مصر تفوز على نيجيريا 2-1 في ودية استعداداً لكان المغرب 2025
فاز المنتخب المصري على نظيره النيجيري بنتيجة 2-1 في مباراة ودية أُقيمت مساء الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 على ملعب استاد القاهرة الدولي، في خطوة أخيرة قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025 المغرب. المباراة، التي جرت في تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة، لم تكن مجرد تدريب، بل اختبار حقيقي لروح الفريق وتركيبته تحت ضغط التوقيت، خاصة مع غياب نجومه الكبار. والنتيجة؟ ليست مجرد فوز، بل رسالة: الفراعنة جاهزون.
عودة إمام عاشور وغياب النجوم: تكتيك مدروس
عاد إمام عاشور إلى التشكيلة الأساسية بعد غياب طويل، نتج عن خلافه مع المدرب حسام حسن. لم يكن عودته مفاجئة، لكنها كانت مؤثرة. لعب بثقة، وصنع الهدف الثاني، وكأنه يقول: "أنا ما زلت هنا". في المقابل، قرر حسام حسن إراحة الثلاثي الذهبي: محمد صلاح من ليفربول، ومحمود حسن تريزيجيه من أ斯顿 فيلا، وعمر مرموش من مانشستر سيتي. القرار لم يكن خوفاً من الإصابة فقط، بل تكتيكاً: حماية النجوم لمرحلة البطولة، واستثمار المباراة لاختبار البدلاء.الهدف الأول: صابر وزيزو.. ثنائية متكاملة
في الدقيقة 27، تمكن محمود صابر من تسجيل أول هدف لمصر. التمريرة من أحمد سيد زيزو كانت دقيقة كالساعة، وتسديدة صابر من داخل منطقة الجزاء، من لمسة واحدة، أرسلت الكرة إلى الشباك. بعض المصادر ذكرت الدقيقة 28، لكن تأكيد موقع بطولات يرجح الدقيقة 27. المهم: لم يكن هدفاً عشوائياً، بل نتيجة تدريبات مكثفة على التسديدات السريعة من داخل المنطقة، وهو ما يظهر أن حسام حسن يبني هجوماً يعتمد على التوقيت لا على القوة.التعادل النيجيري: خطأ لا يُغتفر
لكن نيجيريا لم تكن مستسلمة. في الدقيقة 45+3، قبل نهاية الشوط الأول، وقع خطأ فادح من حارس مصر محمد الشناوي. حاول الإمساك بكرة مرتدة من تسديدة بعيدة، لكنه أفلت منها. وفوراً، تابعها شيدوزي أوازيم وأسكنها المرمى. بعض المصادر، مثل المصري اليوم، ذكرت أن التعادل جاء في الدقيقة الأخيرة من الشوط، وهو ما يضيف طابعاً درامياً للحظة. خطأ الشناوي كان مفاجئاً، لكنه كشف نقطة ضعف: ضغط الدفاع المصري عند النهايات، وهو ما قد يُستغل في البطولة إذا لم يُصلح.هدف الفوز: مصطفى محمد وعبقرية التمرير
في الشوط الثاني، وتحديداً في الدقيقة 53 (حسب بطولات)، جاء الهدف الذي غير كل شيء. تمريرة من إمام عاشور إلى زيزو، ثم تمريرة ثانية دقيقة إلى مصطفى محمد، الذي سدد من يمين منطقة الجزاء بقدمه اليسرى، وسُكنت الكرة في الزاوية العليا. لم يكن هدفاً قوياً، بل هدفاً ذكياً. وُلد من تواصل بين لاعبين لم يُستدعوا عادةً كأساس، لكنهم أثبتوا أنهم لا يقلون قيمة عن النجوم. هذا هو جوهر التحول الذي يريده حسام حسن: فريق لا يعتمد على نجم واحد، بل على شبكة من القدرات.الحضور الوزاري ورسالة التأييد
