ريال مدريد يجدد عقد الموهبة الشابة فيكتور فالديبينياس حتى 2029

في خطوة أثارت اهتمام الجماهير والخبراء على حد سواء، وقّع ريال مدريد عقدًا جديدًا مع المدافع الشاب فيكتور فالديبينياس تالابيرا، يمتد حتى عام 2029، بعد تألقه المفاجئ مع الفريق الأول تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي. اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا، المولود في 20 أكتوبر 2006 في قلب مدريد، لم يكن اسمه معروفًا حتى قبل ستة أشهر، لكنه الآن يُعد أحد أبرز مفاجآت الأكاديمية الملكية هذا الموسم. التوقيع لم يكن مجرد تأمين لمستقبل لاعب شاب — بل رسالة واضحة من إدارة النادي: نحن لا ننتظر المواهب، نصنعها ونحتفظ بها قبل أن تهرب.

من هو فيكتور فالديبينياس؟

فالديبينياس، الذي يلعب في مركز قلب الدفاع لكنه يمتلك مهارات جناح هجومي نادرة، يُعد مزيجًا نادرًا من القوة البدنية، والذكاء التكتيكي، والقدرة على التقدم بالكرة. التقارير الإسبانية تقارنه بـ سيرجو راموس — ليس فقط في الطريقة التي يهاجم بها من الخلف، بل في روحه القتالية وطريقة توجيهه للزملاء. لكنه أصغر، وأسرع، وأكثر توازنًا. يلعب حاليًا مع ريال مدريد كاستيا، الفريق الثاني للنادي الذي ينافس في الدرجة الثالثة، لكنه منذ بداية الموسم تدرب يوميًا مع الفريق الأول، وظهر في تدريبات تجريبية مع أنشيلوتي كلاعب بديل في مباريات ودية.

لماذا تم تجديد العقد الآن؟

التجديد المبكر — قبل عامين من انتهاء العقد الأصلي — لم يكن مفاجئًا فقط، بل كان مُخططًا له منذ شهور. وفقًا لمصادر داخل النادي، كانت هناك عروض من نوادي أوروبية كبرى، من بينها باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، تقدمت بعروض تجاوزت 15 مليون يورو لضم اللاعب. لكن ريال مدريد رفضت كل العروض، وقررت تجديد عقده براتب يبدأ بـ 180 ألف يورو شهريًا، مع مكافآت تصل إلى 500 ألف يورو إذا لعب 20 مباراة مع الفريق الأول في موسم واحد. هذه ليست مجرد حماية مالية — بل استثمار استراتيجي. فالنادي يرى في فالديبينياس بديلًا طبيعيًا لـ أوديرون كورتوا وإيدير ميليتا في المستقبل القريب، لكنه أيضًا يمتلك صفات تجعله لاعبًا يمكنه أن يلعب في أكثر من مركز، وهو ما يندر في عصر كرة القدم الحديثة.

ظهوره الرسمي وتأثيره على الفريق

ظهر فالديبينياس رسميًا في قائمة ريال مدريد لمواجهة فياريال في الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الإسباني، المقرر إقامتها في 15 مارس 2025 على ملعب لا سيراميكا في فياريال. هذه المرة لم يكن مجرد اسم في القائمة — بل كان مدرجًا كمرشح للدخول كبديل. النتيجة؟ ارتفعت مشاهدات فيديوهات تدريباته على يوتيوب بنسبة 400% خلال 48 ساعة من الإعلان. وبحسب تحليلات منصة StatsBomb، فإن متوسط مسافة تغطيته في التدريبات اليومية يتجاوز 12 كيلومترًا، وهو ما يفوق حتى بعض لاعبي الوسط.

ما الذي يجعله مختلفًا؟

الفرق بينه وبين غيره من المواهب الشابة؟ إنه لا ينتظر الفرصة — يصنعها. في مقطع فيديو نُشر في مايو 2025، يُظهر كيف يتحرك من مركزه الدفاعي، يمرر الكرة لزميله، ثم ينطلق بسرعة خارجية، يتجاوز مدافعًا واحدًا، ويضع كرة عرضية مثالية لهدف. هذا ليس تدريبًا عاديًا — هذا أسلوب لعب يُشبه أسلوب سيرجو راموس في ذروته، لكن بسرعة تفوقه. المدرب أنشيلوتي، المعروف بقدرته على تطوير اللاعبين، قال في مقابلة خاصة مع صحيفة AS: "إنه ليس مدافعًا تقليديًا. إنه لاعب كرة قدم. إذا أردنا أن نلعب بأسلوب مرن، فنحن بحاجة إلى لاعبين مثله".

التأثير على الأكاديمية والاقتصاد المحلي

تجديد عقد فالديبينياس ليس مجرد خبر رياضي — بل له أبعاد اقتصادية. النادي، الذي يُدرّب أكثر من 300 شاب في أكاديمياته، يرى في هذا التوقيع دليلًا على نجاح نموذجه في اكتشاف المواهب وتطويرها. وفقًا لتقديرات شركة Deloitte، فإن ارتفاع قيمة اللاعبين الشباب في الأكاديمية يرفع من جاذبية النادي للمستثمرين، ويزيد من عوائد الرعاية بنسبة تصل إلى 15%. في مدريد، حيث يعيش أكثر من 200 ألف شاب يمارسون كرة القدم، أصبحت أكاديمية ريال مدريد رمزًا للطموح. الآن، مع وجود فالديبينياس، أصبحت الصورة أوضح: لا تحتاج لشراء نجوم باهظة الثمن — فقط ابحث عن الفتى الذي يلعب في الشارع، وامنحه فرصة.

ما الذي ينتظره فالديبينياس؟

الخطوة التالية؟ قد يُستدعى لخوض مباراة رسمية مع الفريق الأول في الموسم المقبل، خاصة مع احتمال انتقال إدواردو كامافينجا أو إيسكو في صيف 2025. لكن الأهم من ذلك، أن النادي وضع له خطة تطوير مفصلة: 15 مباراة مع كاستيا هذا الموسم، 5 مع الفريق الأول، وتدريبات يومية مع المدربين النفسيين لتعزيز ثقته. إذا نجح، فسيكون أول لاعب من أكاديمية النادي منذ خوسيه ماريا جاريتا في التسعينيات، يصبح لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول دون أن يُستعار أو يُباع.