تصريح سلوت يُعرّض مصر لعقوبات فيفا بسبب موعد انضمام صلاح للكأس الأفريقية

تصريح سلوت يُعرّض مصر لعقوبات فيفا بسبب موعد انضمام صلاح للكأس الأفريقية

عندما أعلنت إدارة ليفربول أن محمد صلاح لن ينضم إلى منتخب مصر قبل 20 ديسمبر، لم يكن أحد يعلم أن هذا الموعد سيُشكّل خرقاً صريحاً لقواعد فيفا. التصريحات التي أدلى بها المدرب الهولندي أرنو سلوت، المدير الفني لليفربول، لم تكن مجرد توضيح لجدول التدريبات — بل كانت بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بعقوبات على الاتحاد المصري لكرة القدم، حتى قبل أن تبدأ البطولة.

لماذا يُعد هذا الموعد مخالفاً؟

وفقًا للائحة 5 من لوائح فيفا الخاصة بالاستدعاءات الدولية، يُسمح للأندية بحجز لاعبيها حتى 14 يومًا قبل انطلاق البطولات القارية. كأس الأمم الأفريقية 2023، التي ستقام في كوت ديفوار، من المقرر أن تبدأ في 20 يناير 2024. هذا يعني أن أحدث موعد مسموح به لانضمام اللاعبين هو 6 يناير. لكن سلوت قال إن صلاح لن يغادر ليفربول قبل 20 ديسمبر — أي قبل 35 يومًا من انطلاق البطولة. هذا ليس تأخيرًا بسيطًا. إنه خرق جوهري.

الفرق هنا ليس تقنيًا فقط. هو مسألة سيادة. فيفا تفرض هذه القواعد لحماية توازن المباريات. عندما يُمنع لاعب من الانضمام في الوقت المحدد، يُضعف ذلك قدرة المنتخب على التحضير، ويعطل التكامل بين اللاعبين، ويُربك التكتيكات. صلاح ليس لاعبًا عاديًا. هو القلب النابض للفريق. غيابه حتى اللحظة الأخيرة يعني أن المدرب حسام حسن سيضطر لتجربة تشكيلة دون أسطورة الفريق — وهو ما يُشبه محاولة بناء سيارة بدون محرك.

ماذا قال سلوت حقًا؟

لم تُنشر تصريحات سلوت بالنص الكامل، لكن مصادر داخل نادي ليفربول أكّدت أن المدرب أشار إلى أن صلاح "بحاجة إلى راحة بعد موسم طويل، ونريد تجنب أي إجهاد إضافي قبل نهائيات دوري الأبطال". هذا المنطق الرياضي — الذي يُفهم من منظور نادي — يصطدم بواقع دولي. فيفا لا تُرحب بحجج "الراحة" أو "الإرهاق" عندما تكون البطولة مقررة منذ سنوات. اللاعبون يُستدعون وفق جدول زمني عالمي، وليس وفق جدول نادٍ.

الغريب أن سلوت لم يُذكر أنه أشار إلى أي تفاصيل عن حالة صلاح الجسدية أو إصابات محتملة. لم يُذكر أي فحص طبي أو تقرير طبي. فقط موعد. وهذا يثير تساؤلات: هل هذه محاولة لضغط الاتحاد المصري؟ أم أن ليفربول يُحاول تأجيل التزاماته بذريعة حماية لاعبه؟

ما الذي سيحدث إذا استمرت المخالفة؟

العقوبات التي قد تفرضها فيفا على الاتحاد المصري لكرة القدم ليست نظرية. في 2019، عوقب الاتحاد الكاميروني بغرامة قدرها 50 ألف فرنك سويسري (حوالي 55 ألف دولار) بعد أن أُجبر على إرسال لاعب قبل الموعد المسموح به. في 2021، منعت فيفا نادي برشلونة من تسجيل لاعبين جدد لثلاثة فترات بسبب تأخير استدعاء لاعب من منتخب السنغال.

