Gattuso وباكايوكو يشعلان نزاعًا على الدكة خلال فوز ميلان على سامبدوريا
في ليلة الاثنين 6 يناير 2019، وسط ضجيج 75 ألف مشجع في سان سيرو، لم يكن الفوز 2-0 لـ ميلان على سامبدوريا هو ما تبقى في أذهان المتابعين. بل كان مشهدًا صادمًا على دكة البدلاء: المدرب جينارو جاتوسو، الذي كان يُنظر إليه كأحد أشد المدربين انضباطًا في الدوري الإيطالي، يُهاجم بالكلمات من لاعبه تييموي باكايوكو، الذي رد عليه بعبارة مسجلة بالفيديو: "اذهب إلى الجحيم". الحدث لم يكن مجرد لحظة غضب — بل كان انفجارًا لتوترات تراكمت لشهور.
ما الذي حدث بالضبط على دكة ميلان؟
في الدقيقة 75، مع تقدم ميلان 2-0، طلب جاتوسو من باكايوكو — الذي كان على مقاعد البدلاء منذ 12 يومًا — أن يبدأ التسخين استعدادًا للدخول. لكن اللاعب الفرنسي، الذي كان يعاني من انخفاض في فرص اللعب، رفض. لم يكتفِ بالرفض، بل تحدث بصوت عالٍ، وفقًا لشهود عيان وتحليلات فيديو من Goal.com، ووجه كلمات غير لائقة للمدرب. جاتوسو، الذي كان يُعرف بانفجاره العاطفي لكنه نادرًا ما يُظهر ضعفًا، لم يرد بالصراخ. بل أشار بيده، وسار باتجاه الممر، وطلب من باكايوكو أن يتبعه. انتقل الاثنان إلى ممرات الملعب السرية، حيث استمر النقاش ست دقائق. لم يُسمع شيء من الداخل، لكن العيون كانت مثبتة على المدخل. عندما عاد باكايوكو، لم يكن يحمل أي تغيير في تعابيره. لم يُستبدل. لم يُعاقب. لكن الجميع عرف: شيئًا ما تغير للأبد.
علاقة متوترة منذ البداية
لم يكن هذا أول خلاف بين جاتوسو وباكايوكو. منذ وصول اللاعب الفرنسي من تشيلسي في يوليو 2018، بقيت العلاقة متوترة. باكايوكو، الذي كان يُتوقع أن يكون قلب خط الوسط الحديدي، لم يحقق الأداء المتوقع. ظهر في 14 مباراة فقط خلال الموسم، ولعب 958 دقيقة — أقل من نصف الوقت الممكن. في ديسمبر 2018، عندما انتقدت وسائل الإعلام تكرار تعرضه للعنصرية، قال جاتوسو علنًا: "تييموي سعيد في إيطاليا"، وكأنه يحاول تهدئة الأزمة. لكنه في الخلفية، كان يشعر بالإحباط من عدم التزامه في التدريبات، وفقًا لمصادر داخل النادي. أحد المدربين المساعدين، جوفاني مارتينيز، قال لصحيفة OneFootball إن "العلاقة كانت متوترة، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى أبدًا".
الانفجار في وقت غير مناسب
كان هذا اليوم مزدحمًا بالصدمات. في الدقيقة 89، بعد أن أكمل ميلان فوزه بفضل أهداف غونزالو إيجواين وهكان تشالهانوجلو، أُرسل البرازيلي لوكاس بوكاتا خارج الملعب لضربه ذراع الحكم. لم يكن ميلان بحاجة إلى هذه الفوضى. كان الفريق في المركز الخامس بـ31 نقطة، يحاول التأهل لدوري الأبطال. لكن تصرفات باكايوكو وبوكاتا حوّلت الفوز إلى فضيحة. جاتوسو، في مؤتمره الصحفي، لم ينكر ما حدث. قال بلهجة مكتومة: "سأستخدم لغتي الخاصة"، ثم أضاف: "آسف لأن هذه الجدلات أخفت الفوز". لم يُذكر اسم باكايوكو علنًا، لكن الجميع فهم.
ما الذي يعنيه هذا لمستقبل باكايوكو؟
باكايوكو كان مُستعارًا من تشيلسي بقيمة 10 ملايين يورو، مع خيار شراء بـ35 مليونًا. لكن بعد هذا الحادث، لم يعد الخيار مطروحًا. مصادر من إدارة تشيلسي أشارت إلى أن المدير التنفيذي مارينا غرانوفسكايا كانت تراقب الوضع عن كثب. لم يُطلب أي إعارة إضافية. لم يُطرح أي بيع. ببساطة: اللاعب عالق. في ميلان، كان الاحتمال الوحيد هو إعادته إلى تشيلسي قبل نهاية الموسم — أو إبعاده عن الفريق تمامًا. في الأيام التالية، لم يُشارك باكايوكو في تدريبات الفريق، وظهرت صوره وهو يتدرب منفصلًا مع فريق الشباب. لم يُعلن عن عقوبة رسمية، لكن في عالم كرة القدم، الصمت هو أقسى عقوبة.
