العراق يواجه الإمارات في مواجهة حاسمة لتأهيل كأس العالم 2026
في لحظة فاصلة في مسيرة كرة القدم العراقية، واجهت العراق نظيرتها الإمارات في المباراة الثانية من الدور الخامس والأخير من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، الأربعاء 19 نوفمبر 2025، في تمام الساعة 9:14 صباحًا بتوقيت كيو تي. كانت المباراة تُلعب أمام جمهور متحمس في ملعب عراقي، والنتيجة الكلية متعادلة 1-1 بعد التعادل في الدور الأول في أبوظبي قبل ستة أيام. هذا ليس مجرد لقاء رياضي — إنه معركة من أجل البقاء في السباق نحو كأس العالم، ومصدر أمل لشعبٍ ينتظر منذ عقود لحظة عودة فريقه إلى أكبر مسابقة رياضية على وجه الأرض.
الملعب والتشكيلة: عزيمة عراقية على أرضها
التشكيلة العراقية كانت مفاجئة بقدر ما كانت مُقنعة. الحارس جلال حسن حاكم (الرقم 12) يقود خط الدفاع المكون من أكرم رحمن (5)، زيد طهسن (4)، مرchas دوسكي (23)، وحسين علي (3). في الوسط، اعتمد المدرب على توازن دقيق بين أمير العامري (16) وعimar شير (8)، مع دعم هجومي من علي جاسم (17). أما الهجوم، فكان يعتمد على نجمي الهجوم ماركو لوك فرجي (21) وأيمن حسين (18)، اللذين سجلا معًا 8 أهداف في التصفيات حتى الآن.
الجدير بالذكر أن البدلاء كانوا من أقوى الموارد: أحمد الهاجّاج (15)، محمود جواد (9)، وكيفن يعقوب (19) — كلهم لاعبون يمتلكون خبرة دولية. هذا لم يكن تشكيلة عابرة، بل خطة مدروسة لاستغلال عامل الأرض والجمهور، وربما تعبئة المشاعر الوطنية التي تغلي في قلوب العراقيين.
السياق التاريخي: لماذا هذه المباراة تختلف عن غيرها
قبل 12 عامًا، كان العراق يحتفل بتأهله إلى كأس العالم 2014 — آخر مرة يحقق فيها هذا الإنجاز. منذ ذلك الحين، شهد الفريق تغييرات كثيرة: مدربين، إدارة، حتى تغييرات في القيادة الرياضية. لم يُحالفه الحظ في التصفيات السابقة، وغالبًا ما خسر في اللحظات الأخيرة. لكن هذه المرة، شيء مختلف. الجمهور لم يكتفِ بالمشاهدة — بل خرج إلى الشوارع، وملأ المقاهي، وبدأوا يتحدثون عن "الحلم الممكن".
الإمارات، من ناحيتها، تملك تجربة أكثر استقرارًا. شاركت في كأس العالم 1990، ووصلت إلى ربع النهائي في كأس آسيا 2019. لكنها تواجه ضغوطًا أكبر هذه المرة: فالفوز هنا يعني تأكيد مكانتها كقوة آسيوية، بينما الخسارة قد تفتح باب الشكوك حول أدائها في التصفيات الكبرى.
النتائج والتأثير: ماذا يعني الفوز حقًا؟
إذا فاز العراق، فسيتأهل مباشرة إلى المرحلة التالية من التصفيات، حيث ستُلعب مباريات بين الفائزين لتحديد من يخوض مباريات الملحق القاري، ومن يضمن تذكرة مباشرة إلى كأس العالم في كندا والمكسيك والولايات المتحدة. أما إذا انتصرت الإمارات، فستكون هي من يخطو خطوةً نحو التأهل، وستُغلق أبواب الأمل أمام العراق — على الأقل في هذه الدورة.
لكن الأهم من التأهل هو ما يليه. فالفوز يعني زيادة في التمويل من الفيفا — ما يصل إلى 3 ملايين دولار أمريكي كمكافأة تأهيل، إضافة إلى عوائد تلفزيونية ورعاية. هذا مبلغ ضخم لبلد يعاني من ضغوط اقتصادية. كما أن تأهل العراق يعني ارتفاعًا في التسويق الدولي للاعبين العراقيين، وفرصًا لنقل الخبرات، وربما حتى عودة بعض اللاعبين المغتربين.
التأثير الإعلامي والرقمي: كيف أصبحت المباراة حدثًا عالميًا
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (الاتحاد الآسيوي لكرة القدم)، المقرّ في كوالالمبور، لم يكتفِ بتنظيم المباراة، بل حوّلها إلى حدث رقمي ضخم. تم بثها عبر ESPN Singapore وAFC LIVE APP وقنواته على فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وX باللغة العربية عبر @afcasiancup_ar. فيديو المباراة على يوتيوب حصل على أكثر من 1.2 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة — رقم قياسي لبطولة تصفيات آسيا.
اللافت أن التغطية لم تكن فقط تقنية، بل ثقافية. تم نشر مقاطع قصيرة من المشجعين العراقيين وهم يرددون أغاني التحفيز، ومقاطع من الأطفال في بغداد وكركوك ونينوى وهم يرتدون القميص الأبيض والأخضر. هذا ليس رياضة فقط — هذا هوية.
