مورغان روجرز يُسجل هاتريك ثانية ويرفع أستون فيلا للمركز الرابع في البريميرليغ

مورغان روجرز يُسجل هاتريك ثانية ويرفع أستون فيلا للمركز الرابع في البريميرليغ

في ليلة باردة في إيلاند رود، حيث هبت رياح شديدة وغطت الثلوج جزءًا من المدرجات، أعاد أستون فيلا كتابة توقعات الموسم عندما هزم ليدز يونايتد بنتيجة 2-1 في الدقيقة 90+7 من مباراة Matchweek 12، يوم الأحد 23 نوفمبر 2025. لكن الفوز لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان تجسيدًا لتحول جوهري في ثقافة النادي. لم يُسجّل الهدفان من لاعب أساسي، ولا من نجم عالمي، بل من شاب بعمر 22 عامًا، مورغان روجرز، الذي دخل كبديل وحيدًا في الشوط الثاني — ثم حوّل المباراة بأكملها.

الانقلاب في الشوط الثاني

كان ليدز يونايتد يقود المباراة 1-0 بعد شوط أول ممل، حيث تمكن اللاعب الهولندي باسكال ستروييك من تسجيل هدف رأسية بعد عرضية من الجانب الأيسر، لكنه لم يُحتفل كثيرًا — فلم يكن الهدف كافيًا لإسكات جماهير أستون فيلا التي بدأت تُطلق هتافات متحمسة منذ الدقيقة 46. وفجأة، في الدقيقة 48، وصل الكرة إلى روجرز بعد تمريرة متقنة من مارفيلوس ناكامبا، فانطلق بسرعة خاطفة وسدد من داخل المنطقة بزاوية ضيقة، فانقضت الكرة في شباك إيلان مسلير، حارس ليدز، الذي لم يتحرك حتى بعد أن رأى الكرة تتجه نحو زاوية القائم.

الهدف لم يكن مفاجئًا فقط لأنه جاء من بديل، بل لأنه كان أول هدف له في الدوري هذا الموسم — بعد أن وقّع عقدًا جديدًا طويل الأجل مع أستون فيلا قبل أسبوعين فقط. وبحسب معلق قناة BBC Sport: "هذا ليس مجرد هدف، هذا إعلان: روجرز لم يعد بديلًا، بل هو الخيار الأول الآن".

الهدف المُحطم: ركلة حرة تُغيّر ترتيب الدوري

لكن الأفضل كان قادمًا. في الدقيقة 75، بعد خطأ من لاعب ليدز على ماتي كاش، منح الحكم ركلة حرة على بعد 25 مترًا من المرمى. لم يُرَدّد المعلقون اسم روجرز — لم يكن أحد يتوقع منه أن يُسجّل من ركلة حرة. لكنه أخذ الكرة، وقف بثبات، ورفع رأسه، وسدد بقوة... ثم شاهد الجميع ما لا يُصدق: الكرة ترتفع بزاوية غريبة، كأنها ترفرف مثل ورقة، ثم تهبط فجأة كأنها تُسحقها قوة خفية. إيلان مسلير، المعروف بسرعة ردود أفعاله، بقي مُصمتًا، كأنه مُصوّر في فيديو بطيء. الكرة دخلت الشباك من أعلى الزاوية اليمنى.

وصفها معلق يوتيوب: "هذه ليست ركلة حرة، هذه مُعجِزة. روجرز يُعيد تعريف كلمة 'مُدهش' في البريميرليغ". وبحسب إحصائيات البريميرليغ الرسمية، لم يُسجّل أي لاعب في الدوري هذا الموسم ركلة حرة مباشرة بهذا النوع من الدقة والتأثير — إلا روجرز.

التأثير على الترتيب: أستون فيلا ترتفع للمركز الرابع

التأثير على الترتيب: أستون فيلا ترتفع للمركز الرابع

بعد المباراة، ارتفع رصيد أستون فيلا إلى 21 نقطة من 12 مباراة (6 انتصارات، 3 تعادلات، 3 خسائر)، بفارق أهداف +4، ليتجاوز كريستال بالاس (20 نقطة) وبريتون وسندرلاند (19 نقطة كل منهما)، ويصبح في المركز الرابع — أول مرة يدخل فيها النادي هذا المكان منذ موسم 2020-2021. أما ليدز يونايتد، فبقي عند 11 نقطة، بفارق أهداف -11، وظل في المركز الخامس عشر، خلف نوتينغهام فورست (12 نقطة) وفوق بيرنيلي (10 نقاط).

الفرق بين الفريقين لم يكن فقط في النقاط، بل في الرؤية. أستون فيلا، تحت قيادة المدرب الإسباني أوناي إيمري، تلعب بعقلية الفائز: تُهاجم، تُدافع بذكاء، وتُغيّر المباريات بلاعبين لم يُحسبوا أصلًا. أما ليدز، تحت قيادة المدرب الأمريكي جيس مارش، فتبدو عالقة في دوامة التناقضات: تُسجّل أهدافًا، لكنها تُهدر فرصًا، وتُدافع بعنف، لكنها تُفقد التركيز في اللحظات الحاسمة.

