في التقييم: 25 مليون جنيه مقابل 10 ملايين يورو
الاختلاف الأساسي بين الناديين ليس مجرد اختلاف في الرأي — بل هو فجوة مالية تكاد تكون غير قابلة للجسر. وفقًا لمصادر إيطالية مثل كوررييري ديللو سبورت، يطالب مانشستر يونايتد برسوم انتقال تصل إلى 25 مليون جنيه إسترليني (حوالي 33.9 مليون دولار)، بينما قدم جوفنتوس عرضًا أوليًا بقيمة 10 ملايين يورو فقط، مع مكافآت إضافية. حتى العرض الأكثر جدية من جوفنتوس، الذي تأكدته مصادر مثل سبورت بيل، لا يتجاوز 15 مليون جنيه إسترليني (حوالي 17.5 مليون دولار) مع إمكانية رفعه إلى 21.6 مليون جنيه عبر المكافآت. هذا يعني أن النادي الإيطالي لا يزال يرى في سانشو لاعبًا بقيمة أقل من نصف ما يطلبه مانشستر يونايتد.
القيود المالية: جوفنتوس تنتظر بيع اللاعبين قبل الشراء
السبب الحقيقي وراء التردد الإيطالي لا يكمن فقط في التقييم، بل في الوضع المالي المتشنج. جوفنتوس بحاجة ماسة إلى تحرير حوالي 10 ملايين يورو (8.7 مليون جنيه إسترليني) من خلال بيع لاعبين قبل أن تتمكن من إبرام أي صفقة كبيرة. أحد المصادر الأساسية لهذه الأموال هو بيع المهاجم البلجيكي سامويل مبانغولا إلى نادي فيردر بريمن الألماني. لكن حتى هذا البيع لم يُحسم بعد. كما أن النادي يحاول التخلص من المهاجم الأمريكي تيموثي وي (24 عامًا)، الذي تقدر قيمته بـ20 مليون يورو، لكن عروض من أولمبيك مارسيليا لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب.
سانشو مستعد لخفض راتبه... لكن هل يكفي؟
هنا تأتي النقطة الأكثر إثارة: سانشو، الذي يتقاضى حاليًا 250 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا في مانشستر، مستعد لقبول خفض كبير في راتبه — ربما حتى النصف — ليصبح مناسبًا لميزانية جوفنتوس. هذا ما أكده TNT Sports، لكن حتى هذا التنازل لا يكفي لإقناع النادي الإيطالي. لماذا؟ لأن جوفنتوس لا تملك فقط مشكلة مالية، بل مشكلة هيكلية: لا يمكنها التعاقد مع لاعب جديد إلا إذا تخلت عن آخر. وفقًا لخبير الانتقالات الإيطالي جيانلوكا دى مارزيو، فإن النادي لن يوقع سانشو إلا إذا غادر لاعب آخر — وتحديداً نيكو غونزاليس (22 عامًا)، الذي تطلب قيمته 25 مليون يورو. لكن حتى بيعه لم يُحسم.
روما تدخل الملعب... وسانشو وافق
اللعبة تغيرت تمامًا عندما أعلنت روما عن عرضها الرسمي لسانشو — وتم قبوله من قبل اللاعب ومانشستر يونايتد، وفقًا لموقع Football Italia. هذا التطور فجّر مفاجأة في تورينو: فبينما كانت مفاوضات جوفنتوس لا تزال في مرحلة التردد، كانت روما تتحرك بسرعة وثقة. وربما يكون السبب هو أن روما لا تطلب من سانشو خفض راتبه بنفس القدر، أو أنها تقدم عرضًا ماليًا أكثر واقعية دون الحاجة إلى تبادل معقد. هذا يعني أن جوفنتوس قد تفقد اللاعب قبل أن تُنهي حتى مفاوضاتها.
الصفقة الثلاثية: خيار مستحيل أم حلم بعيد؟
حتى الآن، تُطرح فكرة صفقة تبادل معقدة تشمل دوجلاس لويس من أستون فيلا، وتيموثي وي، ودوسان فلاهوفيتش مقابل سانشو. لكن هذه الفكرة، التي نشرها خبير الانتقالات فابريزيو رومانو في فيديو على يوتيوب، تبقى مجرد اقتراح أولي. لا أحد يعتقد أنها قابلة للتطبيق، خاصة مع تردد فيلا في التخلي عن لويس، وحاجة مانشستر يونايتد إلى أموال نقدية، وليس لاعبين إضافيين.
