تأجيل مباريات مؤهلات آسيا 2026 بسبب التوترات الجيوسياسية وتحديد جدول نهائي للمواجهات الحاسمة
في خطوة نادرة تُظهر كيف يتحول الرياضة إلى ساحة لتأثرات السياسة، أصدر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الجدول النهائي لمؤهلات كأس العالم 2026 وكأس آسيا، لكنه جاء مُثقلًا بتأجيلات متتالية، أبرزها مواجهة هونغ كونغ ضد سنغافورة، التي أُرجئت لأسباب سياسية، وفقًا لبيان رسمي من الاتحاد. هنا لا تُلعب الكرة فقط على العشب — بل على خريطة التحالفات، والتوترات، والقرارات الحكومية التي لا تُستشار فيها الأندية أو اللاعبون.
الجدول النهائي.. وتأجيلات لا تُبرر بالصحة فقط
الاتحاد الآسيوي حدد مواعيد المباريات الحاسمة بتفاصيل دقيقة: مواجهة الإمارات ضد العراق في الجولة النهائية، الأولى في 13 نوفمبر 2025، والعودة في 18 نوفمبر، حيث فاز العراق 3-2 مجموعًا وفقًا لتقارير NBC Sports. لكن ما يُثير القلق ليس فقط هذه المواجهات، بل التأجيلات المتكررة التي تُظهر فجوة بين خطط الاتحاد وواقع الدول.
في 19 يونيو 2025، أعلنت الرابطة السنغافورية لكرة القدم تأجيل مباريات فريقها النسائي (الليونيس) بسبب "عدم الاستقرار الإقليمي" — وهي عبارة لا تُستخدم عادةً إلا عندما تكون هناك مخاوف أمنية أو سياسية خلف الكواليس. وفي نفس السياق، تأجلت مواجهة هونغ كونغ وسنغافورة، رغم أن كلا البلدين أكدتا مشاركتهما في كأس آسيا، وفقًا لتقرير وكالة ISNA.ir. التناقض هنا واضح: المشاركة مضمونة، لكن المباراة معلقة. لماذا؟ لأن التوترات الجيوسياسية لم تعد حكرًا على مفاوضات السلام — بل وصلت إلى ملاعب كرة القدم.
المرحلة الرابعة: صراع بين الأقوى
المرحلة الرابعة من التصفيات، المقرر بدؤها في 8 أكتوبر 2025، ستكون اختبارًا حقيقيًا للقوة. فرق مثل عُمان وقطر والسعودية والإمارات والعراق وإندونيسيا ستتنافس على مقعدين فقط يضمنان التأهل المباشر لكأس العالم. لا توجد فرصة للخطأ. خسارة واحدة قد تُنهي حلمًا استمر لسنوات.
المباريات المقررة في 11 أكتوبر 2025 — الإمارات ضد عُمان، والعراق ضد إندونيسيا — قد تُحدد مصير فرق بأكملها. وعندما تُلعب مباريات مثل قطر ضد الإمارات والسعودية ضد العراق في 14 أكتوبر، فإنها لن تكون مجرد مباريات رياضية. إنها معارك نفوذ، تُلعب بكرة، لكن نتائجها تُقرأ في عواصم السياسة.
ما الذي تغيّر منذ 2020؟
الاتحاد الآسيوي عاش تجربة مشابهة عام 2020، حين ألغى أو أرجأ عشرات المباريات بسبب الجائحة. في ذلك الوقت، أرسل الاتحاد رسالة إلى الاتحاد الهندي لكرة القدم يؤكد فيها أن التغييرات جاءت بسبب "الوضع العالمي المُتحسن"، وأن المباريات سُتُلعب في نوافذ دولية في أكتوبر ونوفمبر 2020. لكن اليوم، التأجيلات لا تُبرر بالصحة، بل بالسياسة. ففي الهند، على سبيل المثال، كانت مبارياتها في 2020 معلقة حتى حصلت على تفويض حكومي — وهذا يُظهر أن الرياضة في آسيا ليست مستقلة عن السلطة.
الفرق بين 2020 و2025؟ في 2020، كان التأجيل بسبب فيروس. اليوم، هو بسبب خوف من التظاهرات، أو رفض دخول فرق، أو ضغوط سياسية بين دول تُصنّف كأعداء. في 26 مارس 2024، أُرجئت مباراة كوريا الشمالية ضد اليابان — لم يُذكر سبب، لكن الجميع يعرف: لا تُلعب المباريات بينهما إلا في ظروف نادرة، وغالبًا ما تُؤجل أو تُلعب في بلد ثالث.
