الملك عبد الله الثاني يمنح المدرب جمال السلامي الجنسية الأردنية بعد تأهيل المنتخب إلى كأس العالم 2026
في خطوة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الرياضي الأردني، منح الملك عبد الله الثاني بن الحسين المدرب المغربي جمال السلامي الجنسية الأردنية، تكريماً لإنجازاته الاستثنائية مع المنتخب الأردني لكرة القدم. جاء القرار عقب المباراة النهائية لكأس العرب 2025الدوحة، حيث خسر الأردن أمام المغرب بنتيجة 3-2 بعد التمديد، لكنه حصد ما هو أهم من الكأس: اعترافاً ملكياً نادراً بإنجاز تاريخي.
إرث يُبنى على التفاني لا على الألقاب
لم يكن الفوز باللقب هو الهدف، بل كان التحول. عندما تولى جمال السلامي مسؤولية تدريب المنتخب الأردني في يونيو 2024، لم يكن الفريق يُعتبر منافساً جاداً على المستوى الإقليمي. لكنه، خلال 18 شهراً فقط، حوّل فريقاً كان يعاني من ضعف الثقة إلى قوة كروية تُرهب المنافسين. وصل إلى نهائي كأس العرب 2025، ثم قاده للتأهل إلى كأس العالم 2026 — أول تأهل أردني منذ عام 1986، وأول مرة في عصر التصفيات الحديثة.التفاصيل؟ لم تكن فقط تكتيكات. كانت تغييرات في الثقافة. تدريبات صباحية قبل الفجر، جلسات نفسية مع اللاعبين، تواصل مباشر مع الأسر، حتى مع اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباريات. "لم نكن نلعب للفوز فقط، بل لكي نُثبت أن الأردن يستحق أن يُنظر إليه كدولة رياضية جادة"، كما قال أحد اللاعبين لـ"الشرق الأوسط".
الوصية الملكية: لا تغادر
بعد التأهل إلى كأس العالم، تحدث رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم مع جمال السلامي وطلب منه البقاء. لم يُطلب منه ذلك كمُدرب، بل كرجل يُبنى عليه مستقبل رياضي. "أجبته: لن أغادر حتى ينتهي مشروعي الكبير مع المنتخب الأردني"، كما أوضح السلامي لاحقاً في المؤتمر الصحفي. لم يكن يعلم حينها أن هذا الكلام سيصل إلى قصر العبدالله.بعد المباراة النهائية، اقترب منه الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأردني، وهمس له: "والدي أبلغني أن يُمنح لك الجنسية الأردنية". لم يصدقه في البداية. ثم ارتجفت يداه. "لم أكن أتوقع هذا. لم أكن أبحث عن جنسية، بل عن فرصة لبناء شيء يبقى"، قال السلامي، وعيناه مملوءتان بالدموع.
لماذا هذا التكريم؟ لأنه لم يُبنى على حظ، بل على عمل
منح الجنسية للاعب أو مدرب أجنبي أمر نادر في الأردن. في العقود الثلاثة الماضية، لم يُمنحها إلا لثلاثة أشخاص خارج دائرة السياسة أو الاستثمار — جميعهم من ذوي الإنجازات الاستثنائية في المجالات العلمية أو الإنسانية. الآن، يصبح جمال السلامي أول رياضي يُمنح الجنسية لأسباب رياضية بحتة.السبب؟ أداء ملموس. في 2024، كان تصنيف المنتخب الأردني 87 عالمياً. اليوم، هو 59. في تصفيات كأس العالم، تغلب على فرقاً كانت تُعتبر أقوى منه بثلاث درجات: كوريا الجنوبية، أوزبكستان، وقطر. لم يُهزم في مبارياته الـ15 الأخيرة. وحقق 11 انتصاراً، وتعادل 3، وخسر فقط مباراتين — واحدة في الدور الأول، والأخرى في النهائي العربي.
الملك عبد الله الثاني، الذي يحكم منذ 1999، يرى في الرياضة وسيلة لبناء الهوية الوطنية. وعندما يرى مدرباً يُعيد تعريف ما هو ممكن، لا يكتفي بالشكر. يُعطيه الوطن.
ما الذي سيتغير الآن؟
الجنسية ليست شهادة فخر فقط — بل هي أداة عمل. الآن، يمكن لـجمال السلامي أن يُوظف فرقاً فنية أردنية بشكل دائم، دون قيود تأشيرات أو تراخيص. يمكنه تأسيس أكاديمية رياضية باسمه، والعمل مباشرة مع وزارة الشباب والرياضة دون وسيط. يمكنه أن يُقنع لاعبين أجانب بالانضمام إلى الأندية الأردنية، لأنهم سيرون أن المدرب يُقدّر، ويُستقر، ويُبنى له مستقبل.المصادر تشير إلى أن خطة طويلة الأمد تُناقش حالياً: إنشاء "مجمع السلامي للتطوير الكروي" في عمان، يضم مراكز تدريب للناشئين، ومركز أبحاث رياضية، وبرنامج تدريب للمدربين الأردنيين. كل هذا بدعم مالي من وزارة المالية، وبدون تدخل سياسي.
