منتخب مصر يبدأ تدريباته استعدادًا لأمم أفريقيا 2025 بقائمة مكونة من 28 لاعبًا

منتخب مصر يبدأ تدريباته استعدادًا لأمم أفريقيا 2025 بقائمة مكونة من 28 لاعبًا

غدًا، في الواحدة ظهرًا، سيُدكّ صوت صافرة التدريب الأول لـمنتخب مصر الأول لكرة القدم أرضية مشروع الهدف بمدينة السادس من أكتوبر. لا تبدو هذه مجرد تدريبات عادية. هذه البداية الرسمية لرحلة كأس الأمم الأفريقية 2025المغرب، التي ستحدد مصير الفراعنة في عام 2025، وربما تعيد تعريف دورهم في القارة السمراء. المدير الإداري إبراهيم حسن، شقيق المدرب حسام حسن، وضح أن القائمة النهائية ستُرسل للاتحاد الأفريقي يوم 11 ديسمبر — لكن اللاعبين سيبدأون التحضير بـ28 اسمًا، ليس لأنهم يحبون التردد، بل لأن كل إصابة صغيرة قد تقلب المعادلة.

القائمة: عودة وغياب وصمت مفاجئ

عاد إمام عاشور بعد غياب دام ستة أشهر، لم يُعَلّل بقرار فني فقط، بل بحاجة حقيقية لخبرته في الهجوم. لكن ما يثير الانتباه حقًا هو غياب محمد عبد المنعم، مدافع نيس الفرنسي، الذي لم يكتمل تعافيه من قطع الرباط الصليبي. هذا ليس مجرد خسارة دفاعية — إنه فقدان لرجل يُمكنه تغيير توازن المباراة من الظهر. بينما غاب أيضًا "كوكا" وأحمد عاطف "قطة"، لم يُذكر أي تفسير رسمي. في كرة القدم، أحيانًا الصمت أقوى من أي تصريح.

الحراسة: محمد الشناوي ومصطفى شوبير يحتلان المرتبتين الأولى والثانية، لكن الاسم المفاجئ هو محمد صبحي من بيراميدز، الذي لم يُستدعَ منذ أشهر. هل هو تجربة؟ أم تحذير للاعبين الآخرين؟ خط الدفاع يضم أسماء مألوفة: أحمد فتوح من الزمالك، محمد إسماعيل، وخالد صبحي، لكن الملاحظ أن رامي ربيعة — اللاعب الذي يلعب في الإمارات — يُستدعى للمرة الثانية هذا العام. هل هذا تغيير في سياسة التدريب؟ أم مجرد حاجة لتجربة لاعب خارج الدوري المحلي؟

الجهاز الفني: عائلة تدير المنتخب

لا يُمكن فصل حسام حسن عن إبراهيم حسن. المدرب البالغ من العمر 65 عامًا، الذي تولى القيادة للمرة الثالثة، يعتمد على شقيقه كجسر بين الإدارة واللاعبين. هذا ليس نمطًا شائعًا في المنتخبات الأفريقية. في أغلب الحالات، يكون المدرب مُعزلًا عن الإدارة. هنا، لا فصل. هل هذا ميزة؟ أم خطر؟

الجهاز الفني لم يُعلن عن أي تغييرات في التكتيك، لكن التدريبات المفتوحة التي تستمر أربعة أيام — قبل الدخول في معسكر مغلق — تُشير إلى رغبة في تقييم اللاعبين تحت الضغط. في السابق، كان المعسكر المغلق يبدأ فورًا. هذا التغيير الصغير قد يكون أكبر مما يبدو.

الجدول: بداية صعبة وتحديات في المجموعة

منتخب مصر سيبدأ مسيرته في كأس الأمم الأفريقية 2025المغرب بمواجهة زيمبابوي في 22 ديسمبر — مباراة قد تبدو سهلة، لكنها قد تكون أصعب مما تبدو. زيمبابوي، رغم ضعفها التاريخي، فازت على مصر في تصفيات 2023. ثم تأتي جنوب أفريقيا، التي تملك أرضية قوية وسرعة هجومية. أما أنجولا، فلديها لاعبون يلعبون في أوروبا، وتجربة في البطولات الكبرى. هذه المجموعة ليست سهلة. لا توجد فرق "مُستهدفة" هنا. كل فريق يريد التأهل.

الودية ضد نيجيريا في 14 ديسمبر ستكون اختبارًا حقيقيًا. نيجيريا لم تُخسر في آخر خمس مباريات ودية. إذا خسر مصر، فسيكون ذلك رسالة قوية للمنافسين: "هذا المنتخب ليس جاهزًا". إذا فاز، فسيُعيد بناء الثقة.

السفر والتوقيت: ضغط زمني لا يُحتمل

السفر إلى المغرب في 17 ديسمبر، بعد أربعة أيام فقط من الودية، يعني أن الفريق لن يحصل على وقت كافٍ للتكيف مع المناخ أو التوقيت. المغرب، في ديسمبر، يكون باردًا ورطبًا. مصر، في هذه الفترة، لا تزال دافئة نسبيًا. هذا التحول المفاجئ قد يُسبب إرهاقًا عضليًا، أو حتى إصابات. لم يُذكر أي خطة للتكيف مع الارتفاع أو التغير المناخي. هذا تقصير إداري قد يُكلف الفريق كثيرًا.

