Thndr تدخل سوق الإمارات بترخيص من ADGM لتمكين الاستثمار الرقمي في المنطقة
في خطوة تُعيد تشكيل خريطة الاستثمار الرقمي في الشرق الأوسط، دخلت Thndr السوق الإماراتي رسميًا في 28 مايو 2024، بعد حصولها على ترخيص فئة 3A مع ترخيص تجزئة من Abu Dhabi Global Market (ADGM). هذه ليست مجرد توسع جغرافي — بل هي نقلة نوعية في كيفية وصول الملايين من الأفراد العاديين إلى الأسواق المالية العالمية، دون عوائق تقليدية مثل الحد الأدنى للاستثمار أو التعقيد الإداري.
كيف أصبحت Thndr أول منصة رقمية تُرخَّص من ADGM لخدمة المستثمرين الأفراد؟
الشركة المصرية الناشئة، التي تأسست عام 2020، لم تكن مجرد تطبيق مالي ناجح في مصر — بل أصبحت ظاهرة اجتماعية. ففي عام 2023، حققت Thndr حجم تداول بلغ 1.8 مليار دولار، وتمثّل 8.5% من جميع المعاملات من قبل المستثمرين الأفراد في مصر، وفقًا لبيانات من EgyptInnovate.com. مع أكثر من 3 ملايين تحميل و500 ألف مستخدم نشط شهريًا، أصبحت المنصة بوابة رئيسية لجيل جديد من المستثمرين، خاصة بين الشباب الذين لم يسبق لهم أن امتلكوا حسابات في البورصة. الآن، تنقل هذا النموذج إلى الإمارات، حيث تسمح التراخيص الجديدة للمستخدمين بشراء أسهم وصناديق متداولة في البورصات الأمريكية (ETFs) وحصص جزئية، دون أي حد أدنى للاستثمار. هذا يعني أن شخصًا يمكنه بدء الاستثمار بـ 10 دولارات فقط — وهو تغيير جذري في منطقة كانت تُعتبر حكرًا على المستثمرين الكبار.
شراكات استراتيجية تُمكّن التوسع: من Hub71 إلى ADX
النجاح في الإمارات لم يكن مصادفة. وراء الكواليس، كانت Thndr تبني شبكة من الشركاء الاستراتيجيين. فبفضل ارتباطها بـ Hub71 — النظام البيئي التكنولوجي الرائد في أبوظبي — حصلت على وصول مباشر إلى رؤوس الأموال، والمؤسسات الوطنية، وخبراء التنظيم. لكن الأهم كان شراكتها مع Abu Dhabi Securities Exchange (ADX)، التي رحّبت بها كأول عضو رقمي عن بُعد في تاريخها. هذه الشراكة ليست رمزية: فهي تربط منصة Thndr مباشرة بمنصة Tabadul Hub، أول مركز تبادل رقمي في المنطقة يعتمد على نموذج الوصول المتبادل بين الأسواق، مما يفتح الباب أمام مستثمرين من الإمارات للوصول إلى أصول عالمية، والعكس صحيح.
لماذا ADGM هو المكان المثالي لهذا التوسع؟
لا يُمكن فهم هذا التوسع دون فهم قوة Abu Dhabi Global Market (ADGM). ففي النصف الأول من عام 2025، بلغ عدد التراخيص النشطة فيه 11,128 ترخيصًا — الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وارتفعت الأصول الخاضعة للإدارة (AUM) فيه بنسبة 42% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، لتصل إلى أكثر من 120 مليار دولار. في الربع الأول فقط من 2025، نما عدد الكيانات المالية العاملة بنسبة 26%، وتم إصدار أكثر من 1,200 ترخيص جديد. هذا ليس نموًا عاديًا — إنه انفجار. وتميل الشركات العالمية الكبرى مثل Nuveen وFortress Investment Group إلى اختيار ADGM كقاعدة إقليمية، ما يُظهر أن المنصة ليست مجرد مركز تنظيمي، بل مركز جذب عالمي للتمويل.
ما الذي يقوله مؤسسو Thndr؟
الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك Ahmad Hammouda وصف التوسع بأنه "محطة محورية في رحلة Thndr"، مضيفًا: "لقد عمل فريقنا ككتلة واحدة مع ADX وFSRA وHub71 وENBD وE& لتفكيك العقبات التي كانت تمنع الأفراد من المشاركة في نمو المنطقة". أما الشريك المؤسس وعضو مجلس الإدارة Seif Amr، فرأى أن هذه الخطوة تُعيد تعريف الاستثمار في المنطقة: "لم نعد نبيع تطبيقًا — نحن نبني نظامًا ماليًا مفتوحًا، يناسب جيلًا لم يعد يقبل أن يكون الاستثمار حكرًا على الأغنياء".
