صلاح يسجل هدفه الـ50 في دوري الأبطال وبرشلونة يتصدر الليغا بعد تعادل ريال مدريد مع خيرونا

صلاح يسجل هدفه الـ50 في دوري الأبطال وبرشلونة يتصدر الليغا بعد تعادل ريال مدريد مع خيرونا

في ليلة حاسمة على ملعب مونتيليفي في خيرونا، تألق محمد صلاح ليُسجل هدفه الـ50 في تاريخ دوري أبطال أوروبا، مُحقّقًا فوزًا حاسمًا 1-0 لصالح نادي ليفربول على خيرونا في 11 ديسمبر 2024. الهدف جاء من ركلة جزاء في الدقيقة 81، بعد أن سقط لويس دياز في منطقة الجزاء، بينما عاد أليسون بيكر من إصابة طويلة ليُحرز أول ظهور له هذا الموسم. لم يكن الفوز مجرد تأكيد للتفوق الأوروبي لليفربول — بل كان رسالة صارخة: الفريق لا يزال يُقاتل على كل جائزة، حتى في أصعب الملاعب.

خيرونا تُفاجئ أوروبا بتفوقها الدفاعي

لكن المفاجأة الحقيقية لم تكن في ليفربول، بل في الملعب نفسه، قبل أسبوعين فقط. ففي 30 نوفمبر 2025، واجه ريال مدريد نفس الخصم — خيرونا — في نفس الملعب، لكن هذه المرة في الدوري الإسباني. والنتيجة؟ تعادل مُخيب 1-1. سجّل أزدين أوناهي هدفًا رائعًا في الدقيقة 45، مستفيدًا من خطأ دفاعي وتمريرة ذكية من فيكتور تسيغانكوف. ثم عادل كيليان مبابي في الدقيقة 67 من ركلة جزاء، لكنه لم يُنقذ فريقه. في الحقيقة، لم يكن التعادل كافيًا. بل كان كارثة.

لأن هذا هو أول مرة منذ ديسمبر 2019 — أي قبل ست سنوات — يُسجل فيها ريال مدريد ثلاث تعادلات متتالية في الدوري. وقتها كان المدرب زين الدين زيدان، واليوم هو خابي ألونسو، لكن نفس العرض المُرهق يعود. ثلاث مباريات، ثلاث نقاط فقط. وثلاثة أهداف ملغاة من قبل VAR: هدف لمبابي بسبب لمسة يد، وآخر لفينيسيوس بسبب التسلل. حتى الحارس ثيبو كورتوا، الذي أنقذ عدة تسديدات، لم يُنقذ الفريق من أزمة الثقة.

برشلونة يصعد للصدارة... بفضل خطأ خارج ملعبه

الآن، تغيّرت خريطة الليغا. في نفس اليوم الذي سقط فيه ريال مدريد، فاز نادي برشلونة على ديبورتيفو ألافيس 3-1، ليصبح أول فريق في تاريخه يسجل في 34 مباراة متتالية في الدوري الإسباني. 90 هدفًا في 34 مباراة. هذا ليس أداءً — هذا إنجاز تاريخي. حتى أن لامين يامال، البالغ من العمر 18 عامًا فقط، سجّل هدفه الـ19 في الدوري، ليصبح ثالث أصغر لاعب في التاريخ يحقق هذا الرقم، بعد راؤول وخوسيه إيراراغوري.

الآن، برشلونة يتصدر الجدول بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد. لكن لا تخلطوا بين التصدّر والسيطرة. فريق برشلونة لا يفوز فقط — إنه يُسيطر على المباريات بأسلوب يُذكّر بعصر ميسي. لكن هل يكفي؟ في دوري يُصبح فيه التعادل خسارة، فإن أي انزلاق واحد من ريال مدريد قد يُنهي السباق. وخيرونا؟ لم تعد مجرد فريق صاعد. إنها قوة تُعيد تعريف التوقعات.

مبابي... نجم أم عبء؟

في كل مباراة، يُصبح كيليان مبابي أكثر أهمية. سجّل سبعة أهداف من ركلات جزاء هذا الموسم — أكثر من أي لاعب في أوروبا. لكن هل هذا دليل على قوته؟ أم على ضعف الفريق؟ فريقه لا يُنتج فرصًا كافية، فيضطر للاعتماد على أخطاء الخصم أو ركلات الجزاء. وفي المباراة ضد خيرونا، لم يُسجّل سوى هدف واحد من أربع محاولات خطيرة. وعندما حاول الفوز في الوقت بدل الضائع، أخطأ تسديدته بضعة سنتيمترات فقط. لا أحد يشك في قدراته. لكن الأسئلة تزداد: هل يمكن لريال مدريد أن يفوز بالليغا وهو يعتمد على مبابي كمُنقذ دائم؟

ما الذي ينتظر خيرونا بعد هذا الإنجاز؟

الآن، بعد تخطي ريال مدريد وليفربول في ملعبه، أصبح خيرونا فريقًا يُحترم. لكن التحدي الأكبر قادم. في 14 ديسمبر 2025، يواجهون ريال سوسيداد في مباراة حاسمة. فريقان يبحثان عن نقاط لضمان مكانهما في المراكز الأوروبية. لكن خيرونا لم تعد تلعب فقط من أجل التصنيف. إنها تلعب من أجل التأكيد: أن الفريق الذي كان يُعتبر مجرد مفاجأة، أصبح الآن جزءًا من اللعبة الكبرى.