الوضع المزدوج: Conceição ومشاكل أخرى
المشكلة لا تقتصر على سانشو. جوفنتوس تحاول أيضًا تحويل انتقال فرانسيسكو كونسيسيون من بورتو إلى صفقة دائمة، لكن بورتو رفضت خفض السعر المطلوب من 30 مليون يورو. وهذا يخلق تناقضًا صارخًا: كيف يمكن لجوفنتوس أن تشتري لاعبًا بقيمة 25 مليون يورو (سانشو) بينما لا تستطيع حتى شراء لاعب آخر بقيمة 30 مليونًا؟ الإجابة بسيطة: لا تستطيع. ولهذا السبب، يصر دى مارزيو على أن النادي لن يوقع سوى لاعب واحد من بين سانشو وكونسيسيون — ما لم يغادر نيكو غونزاليس. لكن غونزاليس لا يزال في القائمة، والعرض لم يُقدّم.
ما الذي ينتظر مانشستر يونايتد؟
بينما يعاني جوفنتوس من شلل مالي، فإن مانشستر يونايتد يحاول إعادة تشكيل فريقه بذكاء. لقد أنفق 133.5 مليون جنيه على ماتيوز كونها وبرايان مبيومو، لكنه لا يزال بحاجة إلى بيع لاعبين لموازنة الميزانية. إعارة ماركوس راشفورد إلى برشلونة خطوة جيدة، لكن بيع أليخاندرو غارناتشو وأنتوني وتييريل مالاسيا ضروري لاستعادة التوازن. إذا فشلت صفقة سانشو، فسيكونون هم الأقرب للرحيل.
النتيجة؟ معركة الوقت والمال
الوقت ينفد. نافذة الانتقالات تقترب من نهايتها، وروما تتحرك بسرعة. جوفنتوس تنتظر بيع لاعب واحد، ثم لاعب آخر، ثم تبحث عن موافقة على راتب. بينما سانشو، الذي كان يُنظر إليه كمكمل مثالي للهجوم الإيطالي، أصبح الآن لاعبًا مُحتملًا لروما — نادٍ يمتلك طموحًا، لكنه لا يملك نفس الضغوط المالية. هذا ليس مجرد فشل في التفاوض. هذا تحوّل في ديناميكية القوة: من نادٍ يحاول شراء لاعب، إلى نادٍ يُجبر على قبول عرض.
أسئلة شائعة
لماذا فشلت صفقة سانشو مع جوفنتوس حتى الآن؟
السبب الرئيسي هو الفجوة المالية بين التقييم: مانشستر يونايتد يطلب 25 مليون جنيه، بينما جوفنتوس تقدم فقط 15 مليونًا مع مكافآت. إضافةً إلى ذلك، النادي الإيطالي بحاجة إلى تحرير 10 ملايين يورو من بيع لاعبين مثل مبانغولا وغونزاليس قبل إتمام أي صفقة كبيرة، وهو ما لم يحدث بعد.
هل لا يزال بإمكان جوفنتوس التوقيع مع سانشو؟
نظريًا نعم، لكنه صعب جدًا. روما أعلنت قبولها لعرضها من سانشو ومانشستر يونايتد، ما يعني أن اللاعب قد وقع بالفعل على الانتقال. حتى لو تغيرت الأمور، فجوفنتوس لا تزال بحاجة لبيع لاعب آخر (مثل غونزاليس) لتوفير مساحة مالية وسقف رواتب، وهو ما لم يُحسم.
ما تأثير هذا الوضع على مانشستر يونايتد؟
إذا فُقدت صفقة سانشو، فسيكون على مانشستر يونايتد أن يبحث عن بديل سريع، أو يعيد تقييم ميزانيته. النادي يحتاج لبيع لاعبين مثل غارناتشو أو أنتوني لتمويل صفقات جديدة، والتأخير في بيع سانشو يُعرّض خطط إعادة التشكيل للخطر، خاصة مع اقتراب إغلاق النافذة.
