إمارات تسلّم أول طائرة إيرباص A350-900 وتبدأ رحلات إلى إدنبرة في يناير 2025

إمارات تسلّم أول طائرة إيرباص A350-900 وتبدأ رحلات إلى إدنبرة في يناير 2025

في 25 نوفمبر 2024، استلمت طيران الإمارات أول طائرة من طراز إيرباص A350-900 بتسجيل A6-EXA من مصنع إيرباص في تولوز، فرنسا. لم تكن هذه مجرد تسليمات عادية — كانت نقطة تحول في تاريخ الأسطول، خاصة مع تأجيلها لأربع مرات منذ الخطة الأصلية لبدء الخدمة في سبتمبر 2024. الطائرة، التي تحلقت بوقود جوي مستدام ممزوج بالوقود التقليدي، هبطت في مطار دبي الدولي بعد رحلة نقل، لتُنهي عمليات التجهيز النهائي في مراكز طيران الإمارات للهندسة، ثم تُعرض رسميًا في حفل خاص في دبي.

الخدمة التجارية تبدأ بعد تأخيرات متتالية

لكن التسليم لم يكن نهاية القصة. انتظر الركاب أكثر من شهرين حتى 15 يناير 2025، عندما انطلقت أول رحلة تجارية للطائرة من مطار دبي الدولي إلى مطار إدنبرة في اسكتلندا. هذا التاريخ كان الرابع في سلسلة التأخيرات: بدأ التخطيط في سبتمبر، ثم تأخر إلى أكتوبر، ثم ديسمبر، ثم يناير. لم يُذكر السبب رسميًا، لكن مصادر داخلية تشير إلى ضغوط في خطوط الإنتاج، وتعديلات في التجهيز الداخلي للطائرات، خصوصًا فيما يتعلق بتجهيزات طاقم الطيران.

الطائرات الأولى من هذا الطراز لم تكن مجهزة بمرافق للراحة للطاقم — مما حرمها من الرحلات الطويلة. هذا كان سببًا رئيسيًا لاختيار وجهات قصيرة ومتوسطة فقط في البداية. لكن هذا التغيير تدريجي. الطائرات التي ستُسلّم لاحقًا، خاصة من منتصف 2025 فصاعدًا، ستكون مجهزة بغرف راحة للطاقم، مما يفتح الباب أمام رحلات عبر المحيطات.

أسطول يتوسع بسرعة… ووجهات تنمو يومًا بعد يوم

بحلول 16 يناير 2025، كان لدى طيران الإمارات 13 طائرة من طراز A350-900 في الخدمة — رقم يفوق التوقعات. ففي مارس 2024، كانت الخطة تنص على استلام 10 طائرات فقط بحلول نهاية مارس 2025. لكن تسريع عمليات التسليم جعلها تصل إلى 13 طائرة في أقل من أربعة أشهر.

بعد إدنبرة، أُضيفت ثمانية وجهات أخرى خلال فبراير ومارس 2025: أحمد آباد في الهند، البحرين، بولونيا في إيطاليا، كولومبو في سري لانكا، الكويت، ليون في فرنسا، ومومباي. كل رحلة تُجرى يوميًا، وفقًا لبيانات سيريوم. التوسع لم يقتصر على التوقيت فقط — بل على التردد أيضًا. بعض الرحلات، مثل مومباي، أصبحت تُخدم بثلاث رحلات أسبوعيًا.

المحركات التي تجعلها الأفضل… والطموحات المستقبلية

المحركات التي تجعلها الأفضل… والطموحات المستقبلية

كل A350-900 من طيران الإمارات مزودة بمحركات رولز رويس ترنت XWB-84 — وهي نفس المحركات التي تُستخدم في الطائرات الأوروبية الفاخرة. وقال متحدث باسم رولز رويس: "هذا التوسع يثبت ثقة العملاء في قدرة محركاتنا على تقليل استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالجيل السابق، مع تقليل الانبعاثات وزيادة المتانة."

لكن الأهم من كل هذا هو ما ينتظرنا. في فبراير 2026، من المقرر أن تحل إيرباص A350-900 محل طائرة بوينغ 777-200LR في رحلة مونتريال — أول رحلة طويلة المدى من هذا الطراز. وقبلها، في ديسمبر 2025، ستبدأ رحلة إلى أديلايد في أستراليا — وهي أول وجهة في القارة الأسترالية تُخدم بطائرات A350 من طيران الإمارات. هذا التحول يُظهر أن الشركة لا تسعى فقط لاستبدال الطائرات القديمة، بل لإعادة تعريف معايير الراحة والكفاءة على المسارات البعيدة.

الاستثمار الضخم… ومستقبل الطيران

في نوفمبر 2025، خلال معرض دبي للطيران، أعلنت طيران الإمارات زيادة التزامها بطائرات A350-900 من 65 إلى 73 طائرة. الثمانية إضافية ستُسلّم بحلول 2031. هذا يعني أن الشركة ستستثمر أكثر من 10 مليارات دولار في هذا الطراز وحده — وهو أكبر استثمار فردي في تاريخ الطيران المدني في الشرق الأوسط.

الآن، تمتلك طيران الإمارات ثاني أكبر أسطول من طراز A350-900 في العالم بعد الخطوط الجوية التركية، التي تملك 110 طائرة. لكن ما يميز طيران الإمارات هو سرعة التسليم، وسرعة التوسع في الرحلات، وتركيزها على تجربة الركاب — خاصة مع تقديم مقاعد الـ Premium Economy التي أصبحت مفضلة لدى المسافرين من طبقة الوسط.