التأثير على الاقتصاد والرياضة
التأجيلات لا تؤثر فقط على اللاعبين والجماهير. تؤثر على الاقتصاد. المباريات الملغية تعني خسائر في التذاكر، والإعلانات، والنقل، والفنادق. في سنغافورة، حيث يُعدّ كرة القدم رياضة ثانوية نسبيًا، فإن تأجيل مباريات التصفيات يعني تراجعًا في تمويل الأندية المحلية. وفي الإمارات، حيث تُستثمر مليارات في الرياضة، فإن أي تأخير في التأهل يعني تأجيلًا في عقود الرعاية، وتأجيلًا في خطط التسويق العالمية.
الأمر الأكبر؟ 46 دولة آسيوية تتنافس على 8.5 مقعد فقط في كأس العالم 2026، المُستضافة من قبل كندا والمكسيك والولايات المتحدة. هذا يعني أن كل مباراة تُلعب، أو تُؤجل، أو تُلغى، تُعيد تشكيل خريطة القوة في آسيا. فريق مثل الفلبين، الذي يُحاول الحفاظ على صدارته في المجموعة الأولى، يُدرك أن أي تأخير في مباراته ضد مالديف قد يُفقده فرصة التأهل — ليس بسبب ضعفه، بل بسبب تأخيرات خارج سيطرته.
ما الذي سيحدث بعد نوفمبر 2025؟
في 18 نوفمبر 2025، بعد مباراة العودة بين الإمارات والعراق، ستُحدد آخر مباريات التصفيات. الفائز في الجولة الخامسة — التي ستجمع فريقين فقط في مواجهة ذهاب وإياب — سيذهب إلى دورة التأهيل بين القارات، حيث سيواجه فريقًا من قارة أخرى للفوز بمقعد واحد فقط في كأس العالم.
لكن السؤال الأكبر: هل ستُلعب هذه المباريات فعليًا؟ أم أن توترات جديدة ستُعيد تأجيل الجدول مرة أخرى؟ في آسيا، لم تعد الرياضة تُقاس فقط بتسجيل الأهداف، بل بقدرة الدول على الحفاظ على الاستقرار السياسي. والاتحاد الآسيوي، رغم أنه يُعلن أن "الكرة تجمعنا"، يُدرك أن بعض الحدود لا تُمحى بالكرة.
الأسئلة الشائعة
كيف تؤثر التأجيلات على فرص تأهل الفرق العربية؟
التأجيلات تُربك التحضيرات وتُقلل من فرص التكيف مع المنافسين. فرق مثل الإمارات والعراق والسعودية تعتمد على جدول متسق لبناء الأداء، لكن التأخيرات تُضعف التدريبات وتُربك التخطيط الاستراتيجي. فريق مثل العراق، الذي فاز بفارق 3-2 على الإمارات، قد يُعاني من تراجع في التحفيز إذا تأخرت المواجهة الثانية لأكثر من أسبوعين.
لماذا تُؤجل مباريات هونغ كونغ وسنغافورة تحديدًا؟
رغم أن كلا البلدين أكدا مشاركتهما، إلا أن التوترات السياسية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا تُؤثر على التنقل والتأشيرات. هونغ كونغ، رغم أنها جزء من الصين، تُعامل ككيان منفصل رياضيًا، مما يُعقد الترتيبات. سنغافورة، التي تربطها علاقات مع غرب آسيا، تخشى من ردود فعل سياسية إذا استضافت مباريات مع فرق مرتبطة بقوى إقليمية متنازعة.
هل يمكن أن تُلغى مباريات كأس العالم نهائيًا بسبب التوترات؟
لا يمكن إلغاء المباريات رسميًا، لكن يمكن تأجيلها إلى ما بعد المواعيد المقررة، أو نقلها إلى بلد ثالث. هذا ما حدث في 2020 مع مباريات كوريا الشمالية واليابان. الاتحاد الآسيوي يُفضّل التأجيل على الإلغاء، لكنه يُظهر قدرة محدودة على فرض الأمن في مناطق النزاع، مما يُضعف مصداقيته كجهة تنظيمية.
ما تأثير التأجيلات على الاقتصاد المحلي في الدول الآسيوية؟
التأجيلات تُفقد الاقتصادات المحلية مداخيل مباشرة: تذاكر، فنادق، مواصلات، إعلانات. في سنغافورة، تُقدّر الخسائر المحتملة بـ 2.3 مليون دولار لكل مباراة مؤجلة. وفي الفلبين، حيث تُعدّ كرة القدم مصدراً للهوية الوطنية، فإن التأجيل يُضعف حماس الجماهير ويُقلل من استثمارات الرعاة المحليين.
هل هناك أي مباريات لا يمكن تأجيلها؟
المباريات الحاسمة في الجولة الخامسة (13-18 نوفمبر 2025) بين الإمارات والعراق، والجولة النهائية للتأهيل بين القارات، هي الأكثر حساسية. أي تأخير فيها قد يُعرّض تأهل فريق كامل للخطر، ويُضعف مصداقية النظام كله. الاتحاد الآسيوي يُصرّ على إقامتها في موعدها، لكنه لا يملك قوة لفرض ذلك إذا رفضت دولة ما استضافة المباراة.
