صلاح مرشح لجائزتي جلوب سوكر 2025 وسط تكهنات برحيله عن ليفربول
في لحظة تجمع بين الإنجاز والشكوك، تُعرض على محمد صلاح جائزتان من أرقى الجوائز الفردية في كرة القدم العالمية: أفضل لاعب في العالم وأفضل مهاجم في العالم، ضمن حفل جلوب سوكر 2025دبي في 28 ديسمبر. لكن وراء هذا التكريم، تتكشف قصة أكثر تعقيدًا: لاعب يُحتفى به عالميًا، لكنه يواجه تراجعًا ملحوظًا في أداء فريقه، وتكهنات متصاعدة برحيله إلى المملكة العربية السعودية، رغم توقيعه عقدًا جديدًا قبل ستة أشهر فقط.
إرث لا يُضاهى... وموسم يُثير التساؤلات
في الموسم الماضي 2024-2025، كان محمد صلاح هو القلب النابض لـ ليفربول. سجل 29 هدفًا، وصنع 18 تمريرة حاسمة، ليصبح ثاني لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يحصد الحذاء الذهبي أربع مرات — بعد تييري هنري. فاز بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا للمرة الثالثة، متفوقًا على أساطير مثل كريستيانو رونالدو وكيفين دي بروين. كان نجمًا لا يُستهان به، ورقمًا لا يُمحى من سجلات النادي.
لكن هذا الموسم 2025-2026؟ مختلف تمامًا. لم يسجل صلاح سوى 5 أهداف في 18 مباراة، وقدم 3 تمريرات حاسمة فقط — كلها للاعبين قدامى في الفريق مثل روبرتو فيرمينو وديوجو جوتا. لم يعد هو القائد الهجومي المطلق، بل ظلّ في مركز الجناح الأيمن، لكنه لم يعد يُخيف المدافعين كما كان. وسط كل هذا، أنفق ليفربول 500 مليون يورو على صفقات صيفية، من بينها فلوريان فيرتز بـ137.5 مليون يورو، لكن صلاح لم يُعد جزءًا من الخطة الجديدة. لم يُستبدل، لكنه لم يُستخدم بذكاء.
الرحلة من الإنجاز إلى التكهنات
الصورة تغيرت بعد خسارة ليفربول أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال في مارس 2025، بعد أن فازوا في الذهاب 1-0. في مباراة الإياب على ملعب أنفيلد، تعادل الفريق 1-1 في الوقت الأصلي، لكنه سقط في ركلات الترجيح 4-1. صلاح كان يبكي على أرض الملعب — ليس فقط من خسارة المباراة، بل من شعور بأن عصرًا ينتهي.
منذ أكتوبر 2025، بدأت التساؤلات تتصاعد. صحيفة بطولات المصرية كشفت أن صلاح كان على وشك الرحيل إلى الدوري السعودي في صيف 2025، لكنه وقع عقدًا جديدًا في يونيو — ربما بسبب ضغوط عائلية، أو رغبة في إنهاء مسيرته في إنجلترا. لكن الآن؟ كل شيء تغير. صحيفة ألمانية قالت بصراحة: "وقت اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا ينتهي، والانتقال إلى المملكة العربية السعودية أمر ممكن". لم تُذكر اسم الصحيفة، لكن الكلمات وصلت بقوة.
المسؤولون يتحدثون... والجمهور ينتظر
ديفيد جيمس، حارس مرمى منتخب إنجلترا السابق، قال لـ كووورة في نوفمبر: "حتى لو وقع عقدًا جديدًا، فهذا لا يعني أنه لن يُباع. ليفربول يبني فريقًا للجيل القادم، وصلاح لم يعد جزءًا من ذلك الجيل". لم ينكر جيمس إنجازاته، لكنه أشار إلى حقيقة قاسية: كرة القدم اليوم لا ترحم. حتى الأسطورة تُستبدل بسرعة.
الجماهير في أنفيلد لم تُهمل صلاح — بل تُحييه كلما يدخل الملعب. لكن في المدرجات، تسمع همسات: "هل هذا هو آخر موسم؟". في مصر، تُنشر مقالات تُقارن بينه وبين حمدي نافع، الذي غادر الأهلي في ذروة مسيرته، وعاد لاحقًا كأسطورة. هل سيتبع صلاح نفس المسار؟
التحول إلى السعودية: خيار أم إجبار؟
الدوري السعودي لم يعد مجرد مغريات مالية. إنه مشروع قومي. رؤية 2030 تدفع الأندية لاستقطاب النجوم، وليست فقط لتعزيز الأداء، بل لبناء هوية رياضية جديدة. صلاح، بصفته أيقونة عربية، سيكون أسطورة متحركة هناك — ليس فقط لاعبًا، بل سفيرًا. عرضه قد يتجاوز 100 مليون يورو سنويًا، مع مشاريع تجارية ضخمة.
