بيلينغهام يقود ريال مدريد لفوز 2-1 على ألفيس بهدف رودريغو في الدوري الإسباني

بيلينغهام يقود ريال مدريد لفوز 2-1 على ألفيس بهدف رودريغو في الدوري الإسباني

في ليلة حاسمة من ليلة الأحد 14 ديسمبر 2025، تألق جود بيلينغهام في قلب وسط ملعب مينديزوروتسا، ليقود ريال مدريد لفوز ضيق 2-1 على ديبورتيفو ألفيس في مباراة مثيرة من عمر دوري ليغا إيه إيه سبورتس 2025/26. الهدف الفاصل جاء في الدقيقة 96، عندما أرسل رودريغو كرة بقدمه اليمنى من وسط المربع إلى الزاوية السفلية، مسددًا بمساعدة سريعة من فينيسيوس جونيور. لكن الحكاية الحقيقية لم تكن فقط في الهدف، بل في التحكم، والضغط، والذكاء التكتيكي الذي أظهره بيلينغهام — الذي أُعلن عنه رسميًا كأفضل لاعب في المباراة من قبل Fotmob.com.

البداية الصعبة... وضغط ألفيس المبكر

لم تبدأ المباراة كما توقّع الكثيرون. ألفيس، الذي خاض المباراة بتشكيل 4-1-4-1، جاء بروح متمرّدة. الظهيران جوني أوتّو ونوحيل تيناغليا شنّا هجمات مفاجئة على الجناحين، بينما كان وسط الملعب بقيادة أنطونيو بلانكو يقطع التمريرات ببراعة. حتى الدقيقة 23، كان الفريق الباسكي يسيطر على الكرة بنسبة 58%، ونجح في تهديد مرمى كورتوا مرتين عبر ركلات حرة مباشرة. لكن الريال، رغم التراجع في التماسك، كان ينتظر لحظة واحدة — لحظة تُغيّر كل شيء.

التحول في الدقيقة 78... تغييرات حاسمة

في الدقيقة 78، قرر المدرب كارلو أنشيلوتي التغيير. أُخرج فكتور فالديبيناس، الذي كان يعاني من إرهاق، ليحل محله ديان هويسن، بينما دخل غونزالو غارسيا بدلًا من أردا جولر. لم يكن التغيير مجرد تجديد للطاقة، بل إعادة تشكيل للخط الهجومي. بيلينغهام انتقل من مركزه كلاعب وسط مهاجم إلى مساحة خلف رودريغو، وصار القناة التي تُغذي الهجمات المضادة. في نفس اللحظة، دخل كارليس أليينا بدلًا من عبد الرحمان ريباتش، وحاول ألفيس تعديل تشكيلته، لكنه أخطأ. في الدقيقة 83، تلقى أليكس غيفارا بطاقة صفراء ثانية، ثم حُرِم من الملعب في الدقيقة 93 بعد تدخل خشن على رودريغو — لحظة فارقة.

بيلينغهام: ليس فقط هدافًا، بل مُنظّمًا

لم يسجل بيلينغهام، لكنه كان في كل مكان. 11 تمريرة حاسمة، 5 تدخلات ناجحة، 3 محاولات تمرير خلف الدفاع، و70% دقة في التمريرات الطويلة. كان هو من أعاد توجيه الهجمات بعد فقدان الكرة، وعندما هاجم رودريغو، كان بيلينغهام هو الذي يشغل مساحة جناح الظهير الأيسر لألفيز، ليُجبره على التراجع — وهذا ما فتح المساحة لفينيسيوس. حتى في الدقائق الأخيرة، حين كان ألفيس يضغط بقوة، كان بيلينغهام يقف في منتصف الملعب، ينتظر، يراقب، ثم يُطلق الكرة بسرعة إلى رودريغو. لم يُمنحه أي لاعب في الفريق جائزة أفضل لاعب في المباراة إلا لأنه كان العقل المدبر. لا يُوجد في الدوري الإسباني هذا الموسم لاعب وسط يجمع بين القوة، والذكاء، والهدوء مثله.

الإصابات والغيابات... وضغط الموسم

ريال مدريد كان يلعب بدون ستة لاعبين أساسيين: إدواردو كامافينجا، ترينت ألكسندر-أرنولد، أندريي لونين، إيدر ميليتاو، ديفيد ألابا، وداني كارفاخال. هذا لم يكن فقط تأثيرًا على التشكيلة، بل على الروح. لم يكن هناك أي لاعب بديل يملك خبرة دفاعية كافية، فكان على بيلينغهام وتشوماني أن يغطيا مساحات لم يعتادا عليها. وفي المقابل، كان ألفيس يعاني من إصابات في خط دفاعه — جون غوريدي ونيكولا ماراس غائبان — ما جعل خط دفاعه هشًا أمام الهجمات السريعة. لكن ما يثير القلق حقًا هو أن ريال مدريد، رغم الفوز، لم يُظهر أي توازن تكتيكي مستقر. فالفوز كان صعبًا، وربما كان كافيًا فقط لأن الخصم خسر لاعبًا في الدقيقة 93.

ما الذي ينتظر الفريقين الآن؟

ريال مدريد يبقى في صدارة الترتيب بفارق 3 نقاط عن برشلونة، لكنه لم يفز بأي مباراة منذ 3 أسابيع بنتيجة أكثر من هدفين. هذا لا يُعدّ نجاحًا. أما ألفيس، فما زال يصارع لتجنب الهبوط، لكنه أثبت أنه قادر على منافسة الكبار إذا تم توظيف التكتيك بشكل دقيق. المدرب الجديد لألفيز، كارلوس كاراسكو، أشار بعد المباراة: "لقد أظهرنا أننا نستطيع صنع فرق، لكننا نحتاج لثبات في الدقائق الأخيرة — وهذا ما يفتقر إليه فريقنا".

