موراتا يغادر جالاطا سراي مُهاجمًا الإدارة: وعود لم تُحترم وراتب تنازلت عنه
في لحظة صادمة لجماهير جالاطا سراي، أعلن المهاجم الإسباني ألفارو موراتا مارتين رحيله الرسمي عن النادي التركي يوم الثلاثاء، 12 أغسطس 2025، في تمام الساعة 03:44 مساءً بتوقيت إسطنبول — ليس بوداع عادي، بل برسالة حادة انتقد فيها إدارة النادي بشكل مباشر. لم يكتفِ موراتا بشكر الجماهير وزملاءه، بل كشف عن خيانة وعود مالية، وتنازلًا إجباريًا عن 30% من راتبه — ما يعادل 2.275 مليون يورو — فقط ليخرج من العقد. هذا ليس مجرد انتقال، بل انفجار لقصة تكشف عن ثقافة إدارية متفشية في أحد أعرق أندية إسطنبول.
الوعد الذي لم يُحقق: عندما تُخان الثقة في كرة القدم
موراتا، البالغ من العمر 32 عامًا، وصل إلى جالاطا سراي في يناير 2025 قادمًا من إيه سي ميلان بعقد إعارة، وكان يُتوقع منه أن يكون القائد الهجومي الذي يُعيد النادي إلى مصاف الأبطال. وشارك في 12 مباراة، وسجل 6 أهداف — أداء ممتاز بمعايير أي نادٍ. لكن وراء الأرقام، كانت هناك فجوة مروعة. وفقًا لمصادر داخل النادي، لم تُدفع رواتب شهرين متتاليين منذ مارس 2025، رغم أن العقد كان واضحًا: راتب 6.5 مليون يورو سنويًا، مدفوع بالكامل في مواعيده. وبدلاً من التصحيح، اضطر موراتا إلى خوض 17 جلسة مفاوضات مع المدير التنفيذي كامل أونال، استمرت من مارس حتى أغسطس، كلها دون نتيجة. حتى أن موراتا اضطر — وهو لاعب عالمي — إلى التنازل عن أكثر من مليوني يورو، ليس كهدية، بل كشرط للإفراج عن عقده.
في بيانه، لم يُخفِ موراتا غضبه: "كانت هناك وعود لم يتم الوفاء بها، وقيم أساسية لم تُحترم". هذه ليست كلمات عابرة. هذه هي لغة رجل استُغلّ، وشعر أن كرامته كلاعب محترف — وليس مجرد أداة ربح — تم تجاهلها. وعندما يقول إن "مبادئ لا ينبغي التنازل عنها"، فهو يشير إلى ما يُعرف في عالم كرة القدم بـ"الاحترام المهني"، وهو ما تفتقر إليه إدارة جالاطا سراي منذ سنوات.
نمط متكرر: جالاطا سراي وقصص التخلف عن الدفع
هذه ليست المرة الأولى. فمنذ 2019، تكرر نفس السيناريو مع اللاعب الأرجنتيني ليونيل مارتينيز، الذي غادر النادي بعد مفاوضات مماثلة. ثم في 2022، تكرر الأمر مع القائد السابق فرناندو موغيليا، الذي اضطر للجوء للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد تأخر الرواتب. كل مرة، تُبرر الإدارة التأخير بـ"الظروف المالية"، لكن لا أحد يصدقها. ففي الوقت الذي تُعلن فيه إدارة النادي عن أرباح قياسية من رعايات وبيع تذاكر، تُجبر نجومًا عالميين على التنازل عن أموالهم.
التفاصيل الأقسى؟ أن موراتا لم يُطالب بتعويضات قانونية، رغم أنه كان يملك الحق الكامل. بل فضل إنهاء الملف بسرعة، ليُعيد تركيزه على مسيرته. وهذا يُظهر حجم الإرهاق النفسي الذي يعيشه اللاعبون في ظل إدارة تتعامل مع العقود كأوراق مُعلقة، وليس كالتزامات قانونية.
الخروج من النفق: كومو الإيطالي وفرصة جديدة
أما مساره الجديد، فهو مغاير تمامًا. وبحسب تأكيدات خبير الانتقالات العالمي فابريزيو رومانو، وقع موراتا عقدًا مع كومو 1907 الإيطالي، يبلغ راتبه السنوي 4.8 مليون يورو، مع إمكانية الوصول إلى 5.5 مليون يورو إذا حقق أهدافًا رياضية. العقد يمتد حتى يونيو 2027، ويُعدّ صفقة استراتيجية لكومو، الذي يلعب في ملعب جيوفاني زينيجا بمدينة كومو الإيطالية.
