سانتوس يخسر بهدف متأخر من باريال أمام إنترناسيونال في الدوري البرازيلي
في لحظة تُخلّد في ذاكرة مدرجات فيلا بيلميرو، سقط سانتوس أمام إنترناسيونال بنتيجة 1-2 في الجولة 25 من الدوري البرازيلي الدرجة الأولىسانتوس، بعد هدف متأخر في الدقيقة 90+1 من قدم ألفارو باريال. المباراة، التي انتهت عند الساعة 22:50 بالتوقيت المحلي (24 يوليو UTC)، لم تكن مجرد خسارة — كانت صدمة لجماهير تأمل في إنقاذ موسم متعثر. الهدف، الذي جاء بعد 90 دقيقة من الضغط المتواصل، أغلق باب الأمل في تحسين المركز، وفتح باب الانتقادات للفريق الذي يعاني من أزمة ثقة داخلية.
سيطرة كاملة… ونتيجة مخيبة
رغم أن إنترناسيونال سيطر على الكرة بنسبة 65% وفقًا لـ ESPN، وسجّل 24 تسديدة مقابل 10 فقط لسانتوس، إلا أن النتيجة لم تكن مفاجئة للخبراء. ففي الواقع، لم تكن المواجهة متكافئة من حيث الجودة الفنية — بل من حيث التحويل. فبينما سجّل إنترناسيونال هدفين من 24 تسديدة، لم ينجح سانتوس في تسجيل سوى هدف واحد من 10 محاولات. وفقًا لـ FotMob، كانت نسبة الأهداف المتوقعة (xG) 1.33 لإنترناسيونال مقابل 0.19 فقط لسانتوس — أي أن الفريق الضيف كان يُفترض أن يفوز بفارق أربعة أهداف. لكن كرة القدم لا تُحسب بالرسوم البيانية، بل باللحظات. وها هو ألفارو باريال يُثبت أن لحظة واحدة كافية لتغيير مسار الموسم.
الهدف الذي كسر قلب سانتوس
في الدقيقة 81، سجّل جواو باسو الهدف الأول لإنترناسيونال، ليُنهي شبه توازن في النتيجة بعد أن سجل فيتاو هدف التعادل لسانتوس في الدقيقة 14. لكن المأساة الحقيقية جاءت في الدقيقة 90+1، عندما اخترق باريال خط الدفاع بسرعة مذهلة، وسدد من زاوية ضيقة ليُرسل الكرة إلى شباك الحارس. لم يُصدّق المشجعون أعينهم. بعضهم قفز من مقاعده، والبعض الآخر أدار ظهره، وكأنه يرفض رؤية ما حدث. وحسب تقارير Yalla Shoot، ارتكب سانتوس 17 مخالفة في المباراة — أغلبها في النصف الثاني — كمحاولة يائسة لإيقاف تدفق إنترناسيونال، لكنها لم تنجح سوى في إضعاف توازن الفريق.
الوضع الكارثي في الترتيب
الخسارة جعلت سانتوس يحتل المركز الـ15 برصيد 38 نقطة من 35 مباراة — أي أقل من نقطة واحدة في المتوسط لكل مباراة. تسع انتصارات، 11 تعادلاً، و15 خسارة. فارق الأهداف: -14. هذا ليس فريقًا يُحاول الصعود — هذا فريق يُحاول تجنّب الهبوط. أما إنترناسيونال، فيحتل المركز الـ10 بـ29 نقطة من 25 مباراة، وهو ما يعني أنه خاض خمس مباريات أقل من خصمه، لكنه يُظهر تحسنًا ملحوظًا في الأداء الجماعي، رغم أن أهدافه في آخر خمس مباريات لم تكن أكثر من 5 — أي هدف واحد في المتوسط. لكن المهم هنا ليس العدد، بل الثقة. إنترناسيونال يلعب بعقلية الفائز، بينما سانتوس يلعب بعقلية المنهك.