في المدرجات، كان هناك من يُمثل الدولة: أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، الذي حضر ليدعم الفريق. لم يكن حضوره شكلياً. كان رسالة واضحة: الدولة تتابع، وتُقدّر، وتُؤيد. في بلد يُعد كرة القدم مسألة وطنية، فإن وجود الوزير يُعزز من روح الفريق، ويُشعر اللاعبين أنهم ليسوا مجرد رياضيين، بل سفراء لمصر.الانطلاق إلى المغرب: بعثة تغادر الأربعاء
بعد المباراة، لم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ المرحلة التالية. وفقاً لـالمصري اليوم، من المقرر أن تغادر بعثة المنتخب المصري إلى المغرب يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، أي بعد يوم واحد فقط من المباراة. هذا التوقيت يُظهر جدية التحضيرات، ورغبة في التأقلم المبكر مع الظروف المناخية والزمنية في المغرب، حيث ستقام البطولة في مدن متعددة، من الرباط إلى الدار البيضاء.البطولة على الأبواب: ماذا بعد؟
كأس أمم أفريقيا 2025 تنطلق رسمياً في 21 ديسمبر، أي بعد خمسة أيام فقط من هذه المباراة الودية. ستستمر حتى 18 يناير 2026، وفقاً للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). مصر، التي فازت باللقب 7 مرات سابقاً، تدخل البطولة كمرشح قوي، لكنها تواجه منافسة شرسة من السنغال، وساحل العاج، والجزائر. حسام حسن قال في تصريحات لقناة بطولات: "90% من التشكيلة حُسمت. الباقي يعتمد على التكيف خلال التدريبات". وأشار إلى أن لاعب الأهلي سيكون "الجوكر"، أي اللاعب الذي يُدخله من على الدكة ليُحدث فرقاً في اللحظات الحاسمة.الخلفية: استاد القاهرة.. مسرح الأحداث
استاد القاهرة الدولي، الذي افتُتح عام 1960، وهو أحد أقدم الملاعب في أفريقيا، يسع 75 ألف متفرج. لم يكن مجرد مكان للمباراة، بل رمز. هنا، احتفلت مصر بفوزها في كأس الأمم 1998، و здесь، خسرت أمام الكاميرون في نهائي 2008. اليوم، عاد ليشهد لحظة جديدة: انتصار يُعيد تأكيد أن مصر لا تزال قوة في القارة، حتى في ظل التحولات.أسئلة شائعة
لماذا أُقيل محمد صلاح وتريزيجيه ومرموش من المباراة؟
المدرب حسام حسن قرر إراحة النجوم الثلاثة لحمايتهم من الإصابات وضمان وصولهم بحالة مثالية لبطولة كأس الأمم الإفريقية. هذه ليست أول مرة يُستخدم فيها هذا التكتيك؛ ففي 2019، أُريح صلاح قبل نهائي كأس الأمم، وساعد ذلك مصر على الفوز. المهم ليس المباراة الودية، بل البقاء سليماً في المراحل الحاسمة.
هل فوز مصر على نيجيريا يضمن تأهلها للقب؟
لا، الفوز الودي لا يضمن أي شيء في البطولة الرسمية. لكنه يُظهر أن الفريق قادر على الفوز تحت الضغط، ولهذا السبب يُعد مؤشراً إيجابياً. نيجيريا ليست من أقوى الفرق في البطولة، لكنها تمتلك لاعبين سريعين وخط دفاع مرن. الفوز هنا يُعزز الثقة، لكن التحدي الحقيقي سيبدأ مع السنغال أو الكاميرون في دور المجموعات.
ما دور إمام عاشور في التشكيلة القادمة؟
إمام عاشور يُعد المحرك الأساسي للخط الوسط، وسجّل هدفاً وصنع آخر في المباراة. يُتوقع أن يلعب كلاعب وسط مهاجم، يُحرّك الكرة ويفتح مساحات لـزيزو وصابر. هو ليس نجماً عابراً، بل لاعب يُعيد تشكيل ديناميكية الهجوم المصري، خصوصاً مع غياب تريزيجيه. تواجده يُقلل الاعتماد على صلاح كمصدر وحيد للإبداع.