النقطة الأعمق: الرياضة كبناء وطني
في بلد يعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية، أصبحت كرة القدم أداة للوحدة. عندما يرى شاب أردني من إربد أو الزرقاء لاعباً يُدافع بشراسة، ثم يرى مدرباً مغربياً يُمنح جنسية أردنية، يفهم أن الوطن لا يُبنى بالجنسية فقط، بل بالإنجاز.السلامي، الذي وُلد في مراكش، أصبح الآن جزءاً من الأردن. لا يتحدث العربية بطلاقة بعد، لكنه يفهمها بقلبه. يقول للاعبين: "أنا لست أبكم، لكنني أسمعكم أكثر مما تسمعون أنفسكم".
الملك عبد الله الثاني لم يمنحه جنسية. منحه هوية.
أسئلة شائعة
كيف سيؤثر منح الجنسية لجمال السلامي على مستقبل كرة القدم الأردنية؟
الجنسية تفتح أبواباً لم تكن ممكنة من قبل: توظيف فرق فنية دائمة، إنشاء أكاديميات رسمية، وتقديم عروض جذابة للاعبين الأجانب. كما أنها تُرسل رسالة قوية للشباب الأردني أن الكفاءة تُكافأ، حتى لو لم تكن من أصل أردني. هذا قد يُغيّر ثقافة الرياضة في الأردن من "الموهبة العابرة" إلى "الاستثمار المستدام".
هل هذا أول مرة يُمنح فيها جنسية أردنية لمدرب رياضي أجنبي؟
نعم. منذ تأسيس المملكة، لم يُمنح الجنسية لأي مدرب رياضي أجنبي. أقرب مثال كان لعالم نووي فرنسي عام 2003، ولطبيب ألماني ساهم في مكافحة الكوليرا عام 2010. السلامي هو أول رياضي يُمنح الجنسية لأسباب رياضية بحتة، ما يعكس تحولاً جذرياً في رؤية الدولة للرياضة كأداة وطنية.
ما هي الإنجازات التي جعلت الملك يتخذ هذا القرار؟
أبرز الإنجازات: التأهل التاريخي إلى كأس العالم 2026 لأول مرة منذ 38 عاماً، والوصول إلى نهائي كأس العرب 2025 بعد غياب 19 عاماً. كما تحسّن تصنيف المنتخب من 87 إلى 59 عالمياً، وحقق 11 انتصاراً متتالياً دون هزيمة، بما في ذلك فوز على قطر وكوريا الجنوبية في التصفيات. هذه ليست صدفة — بل خطة مدروسة.
هل سيستمر جمال السلامي في تدريب المنتخب بعد منح الجنسية؟
نعم، وفقاً لمصادر مطلعة، تم الاتفاق على تمديد عقده حتى بعد كأس العالم 2026، مع إمكانية تجديده لفترة إضافية. الهدف ليس مجرد المشاركة في كأس العالم، بل بناء فريق مستدام يمكنه المنافسة في كأس العالم 2030. الجنسية هي ضمانة أن هذا المشروع لن يتوقف عند حدود عقد.
كيف ردّ الجمهور الأردني على هذا القرار؟
الرد كان مذهلاً. انتشر هاشتاغ #جمال_السلامي_أردني على تويتر وانستغرام، ووصل إلى الترند الأول في الأردن خلال ساعتين. مئات من الشباب الأردني نشروا صوراً لهم وهم يرتدون قمصان المنتخب بخريطة الأردن مرسومة على الظهر، وكتبوا: "الانتماء لا يُكتب بالجنسية، بل بالقلب". حتى بعض المغربيين تبنّوا القرار، وقالوا: "هذا ما يفعله القادة الحقيقيون — يُكرّمون من يخدم أوطاناً أخرى".
هل هناك تأثير اقتصادي لهذا القرار؟
نعم. منذ التأهل إلى كأس العالم، زادت عائدات التذاكر بنسبة 300%، وارتفعت مبيعات المنتجات الرسمية للمنتخب إلى 12 مليون دينار أردني في 6 أشهر. الشركات المحلية تبحث عن شراكات مع السلامي لتأسيس أكاديميات. حتى البنوك تقدم قروضاً ميسرة للاعبين الشباب. هذا القرار لم يُغيّر فقط اسم المدرب — بل أعاد تشكيل الاقتصاد الرياضي في الأردن.
إكرام جلال
يا جماعة صدّقوني ما كنت أتوقع هالخطوة! المدرب جمال حقيقة غيرّ كل حاجة، من يوم ما بدأ التدريبات قبل الفجر وصار يكلم اللاعبين على قلبهم، شعرت إن الفريق صار مختلف. حتى لو خسرنا النهائي، بس التأهل لكأس العالم؟ ده إنجاز ما بيعمله غير الأبطال. وخلاص، جمال صار أردني، وده حقه، مش كرامة زائدة! 😭