نيمار… والذكريات التي لا تُشفي
الكثير من المتابعين يتساءلون: أين نيمار؟ فحتى في تحليلات FotMob، يُذكر اسمه كمرجع لأفضل تسديدات سانتوس في الماضي — بسجل 1.3 هدف متوقع لكل مباراة خلال فترة لعبه. لكن نيمار جونيور، المولود في سانتوس عام 1992، لم يعد جزءًا من الفريق منذ 2013. وهو الآن يلعب في الهلال السعودي، ويعتبر من أغلى اللاعبين في التاريخ. لكن ذكراه تُستخدم كوسيلة لمقارنة الماضي المشرق بالحاضر المُظلم. ففي الوقت الذي كان فيه نيمار يُحرز الأهداف بسلاسة، كان سانتوس يُنافس على الألقاب. اليوم، يُنظر إليه كرمز لعصر لم يعد موجودًا — وكأن الفريق يُحاول استعادة ماضٍ لم يعد يُمكن استرجاعه.
ما الذي سيحدث بعد؟
الموعد القادم بين الفريقين مُقرر في 25 نوفمبر 2025 على ملعب Estádio Beira-Rio في بورتو أليغري. لكن سانتوس لا يملك وقتًا للانتظار. خمس مباريات متبقية قبل فترة الراحة، وكل واحدة منها قد تكون حاسمة. المدرب الحالي يواجه ضغوطًا متزايدة، والجماهير تطالب برحيله. وفقًا لـ ESPN، لم يفز سانتوس في آخر خمس مباريات خارج ملعبه — وهو ما يُشير إلى أزمة نفسية أعمق من مجرد مشاكل فنية.
الخسارة ليست فقط في النتيجة
ما حدث في فيلا بيلميرو ليس مجرد خسارة رياضية. إنه تذكير بأن الأندية الكبيرة لا تُبنى على الاسم فقط — بل على الاستمرارية، والرؤية، والانضباط. سانتوس، الذي أنتج نجومًا مثل رونالدينيو ونيمار، يُواجه اليوم خطر الانزلاق إلى فئة الأندية المتوسطة. والسؤال الأصعب: هل هذا مجرد موسم سيء؟ أم بداية نهاية حقبة؟
أسئلة شائعة
كيف أثرت الخسارة على فرص سانتوس في تجنّب الهبوط؟
الخسارة جعلت سانتوس يبتعد عن منطقة الأمان بفارق 7 نقاط عن المركز 16، وهو آخر مركز آمن قبل الهبوط. مع 35 مباراة لعبت فقط، و7 مباريات متبقية، يحتاج الفريق إلى 10 نقاط على الأقل لضمان البقاء — أي فوزين و4 تعادلات. لكنه فاز في 3 من آخر 10 مباريات خارج ملعبه، مما يجعل المهمة شبه مستحيلة دون تغيير جذري في التشكيلة أو الأسلوب.
لماذا يُعتبر هدف ألفارو باريال مميزًا؟
هدف باريال لم يكن فقط متأخرًا، بل كان مُحَوِّلًا. ففي الدقيقة 90+1، عندما يكون الفريق المهزوم يُحاول تخفيف الضغط، يُصبح أي هجوم سريع كارثة. باريال، الذي كان بديلًا في الشوط الثاني، استغل خطأ دفاعيًا بسيطًا، وسدد ببراعة من مسافة 12 مترًا. هذا الهدف يُعد من أفضل الأهداف المتأخرة في الموسم، ويُضفي طابعًا دراميًا على موسم إنترناسيونال الذي يُظهر تحسنًا ملحوظًا.
ما هي أبرز أوجه التفاوت بين الفريقين من حيث الأداء؟
إنترناسيونال سجّل 24 تسديدة و4 فرص حقيقية، بينما سانتوس لم يُنتج سوى 4 تسديدات على المرمى، ولم يُحقق أي فرصة حقيقية. كما أن نسبة الاستحواذ كانت 65% لصالح الضيف، وعدد المراوغات الناجحة كان 38 مقابل 17 فقط لسانتوس. لكن الأكبر هو التحويل: إنترناسيونال سجّل هدفين من 24 تسديدة، بينما سانتوس سجّل هدفًا واحدًا من 10 — أي كفاءة هجومية تبلغ 8.3% مقابل 10% فقط.
هل هناك أي تغييرات متوقعة في تشكيلة سانتوس بعد هذه الخسارة؟
المدرب يُواجه ضغوطًا كبيرة، وتشير التقارير إلى أن لاعبين مثل دييغو بيتوكا وتيكينيو سواريس قد يُستبدلان في المباريات القادمة. كما يُتوقع إشراك الشاب رودريغو كامبوس، الذي سجّل هدفين في دوري الشباب، كبديل للمهاجمين المُرهقين. لكن التغيير الأكبر قد يكون في المدرب نفسه — إذ تتحدث مصادر داخل النادي عن احتمال استبداله قبل نهاية الشهر.