لماذا يرفض جوفنتوس شراء كونسيسيون؟
جوفنتوس حاولت خفض قيمة شراء كونسيسيون من 30 مليون يورو إلى أقل، لكن بورتو رفضت. هذا يخلق معضلة: لا يمكن للنادي شراء لاعب بقيمة 30 مليونًا وهو لا يستطيع حتى شراء لاعب آخر بقيمة 25 مليونًا. هذا يدفعهم للاختيار بين كونسيسيون وسانشو — وليس الاثنين.
ما دور روما في هذه الصفقة؟
روما ليست مجرد منافس — بل هي المُنقذ. عرضها الذي قبله سانشو ومانشستر يونايتد يُعدّ أكثر واقعية من عرض جوفنتوس، لأنه لا يتطلب تنازلات مالية كبيرة من اللاعب، ولا يعتمد على بيع لاعبين غير مؤكد. هذا يعطي روما ميزة استراتيجية في المفاوضات.
هل هناك أي فرصة لصفقة تبادل مع أستون فيلا؟
الخيار مطروح نظريًا، لكنه غير واقعي. تبادل سانشو مع لويس وي وفلاهوفيتش يتطلب موافقة ثلاث نوادٍ، وجميعها لديها شروط مختلفة. أستون فيلا لا تريد التخلي عن لويس، ومانشستر يونايتد تفضل الأموال النقدية، بينما فلاهوفيتش يرغب في الانتقال لفريق يتنافس على الألقاب — وهو ما لا تقدمه جوفنتوس حاليًا.
Mohamed Amine Mechaal
الوضع هنا يتجاوز مجرد فجوة مالية - هو انعكاس لانهيار نموذج التمويل التقليدي في الأندية الأوروبية الكبرى. جوفنتوس تعيش تحت وطأة قيود ضبط الميزانية الصارمة التي فرضتها UEFA، بينما مانشستر يونايتد يعاني من تراكم ديون طويلة الأمد ناتجة عن استثمارات غير استراتيجية. سانشو لم يعد مجرد لاعب، بل هو مؤشر اقتصادي: قيمته السوقية تعكس التناقض بين التقييم العاطفي والتحليل الكمي. روما، من ناحية أخرى، تتبع نموذجًا أكثر توازنًا: شراء بذكاء، لا باندفاع، واعتماد على سيولة مالية حقيقية وليس على توقعات بيع لاعبين غير مضمونين. هذا ليس فشل تفاوض، بل تحوّل في هيكل القوة داخل كرة القدم الأوروبية.
الصفقة الثلاثية التي طُرحت؟ مجرد وهم إعلامي. لا أحد في أستون فيلا يفكر في التخلي عن لويس، خاصة مع تطور أدائه هذا الموسم. حتى لو وافقت، فما فائدة تبادل لاعب بقيمة 15 مليونًا بآخر بقيمة 20 مليونًا؟ هذا لا يحل مشكلة السيولة، بل يعمقها. المطلوب هو بيع مباشر، لا تبادل مُعقّد.
اللاعب نفسه يفهم هذا جيدًا. خفض راتبه لم يعد كافيًا لأن جوفنتوس تفتقر إلى الهيكل التنظيمي الذي يسمح بدمج لاعب من هذا المستوى دون تفكيك آخر. روما، على العكس، لديها خطط واضحة، وبيئة تدريب متناغمة، ودعم جماهيري حقيقي. هذا ما يُسمى بالجاذبية الاستراتيجية.
النتيجة؟ جوفنتوس تُخسر لاعبًا بسبب فشل في التخطيط المالي، وليس بسبب سوء التقييم. هذا درس يجب أن يتعلمه كل نادٍ يعتقد أن التاريخ يُعفيه من التحديث.
Nefertiti Yusah
يا جماعة، جوفنتوس خسرت سانشو قبل ما تبدأ حتى المفاوضات الحقيقية، وروما خلصت الصفقة في أسبوع واحد. هذا ما يسمى بـ"الفرق بين الحلم والواقع".
أنا أقول لكم: سانشو مش بس لاعب، هو علامة على نهاية عصر. النادي اللي يشتريه بـ15 مليون؟ ده مش نادي، ده فريق يلعب في مسابقة المزارع.