الاتحاد الأفريقي لم يُعلن عن أي تفاصيل حول توزيع المباريات في المجموعات، لكن مصادر داخلية تشير إلى أن مباريات مصر ستُلعب في مدن مختلفة — ما يعني تنقلات متكررة. هذا ليس فقط تعبًا جسديًا، بل تعبًا نفسيًا. اللاعبون لن يشعروا بالاستقرار.

ما الذي يُغير الموقف؟

ما الذي يُغير الموقف؟

الإجابة بسيطة: الحظ. لكن الحظ لا يُبنى على الأمل. يُبنى على التحضير. هنا، هناك تناقض: قائمة موسعة تُظهر رغبة في التقييم، لكن وقت التحضير محدود. عودة إمام عاشور تُعطي أملًا، لكن غياب عبد المنعم يُضعف الخط الخلفي. الودية ضد نيجيريا ستكون المقياس الحقيقي. إذا لم يُظهر المنتخب توازنًا في هذه المباراة، فلن يكون هناك وقت لتصحيح الأخطاء.

اللاعبون لا يلعبون فقط من أجل البطولة. يلعبون من أجل الذاكرة. مصر لم تفز بأمم أفريقيا منذ 2010. هذا الجيل يعرف ذلك. يشعر به. وربما هذا الضغط هو ما يُفرق بين الفوز والخسارة.

ما الذي لم يُقال؟

لا أحد يتحدث عن الدعم المالي. لا توجد تفاصيل عن مكافآت اللاعبين. لا توجد إشارة إلى تأمين مُخصص للإصابات. هذا لا يعني أن الأموال غير موجودة — لكن الصمت هنا مقلق. في أوروبا، حتى المنتخبات الصغيرة لديها فرق طبية مُخصصة ومُعدات تدريب متطورة. هنا، لا يزال الاعتماد على الموارد المحلية. هل هذا كافٍ؟

أسئلة شائعة

لماذا تُرسل قائمة مكونة من 28 لاعبًا بدلًا من 23 مباشرة؟

الاتحاد الأفريقي يسمح بقائمة أولية من 28 لاعبًا، لكن قبل كل مباراة يجب اختصارها إلى 23. هذا يعطي الجهاز الفني مساحة للتعامل مع الإصابات المفاجئة أو التغيرات في الحالة البدنية. في أمم أفريقيا 2023، كان 4 لاعبين على الأقل يُستدعون بديلًا بسبب إصابات، وغالبًا لم يكونوا مُدرجين في القائمة الأولية.

لماذا غاب محمد عبد المنعم رغم أنه لاعب مهم؟

عبد المنعم عاد من قطع في الرباط الصليبي في سبتمبر، لكنه لم يُخضع لاختبارات جاهزية كاملة مع نيس. الجهاز الفني يرفض المخاطرة بلاعب لم يُثبت أنه قادر على تحمل ضغط المباريات المتتالية. حتى لو كان قائدًا، فالصحة تأتي أولًا. هذا القرار يُظهر نضجًا إداريًا، رغم أن الجماهير قد ترى فيه خسارة.

هل عودة إمام عاشور تعني أن محمد صلاح لن يلعب في الهجوم؟

لا. عودة عاشور لا تعني تقليل دور صلاح، بل توسيع الخيارات. عاشور يلعب كجناح أو مهاجم ثانٍ، بينما صلاح يُركز على التهديف المباشر. هذا التوافقي يسمح لحسام حسن بتبديل التكتيك بين الهجوم السريع والسيطرة على الكرة. في مباريات سابقة، كان الفريق يعاني من ضيق في الهجوم — هذه الإضافة قد تُغير المعادلة.

ما تأثير التوقيت الضيق بين الودية والسفر؟

الفرق بين 14 ديسمبر (ودية نيجيريا) و17 ديسمبر (السفر إلى المغرب) هو 72 ساعة فقط. هذا لا يكفي للتعافي من مباراة قوية، أو للتكيف مع التوقيت الجديد. في أمم أفريقيا 2021، عانت عدة فرق من إرهاق بسبب السفر المفاجئ. مصر قد تُعاني من نفس المشكلة، خاصة إذا خسرت ودية نيجيريا — فستكون نفسية الفريق مُنهكة قبل حتى بداية البطولة.

لماذا لا يُذكر اسم محمد صلاح في القائمة الرسمية رغم أنه الأهم؟

القائمة المنشورة في التفاصيل كانت مقتضبة، لكن صلاح مدرج ضمن الـ28 لاعبًا. لم يُذكر اسمه في القائمة المفصلة لأن بعض المواقع تُنشر القائمة حسب المراكز فقط، وليس بأسماء كاملة. لكن مصادر داخلية تؤكد أنه في القائمة، وهو محور الهجوم الأساسي. غيابه من القائمة المنشورة ليس تجاهلًا، بل أسلوبًا إعلاميًا.

هل يمكن لمنتخب مصر الفوز بأمم أفريقيا 2025؟

ممكن، لكنه صعب. مصر تملك تجربة ونجمًا عالميًا مثل صلاح، لكنها تفتقر إلى العمق في الوسط والدفاع. الفوز يتطلب انتصارًا في كل مباراة في دور المجموعات، ثم تخطي فرق قوية مثل السنغال أو المغرب. التاريخ يقول إن الفائز غالبًا يكون الفريق الأكثر انسجامًا، وليس الأكثر نجومية. هنا، الانسجام ما زال غير مضمون.