لماذا يُسمى لاعب الأهلي بـ"الجوكر"؟
"الجوكر" يعني اللاعب الذي يُدخل من على الدكة ليُحدث فرقاً مفاجئاً. في هذه الحالة، يُتوقع أن يكون لاعب الأهلي (لم يُذكر اسمه) هو الخيار المرن الذي يُدخل في الشوط الثاني لتعزيز الهجوم أو تغيير إيقاع المباراة. هذا التكتيك استُخدم بنجاح في كأس الأمم 2019، حيث أدخل محمد أبو جبل وأحدث فرقاً حاسمة.
ما تأثير غياب محمد الشناوي في المباريات القادمة؟
خطأ الشناوي في التعادل النيجيري يُثير تساؤلات حول ثباته في المباريات الحاسمة. لكنه لم يُستبدل، ما يعني أن حسام حسن ما زال يثق به. المهم الآن هو تدريبه على التصدي للكرات المرتدة والتسديدات البعيدة، وهي نقاط ضعف تُستغل كثيراً في البطولات الكبرى. إذا لم يُصلح هذا الخلل، فقد يُستبدل بـأحمد الشناوي أو حمدي فتحي في المباريات الحاسمة.
هل يمكن لمصر أن تفوز بكأس أمم أفريقيا 2025؟
نعم، لديها فرصة حقيقية. الفريق يمتلك توازناً جيداً بين الخبرة والشباب، وتمتلك تجربة سابقة في الفوز بالبطولة. لكنها تحتاج إلى تفادي الأخطاء الدفاعية، وتحقيق نتائج جيدة في المجموعة، ثم التقدم بثقة في المراحل الإقصائية. إذا استطاع حسام حسن إدارة التناوب بين النجوم والبدلاء، فالفوز ليس مستحيلاً.
Abdeslam Aabidi
ما شاء الله، المباراة كانت أشبه بفيلم درامي من نوعية اللي بتشوفه في السينما. عودة إمام عاشور كانت كأنه قال للجميع: 'ما زلت أتنفس'، والهدف الثاني؟ بس أخاف على قلبك من شدة التوتر. حسام حسن مش بس مدرب، ده مخرج سينمائي بس بكرة القدم. نجوم الغياب كانوا مفتوحين، والبدلاء خلّوا كلنا نحس إننا نملك فريق كامل، مش نجم واحد يحمل الفريق كله.
والشناوي؟ نسيانه مش مستحيل، لكن الخطأ ده كان بس علامة على إننا لسه في مرحلة التشكيل، مش في النهاية. خلينا نشجع، مش نهدم. مصر مازالت ملكة القارة، وده بس تمهيد لحقبة جديدة.
Mohamed Amine Mechaal
من حيث التحليل التكتيكي، المدرب استخدم نموذج توزيع المهام الهجومي الموزع (distributed offensive workload) بدل الاعتماد على centroid star-player dynamics، وهو ما يتوافق مع أحدث معايير التحليل الإحصائي في كرة القدم الإفريقية. إزاحة تريزيجيه وصلاح من التشكيلة الأساسية كانت استراتيجية تخفيف الحمل (load mitigation) لضمان الحفاظ على القيمة الأداءية (performance value retention) في المراحل الإقصائية.
هدف مصطفى محمد؟ مثال كلاسيكي على synergy بين playmaker وfinisher، مع تفعيل زاوية التمرير العمودي من الجناح الأيسر. هذا النمط يقلل من التكرار التكتيكي ويزيد من قابلية التكيف مع الضغط العالي. نقطة الضعف الوحيدة؟ التصدي للكرات المرتدة من المسافات البعيدة - وهي نقطة تحليلية مسجلة في 73% من مباريات الكاف الأخيرة. التصحيح ممكن عبر تدريبات التوقيت + التغطية الزاوية، مش بالاستبدال.
Nefertiti Yusah
الشناوي خطا وحده كفاية عشان نخليه يلعب في المونديال؟!