دبي تُشعل سماءها بعروض ألعاب نارية وحفلات موسيقية احتفالاً بعيد الفطر 2025

دبي تُشعل سماءها بعروض ألعاب نارية وحفلات موسيقية احتفالاً بعيد الفطر 2025

في ليلة تُضاء فيها سماء دبي بألون الألعاب النارية وتُدوي فيها موسيقى من مختلف أنحاء العالم، تستعد الإمارة لاستقبال عيد الفطر 2025 بأكبر احتفالات عيد في تاريخها. من 25 مارس إلى 6 أبريل، تُطلق مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة سلسلة من الفعاليات التي تجمع بين التراث الإسلامي والابتكار التكنولوجي، في مسعى لجذب أكثر من 10 ملايين زائر — رقم قياسي لم يُحقق من قبل. ورغم أن موعد العيد الرسمي يعتمد على رؤية الهلال، فإن التقويم الفلكي حدد 30 مارس كأول يوم للعيد، وهو ما بُنِيَ عليه كل التخطيط — من الألعاب النارية في برج خليفة إلى الحفلات الموسيقية في دبي أوبرا.

الألعاب النارية تُضيء عشرة مواقع في آنٍ واحد

لم تكن الألعاب النارية في دبي قطّ مجرد عرض — بل كانت دائماً حدثاً يُنتظر. هذا العام، تصبح أكثر إثارة من أي وقت مضى. فبدلاً من عرض واحد أو اثنين، ستُطلق العروض في عشرة مواقع رئيسية خلال أول يومين من العيد، من دون توقف. في لا مير بيتش، سيُرافق الضوء أصوات موسيقى عربية كلاسيكية، بينما في حتا، ستُضاء قمم الجبال بانعكاسات ملونة تُحاكي أضواء القمر. لكن الأبرز؟ عرض القرية العالمية، الذي سيُقام يومياً عند الساعة 9:00 مساءً (UTC+4) حتى 6 أبريل، بأسلوب مُصمم خصيصاً ليلائم العائلات. ووفقاً لمصادر داخل المؤسسة، تستخدم العروض تقنيات حديثة من شركة فاير ووركس، تتيح تزامناً دقيقاً بين الألوان والموسيقى، حتى في الطقس المتقلب.

موسيقى من إيران إلى جنوب إفريقيا على مسرح دبي

إذا كنت تظن أن الاحتفالات ستقتصر على الألعاب النارية، فأنت مخطئ. ففي 31 مارس، يُقدّم النجم الإيراني إبي حفله العالمي "بوست شير" على مسرح دبي أوبرا — أول حفل له في الخليج منذ أكثر من عقد. وبحسب صحيفة "البيان"، فإن التذاكر بيعت بالكامل خلال 72 ساعة. وفي 4 أبريل، يعود الجمهور إلى نفس المسرح لاستقبال الفنانين السعوديين عبادي الجوهر وفؤاد عبدالواحد في فعالية "جلسات مومنتس"، التي تجمع بين التراث الموسيقي والتجربة الحية. أما في 3 أبريل، فسيُدهش الجمهور دي جي بلاك كوفي، أحد أبرز صانعي الموسيقى الإفريقية في العالم، بعرضه في فايف لوكس ريزيدنس، حيث سيُدمج بين إيقاعات جنوب إفريقيا وضوء الألعاب النارية.

عروض جليدية وكوميدية تجذب العائلات

لكن الاحتفالات ليست فقط للبالغين. في كوكاكولا أرينا، سيُعرض "فروزن لوف" في 1 أبريل، ثم "سنو كوين" في اليوم التالي — عروض جليدية مُصممة بتفاصيل تشبه الأفلام، مع ممثلين حقيقيين على الجليد. وفي 2 أبريل، سيضحك الجمهور مع ماكس أميني، الكوميدي الأمريكي الذي أُطلق عليه "الكوميدي الذي يُفهم حتى من دون ترجمة"، في عرض خاص على مسرح دبي أوبرا. كما تُنظم مولات مثل دبي مول وليجولاند أنشطة تفاعلية للأطفال، من صناعة المصابيح الورقية إلى مسابقات تراثية تُحاكي ألعاب الجيل السابق.

استراتيجية السياحة: من التراث إلى التكنولوجيا

استراتيجية السياحة: من التراث إلى التكنولوجيا

ما يميز احتفالات هذا العام ليس حجمها فقط، بل رسالتها. مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة — التي تأسست عام 2007 — تقول صراحة إن هدفها ليس فقط جذب الزوار، بل إعادة تعريف الهوية الثقافية للإمارة. "نحن لا نُقدم عروضاً، نحن نُعيد صياغة الذكريات"، كما قال أحد مسؤولي المؤسسة في مقابلة مع "الخليج". فبينما تُعرض الألعاب النارية بتقنية حديثة، تُقام في نفس الوقت ساحات تقليدية لألعاب مثل "الغليان" و"الحصان المُطّرد"، مدعومة بلوحات رقمية تشرح أصولها. حتى فنادق دبي تشارك في المبادرة، بعروض إقامة تشمل تذاكر مجانية للمولات ووجبات إفطار تراثية.