ما هي أبرز مواجهات سابقة بين الفريقين؟
في أكتوبر 2023، خسر سانتوس 7-1 أمام إنترناسيونال في بورتو أليغري — وهي أسوأ هزيمة في تاريخ الفريق في العقد الأخير. وفي يونيو 2023، انتهت المباراة بالتعادل 1-1 في سانتوس. لكن ما يُقلق الجماهير هو أن إنترناسيونال فاز في 4 من آخر 5 مباريات بين الفريقين، بما في ذلك ثلاث مباريات خارج ملعبه — وهو ما يُظهر تحولًا في التوازن النفسي لصالح الضيوف.
هل يمكن لسانتوس أن ينقذ موسمه؟
لا يزال ممكنًا، لكنه يتطلب معجزة. يجب أن يفوز سانتوس في 6 من أصل 7 مباريات متبقية، مع تفادي أي خسارة. كما يحتاج إلى تحسن فوري في الدفاع، الذي تلقى 37 هدفًا في 35 مباراة — الأسوأ في الدوري. حتى مع التحسن، فإن فرصته لا تتجاوز 25%، وفقًا لتحليلات إحصائية من موقع Opta. لكن في كرة القدم، لا تُقاس الفرص بالبيانات فقط — بل بالقلوب.
mahmoud fathalla
ما زلت أؤمن أن سانتوس قادر على العودة، حتى لو كان الوضع مُرّاً الآن! كل فريق عظيم مر بفترات سوداء، والآن هو وقت التحدي، لا وقت اليأس. الخسارة مؤلمة، لكنها ليست نهاية العالم. المدرب يحتاج دعماً، واللاعبين يحتاجون لحظة صمت ثم استعادة ثقتهم. أنا أتابع الفريق منذ طفولتي، وأعرف أن القلب الكبير لا يُقاس بالأهداف فقط، بل بالصمود.
Majd kabha
الهدف في الدقيقة 90+1 ليس صدفة، بل نتيجة لتفوق تكتيكي وذهني. إنترناسيونال لم يُحرز فقط، بل فهم كيف يُنهي المباراة. سانتوس يلعب بجسد مرهق وعقل مشتت. التحليل الإحصائي يُظهر أنهم لا يُنتجون فرصاً حقيقية، فقط محاولات عشوائية. التغيير ليس في التشكيلة، بل في الفلسفة: ابدأ بالدفاع، ثم التحويل، ثم الضغط. لا تُنفق الطاقة على الهجمات المُفرطة.
Mohamed Amine Mechaal
الظاهرة هنا تتجاوز كرة القدم؛ إنها نموذج لانهيار المؤسسة الاستراتيجية. سانتوس يعاني من تدهور في إدارة الموارد البشرية، وغياب رؤية طويلة الأمد، وانفصال بين الأكاديمية والفريق الأول. التسويق يعتمد على ذكريات نيمار، بينما البنية التحتية تتهاوى. هذا ليس فشل موسم، بل فشل نموذج عمل مُستنفد. الحل؟ إعادة هيكلة كاملة: من القاعدة إلى القمة، مع توظيف خبراء في علم الأداء الرياضي، وليس مجرد مدربين تقليديين.
Nefertiti Yusah
الدقيقة 90+1... يا إلهي. شفت الهدف وانهار كل شيء. سمعت صراخ المشجعين من بعيد وكأنهم ينادون أمواتهم. حتى الحارس وقف كأنه تمثال، واللاعبين ما عرفوا يحركوا أقدامهم. أشعر إننا شهدنا جنازة لعصر كامل. لا أريد تحليلات، لا أريد إحصائيات. أريد فقط أن أرى فريقاً يلعب بقلبه، لا بجسده المتعب.
Ali al Hamidi
هذا ليس مجرد خسارة. هذا تذكير بأن الرياضة هي مرآة المجتمع. سانتوس، مثل كثير من المؤسسات العربية، يعيش على الإرث بينما يهمل الحاضر. نيمار لم يُولد من فراغ، بل من نظام تدريبي متكامل. اليوم، النظام مُفكك، والشباب يُهمل، والقيادات تُدار بالعواطف. إنترناسيونال لم يفز فقط بفضل باريال، بل لأنه يبني بعقلية مستقبلية. نحن نُحب الأسماء، لكننا ننسى أن الأسماء تُبنى، لا تُستعار.