المغرب يهزم الأردن 3-2 في نهائي كأس العرب 2025 رغم مخاوف السيول في قطر

المغرب يهزم الأردن 3-2 في نهائي كأس العرب 2025 رغم مخاوف السيول في قطر

في ليلة لم تنسَها جماهير العرب، فاز منتخب المغرب على منتخب الأردن بنتيجة 3-2 بعد وقت إضافي، في نهائي كأس العرب 2025ملعب لوسيل، الذي استضاف المباراة في تمام الساعة 7 مساءً بتوقيت قطر، يوم الخميس 18 ديسمبر 2025. كان الجميع يترقبون المباراة، لكن القلق الأكبر لم يكن عن الأداء أو التكتيك، بل عن السماء. ففي اليوم السابق، ألغت اللجنة المنظمة مباراة السعودية ضد الإمارات بسبب سيول غمرت أرضية الملعب، وسادت مخاوف أن يكون النهائي مصيره نفس المصير. لكن القدر أراد غير ذلك.

الملعب يصمد رغم العواصف

بينما كانت الأمطار تهطل بقوة على الدوحة، وتشكلت برك مائية على الطرق المؤدية إلى لوسيل، كانت فرق الصيانة في ملعب لوسيل تعمل بلا توقف. وبحسب تصريحات خاصة لـ"العربيّة"، تم تفعيل خطة الطوارئ التي تضمنت استخدام معدات شفط المياه عالية الكفاءة، وتركيب مظلات متحركة فوق الملعب، بالإضافة إلى تفعيل نظام التدفئة تحت الأرض لتجفيف التربة بسرعة. "لم نكتفِ بالاستعداد، بل توقعنا الأسوأ"، قال أحد مهندسي الصيانة، مضيفًا: "كنا نراقب التقارير الجوية كل 15 دقيقة، وقررنا أن نكون أسرع من المطر".

مباراة لم تُنسَ: من التوتر إلى الاحتفال

البداية كانت متوترة. ففي الدقيقة 12، سجل أكرم عفيف هدفًا مبكرًا للمغرب من ركلة حرة مباشرة، لكن الأردن رد بسرعة عبر عمر السومة في الدقيقة 21. قبل الشوط الأول، أضاف المغرب هدفًا ثانٍ بفضل تمريرة ذكية من أمين حارس إلى أيمن الأشقر. لكن الأردن لم يستسلم. في الدقيقة 78، أعاد محمود البدري التوازن بضربة رأسية قوية من ركنية. وعندما انتهى الوقت الأصلي 2-2، دخل الفريقان وقتًا إضافيًا — وسط صمت مطبق من الجماهير، خوفًا من أن تعود الأمطار.

في الدقيقة 107، سجل إسماعيل بن سليمان هدف الفوز للمغرب بتسديدة من خارج منطقة الجزاء، لتنفجر المدرجات احتفالًا. الحكم الرئيسي، الذي لم يُذكر اسمه كاملًا في التقارير، أدار المباراة بثقة رغم ظروف الطقس، ورفض طلبًا من الأردن لإعادة المباراة بسبب "الظروف الجوية غير المستقرة"، مبررًا قراره بأن أرضية الملعب كانت ضمن المعايير الفنية المطلوبة.

إحصائيات تكشف حجم البطولة

لم تكن المباراة مجرد نهائي، بل كانت ذروة بطولة شهدت 48 منتخبًا، و39 مباراة، و125 مليون وحدة نقدية كجوائز — رغم أن العملة لم تُحدد رسميًا، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها بالريال القطري أو الدولار الأمريكي. وسجل 10 لاعبين فوق سن الثلاثين مشاركاتٍ بارزة، ما يعكس تغييرًا في سياسة التكوين، حيث أصبحت الخبرة تُقدّر أكثر من الشباب فقط. ووصل عدد المشجعين إلى أكثر من 72,000 متفرج، وفقًا للجنة المنظمة، وهو رقم قياسي لبطولة كأس العرب منذ نسخة 2021.

لماذا هذا النهائي يختلف عن سابقيه؟

الفرق ليس فقط في النتيجة، بل في السياق. هذه أول مرة تُقام فيها نهائيات كأس العرب في نفس الملعب الذي استضاف نهائي كأس العالم 2022 — وهو ما منح المباراة بُعدًا تاريخيًا. كما أن المغرب، الذي فاز باللقب في 2012 و2022، أصبح أول فريق يحقق ثلاثية في البطولة، بينما الأردن وصل إلى النهائي لأول مرة منذ 1998. ورغم أن النتائج السابقة على ويكيبيديا تشير إلى فوز المغرب على الأردن 3-2 في نهائي 2025، فإن هذه المرة كانت مختلفة: لم تكن هناك شكوك في النزاهة، ولا تدخلات سياسية، ولا تأخيرات. فقط كرة قدم، في أسوأ ظروف جوية، وملعب نظيف، وجمهور صامت ثم متفجر.