ماذا بعد؟ التحدي الحقيقي يبدأ الآن

رغم أن كل المؤشرات تشير إلى نجاح كبير — مع توقعات بزيادة السياحة الداخلية بنسبة 40% مقارنة بعام 2024 — إلا أن التحدي الأكبر هو الاستدامة. هل يمكن لدبي أن تكرر هذا الحجم من الفعاليات كل عام؟ وهل ستُحافظ على التوازن بين التراث والحداثة دون أن تتحول إلى "معرض تكنولوجي"؟ بعض الخبراء يحذرون من "إرهاق الزائر"، خاصة مع تعدد الفعاليات في نفس الفترة. لكن المؤسسة تجيب: "نحن لا نريد أن نُرضي الجميع، نريد أن نُذكر الجميع". والنتيجة؟ تقارير تشير إلى أن 78% من الزوار من خارج الإمارات يخططون لزيارة دبي مرة أخرى خلال العام القادم — وفقاً لمسح أجرته المؤسسة على 5,000 زائر.

التفاصيل التي لم تُذكر في الإعلانات

التفاصيل التي لم تُذكر في الإعلانات

هناك تفاصيل صغيرة لكنها مهمة: عروض الألعاب النارية في برج العرب ستُقام فقط في ليلة 31 مارس، وليس كل ليلة، وستكون محدودة بزمن 8 دقائق فقط. كما أن حفل إبي سيُبث مباشرة على منصات التواصل، لكن فقط للجمهور المحلي — لا توجد نسخة دولية. وأما المولات، فستفتح حتى منتصف الليل، لكن بعض المتاجر ستغلق قبل ذلك لضمان راحة الموظفين. كل هذه التفاصيل تُظهر أن الخطة ليست مجرد عرض، بل تجربة مُحسوبة.

أسئلة شائعة

كيف يمكنني حجز تذاكر لحفلات عيد الفطر في دبي؟

معظم الحفلات مثل حفل إبي ودي جي بلاك كوفي بيعت تذاكرها بالكامل عبر منصات مثل Platinum List وTicketsNow. لكن بعض الفعاليات المجانية مثل الألعاب النارية في لا مير بيتش أو القرية العالمية لا تتطلب تذاكر — فقط الوصول قبل الساعة 8:30 مساءً لضمان مكان جيد. يُنصح بالتحقق من موقع wisal.fm للتحديثات الأخيرة.

هل العروض مناسبة للأطفال؟

نعم، بشكل كبير. فالمولات مثل ليجولاند وموشنجيت تقدم أنشطة تفاعلية مصممة للأطفال من عمر 3 إلى 12 سنة، بينما العروض الجليدية والكوميدية مناسبة للعائلات بأكملها. لكن حفلات مثل دي جي بلاك كوفي أو إبي قد لا تكون مناسبة للأطفال الصغار بسبب الطابع الموسيقي البالغ. تُنصح العائلات بالتحقق من تصنيف كل حدث قبل الحضور.

ما هي أفضل نقطة لمشاهدة الألعاب النارية؟

لأفضل تجربة، اختر جزيرة بلوواترز لرؤية برج خليفة ونافورة دبي معاً، أو لا مير بيتش لجو عائلي هادئ مع مياه هادئة كخلفية. أما إذا أردت تجربة فريدة، فاذهب إلى منطقة حتا — حيث تُرى الألعاب من بين الجبال، وهي نادرة جداً في أي مدينة عالمية.

لماذا تُقام هذه الاحتفالات في مارس وليس في أبريل؟

رغم أن عيد الفطر يعتمد على رؤية الهلال، إلا أن التقويم الفلكي حدد 30 مارس كأول يوم للعيد في الإمارات، وهو ما تبني عليه جميع المؤسسات. هذا يسمح بتنظيم فعاليات مسبقة قبل العيد، وتمديد الاحتفالات حتى 6 أبريل لتشجيع السياحة المستمرة. كما أن الطقس في مارس أكثر اعتدالاً من أبريل، مما يزيد من راحة الزوار.

هل ستُقام هذه الاحتفالات كل عام؟

نعم، بحسب مسؤولي مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، هذه الاحتفالات أصبحت جزءاً ثابتاً من الخطة السنوية للسياحة، خاصة بعد نجاحها في جذب 10 ملايين زائر في 2024. لكن التفاصيل تختلف كل عام — فالأهداف ليست التكرار، بل التطور. فربما العام القادم يُضاف إليه عرض ضوئي على جبال الحجر.

ما تأثير هذه الاحتفالات على الاقتصاد المحلي؟

تشير بيانات المؤسسة إلى أن إنفاق الزوار خلال موسم العيد في 2024 بلغ 4.2 مليار درهم، بزيادة 32% عن العام السابق. ويتوقع أن يتجاوز هذا العام 5 مليارات درهم، مع تأثير مباشر على قطاعات النقل، والضيافة، والتجزئة. كما ساهمت الفعاليات في خلق أكثر من 15,000 فرصة عمل مؤقتة، معظمها للشباب والنساء.