ما دور الاتحاد الدولي (فيفا) في هذه التأجيلات؟
فيفا لا تتدخل مباشرة، لكنها تُعطي الضوء الأخضر للاتحاد الآسيوي بتأجيل المباريات إذا كانت هناك "ظروف خارجة عن الإرادة". لكنها لا تُلزم الدول بالاستضافة، ولا تفرض عقوبات على الدول التي ترفض استقبال فرق من خصومها. هذا التخلي يُظهر أن كرة القدم العالمية لا تزال رهينة للسياسة، وليس العكس.
Mohamed Amine Mechaal
التأجيلات السياسية في كرة القدم الآسيوية مش بس ظاهرة، دي تحوّل جوهري في بنية الرياضة كأداة ناعمة للسياسة. الاتحاد الآسيوي بيعمل دور الوسيط بين مصالح دولية متعارضة، واللي بيخلق تناقضات مزمنة: مثلاً، هونغ كونغ بتُعامل ككيان منفصل رياضيًا لكنها جزء من الصين سياسياً، وهذا يخلق فجوة تأسيسية في التخطيط. التأشيرات، والضغوط الدبلوماسية، ورفض الدخول - كلها عوامل غير رياضية بسها تُحدد مصير مباريات. في النظام الحالي، الرياضة مش محايدة، دي منصة للتعبير عن القوة، والمقاومة، والتفاوض. حتى لو قالوا إن "الكرة تجمعنا"، فالواقع يقول إنها تُقسمنا. الحل؟ إنشاء نوافذ رياضية مستقلة عن السياسة، أو تفعيل دور فيفا كجهة تنفيذية وليس رقابية فقط.
Nefertiti Yusah
يا جماعة، شوفوا إيه اللي بيحصل؟ مباريات تُؤجل لأن الصين عاوزة تقول إيه؟ سنغافورة خايفة من ردود فعل؟ الإمارات والعراق يلعبوا مباريات حاسمة وهم متوترين من بعض؟ دي مش كرة قدم، دي مسلسل سياسي بس بكرة وملابس رياضية! خلينا نعترف: الرياضة في آسيا صارت مسرحية مفتوحة، واللاعبين بس أدوارهم تانية. لو عايزين تخلصوا من التأجيلات، خلونا نفصل الرياضة عن الحكومات، ولا هنعيش في دوامة من مباريات مش مضمونة.
Ali al Hamidi
هذا التحول في كرة القدم الآسيوية ليس مجرد تأجيلات عابرة، بل هو انعكاس عميق لانهيار المفهوم الكلاسيكي للرياضة كمجال محايد. منذ عهد الإمبراطوريات، كانت الملاعب مساحات للتنافس دون تدخل سياسي - لكن اليوم، حتى مباريات الفئات العمرية الصغرى تُخضع لموافقة وزارات الخارجية. في سوريا، نتذكر كيف أُلغيت مبارياتنا في 2012 بسبب الحصار، وصارت المباريات تُلعب في مدن مهجورة، والجمهور يجلس على مقاعد خشبية بلا أمان. ما يحدث الآن في هونغ كونغ وسنغافورة هو تكرار لذات النموذج، لكن بأسلوب أكثر تطوراً: التأجيل باسم "الاستقرار الإقليمي"، وهو تعبير دبلوماسي مُبهم يُخفي خوفاً حقيقياً من انتفاضات الشارع أو ردود الفعل الشعبية. الرياضة لم تعد هروبًا من السياسة - بل صارت واجهة لها.
إكرام جلال
يا جماعه انا شفتها على التلفزيون وانا قاعد في البيت وقلت يا خوي ده مش رياضه ده حرب بس بكرة! علشان كده لسه مفيش مباريات بين هونغ كونغ وسنغافورة وانا مصدقش اننا نعيش في زمن كده. الرياضه بقت تابعه للسياسيين ومش العكس. احنا في مصر نعرف ازاي التأجيلات بتأثر على الفرق الصغيرة، بس هنا الموضوع اكبر من كده. احنا بنتكلم عن ملايين الدولارات وفرص تاهيل ومستقبل لاعبين. لو مفيش حل، هنخسر كله. خلينا نضغط على الاتحاد علشان يتحرك.
mahmoud fathalla
المهم إن المباريات تُلعب، ومش تُؤجل، ومش تُنقل، ومش تُلغى - لأن اللاعبين بيعملوا جهد، والجماهير بتدفع، والرياضة بتعيش، ومش بتموت في مكاتب وزارات الخارجية!!!