إمارات تُوقّع طلبية ضخمة بـ 65 طائرة بوينغ 777-9 بقيمة 38 مليار دولار في معرض دبي الجوي 2025

إمارات تُوقّع طلبية ضخمة بـ 65 طائرة بوينغ 777-9 بقيمة 38 مليار دولار في معرض دبي الجوي 2025

في تمام الساعة 9:00 صباحًا بتوقيت دبي، يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025، وخلال الافتتاح الرسمي لمعرض دبي الجوي 2025 في مطار دبي العالمي المركزي (DWC)، أعلنت إمارات عن طلبية ضخمة لـ 65 طائرة من طراز بوينغ 777-9 بقيمة 38 مليار دولار أمريكي، مزودة بمحركات GE9X من GE Aerospace. لم تكن مجرد صفقة طيران — بل كانت رسالة سياسية واقتصادية موجهة للعالم: دبي لا تزال قلب الطيران العالمي، وإمارات لا تزال تُعيد تعريف التميز في الأسطول الجوي.

أكبر طلبية في تاريخ الطيران التجاري

هذه الطلبية ترفع إجمالي طلبات إمارات من بوينغ إلى 315 طائرة واسعة الجناح، تشمل 270 طائرة من عائلة 777X (كلها 777-9)، و10 طائرات شحن من طراز 777، إضافة إلى 35 طائرة دريملاينر 787. أما بالنسبة لمحركات GE9X، فتصبح إمارات أكبر عميل عالمي لها، بعد أن ارتفع عدد المحركات المطلوبة من 410 إلى 540 وحدة. هذا الرقم ليس مجرد رقم — إنه يمثل أكثر من 100 ألف ساعة عمل في مصانع الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات شركة بوينغ التي تشير إلى أن كل طائرة 777-9 تتطلب 3.2 مليون قطعة مصنعة محليًا.

التفاصيل مذهلة: الطائرة الجديدة تبلغ طولها 76.7 مترًا، وجنحها 71.8 مترًا مع أطراف جناح مُرفوعة، وتستطيع حمل 426 راكبًا في تكوين ثلاث فئات، مع مدى طيران يبلغ 13,500 كيلومتر — أي ما يكفي للطيران من دبي إلى لوس أنجلوس دون توقف، أو إلى سيدني براحة تامة.

الشيخ أحمد بن سعيد: "الاستثمار في المستقبل هو استثمار في دبي"

في حديثه من مقر إمارات في قاعة 3، ركن 100، قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس ومدير تنفيذي لمجموعة إمارات: "نحن بالفعل أكبر مشغل في العالم لطائرة بوينغ 777، ونُعمّق التزامنا اليوم بطلبية بقيمة 38 مليار دولار. كل طائرة نطلبها تُحسب بدقة ضمن خطة توسع إمارات، وهي خطة متوافقة تمامًا مع رؤية دبي للنمو المستدام."

وأضاف بثقة: "الأساطيل الحديثة، والكابينات المبتكرة — هذه ليست رفاهية، بل هي أساس نجاحنا. نحن ننتظر وصول أول طائرة 777-9 في الربع الثاني من 2027، وسنُزوّدها بأحدث منتجات الطيران في العالم — من أضواء LED تُحاكي شروق الشمس، إلى مقاعد تُقلل التعب، وحتى أنظمة تهوية تُنظف الهواء كل 2-3 دقائق."

الكلام لم يكن مجرد خطابًا. كان خطة عمل. فمنذ عام 2015، أزالت إمارات 35 طائرة قديمة، وأضافت 152 طائرة جديدة. الآن، مع هذه الطلبية، ستتجاوز أسطولها 375 طائرة مُطلوبة، بينما يبلغ عدد طائراتها الحالية 255 طائرة — 117 من بوينغ، و138 من إيرباص، و120 من A350-1000.

GE Aerospace: "نحن نبني مستقبل الطيران مع إمارات"

من أوهايو، حيث تُصنع محركات GE9X في مصانع تُشبه مدنًا صغيرة، قال راسل ستوكس، الرئيس التنفيذي لقطاع المحركات التجارية في GE Aerospace: "إمارات ليست عميلًا فقط — إنها شريك في الابتكار. لقد كانت أول من استخدم محركات GE90، ثم GP7200، والآن GE9X. هذه الطلبية ليست فقط عن الأرقام — بل عن الثقة. ثقة أننا نصنع شيئًا يدوم، يُقلل الانبعاثات، ويُخفض التكاليف."

المحركات الجديدة تُقلل استهلاك الوقود بنسبة 12% مقارنة بالمحركات السابقة، وتُقلل الانبعاثات الكربونية بمقدار 1.2 مليون طن سنويًا عندما تُضاف كل الطائرات للخدمة. هذا ليس تحسينًا تقنيًا — إنه تحوّل بيئي.