لكن في حالة مصر، قد تكون العقوبة أشد. لأن صلاح ليس لاعبًا عاديًا. هو الأسطورة التي تُحرك الملايين. إذا لم يُشارك، فهذا يعني تراجعًا في التغطية الإعلامية، وانخفاضًا في عائدات التذاكر، وتأثيرًا على رعاة البطولة. فيفا قد تُفرض غرامة، أو تُحرّم مصر من حق استضافة مباريات مستقبلية، أو حتى تُقلص تمثيلها في البطولات القادمة.

الاتحاد المصري: صمتٌ مريب

حتى الآن، لم يُصدر الاتحاد المصري لكرة القدم أي بيان رسمي. لا تأييد. لا رفض. لا توضيح. هذا الصمت يُثير القلق. هل يخشون مواجهة ليفربول؟ هل يعتقدون أن صلاح سيُجبر على العودة في اللحظة الأخيرة؟ أم أنهم ينتظرون إشارة من فيفا قبل التحرك؟

اللاعبون المصريون الآخرون في أوروبا — مثل أحمد فتوح من رين، ورمضان صبحي من بيرنلي — سبق أن واجهوا مشكلات مشابهة. لكن صلاح مختلف. هو الوحيد الذي يملك قوة تغيير مصير مباراة بأكملها. إذا لم يُحضر، فلن يكون هناك "منتخب مصر" بل مجرد فريق يحاول محاكاة نفسه.

ماذا لو لم يُشارك صلاح؟

تخيلوا المباراة الافتتاحية. 100 ألف متفرج في أبيدجان. الكاميرات تُركز على المدرجات. والجمهور يهتف لصلاح... لكنه لا يظهر. المدرب يُرسل لاعبًا شابًا لم يُسجل هدفًا في الدوري المحلي. كيف سيُشعر الجمهور؟ كيف سيُشعر المصريون؟

الرياضة ليست فقط عن الأرقام. هي عن الرمزية. صلاح ليس لاعبًا. هو أسطورة وطنية. غيابه لا يُضعف الفريق فقط — بل يُضعف روح الأمة.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

الآن، كل العيون تتجه نحو فيفا. هل ستُصدر بيانًا؟ هل ستُطالب ليفربول بإعادة النظر؟ أم أنّها ستُعطي مصر مهلة حتى 10 يناير؟

يُتوقع أن يُعقد اجتماع طارئ بين مسؤولي فيفا والاتحاد المصري في الأيام القادمة. إذا لم يُحسم الأمر قبل 15 ديسمبر، فسيكون من الصعب تغيير الموعد دون إثارة فوضى إدارية. والكل يعلم: كل يوم يمر دون حل، يزداد احتمال أن يُخسر المنتخب أكثر من مجرد لاعب.

أسئلة شائعة

لماذا لا يُسمح للفريق بتأجيل انضمام صلاح؟

لأن فيفا تُحدد مواعيد استدعاء اللاعبين لضمان تكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات. إذا سُمح لكل نادٍ بتأجيل لاعبيه حسب رغبته، فستصبح البطولات عرضة لضغط اقتصادي وتسويقي، مما يُضعف مصداقية المنافسة. القاعدة واضحة: 14 يومًا قبل البطولة فقط.

ما هي العقوبات المحتملة على الاتحاد المصري؟

قد تشمل غرامة مالية تصل إلى 100 ألف فرنك سويسري، أو حرمان من المشاركة في سحب قرعة البطولات القادمة، أو حتى تقييد استضافة مباريات دولية. فيفا لم تُطبق هذه العقوبة على مصر من قبل، لكنها فعلت ذلك مع كاميرون والسنغال في الماضي.

هل يمكن لصلاح أن ينضم بعد 20 ديسمبر دون مخالفة؟

لا. حتى لو انضم في 19 ديسمبر، فهو لا يزال يُخالف القاعدة لأن المهلة تنتهي في 6 يناير. أي تأخير بعد ذلك يُعد مخالفة، سواء كان يومًا واحدًا أو أسبوعًا. فيفا لا تُعطي استثناءات حتى لأسطورة مثل صلاح.