لماذا يهتم الجمهور بهذا؟
لأنه ليس مجرد خلاف بين مدرب ولاعب. إنه انعكاس لصراع أعمق في ميلان: بين الانضباط والانفعال، بين الاحترافية والهشاشة النفسية. جاتوسو، الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا كلاعب، يرى كرة القدم كحرب. باكايوكو، الذي عاش تجارب عنصرية في إيطاليا، يرى نفسه كضحية. عندما يتصادم هذان العالمان، لا يفوز أحد. وعندما تُستخدم الكلمات المُهينة في ملعب مقدس مثل سان سيرو، فهذا لا يُنسى. حتى لو فاز الفريق، فإن الروح تُصاب.
ماذا يحدث بعد؟
في 13 يناير 2019، كان ميلان مُتوقعًا أن يواجه أودينيزي، لكن باكايوكو لم يُدرج في القائمة. لم يُعلَن السبب رسميًا، لكن المصادر الداخلية قالت إنه "مُعاقب إداريًا". جاتوسو، بدوره، لم يُغير من نبرته. قال لصحفيين: "اللاعبون ليسوا أطفالًا. عليهم أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم". لكن في الخفاء، كانت إدارة ميلان تُناقش خياراتها: هل يُباع؟ هل يُعاقب؟ أم يُترك ليُنهي الموسم في العزل؟
خلفية: كيف وصلنا إلى هنا؟
باكايوكو وصل إلى ميلان كواحد من أكبر التوقيعات الموسمية. كان يُنظر إليه كمكمل لـ ليوناردو بونوتشي وكالهانوجلو في بناء فريق قوي. لكنه فشل في التكيف مع أسلوب جاتوسو: التدريبات القاسية، التوقعات العالية، والانضباط الصارم. في المقابل، جاتوسو لم يُظهر أي رحمة. لم يُعترف بضغوطه النفسية، ولم يُحاول فهم ثقافته. في إيطاليا، لا تُغفر الضعف. في فرنسا، لا يُستهان بالكرامة. وبين هذين العالمين، تقطعت الخيوط.
هل هذا الحادث نادر؟
لا. في إيطاليا، تُسجل عشرات الحوادث المشابهة كل موسم. لكن القليل منها يُوثق بالفيديو ويُنشر علنًا. في 2017، اشتبك المدرب أنطونيو كونتي مع لاعبه دييغو كوستا في تشيلسي، وانتهى الأمر برحيل الأخير. في 2015، اعترف أندريه بارو بأنه رفض أوامر مدربه في باريس سان جيرمان، وتم إبعاده. لكن ما يميز حادثة ميلان هو تزامنها مع فوز، ووجود شهود من كبار اللاعبين — مثل بونوتشي — الذين رأوا كل شيء. هذا ليس مجرد خلاف. إنه علامة على تفكك.
أسئلة شائعة
كيف أثر هذا الحادث على أداء ميلان في بقية الموسم؟
بعد الحادث، تراجع أداء ميلان بشكل ملحوظ. خسر مباراتين من أصل ثلاث مباريات قادمة، وانهار في التصنيف من المركز الخامس إلى الثامن خلال شهر واحد. باكايوكو لم يُشارك مجددًا، وفقد ثقة الفريق. جاتوسو، الذي كان يُتوقع أن يُجدد عقده، أُقيل في مايو 2019 بعد فشل الفريق في التأهل لدوري الأبطال — وهو ما ربطه الكثيرون بالانقسام الداخلي الذي بدأ في سان سيرو.
لماذا لم يُعاقب باكايوكو رسميًا؟
الإدارة خافت من تداعيات العقاب. باكايوكو كان لاعبًا مستعارًا، وتشيلسي كانت تراقب كل خطوة. أي عقوبة رسمية — مثل الغرامة أو الإيقاف — قد تُستخدم كذريعة لإنهاء الإعارة مبكرًا، مما يُكلّف ميلان خسارة مالية. لذلك، اخترت العقاب الصامت: الإقصاء من التدريبات، وحرمانه من المباريات، وتجاهله في وسائل الإعلام. وهو ما كان أقسى من أي عقوبة رسمية.
ما مصير جاتوسو بعد هذا الحادث؟
رغم فوزه في المباراة، تدهورت صورة جاتوسو لدى الإدارة. اعتبروا أنه فقد السيطرة على الفريق، وأنه لا يُدير اللاعبين بذكاء. لم يُطرد فورًا، لكنه فقد دعم الرئيس باولو سكاروني. بعد خسارة مباريات حاسمة في الربيع، أُقيل في 27 مايو 2019، وحل محله كلاوديو رانييري. الحادث في سان سيرو لم يكن السبب الوحيد، لكنه كان الرسالة التي أرسلها الفريق: لا يمكن الاستمرار بهذا النمط.