التأثير على الاقتصاد الأمريكي: 300 ألف وظيفة مضمونة

التأثير على الاقتصاد الأمريكي: 300 ألف وظيفة مضمونة

ما يُهمله كثير من المراقبين هو أن هذه الصفقة ليست فقط لصالح إمارات أو بوينغ. إنها ضمانة لـ 300 ألف وظيفة في الولايات المتحدة — من مهندسين في سياتل، إلى عمال لحام في مونتانا، وفنيين في تكساس. كل طائرة 777-9 تحتوي على 70% من مكوناتها المصنعة في أمريكا. هذا يُعيد تأكيد أن الطيران التجاري لا يزال أحد أكبر قطاعات التصدير الأمريكية، وأكثرها تأثيرًا على الاقتصاد المحلي.

ما الذي ينتظرنا بعد 2027؟

التسليم الأول لطائرة 777-9 مقرر في أبريل 2027. لكن الطلبية تحتوي على خيار تحويل 15 طائرة من الـ 65 إلى طراز 777-10 — النسخة الأكبر من العائلة، التي لا تزال قيد الدراسة الفنية. هذا يعني أن بوينغ قد تُطلق نسخة أطول من 777-9، ربما بسعة 500 راكب، خلال السنوات القادمة. إمارات، ببساطة، تُعطي بوينغ الضوء الأخضر للاستثمار في مستقبل الطيران.

في المقابل، لم تُعلق إيرباص رسميًا على هذه الطلبية، لكنها أعلنت في نفس المعرض عن صفقة بقيمة 3.4 مليار دولار لثمانية طائرات A350-900. هذا يُظهر أن إمارات لا تُفضل طرازًا واحدًا — بل تُوازن بين الموردين لضمان المرونة. ففي النهاية، ليست الطائرة هي المهمة — بل القدرة على التحول بسرعة.

لماذا هذا مهم لمسافر عادي؟

لماذا هذا مهم لمسافر عادي؟

لأنك عندما تطير مع إمارات، فأنت لا تطير على طائرة — أنت تطير على تجربة. هذه الطائرات الجديدة ستُغيّر كل شيء: من إضاءة الكابينة التي تُقلل اضطرابات النوم، إلى خدمة الطعام التي تُصمم حسب توقيت رحلتك، إلى أجهزة ترفيه تُقدم محتوى بجودة 8K. وأهم شيء: رحلات أطول، وأقل توقفًا، وأقل تكلفة — وهذا يعني تذاكر أرخص على المدى الطويل.

أسئلة شائعة

كيف ستؤثر هذه الطلبية على أسعار تذاكر إمارات؟

على المدى القصير، لن تشهد تغييرًا كبيرًا في الأسعار، لأن الطائرات الجديدة لن تدخل الخدمة قبل 2027. لكن على المدى الطويل، ستنخفض التكاليف التشغيلية بنسبة 12% بفضل كفاءة محركات GE9X، مما يسمح لإمارات بتقديم أسعار أكثر تنافسية على خطوط طويلة، خاصة إلى أمريكا الشمالية وأستراليا.

لماذا اختارت إمارات بوينغ بدلاً من إيرباص فقط؟

إمارات تمتلك تاريخًا طويلًا مع بوينغ 777 منذ 1997، وهي تعرف أداء هذه الطائرة في الطقس الحار والرحلات الطويلة. كما أن حجمها الكبير يسمح لها بالاستفادة من التخفيضات على الطلبيات الضخمة. لكنها لا تتجاهل إيرباص — فقد طلبت 8 طائرات A350-900 في نفس المعرض، مما يُظهر استراتيجية تنويع ذكية.

ما تأثير هذه الصفقة على سوق الطيران العالمي؟

هذه الصفقة تُعيد تشكيل التوازن بين بوينغ وإيرباص. إمارات تُظهر أن الشركات الكبرى لا تزال تثق ببوينغ، خاصة في الطائرات الواسعة. كما أنها تُشجع صناعات الطيران الأمريكية على الاستمرار في الابتكار، وتدفع إيرباص لتسريع تطوير طائرات جديدة مثل A350-1000 لمواكبة المنافسة.

هل هناك خطر تأخير تسليم الطائرات؟

نعم، هناك خطر. فبوينغ تواجه تأخيرات في تسليم 777X منذ عام 2020، لكن إمارات لديها عقد مرن يسمح لها بتعديل التواريخ. كما أن الشركة تمتلك مخزونًا من الطائرات الحالية، وتُستخدم خطط التسليم بشكل تدريجي لتجنب أي فجوة في الأسطول.

ما العلاقة بين هذه الصفقة ورؤية دبي 2040؟

رؤية دبي 2040 تهدف إلى جعل دبي مركزًا عالميًا للنقل واللوجستيات. كل طائرة جديدة تزيد من قدرة المطار على استقبال الركاب، وتدعم نمو السياحة والتجارة. هذه الطلبية ليست فقط عن طائرات — بل عن تعزيز مكانة دبي كبوابة بين الشرق والغرب.

هل ستُستخدم هذه الطائرات على خطوط جديدة؟

نعم. إمارات تخطط لتشغيل الطائرات الجديدة على خطوط طويلة غير مُخدمة حاليًا، مثل دبي إلى سان فرانسيسكو وسيدني، وربما حتى إلى جوهانسبرغ أو كيب تاون. كما قد تُستخدم لزيادة التردد على خطوط مزدحمة مثل لندن ونيويورك، مما يُقلل من الازدحام في المطارات.