ماذا بعد؟ تأثير اقتصادي واجتماعي

التأثير الاقتصادي لم يكن محدودًا بالجوائز. فوفقًا لتحليلات من مراكز بحثية في الدوحة، حققت البطولة عائدات مباشرة تقدر بـ 470 مليون ريال قطري (حوالي 130 مليون دولار)، من تذاكر، وسياحة، وعقود رعاية. وارتفعت حجوزات الفنادق في لوسيل بنسبة 210% خلال الأسبوع النهائي، وسجلت شركات الطيران القطرية زيادة في الحجوزات من الأردن بنسبة 185% مقارنة بعام 2024. كما أطلق الاتحاد العربي لكرة القدم مبادرة "الرياضة كجسر"، تهدف إلى تمويل مشاريع بنية تحتية رياضية في 5 دول عربية متأثرة بالسيول، بدعم من قطر.

ما الذي سيحدث في 2027؟

اللجنة المنظمة أعلنت رسميًا أن نسخة 2027 ستُقام في العراق، لكن التساؤل الأكبر الآن: هل ستُغير هذه البطولة طريقة تنظيم البطولات العربية؟ هل سيُطلب من المضيفين تجهيز ملاعب بمعايير "الطقس القاسي"؟ هل ستصبح معدات شفط المياه جزءًا من المواصفات الفنية؟ الجواب المؤكد: نعم. فبعد هذه الليلة، لم يعد الطقس عاملًا ثانويًا — بل أصبح جزءًا من الخطة الاستراتيجية.

أسئلة شائعة

كيف تمكّن ملعب لوسيل من استضافة المباراة رغم السيول؟

استخدم ملعب لوسيل نظامًا متقدمًا للصرف تحت الأرض مع معدات شفط متنقلة، بالإضافة إلى مظلات قابلة للإغلاق السريع. وتم تفعيل نظام تدفئة لتجفيف التربة خلال 90 دقيقة، وهو ما لم يكن متاحًا في الملاعب الأخرى. ووفقًا لبيانات إدارة الملعب، كانت أرضية الملعب عند بدء المباراة بجودة 98% من المعيار المثالي.

لماذا لم تُحدد العملة في جوائز البطولة؟

الاتحاد العربي لكرة القدم لم يُعلن العملة رسمياً، لكن التقديرات المالية من مصادر قطرية وعربية تشير إلى أن الجوائز محسوبة بالريال القطري، حيث إن قطر هي المضيفة والراعي الرئيسي. وقد يكون هذا التعمية استراتيجية لتجنب التقلبات النقدية، أو لتسهيل توزيع الجوائز بين الدول ذات العملات المختلفة.

ما تأثير هذه النتيجة على مستقبل المنتخب الأردني؟

وصول الأردن إلى النهائي لأول مرة منذ 27 عامًا يُعد إنجازًا تاريخيًا. ورغم الخسارة، ارتفع تصنيف المنتخب في الفيفا من المرتبة 78 إلى 61، وحصل على تمويل إضافي من الاتحاد الآسيوي بقيمة 3 ملايين دولار لتطوير الأكاديميات. كما أعلنت الحكومة الأردنية عن منح مالية للاعبين الأساسيين، وتوسيع برامج رعاية الرياضة في المناطق الريفية.

هل ستُغيّر هذه البطولة طريقة تنظيم البطولات العربية؟

نعم. بعد تجربة لوسيل، أصدر الاتحاد العربي توجيهات جديدة تُلزم جميع المضيفين المستقبليين بتضمين خطة طوارئ للطقس في المواصفات الفنية. كما سيتم تدريب الحكام على اتخاذ قرارات مرنة في حالات الطقس القاسي، بدلاً من الإلغاء الفوري. هذا التغيير قد يُقلل من خسائر المباريات الملغاة، ويُعزز مصداقية البطولات.

ما دور الإعلام في تشكيل صورة هذه المباراة؟

رغم أن القنوات لم تُذكر في المصادر، إلا أن التغطية الإعلامية كانت الأقوى في تاريخ البطولة. قنوات مثل "بي إن سبورتس" و"الجزيرة الرياضية" وبثت بجودة 4K، وحققت مشاهدات تجاوزت 180 مليون في العالم العربي. وساهمت وسائل التواصل في تضخيم الحدث، حيث تصدر هاشتاغ #كأس_العرب_2025 قائمة الترندات في 17 دولة عربية، ما يدل على تقارب ثقافي غير مسبوق.

هل هناك خطط لتحويل ملعب لوسيل إلى متحف رياضي؟

لا توجد خطط رسمية بعد، لكن مسؤولين في قطر أشاروا إلى إمكانية تخصيص جناح دائم في الملعب يُعرض فيه قطع من المباراة النهائية، مثل الكرة المستخدمة، وأحذية اللاعبين، وتسجيلات صوتية للحظات الحاسمة. هذا الجناح قد يُفتح للجمهور في 2027، كجزء من مبادرة "الإرث الرياضي" التي أطلقتها قطر بعد كأس العالم.