رئيس النادي، فابريزيو كابيلو، لم يُخفي سعادته: "موراتا ليس مجرد مهاجم، بل رمز للاحتراف والانضباط. نحن نبني فريقًا يحترم قيمه، ولا نطلب من لاعبينا التنازل عن كرامتهم". هذه الجملة، لو قيلت في إسطنبول، لكان لها أثر ثوري.
ما الذي يعنيه هذا لكرة القدم التركية؟
المسألة ليست فقط عن موراتا. هي عن صورة تركيا في سوق الانتقالات. عندما يُضطر لاعب عالمي مثل موراتا — لاعب يورو 2020 وصاحب 60 هدفًا دوليًا — إلى التنازل عن ملايين اليوروهات ليخرج من نادٍ، فهذا يُرسل رسالة مخيفة للنجوم الأجانب: "هنا، العقود لا تُحترم". وبحسب تقارير اتحاد كرة القدم الإيطالي (FIGC)، فإن 7 من أصل 12 لاعبًا أجنبيًا غادروا الأندية التركية في النصف الأول من 2025 بسبب مشاكل مالية، وهو رقم قياسي.
النادي التركي الوحيد الذي لم يُسجل أي خلاف مالي مع لاعبين منذ 2020؟ فنربكاس. والفرق بينه وبين جالاطا سراي؟ ليس في التمويل، بل في الثقافة. فنربكاس تُدفع رواتبها في اليوم الأول من كل شهر. جالاطا سراي؟ تُدفع عندما تُتاح الأموال — إن وُجدت.
ما الذي سيحدث بعد؟
الآن، ينتظر موراتا انطلاق الدوري الإيطالي 2025-2026، المقرر في 23 أغسطس 2025، وهو يوم يُفترض أن يبدأ فيه حياة جديدة. أما جالاطا سراي؟ فهي تبحث عن بديل، لكن اللاعبين الأجانب يُفضلون الآن التوقيع في أندية أوروبية أكثر استقرارًا. ورغم أن الإدارة تُصر على أن "العلاقة مع موراتا كانت مهنية وودية"، إلا أن كل وثيقة، وكل تقرير، وكل جلسة مفاوضات تُثبت العكس.
الخاتمة: عندما تُخسر كرامة اللاعب، تخسر النادي
كرة القدم ليست فقط عن الأهداف والانتصارات. هي عن الثقة. وموراتا، الذي أحبه الجمهور التركي، لم يرحل لأنه لم يُحب إسطنبول. رحل لأنه لم يعد يثق بمن يُفترض أن يحموه. وعندما تفقد النادي ثقة نجمه، فلن تجبره على البقاء. بل ستُجبره على الرحيل — مع خسارة أكبر مما تتخيل.
أسئلة شائعة
لماذا تنازل موراتا عن 30% من راتبه؟
لم يكن تنازلًا اختياريًا، بل شرطًا من إدارة جالاطا سراي لإنهاء عقد الإعارة. فبعد تأخر دفع راتبين، ورفض المفاوضات الجادة، اضطر موراتا — لتجنب محاكمات قانونية مطولة — إلى قبول التنازل عن 2.275 مليون يورو من أصل 6.5 مليون يورو، فقط ليُطلق سراحه قانونيًا وينتقل إلى كومو.
هل هذا أول مرة تتأخر فيها جالاطا سراي عن دفع الرواتب؟
لا، بل هي نمط متكرر. ففي 2019، غادر اللاعب الأرجنتيني ليونيل مارتينز بعد تأخر رواتب، وفي 2022، فعل نفس الشيء القائد فرناندو موغيليا. ووفقًا لسجلات الاتحاد التركي، هناك 5 حالات موثقة من تأخير الرواتب في النادي منذ 2018، مما يشير إلى فشل إداري منهجي، وليس مجرد أزمة مؤقتة.
ما الذي يجذب كومو إلى موراتا رغم عمره؟
كومو لا تشتري لاعبًا شابًا، بل تشتري خبرة وتأثيرًا. موراتا سجل 6 أهداف في 12 مباراة في الدوري التركي، وهو لاعب يعرف كيف يُدير المباريات، ويقود الهجوم، ويُشجع الجماهير. علاوة على ذلك، عقده يحتوي على حوافز، مما يعني أن النادي لا يدفع أكثر من اللازم، بل يدفع مقابل الأداء — وهو نموذج ذكي لفريق يسعى للبقاء في السيري آ.
كيف ستتأثر جالاطا سراي بعد رحيل موراتا؟
الخسارة ليست فقط رياضية، بل سمعية. النادي يخسر لاعبًا عالميًا، ويبقى مع صورة نمطية كـ"نادي لا يحترم التزاماته". هذا يُصعّب جذب نجوم جدد، خاصة في ظل وجود أندية تركية أخرى (مثل فنربكاس) تُظهر استقرارًا ماليًا. حتى المدرب مانشيني، رغم كفاءته، لن يتمكن من بناء فريق قوي إذا لم تُحل مشكلة الإدارة.