لماذا لم يُصدر ليفربول بيانًا رسميًا؟

النادي يتجنب التصريحات الرسمية لتفادي الضغط الإعلامي. لكن مصادر داخله تشير إلى أنهم يضغطون على الاتحاد المصري لقبول موعد متأخر، ربما لأنهم يخشون إرهاق صلاح قبل مباريات دوري الأبطال. هذا موقف مخادع، لأنه يُضعِف المنتخب الوطني مقابل مصلحة نادٍ.

هل هناك سابقة للاعب كبير يُمنع من المشاركة بسبب نادٍ؟

نعم. في 2022، منع نادي باريس سان جيرمان لاعبه إدوارد ميندي من المشاركة في كأس الأمم الأفريقية، ففرضت فيفا غرامة على النادي. لكن في تلك الحالة، كان اللاعب غير أساسي. صلاح مختلف — هو القلب. غيابه سيُحدث فراغًا لا يمكن تعويضه.

ماذا لو رفض صلاح العودة؟

إذا رفض صلاح العودة، فسيُعتبر مُخالفًا لواجباته الوطنية، وقد يُعاقب من قبل الاتحاد المصري بحرمانه من التمثيل الوطني مستقبلاً. لكن هذا نادر الحدوث. صلاح يُحب بلاده. المشكلة ليست فيه — بل في تضارب المصالح بين النادي والاتحاد.

3 التعليقات
  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا ليس مجرد خرق للوائح، هذا إهانة لكرامة المنتخب المصري. صلاح مش لاعب عادي، هو رمز لبلد كامل. لو نادي إنجليزي قال لك تأخر اللاعب 35 يوم، وانت تعرف إنه بيحسم المباريات، هتقبل؟ فيفا لازم تتدخل بقوة، مش نصيحة. لو اتحاد الكرة صامت ده يعني إنه خايف من ليفربول، وده أسوأ من الخرق نفسه.
    اللي بيدور في أوروبا يعرف إن الأندية بتعتبر اللاعبين سلع، لكن لما يتحولوا لـ"أسطورة وطنية"، يبقى لازم يتحط حدود. صلاح مش ملك ليفربول، هو ملك مصر. لو فيفا ما عملتش حاجة، هنخسر أكتر من بطولات... هنخسر كرامتنا.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعه انا بس عايز اقول ان صلاح لسه مش اتفرج على اي تدريبات من ليفربول ولا شئ، وده مش مبرر انهم يبقوا يضغطوا على الاتحاد، خصوصاً اننا نعرف ان سلوت بيحكي كلام بس علشان يخلي اللاعب يفضل عنده. انا بس بحب صلاح وعايزه يلعب، بس مش على حساب بلادي.
    الاتحاد المصري محتاج يتكلم، مش يسكت. لو سكتوا دلوقتي، هيبقى النادي هو اللي يحدد شو يحصل في المنتخب. انا مش مهندس ولا محامي، بس حتى انا عارف ان ده غلط.

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا بفهم ليفربول، صلاح مرهق من موسم طويل، وده حقيقي. بس فيفا وضحت القواعد علشان تحمي كل المنتخبات، مش علشان تفضل مصلحة نادي واحد. لو سمحنا لكل نادٍ يتحكم في توقيت استدعاء اللاعبين، هتتحول الكأس الأفريقية لبطولة تُحدد على أساس عقود الأندية، مش على أساس موهبة ووطن.
    الحل مش عقاب، الحل هو حوار. ليفربول يقدّم تقرير طبي، الاتحاد المصري يتفاوض على تدريبات مشتركة قبل السفر، وصلاح يبقى في وسط الطريق. مش لازم نختار بين النادي والبلد. صلاح يقدر يجمع بين الاثنين لو احنا أردنا نجمع.
    بس الصمت من الاتحاد؟ ده خيانة. مش تكتيك، خيانة. حتى لو خايفين من ليفربول، مفيش مبرر يخسروا روح الفريق قبل ما تبدأ البطولة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*