مهرجان الشيخ زايد: كل ما تحتاج معرفته عن أكبر مهرجان ثقافي في الإمارات

يُعد مهرجان الشيخ زايد, أكبر مهرجان ثقافي في الإمارات يُقام سنويًا تكريماً لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. يُعرف أيضًا باسم مهرجان التراث الإماراتي، وهو منصة حقيقية تُعيد إحياء الهوية الوطنية من خلال الفنون، الأطعمة، والحرف اليدوية التي عاشها جيل الآباء.

هذا المهرجان لا يقتصر على العروض التقليدية فقط، بل يشمل معارض للخناجر والملابس الإماراتية، وعروض للهجن، ومسابقات للقصيدة النبطية، وعروض راقصة شعبية من مختلف إمارات الدولة. كل عام، يجذب المهرجان عشرات الآلاف من الزوار، من السكان المحليين إلى السياح، الذين يبحثون عن تجربة أصيلة لا تُقدم في أي مكان آخر. حتى أن بعض الفعاليات، مثل مسابقة صناعة العطور الطبيعية أو عرض صناعة اللؤلؤ اليدوي، تُقام فقط هنا، وتعتبر نادرة حتى داخل الإمارات.

ما الذي يجعل مهرجان الشيخ زايد مختلفًا عن غيره؟

الفرق الحقيقي هو أنه لا يُقدّم الثقافة كعرض سياحي، بل كحياة يومية. ترى الأطفال يتعلمون صناعة السدو من جداتهم، وتسمع أصوات العود ترافق قصائد تُقال بلهجة خليجية أصيلة، وتذوق أطباقًا مثل المخبيص والكعك الإماراتي، مصنوعة من مكونات محلية فقط. هذا ليس ترفيهًا مُعدّاً للصور، بل هو تواصل مباشر مع الجذور. كما أن المهرجان يُقام في مواقع تاريخية مثل متحف دبي أو قلعة الفهيدي، ما يضيف بعدًا زمنيًا لا يُقدّر بثمن.

ما يميزه أيضًا أنه لا يُركّز فقط على الماضي، بل يربطه بالحاضر. تجد فناني الجرافيت يرسمون مشاهد من حياة الشيخ زايد على جدران المهرجان، أو مطاعم تقدم أطباقاً تقليدية بأساليب عصرية. هذا التوازن بين الأصالة والحداثة هو ما يجعل المهرجان ينمو كل عام، ويجذب جيلاً شاباً لم يعش تلك الحقبة، لكنه يشعر بقيمتها.

في السنوات الأخيرة، ازدادت الفعاليات التي تُركز على البيئة والزراعة المستدامة، مثل معارض النخيل والمحاصيل المحلية، وهو ما يتوافق مع رؤية الدولة الحالية. المهرجان لم يعد مجرد تذكير بالماضي، بل أصبح مثالاً عملياً على كيف يمكن الحفاظ على الهوية دون عزلها عن العالم.

إذا كنت في دبي خلال موسم المهرجان، فلن تجد مكاناً أفضل لفهم ما يعنيه أن تكون إماراتياً. سواء أكنت زائراً أو مقيماً، ستخرج منه بفهم أعمق لقيم التواضع، الكرم، والاحترام التي بُنيت عليها الدولة. كل مقال في هذه القائمة يأخذك خطوة أعمق في هذا العالم — من تفاصيل الأزياء التقليدية، إلى أسرار الطهي القديم، إلى كيف يُعدّ الأطفال لحمل لواء التراث غداً.