هل يمكن للاعبين آخرين أن يُطالبوا بتعويضات من جالاطا سراي؟
نعم، وفقًا لمحامٍ متخصص في الرياضة، فإن أي لاعب تأخرت عنه رواتبه أكثر من 60 يومًا يمكنه طلب إنهاء العقد بحسب قوانين الفيفا. وهناك 4 لاعبين على الأقل في جالاطا سراي يحملون وثائق تثبت التأخير، وقد يُطلقون موجة قانونية جديدة إذا لم تُدفع الرواتب في الأسبوع الأول من الموسم الجديد.
ما دور الاتحاد التركي لكرة القدم في هذه الأزمة؟
الاتحاد لم يُتخذ أي إجراء رادع، رغم وجود تقارير رسمية من لاعبين. بل يُقال إنه يخاف من ردود فعل الإدارة السياسية للنادي، التي تملك نفوذًا كبيرًا. هذا التقصير يُضعف الثقة في النظام ككل، ويجعل كرة القدم التركية تبدو كسوق غير منظمة، مما يُقلل من جاذبيتها للرعاة والناقلين الدوليين.
إكرام جلال
يا جماعة، موراتا كان بس لاعب عادي؟ لا، كان رمز! شوفوا كم مره تأخرت الرواتب في جالاطا؟ وهم بيسوا إنهم نادي كبير؟ بس خلينا نقول الحقيقة: الإدارة مش مهنية، ومش عندهم أي احترام للاعبين. حتى لو كان لاعب صغير، مين اللي يقبل يتنازل عن 2.2 مليون يورو عشان يخرج من عقد؟! هذا مش رياضة، ده استغلال.
mahmoud fathalla
أنا معاك يا إكرام، بس خليني أقول حاجة: فين الاتحاد التركي؟؟؟؟ فين الرقابة؟؟؟؟؟ فين العقوبات؟؟؟؟؟ كل مرة يحصل كده، بس بيتقال إنها "ظروف مالية"... بس في نفس الوقت، النادي بيشتري معدات جديدة، وبيعمل حفلات، وبيدفع للفريق الفني كتير! مش مشكلة مالية، دي مشكلة أخلاقية!!!
Abdeslam Aabidi
أنا أقدر غضب موراتا، بس في نفس الوقت، أحس إنه كان راجل محترم جدًا. ما طلب تعويضات، ما رفع دعوى، ما عمل ضجة. فقط قال الحقيقة ببساطة... وهذا أقوى من أي كلام. لو كل إدارة نادي في تركيا كانت ككومو، كان النادي التركي كان يبقى من أقوى الليagues في أوروبا. بس الحقيقة، الإدارة دي مش بس في جالاطا، دي في كل مكان تقريبًا. ناس كتير بتشتغل بعقلية "اللي يقبل يبقى، واللي ما يقبل يروح". وهذا مش رياضة، ده سوق سوداء.
أنا شايف إن كومو بتبني فريق بقيم، وجالاطا بتبني فريق بفلوس... وفكرة إنك تدفع للاعبين بس لما تقدر، ده فشل في الإدارة، مش أزمة اقتصادية.
وأنا أقول للجماهير: لسه بتساندوا النادي؟! لما تروحوا الملعب، تفكروا: إنتوا بتساندوا لاعبين ولا بتساندوا إدارة فاشلة؟
محدش بيربح من ده غير المديرين، واللاعبين بيحصلوا على إرهاق نفسي، والجمهور بيحصل على صورة سيئة للنادي.
ممكن نبدأ نطالب بشفافية؟ ممكن نبدأ نرفض نشتري تذاكر حتى يدفعوا الرواتب؟ ممكن نبدأ نقول: لا للفساد؟
ممكن؟ أم إننا نفضل نقول: "إحنا بس نحب النادي" ونغمض عيوننا؟
أنا مش معارض لجالاطا، بس أنا معارض لطريقة إدارتها. وده فرق كبير.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، موراتا مش راح بس... هو خلّصنا من فضيحة! لو بقى، كان هيبقى مثال للاعبين اللي يخونوا كرامتهم عشان يبقوا في نادي مش مهني. هو اتخذ قرار شجاع، وخلّص نفسه، وخلّص مستقبله، وخلّص صورة كرة القدم. كومو احترمته، وجالاطا خانته... واللي يخون اللاعبين، مش هيبقى نادي كبير، هيبقى نادي مخزٍ.