هل باكايوكو عاد إلى ميلان بعد ذلك؟
لا. بعد انتهاء الإعارة، عاد إلى تشيلسي، ثم انتقل إلى أولمبيك مارسيليا في صيف 2019. لم يُذكر اسمه في أي محادثات تتعلق بميلان منذ ذلك الحين. في مقابلة عام 2021، قال: "أحترم إيطاليا، لكن بعض الأشياء لا تُنسى، ولا تُغفر". ميلان لم يُعلق. في الملعب، لم يُستدعَ أبدًا مرة أخرى.
adham zayour
جاتوسو يعتقد إنه يبني جيشًا، لكنه نسى إنه يدرب بشر. باكايوكو مش بس لاعب، هو إنسان عايش في دولة ما تفهمهش، ومش كل حاجة تتحل بالصراخ والتهديد. لو كان معاك في الشارع وقلت له "اذهب للجحيم"، هيعمل إيه؟ يرد عليك بس؟ لا، هيعمل كلام أكتر! المدرب اللي يخلي لاعبه يرد عليه كده، ده مدرب فاشل، مش بس لاعب فاشل.
إكرام جلال
يا جماعه انا شايف ان باكايوكو مخلص بس مش عارف يعبر عن نفسه بالايطالي واتنين اكتر من بعض بس بس كلام وانتهت القصه بس جاتوسو اتضايق كتير بس مفيش فرق بينهم احنا في مصر بنشوف كده في كل فريق بس ماينفعش نسيب الحدث يكبر كده
mahmoud fathalla
يا ريت نفكر شوية في الظروف اللي كان عايشها باكايوكو... عنصرية، ضغط، لغة، ثقافة، تدريبات قاسية، ومش لاقى دعم من المدرب... حتى لو كان مخطئ، فلما يرد بـ"اذهب للجحيم"، ده مش تمرد، ده صرخة من قلب مكسور... جاتوسو كان محتاج يسمع، مش يرد.
وكمان، مين اللي قال إن اللاعبين مش بشر؟! لو كان جاتوسو اعترف بإنو ممكن يفهمه، كان ممكن يخلي الفريق يرجع يلعب كفريق، مش كعدوين في نفس الملعب.
والله العظيم، اللي بيحصل ده مش خاص بميلان، ده خاص بكرة القدم الإيطالية كلها... كل مدرب بيفكر إنه يبني جيش، مش فريق... وينسى إن اللاعبين عندهم مشاعر، وعندهم أسر، وعندهم أحلام.
وإحنا بنسمع كلام كتير عن الانضباط، بس مين قال إن الانضباط يبقى بالخوف؟! الانضباط الحقيقي بيقع لما اللاعب يختار يبقى ملتزم، مش لما يخاف من صراخ المدرب.
جاتوسو كان بيحارب في الملعب، بس نسي إنه لازم يحارب في عقل اللاعبين أكتر من كده.
وكل ما أشوف حادثة كده، بفكر: لو كان باكايوكو فرنسي، ومش لاعب أسود، كان هيبقى نفس الحكاية؟
الإجابة؟ لا. لأن النظام ما يسمعش صوت الأقلية... حتى لو كانت صوته أعلى من أي صوت.
وأنا بقول: لو كان جاتوسو قال له: "أنا مش فاهمك، خليني أسمعك"، كان ممكن يتحول الحدث لفرصة، مش كارثة.
بس... في إيطاليا، الصمت أقسى من أي عقوبة... واللي بيحصل هنا، مش عقاب، ده إبادة نفسية.
ومين قال إن الفوز بـ2-0 يغطي كده؟! الفوز ما يغطيش كرامة إنسان.
Abdeslam Aabidi
أنا شايف إن جاتوسو مش مخطئ كله، لكنه كسب معركة وخسر الحرب. باكايوكو ممكن يكون مخطئ، بس المدرب اللي يخلي لاعبه يروح يرد عليه بـ"اذهب للجحيم" في ملعب سان سيرو، ده مدرب خسر السيطرة، مش اللاعب.
الصمت اللي فرضوه على باكايوكو أقسى من أي إيقاف. تخلّيه يتدرب وحده، يتجاهلوه، يخليه يحس إنه مش موجود... ده مش عقاب، ده تدمير نفسي.
وإحنا ننسى إن باكايوكو معاو مشكلات كتير قبل كده، ومش ممكن تطلب من إنسان يتحمل كل ده ويكون مثالي.
اللي بيحصل هنا مش خلاف رياضي، ده صراع حضاري.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، الله يهديهم، بس لو واحد محتاج يتكلم، يتكلم... مش يصرخ! كلنا نعرف إن الضغط كبير، بس المهم نبقى إنسانين!