ما الذي سيحدث بعد المباراة؟
إذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل، فسيُلعب وقت إضافي — 30 دقيقة — ثم ركلات الترجيح إذا لزم الأمر. الفائز سيتأهل إلى المرحلة التالية، التي ستجري في مارس 2026، وستحدد من سيواجه فرقًا من قارة أخرى — مثل أمريكا الجنوبية أو أوقيانوسيا — لتحديد آخر المتأهلين إلى كأس العالم.
لكن حتى لو خسر العراق، فلن تكون النهاية. فالفريق أثبت أنه قادر على المنافسة مع أقوى الفرق الآسيوية. والآن، يُنظر إليه كنموذج للإصرار، لا كفريق يُنتظر منه الفوز فقط، بل كرمز لصبر شعب.
الخلفية: لماذا هذا الدور هو الأهم في تاريخ التصفيات الآسيوية؟
لأول مرة في تاريخ التصفيات، سيُشارك 48 فريقًا في كأس العالم 2026، ما يعني أن آسيا ستحصل على 8.5 مقعدًا — زيادة من 4.5 في 2022. هذا يفتح الباب أمام فرق أصغر، لكنه يزيد من حدة المنافسة. الدور الخامس، الذي يضم فقط 6 فرق، هو أصعب مرحلة في تاريخ التصفيات الآسيوية. لا توجد فرق مُهملة هنا. كل فريق لديه لاعبين محترفين في أوروبا، وتدريبات متطورة، ودعم حكومي.
العراق والإمارات هما من بين آخر 6 فرق بقيت. فريقان كانا يُنظر إليهما على أنهما "خارج المنافسة" قبل خمس سنوات. الآن، هما يتحكمان بمصير أحد أهم أحداث الرياضة العالمية.
أسئلة شائعة
كيف تؤثر هذه المباراة على الاقتصاد العراقي؟
إذا تأهل العراق، فسيحصل على ما لا يقل عن 3 ملايين دولار من الفيفا كمكافأة تأهيل، إضافة إلى عوائد بث تلفزيوني ورعاية. هذا يُعد دفعة كبيرة لخزينة الرياضة، التي تعاني من نقص التمويل. كما أن تأهيل الفريق يزيد من السياحة الرياضية، ويحفز الشركات المحلية على الاستثمار في مشاريع المرافق الرياضية.
ما هي فرص العراق في التأهل إذا تعادل في المباراة؟
إذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل، فسيُلعب وقت إضافي، ثم ركلات الترجيح. في هذه الحالة، يُعتبر الفريق الذي يسجل هدفًا خارج أرضه في الدور الأول (الإمارات) في وضع أفضل، لكن هذا لا يُعطيه ميزة مباشرة. الفائز في ركلات الترجيح هو من يتأهل، وهذا يعتمد على التحضير النفسي والتقني أكثر من أي شيء آخر.
من هم اللاعبون الذين يُتوقع أن يصنعوا الفارق؟
أيمن حسين (رقم 18) هو هداف الفريق بـ5 أهداف في التصفيات، ويعتبر خطرًا دائمًا على المرمى. أما أمير العامري (رقم 16)، فهو قلب النبض في الوسط، يُدير اللعب ويُوزع الكرات بدقة. من ناحية الإمارات، يُتوقع أن يكون اللاعب أحمد خليل (رقم 10) هو المُفاجأة، بعد تسجيله هدفًا حاسمًا في الدور الأول.
لماذا لا تُذاع المباراة على القنوات العراقية الرسمية؟
رغم أن المباراة بُثت عالميًا، إلا أن القنوات العراقية الرسمية لم تُحصل على حقوق البث بسبب تعقيدات التفاوض مع الاتحاد الآسيوي وحقوق البث العالمية. لكن العديد من المواقع المحلية، مثل Al-Sumaria وAl-Mada، بثت المباراة عبر الإنترنت مجانًا، مما سمح لعشرات الملايين من المشاهدين العراقيين بالمشاهدة.
ما هي آخر مرة تأهل فيها العراق إلى كأس العالم؟
آخر مرة تأهل فيها العراق إلى كأس العالم كانت عام 2014 في البرازيل، بعد غياب دام 20 عامًا. وصل الفريق إلى الدور الأول، وحقق تعادلًا تاريخيًا مع اليابان. منذ ذلك الحين، فشل في التأهل في كل محاولات التصفيات، مما جعل هذه المرة فرصة تاريخية لتصحيح مسار طويل من الإخفاقات.
هل يمكن أن تتأهل الإمارات دون فوزها في هذه المباراة؟
لا. بما أن النتيجة الكلية متعادلة 1-1، فالفوز هو الشرط الوحيد للتأهل مباشرة. أي تعادل أو خسارة يُنهي حلم الإمارات في هذه الدورة، ما لم تُفرض عقوبة على العراق — وهو أمر غير مرجح. هذا يجعل المباراة واحدة من أكثر المواجهات حدة في تاريخ التصفيات الآسيوية.