ما الذي تغيّر في أستون فيلا؟

قبل شهرين، كان أستون فيلا في المركز الحادي عشر. الآن، هو في المربع الذهبي. السبب؟ ليس فقط روجرز. بل تغيّر في الطريقة. إيمري جعل الفريق يلعب بسرعة أكبر، وبدأ يعتمد على المبادرة بدل التردد. مارفيلوس ناكامبا، الذي أُطلق عليه "مارلين" في التعليق، أصبح محور التمريرات، بينما بوبكار كامارا، الذي أُطلق عليه "مارون"، أصبح حارسًا للمنطقة الوسطى بأسلوب لا يُشبه أي لاعب آخر في الدوري.

الهدف الثاني لروجرز لم يكن مجرد هدف. كان رسالة: "نحن هنا لنبقى". وعندما سُئل بعد المباراة، قال روجرز: "أنا لست نجمًا. أنا فقط لاعب يحب ناديه. هذا الهدف ليس لي، بل لجميع من آمنوا بي عندما لم يؤمن أحد".

ما الذي ينتظر الفريق الآن؟

ما الذي ينتظر الفريق الآن؟

الخطوة التالية؟ مباراة ضد كريستال بالاس في فيلا بارك، يوم 29 نوفمبر 2025. المباراة ليست فقط مواجهة، بل اختبار. هل يمكن لأستون فيلا أن تحافظ على هذا المستوى؟ أم أن هذا مجرد ارتفاع مؤقت؟

الإجابة تكمن في التفاصيل. في تمريرة ناكامبا. في ركلة حرة روجرز. في حارس المرمى الأرجنتيني إميليانو مارتينيز، الذي أنقذ هدفًا مؤكدًا في الشوط الأول عندما رفع ستروييك رأسه عاليًا — ووقف مارتينيز كجدار حي.

الفرق بين النجاح والفشل في البريميرليغ ليس دائمًا في الميزانية. أحيانًا، يكون في لحظة واحدة. وفي هذه اللحظة، كان اسمها: مورغان روجرز.

الأسئلة الشائعة

كيف أثّر فوز أستون فيلا على فرصه في التأهل لدوري الأبطال؟

الوصول للمركز الرابع يضع أستون فيلا في مسار مباشر للتأهل لدوري الأبطال، حيث يتأهل أول أربعة فرق في البريميرليغ. مع 21 نقطة، يتفوق الفريق على كريستال بالاس وبريتون، لكنه لا يزال خلف مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول. الفوز في المباريات الثلاث القادمة — خصوصًا ضد بالاس وتوتنهام — قد يُقرّبهم من التأهل، لكن الخسارة قد تُعيد وضعهم للخلف.

لماذا يُعتبر مورغان روجرز لاعبًا حاسمًا رغم أنه بديل؟

روجرز ليس بديلًا تقليديًا. هو لاعب سريع، مرن، وذو دقة في التسديد من أي زاوية. في 7 مباريات هذا الموسم، سجّل 4 أهداف — 3 منها بعد الدقيقة 60. هذا يجعله أخطر لاعب في الدوري من حيث التأثير في المراحل الأخيرة من المباريات. أستون فيلا باتت تعتمد عليه كـ"مُغيّر مباريات"، وهو ما لم يفعله أي لاعب آخر في الفريق هذا الموسم.

ما الذي حدث للهدف الذي أُلغي لليدز يونايتد؟

اللاعب ويلزي دانيال جيمس سجّل هدفًا في الشوط الأول، لكن الحكم ألغاه بسبب تدخل يدوي من المهاجم نفسه قبل التسديد — وهو ما تأكد بالفيديو. هذا ليس خطأ حارس المرمى، بل خطأ في اللعب. في البريميرليغ، لا يُسمح لأي لاعب بمسك الكرة بيده قبل التسديد، حتى لو كان مُحاطًا بمنافسين. هذا القرار كان صارمًا لكنه عادل.

هل يمكن لليدز يونايتد أن ينقذ موسمه؟

من الصعب، لكن ليس مستحيلًا. ليدز لديها 9 مباريات متبقية، وتحتاج للفوز في 7 منها على الأقل لتفادي الهبوط. لكنها تُعاني من مشكلتين: الدفاع غير المتسق، وغياب المهاجمين الموثوقين. حتى لو فازت بجميع مبارياتها، فإن فارق الأهداف -11 سيجعلها عرضة للهبوط إذا فازت فرق أخرى بفارق كبير. التغيير في التكتيك أو التوقيعات الجديدة هو المفتاح الوحيد.

ما الذي يميز أوناي إيمري كمدرب؟

إيمري ليس مدربًا يعتمد على النجوم. هو مدرب يُعيد بناء الفرق من الداخل. في باريس سان جيرمان، حوّل فريقًا ضعيفًا إلى بطل. في أستون فيلا، جعل لاعبين مثل روجرز ونوكامبا يشعرون بأنهم محور الفريق. لا يُغيّر التشكيلة بعشوائية، بل يُعطي وقتًا لللاعبين ليُثبتوا أنفسهم. هذا هو سر نجاحه: الثقة، والصبر، والدقة.

هل سيكون روجرز في تشكيلة المنتخب الإنجليزي؟

الاحتمالات مرتفعة جدًا. روجرز يلعب في مركز الجناح الأيمن، وهو مركز مزدحم في إنجلترا، لكن أداءه الأخير — خصوصًا هدف الركلة الحرة — جذب انتباه المدرب جاريث ساوثغيت. لم يُدعَ بعد، لكنه على قائمة المراقبة. إذا استمر في التسجيل في المباريات الكبيرة، فسيكون أول لاعب يُدعى من بديل إلى المنتخب الإنجليزي منذ عام 2018.