الخلفية: كيف تحوّل خيرونا من فريق صغير إلى قوة أوروبية؟

قبل خمس سنوات، كان خيرونا يُقاتل من أجل تجنب الهبوط. اليوم، يُهزم أسطورة الدوري. التحول بدأ في 2022، عندما اشترى النادي مجموعة من اللاعبين الصغار بأسعار زهيدة: أوناهي من تونس، تسيغانكوف من أوكرانيا، ونورمان من البرازيل. كلهم لم يُكلفوا أكثر من 10 ملايين يورو مجتمعين. لكنهم أُعدّوا بذكاء، بأسلوب يجمع بين التمرير السريع والضغط العالي. وعندما تولى المدرب ميكيل أرتيتا (قبل أن ينتقل إلى أرسنال)، وُضعت أسس هذا الأسلوب. واليوم، يُدير الفريق ماوريسيو بودينو، الذي يُشبه في أسلوبه المدربين الإسبان الجدد: لا يُحبذ الهجوم العشوائي، بل يُفضل السيطرة والانتظار لخطأ الخصم.

ماذا يعني هذا لمستقبل الدوري الإسباني؟

لم تعد المنافسة بين برشلونة وريال مدريد فقط. خيرونا، وريال سوسيداد، وحتى أتليتيكو مدريد، باتوا قادرين على تغيير مجرى الموسم. برشلونة يقود، لكنه لا يزال يُعاني من ضعف في الدفاع. ريال مدريد يُعاني من التردد. وخيرونا؟ تُظهر أن كرة القدم الحديثة لم تعد ملك الأثرياء. بل ملك من يُخطط بذكاء، ويُوظف الموارد بحكمة.

أسئلة شائعة

كيف أثر هدف صلاح على فرص ليفربول في دوري الأبطال؟

هدف صلاح الـ50 في دوري الأبطال جعل ليفربول أول فريق في المجموعة يحقق فوزًا كاملًا بـ18 نقطة من 6 مباريات، مما يضمن له التأهل مباشرة إلى دور الـ16. كما أنه يُعزز من فرصته في الفوز باللقب، خاصة مع عودة أليسون من الإصابة، مما يمنح الفريق توازنًا دفاعيًا لم يكن موجودًا في المباريات السابقة.

لماذا يُعد تعادل ريال مدريد مع خيرونا مفاجأة كبيرة؟

لأن خيرونا لم يفز على ريال مدريد في أي مباراة رسمية منذ 2018، ولم يُسجل عليه في ملعبه منذ 2015. لكن هذه المرة، تفوقت خيرونا في التكتيك والضغط، وحرمت ريال مدريد من أي فرصة حقيقية، حتى مع تواجد مبابي وفينيسيوس. هذا ليس مجرد تعادل — بل هو إشارة أن عصر الهيمنة الإسبانية قد ينتهي.

ما سبب تأخر ريال مدريد في الدوري رغم تواجد نجوم مثل مبابي؟

السبب ليس النجوم، بل التوازن. ريال مدريد يفتقر للاعب وسط قادر على توزيع الكرة بذكاء، ويعتمد بشكل مفرط على التمريرات الطويلة أو الأخطاء الدفاعية. كما أن الدفاع يعاني من تأخّر في التغطية، وغياب لاعب مثل كاسيميرو يُظهر نفسه بوضوح. حتى مبابي لا يستطيع أن يُنقذ فريقًا لا يُنتج فرصًا.

هل يمكن لبرشلونة الحفاظ على صدارته حتى نهاية الموسم؟

نعم، لكنه سيحتاج إلى تحسين دفاعه. فريقه سجّل 90 هدفًا في 34 مباراة، لكنه تلقى 28 هدفًا — وهو رقم مرتفع جدًا لفريق يُطمح للقب. في المباريات الصعبة ضد أتليتيكو وريال مدريد، قد يُواجهون صعوبات. لكن إذا استمروا في التسجيل، فسيكونون في موقع قوي، خاصة مع تراجع ريال مدريد.