ما الذي ينتظرنا بعد ذلك؟

ما الذي ينتظرنا بعد ذلك؟

الآن، كل طائرة A350-900 تُستخدم كأداة لاختبار السوق. فهل ستُضاف وجهات مثل نيويورك أو لندن؟ لا توجد خطط رسمية بعد. لكن مصادر داخلية تقول إن التخطيط جارٍ لتوسيع الرحلات إلى أمريكا الشمالية بحلول 2027، باستخدام طائرات مجهزة بمرافق للراحة. وفي المقابل، تُراجَع بعض الوجهات الأوروبية التي لا تحقق عائدًا كافيًا — مثل بولونيا — لاستبدالها بوجهات أكثر ربحية.

التحول من الـ Boeing 777 إلى الـ A350 ليس مجرد استبدال طائرات. إنه تغيير في فلسفة التشغيل: أقل استهلاك للوقود، أقل انبعاثات، وتجربة ركاب أرقى. وربما، في المستقبل القريب، لن نتذكر أن طيران الإمارات كانت تستخدم طائرات من طراز 777… بل سنرى فقط الطائرات البيضاء الطويلة التي تحلق بسلاسة، بمحركات هادئة، ومقاعد تشبه السرير.

أسئلة شائعة

لماذا تأخرت خدمة A350-900 لأربع مرات؟

التأخيرات نتجت عن تغييرات في تجهيز الطائرات داخل مراكز صيانة طيران الإمارات، خصوصًا فيما يتعلق بتركيب مقاعد الـ Premium Economy وضبط أنظمة الترفيه. كما أن ضغوط الإنتاج في مصانع إيرباص في تولوز سبّبت تأخيرات في التسليم، خاصة مع تزايد الطلبات العالمية.

ما الفرق بين الطائرات الأولى والطائرات التي ستُسلّم لاحقًا؟

الطائرات الأولى لم تكن مجهزة بمرافق راحة للطاقم، مما جعلها غير مناسبة للرحلات الطويلة. الطائرات التي ستُسلّم من منتصف 2025 فصاعدًا تضم غرف نوم للطاقم، ونظام تهوية محسّن، وتخزين إضافي للوجبات — مما يسمح لها بالطيران لمسافات تتجاوز 16 ساعة، مثل رحلات مونتريال وأديلايد.

هل تُستخدم طائرات A350 في رحلات الحج؟

حتى الآن، لا تُستخدم A350-900 في رحلات الحج أو العمرة، لأنها مخصصة للرحلات التجارية العادية. لكن مصادر داخلية تؤكد أن طيران الإمارات تدرس إمكانية استخدام بعض الطائرات المجهزة بمرافق راحة لنقل الحجاج في مواسم مزدحمة، خاصة مع زيادة الطلب على الراحة.

ما مدى كفاءة A350 في تقليل الانبعاثات مقارنة بـ 777؟

الطائرة A350-900 تستهلك 25% أقل من الوقود مقارنة بـ Boeing 777-200LR، وتنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 30%. هذا يجعلها الخيار الأفضل للخطوط الجوية التي تسعى لتقليل بصمتها الكربونية، خاصة مع الزيادة المتوقعة في ضرائب الكربون في أوروبا بحلول 2027.

لماذا اختارت إمارات طراز A350-900 وليس A350-1000؟

A350-900 أصغر حجمًا وأكثر مرونة في التوزيع الجغرافي. بينما A350-1000 تُستخدم للرحلات الطويلة جدًا مثل لندن أو نيويورك، فإن A350-900 مناسبة للوجهات المتوسطة والطويلة في آسيا وأوروبا، وهي الأكثر طلبًا من قبل مسافري طيران الإمارات. كما أن تكلفتها التشغيلية أقل، مما يناسب نموذج الشركة في تغطية شبكة واسعة بتكاليف معتدلة.

ما هي الخطط المستقبلية لطيران الإمارات مع A350؟

الخطة تشمل تشغيل 73 طائرة بحلول 2031، مع توسيع الرحلات إلى أمريكا الشمالية وأستراليا، وربما آسيا الوسطى. كما تدرس الشركة إمكانية تخصيص بعض الطائرات لرحلات خاصة أو تعاون مع شركات سياحية لتقديم رحلات فاخرة بمقاعد مخصصة للعائلات أو كبار الشخصيات.

4 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، طيران الإمارات بسّطت التأخيرات كأنها مسلسل درامي على نتفليكس: سبتمبر، أكتوبر، ديسمبر، يناير... بس ما في أحد شافوا الطائرة تطير إلا بعد ما خلصوا يركبوا المقاعد اللي بتناسب الطبقة الوسطى. بس صدّقوني، لو كان في حد يقدر يشوف مقعد Premium Economy ده وهو نايم فيه، هيعمله فيلم وثائقي. 😏

  • Majd kabha
    Majd kabha

    التحول من 777 لـ A350 مش مجرد ترقية طائرة، ده تحول في فلسفة الطيران: كفاءة، راحة، استدامة. المحركات الجديدة تخفيض الانبعاثات 25%؟ هذا ليس تحسينًا، هذا ثورة صامتة.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    الاعتماد على A350-900 بدل A350-1000 يعكس تبني نموذج تشغيلي مرن قائم على توزيع جغرافي مُحسَّن وتكلفة تشغيلية منخفضة، مع توازن دقيق بين القدرة على التحمل وقابلية التوسع في الشبكة. هذا التخطيط الاستراتيجي يتوافق مع معايير OPEX-Driven Fleet Optimization، ويُقلل من مخاطر التحميل الزائد على المطارات ذات السعة المحدودة.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    أنا سمعت إنهم يخططوا لرحلة لنيويورك؟ يارب تخلصوا من بولونيا أولًا، لو عايزين تربحوا، خليوا الرحلة تروح لدبي من نيويورك، مش العكس. بس والله لو جابوا مقاعد تشبه السرير، أنا هروح حتى لو دفعت ضعف السعر.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*