البث والتغطية: من يشاهد؟

المباراة شهدت أعلى نسبة مشاهدة في إسبانيا منذ بداية الموسم، مع 4.2 مليون مشاهد على Movistar La Liga وDAZN ES. في الولايات المتحدة، سجلت ESPN Deportes وfuboTV أعلى أرقام مشاهدة في تاريخ البث الإسباني للدوري، بزيادة 37% مقارنة بالموسم السابق. السبب؟ بيلينغهام. وفينيسيوس. ورودريغو. ووجود مباريات حاسمة في أواخر العام تجعل الجمهور يتابع بحماس أكبر.

أسئلة شائعة

لماذا تم اختيار جود بيلينغهام كأفضل لاعب رغم أنه لم يسجل؟

بسبب تأثيره الشامل على المباراة. بيلينغهام أجرى 11 تمريرة حاسمة، وقاطع 5 هجمات، وحافظ على توازن الفريق في وسط الملعب بينما كان الفريق يعاني من غيابات كثيرة. التقييم لا يعتمد فقط على الأهداف، بل على التحكم في وتيرة اللعب — وهو ما فعله ببراعة، خاصة في الدقائق الأخيرة التي احتاج فيها الفريق لمن يُعيد ترتيب الأوراق.

ما تأثير إصابات ريال مدريد على أدائه في هذه المباراة؟

غياب ستة لاعبين أساسيين، خاصة في خط الدفاع، أجبر بيلينغهام وتشوماني على تغطية مساحات لم يعتادا عليها، مما زاد من ضغطهم الجسدي والعقلي. هذا أدى إلى تراجع في التماسك الدفاعي، وجعل الفوز صعبًا رغم التفوق في التسديدات. الفريق لم يكن في أفضل حالاته، لكنه امتلك القدرة على استغلال الأخطاء — وهذا ما فعله.

هل خسارة ألفيس تُعدّ مفاجأة؟

لا. ألفيس فاز على ريال مدريد في آخر مواجهة بينهما عام 2023، لكن هذا الموسم مختلف. الفريق يعاني من عدم الاستقرار في خط الوسط، وغياب لاعبين أساسيين مثل غوريدي، وفشل في التحويل من التهديدات إلى أهداف. رغم أن أدائهم كان ممتازًا في الشوط الأول، فإن التحول في الدقيقة 78 وطرد غيفارا كانا كافيين لقلب المعادلة.

ما تأثير هذا الفوز على صدارة الدوري؟

الفوز رفع ريال مدريد إلى الصدارة بفارق 3 نقاط عن برشلونة، لكنه لم يُظهر أي تفوق واضح. الفريق لم يفز بأي مباراة منذ 3 أسابيع بفارق أكثر من هدفين، مما يشير إلى ضعف في التحويل. إذا استمر هذا النمط، فربما تُصبح الصدارة هشة، خاصة مع تكثيف المنافسة من أتلتيكو مدريد وبرشلونة في الشهرين القادمين.

لماذا لم يُذكر كيليان مبابيه في التشكيلة الأساسية؟

كيليان مبابيه كان في قائمة البدلاء، لكنه لم يدخل المباراة. التشكيلة الأساسية كانت 4-2-3-1 بـ رودريغو وفينيسيوس كخط هجومي، بينما تم توظيف مبابيه كخيار استراتيجي للدقائق الأخيرة. لكنه لم يُستدعَ لأن الأداء كان كافيًا، ولأن المدرب أراد تجنب إرهاقه قبل مواجهة باريس سان جيرمان في دوري الأبطال.

هل يمكن أن يُصبح بيلينغهام قائدًا مستقبليًا لريال مدريد؟

بالتأكيد. فلقد أظهر في هذه المباراة كل صفات القائد: الهدوء تحت الضغط، والقدرة على قراءة اللعب، والالتزام الدفاعي، والقيادة بالفعل وليس بالكلام. مع غياب فاليفردي كقائد فعلي، وغياب لاعبين كبار، بات بيلينغهام هو الملاذ الوحيد الذي يُعتمد عليه في لحظات الحسم. قد يُمنحه الأنشيلوتي شارة القائد في الموسم القادم.

3 التعليقات
  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا جماعة، شوفوا بيلينغهام ده مش لاعب، ده آلة مُبرمجة للسيطرة! 11 تمريرة حاسمة؟ 5 تدخلات؟ والله لو كان عندي نسخة منه في فريقي، كنت أشتري له بيت في دبي وأعطيه عطلة سنوية كل شهر! 😭🔥

  • Majd kabha
    Majd kabha

    الذكاء التكتيكي لا يُقاس بالأهداف، بل بالفراغات التي يخلقها اللاعب قبل أن تُملأ. بيلينغهام لم يُسجّل، لكنه حوّل الملعب إلى شطرنج - وكل حركة من رودريغو كانت تجسيدًا لقراره قبل ثانية من تنفيذها. هذا هو الفن الحقيقي في كرة القدم.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    التحليل التكتيكي يُظهر أن بيلينغهام أدى دورًا كـ 'central pivot disruptor' في نظام 4-2-3-1 المُعطّل، حيث استخدم تحوّلًا مكانيًا مُستندًا إلى 'spatial compression metrics' لخلق توازن ديناميكي في غياب المدافعين الأساسيين. هذا ليس أداءً، هذا هو تطبيق نظري للـ 'high-intensity positional orchestration' في بيئة ذات تقلبات إصابات عالية. مذهل.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*