ما الذي سيأتي بعد الأسهم الأمريكية؟
الخطوة الحالية هي البداية، وليس النهاية. تخطط Thndr لتوسيع منتجاتها تدريجيًا لتشمل السندات، والاستثمارات في العقارات الرقمية، وحتى صناديق الاستثمار في الطاقة النظيفة والبنية التحتية المحلية في الإمارات. كما تدرس الشركة إمكانية دمج أدوات التعلم المالي التفاعلية داخل التطبيق — مثل المحاكاة الواقعية لبورصة ADX، أو ورش عمل تفاعلية باللغة العربية. الهدف؟ لا يقتصر على جذب المستثمرين، بل على تثقيفهم. ففي منطقة لا تزال فيها ثقافة الاستثمار محدودة، فإن التحول الحقيقي لا يُقاس بعدد الحسابات، بل بمستوى الوعي المالي.
كيف يُغيّر هذا التوسع المشهد المالي في المنطقة؟
هذا التوسع يُعيد تشكيل التوازن بين الأسواق التقليدية والرقمية. فبينما كانت البنوك والشركات الوسيطة تهيمن على الاستثمار عبر فروعها ومكاتبها، أصبحت المنصات الرقمية مثل Thndr تُنافسها بسرعة. هذا يُجبر المؤسسات المالية التقليدية — مثل Emirates NBD (ENBD) — على تطوير تطبيقاتها الخاصة، أو التعاون مع هذه الشركات. كما أن نجاح Thndr في الإمارات يُعدّ نموذجًا يمكن تكراره في السعودية، أو حتى في المغرب، حيث تنمو الطلب على الاستثمار الرقمي. المفتاح؟ الترخيص التنظيمي الذكي، والشراكة مع البنية التحتية المالية المحلية، والتركيز على البساطة.
أسئلة شائعة
كيف يمكن للمستثمر الإماراتي بدء الاستثمار عبر Thndr؟
يمكن لأي مستثمر إماراتي تحميل تطبيق Thndr من متاجر التطبيقات، وإكمال عملية التحقق من الهوية عبر النظام الإلكتروني، ثم ربط حسابه البنكي. بعد التفعيل، يمكنه شراء أسهم أمريكية أو صناديق ETF بحد أدنى قدره 10 دولارات فقط، دون أي رسوم تداول أو عمولات خفية. لا حاجة لحساب خارجي أو وسطاء — كل شيء يتم داخل التطبيق.
لماذا لم تدخل Thndr السوق السعودي مباشرة؟
السعودية لديها نظام تنظيمي مختلف يُدار من قبل هيئة السوق المالية (CMA)، ويتطلب تراخيص خاصة لا تُمنح بسهولة. في المقابل، ADGM يوفر بيئة أكثر مرونة للمشاريع الناشئة، خاصة تلك التي تتعامل مع الأسواق العالمية. Thndr تستخدم الإمارات كبوابة استراتيجية لاختبار النموذج قبل التوسع في الأسواق الأكبر والأكثر تنظيمًا مثل السعودية.
هل هناك مخاطر في الاستثمار عبر منصات رقمية مثل Thndr؟
نعم، مثل أي منصة استثمارية، توجد مخاطر مرتبطة بتقلبات الأسواق العالمية، ومخاطر العملة، ومخاطر التكنولوجيا. لكن الترخيص من ADGM يضمن أن Thndr تخضع لمراقبة صارمة، وتحافظ على أموال العملاء في حسابات منفصلة، وتلتزم بمعايير الشفافية والحماية. كما أن المنصة تقدم أدوات تحذير من المخاطر، وتعليمات واضحة للمستخدمين الجدد.
ما الفرق بين Thndr في مصر وThndr في الإمارات؟
في مصر، تركز المنصة على الأسهم المحلية وصناديق السوق المصري. أما في الإمارات، فتركز على الأسواق الأمريكية — وهي خطوة استراتيجية تهدف لتمكين المستثمرين من التنويع خارج الاقتصاد المحلي. كما أن التصميم في الإمارات يُعدّ أكثر تقدمًا، مع دعم للغتين العربية والإنجليزية، وتكامل مع أنظمة الدفع المحلية مثل Apple Pay وSamsung Pay.
هل تخطط Thndr لتقديم استثمارات في الأسواق العربية؟
نعم، هذا جزء من الخطة طويلة المدى. بعد استقرار العمليات في الإمارات، تدرس الشركة دمج أصول من بورصات دبي وأبوظبي، وحتى من السعودية، عبر شراكات مع المنصات المحلية. الهدف هو بناء منصة واحدة تجمع بين الأسواق العالمية والإقليمية، مما يمنح المستثمرين خيارًا لا مثيل له في المنطقة.
ما الذي يجعل Thndr مختلفة عن منصات مثل eToro أو Robinhood؟
الفرق الأكبر هو الفهم المحلي. بينما تقدم المنصات الغربية تجربة عالمية موحدة، Thndr صممت واجهتها وخدماتها باللغة العربية، مع محتوى تعليمي موجه للثقافة والعادات المالية في المنطقة. كما أن شراكتها مع ADGM وADX تعني أنها مرتبطة مباشرة بالبنية التحتية المالية المحلية، مما يمنحها ميزة تنظيمية وثقة أكبر من المنصات الأجنبية التي تعمل من خارج المنطقة.