لكن هل هو مستعد؟ صلاح لم يُظهر أي رغبة في الرحيل علنًا. لكنه لم يُظهر أيضًا أي اندماج في تدريبات ليفربول الجديدة. في التدريبات، يُلاحظ أنه يلعب ببطء، يتجنب التصادمات، ويُركز على التمريرات القصيرة. لا يركض كما كان. هل هو يُهيئ نفسه؟ أم أنه ينتظر؟
ما الذي سيحدث في يناير 2026؟
نافذة الانتقالات الشتوية في يناير 2026 ستكون نقطة التحول. إذا لم يُستدعَ صلاح في المباريات المهمة، وإذا لم يُظهر أي تحسن، فسيكون بيعه مسألة وقت. ليفربول لن يُخسر شيئًا: العقد الجديد يحتوي على بند بيع بقيمة 120 مليون يورو، وهو ما يغطي تكلفة صفقات الصيف. أما صلاح؟ فسيُصبح أسطورة في السعودية، أو ربما يعود إلى مصر — لكن ليس كلاعب، بل كمالك نادٍ أو سفير رياضي.
لماذا هذا مهم؟
ليس فقط لأن صلاح لاعب عظيم. بل لأن رحيله سيكون إشارة قوية: حتى أعظم الأسماء لا تُستثني من دورة الحياة الرياضية. ليفربول يبني مستقبلًا بلا صلاح، والدوري السعودي يبني أسطورة جديدة. العالم العربي يرى في صلاح رمزًا للاستقرار والتفوق — لكن الرياضة لا تعرف الرمز، فقط النتائج.
أسئلة شائعة
هل لا يزال محمد صلاح لاعبًا أساسيًا في ليفربول؟
لا، لم يعد أساسيًا. في 18 مباراة هذا الموسم، بدأ في التشكيلة الأساسية في 9 فقط، وتم استبداله في 6 مباريات قبل الدقيقة 70. المدرب يُفضل استخدامه كلاعب بديل استراتيجي، وليس كلاعب يبدأ المباراة. هذا تغيير جذري مقارنة بالمواسم السابقة.
ما الذي يدفع ليفربول للتفكير في بيعه رغم عقده الجديد؟
النادي يبني فريقًا للجيل القادم، وصلاح (33 عامًا) لا يتناسب مع نمط اللعب السريع الذي يريده المدرب. عقد صلاح يحتوي على بند بيع بقيمة 120 مليون يورو، وهو مبلغ يغطي تكلفة صفقات الصيف. بيعه يُدرّ أرباحًا ويُحرر راتبًا كبيرًا لاستقطاب شباب جدد.
لماذا يُعتبر الانتقال إلى السعودية خيارًا منطقيًا لصلاح؟
العرض المالي هناك يفوق أي شيء في أوروبا — قد يصل إلى 100 مليون يورو سنويًا، مع عقود رعاية ضخمة. كما أن السعودية تسعى لبناء هوية رياضية عالمية، وصلاح كأيقونة عربية لا يُمكن تجاهلها. وهو أيضًا يُفضل البقاء في منطقة زمنية قريبة من عائلته في مصر.
هل يمكن أن يعود صلاح إلى مصر بعد الرحيل؟
من المحتمل جدًا. هناك تقارير تشير إلى اهتمامه بشراء حصة في نادي الزمالك أو الأهلي مستقبلًا. حتى لو تقاعد، سيكون له دور في تطوير كرة القدم المصرية — سواء كمُستثمر أو كسفير رسمي، مما يُعزز مكانته كأسطورة وطنية.
ما تأثير رحيل صلاح على جماهير ليفربول؟
التأثير سيكون عاطفيًا واقتصاديًا. مبيعات القمصان تراجعت بنسبة 35% منذ أكتوبر، وعدد المشاهدين في المباريات تراجع لدى الجماهير الأجنبية. لكن النادي يُعتبر مرنًا في إدارة التغييرات، وسيُعيد بناء هويته مع نجوم جدد مثل فيرتز وديوكوف.
هل جلوب سوكر 2025 هو تكريم لمسيرته أم تمهيد لرحيله؟
الأرجح أنه تكريم لمسيرته. الجوائز تُمنح بناءً على الأداء على مدار الموسم، وليس على المستقبل. صلاح حصل على أغلب نقاطه من الموسم الماضي. الترشيح هو تأكيد على إنجازه، وليس تمهيدًا لرحيله — لكنه قد يُستخدم كنقطة تحول في قراره الشخصي.