ما الذي يجعل خيرونا مختلفة عن الفرق الصغيرة الأخرى؟

خيرونا لا تعتمد على النجوم، بل على النظام. كل لاعب يفهم دوره بدقة، وتُستخدم البيانات لتحديد نقاط ضعف الخصم. كما أن النادي يمتلك أكاديمية متطورة تُنتج لاعبين يناسبون أسلوبهم. هذا لا يشبه فرقًا مثل رايو فايكانو أو إلتشي — خيرونا تُفكر كنادي أوروبي كبير، لكن بميزانية صغيرة.

ما تأثير هذه النتائج على سوق الانتقالات؟

خيرونا ستُصبح مقصداً للاعبين الشباب، خاصة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية. وريال مدريد قد يُسرّع في شراء لاعب وسط مُنظّم، بينما برشلونة قد يُفكّر في تجديد عقود لاعبيه، خشية أن يُغادروا بعد هذا التألق. حتى مبابي قد يُصبح أكثر توتراً، خاصة إذا استمرت الأداءات الضعيفة.

5 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، صلاح سجل 50 هدف؟ بس خيرونا خلّت ريال يتعادل؟ يا سلام، لو كان مبابي لاعب وسط بدل ما يكون مُنقذ لحظة بلحظة، كان ريال خلاص خسر قبل ما يدخلوا الملعب. هالفرق بين النجم اللي يصنع الفارق، والنجم اللي يضطر يحمل الفريق على ظهره… ده مش كرة قدم، ده مسرحية كوميدية مُرّة.
    وإحنا نتكلم عن خيرونا؟ ياخي، قبل خمس سنين كانوا يخافوا من الهبوط، واليوم يهزّون أركان أوروبا بـ10 مليون يورو؟ يا رب، لو كان عندنا كده في مصر، كنت خلصت الكرة المصرية من الجحيم.
    بس صراحة، لو برشلونة ما صلّح دفاعه، هيخسر اللقب على حساب أخطاء… مش على حساب تفوق.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    التحليل التكتيكي لخيرونا يُعدّ نموذجًا مثاليًا لـ'low-budget high-impact football ecosystem' - حيث يتم توظيف تحليلات البيانات المُعزّزة بالضغط العالي والانتقالات السريعة كـ'force multiplier' في سياق تكتيكي مُتماسك.
    التحول من 'relegation battler' إلى 'Europa contender' لم يكن صدفة، بل نتيجة لـ'strategic alignment' بين إدارة النادي، المدرب، ونظام التدريب المُبنية على 'neuromuscular efficiency' و'spatial dominance' في الملعب.
    هذا لا يُشبه أي فريق صغير آخر؛ بل هو 'paradigm shift' في مفهوم التمويل والكفاءة في كرة القدم الحديثة.
    حتى أرسنال، بعد رحيل أرتيتا، ما زال يبحث عن هذا التوازن… خيرونا أكملت المهمة.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    مبابي يسجل من ركلة جزاء وينقذ الفريق… بس يخسر في الوقت بدل الضائع بضعة سنتيمترات؟
    أنا بس أقول: يا رب، خليه يلعب لفريق يقدر يساعده، مش يحمله على كتفه كل دقيقة.
    ريال مدريد؟ ده مش فريق، ده مسلسل درامي كل أسبوع: بطل يحاول ينقذ فريق مُنهار، والجمهور يصرخ: 'يا مبابي، ارجع من المكتبة!'
    وخيرونا؟ يا سلام، بس تمشي وتلعب زي ما تقول، وتكسر أسطورة… ومش حتى تضحك، بس تُنهي المباراة بسكون مُخيف.
    أنا بس أقول: خليهم يلعبوا، وخلينا نشوف كيف يخسر برشلونة اللقب على دفاعهم اللي مخليهم يعيشوا على الـ90 هدف.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    الحقيقة أن كرة القدم لم تعد مسألة مال، بل مسألة فهم. خيرونا لم تشتري نجومًا، بل اشترت رؤية. كل لاعب فيها يفهم دوره كجزء من آلة مُنظمة، وليس كنجم منعزل. هذا ما يفتقر إليه ريال مدريد: التوازن، وليس التمويل.
    مبابي ليس ضعيفًا، بل هو ضحية لمنظومة فاسدة تُعطيه كل المسؤولية وتُهمل الباقي.
    وأما برشلونة، فهم يُعيدون إحياء أسلوب العصر الذهبي - لكنهم يُهملون أن الدفاع ليس ترفًا، بل أساس. 28 هدفًا في 34 مباراة؟ هذا ليس تألقًا، هذا تهور.
    اللعبة تغيرت. من يُفكّر بعمق، يفوز. من يعتمد على النجوم، ينتظر الكارثة.
    وصلاح؟ 50 هدفًا؟ هذا ليس رقمًا، هذا إرث. رجلٌ يحمل على كتفيه أحلام قارة بأكملها، ويبقى هادئًا، كأنه يلعب في شارع قريته.

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    خيرونا بقت أسطورة!!

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*