نيمار يسجل هدفاً تاريخياً من ركنية مباشرة ويقود سانتوس للفوز 3-0 على إنترناسيونال دي ليميرا

نيمار يسجل هدفاً تاريخياً من ركنية مباشرة ويقود سانتوس للفوز 3-0 على إنترناسيونال دي ليميرا

في لحظة لن تُنسى على ملعب فيلا بيلميرو في سانتوس، برازيل، تحوّل صفير الاستهجان إلى هتافات مدوية عندما سجّل نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور هدفاً تاريخياً من ركلة ركنية مباشرة في الدقيقة 27، ليقود فريقه سانتوس فوتيبول كلوب إلى فوز ساحق 3-0 على إسبورتي كلوب إنترناسيونال دي ليميرا في المباراة الأخيرة من دور المجموعات لبطولة باوليستا ساو باولو، الأحد 25 فبراير 2024. لم يكن مجرد هدف — كان إعلاناً: نيمار لم يعد فقط نجماً مُحنّكاً، بل ما زال يملك قدرة على تغيير مجرى المباريات كما لم يفعل منذ سنوات.

الهدف الذي صمت الصافرات

قبل تنفيذ الركلة، كان جمهور إنترناسيونال دي ليميرا يصرخون بصوت عالٍ، محاولين إرباك نيمار، لكنه لم يُبالي. وضع يديه على أذنيه، وابتسامة خفيفة على شفتيه، ثم أطلق الكرة بسلاسة مذهلة — انحنت الكرة، تجاوزت الجدار البشري، واندفعت إلى الزاوية العلوية اليسرى. لم تكن هناك أي ملامسة من زملائه. لم تكن هناك أي حيلة. مجرد قوة، دقة، وثقة مطلقة. هذا الهدف لم يكن الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم، لكنه الأول له كلاعب محترف، والثاني في مسيرته كلاعب سانتوس بعد أكثر من عقد من الزمن. "لقد قمت بتسديدة رائعة وتمكنت من تسجيل الهدف الأول من ركلة ركنية مباشرة في مسيرتي،" قال نيمار بعد المباراة، مضيفاً أن "الصوت الذي سمعته بعد ذلك... كان أجمل من أي هتاف في باريس أو برشلونة."

الهدفان الآخران: تيكوينيو ونيمار، نفس القلب

لم تكن المباراة من صنع نيمار وحده، لكنها كانت مبنية على تفاصيله. في الدقيقة 9، تلقى تيكوينيو سواريس تمريرة متقنة من نيمار خلف الدفاع، وسدد بقدمه اليسرى ببراعة ليفتح التسجيل. ثم، بعد 5 دقائق فقط من الهدف التاريخي، أعاد نيمار نفس الوصفة — تمريرة عرضية من الجهة اليمنى، تيكوينيو يقفز بين مدافعَين، ويسدد بقوة. الهدف الثالث كان تأكيداً: سانتوس لم يكن يلعب فقط للفوز، بل ليبعث رسالة. رسالة أن النادي الذي أنتج بيليه لا يزال يمتلك روحه.

عودة نيمار: من الهلال إلى الملاذ الأبدي

عاد نيمار إلى سانتوس في 1 فبراير 2024، بعد عامين قضاهما في الهلال السعودي، حيث وقّع عقداً يمتد حتى نهاية 2025. لكن العودة لم تكن فقط عن عاطفة — كانت عن استعادة. فبعد سنوات من الإصابات المتكررة، وغيابات طويلة، وانتقادات لطريقة لعبه، عاد نيمار إلى حيث بدأ: في أكاديمية سانتوس، حيث انضم عام 2009، قبل أن ينتقل إلى برشلونة عام 2013. الآن، بعد 15 عاماً، أصبح الهدف رقم 140 له مع النادي. 17 مباراة منذ العودة، 4 أهداف، و3 تمريرات حاسمة — رغم تضارب التقارير حول عدد مبارياته، فإن الإحصاءات تؤكد: هو ما زال يصنع الفرق.

ما بعد الفوز: ربع النهائي ومستقبل نيمار

ما بعد الفوز: ربع النهائي ومستقبل نيمار

الفوز 3-0 لم يُؤهل سانتوس فقط إلى ربع نهائي باوليستا، بل أعاده إلى دائرة الضوء الإقليمية التي تُنظّمها الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في ساو باولو منذ عام 1902. لم يُعلن موعد مباراة ربع النهائي بعد، لكن الجماهير تنتظره كأنه نهائي. نيمار، الذي غاب عن 14 مباراة خلال الموسم الماضي بسبب إصابات في الكاحل والعضلة الخلفية، لم يُظهر أي علامات على التراجع. بل على العكس — يلعب بحرية، بثقة، وبصوت داخلي يُذكّر الجميع: "أنا هنا لأُنهي ما بدأته."

لماذا هذا الهدف يهم أكثر من مجرد فوز؟

في عالم تهيمن عليه التحويلات المالية الضخمة والانتقالات إلى دوري المحترفين، يبقى سانتوس نادياً يحمل روح البرازيل الحقيقية — نادي الأبناء، لا الأجانب. نيمار، الذي عاد من السعودية ليس لجمع الراتب، بل لاستعادة جذوره، يمثل هذا التناقض الجميل: نجم عالمي يختار العودة إلى النادي الذي صقله، ليس لأنه لا يستطيع اللعب في أوروبا، بل لأنه يشعر أنه ما زال مسؤولاً عنه. هذا الهدف من ركنية مباشرة؟ ليس مجرد رقم في السجل. إنه رمز. رمز للاستقرار، للولاء، وللإرادة التي لا تُقاس بالدولارات.

التحدي القادم: هل يمكن لنيمار أن يقود سانتوس للقب؟

التحدي القادم: هل يمكن لنيمار أن يقود سانتوس للقب؟

سانتوس لم يفز ببطولة باوليستا منذ 2010. لكنه الآن في ربع النهائي، مع نيمار في قلب الفريق، وتيكوينيو يُكمل مسيرته، وجمهوره يهتف باسمه كأنه بيليه جديد. المدرب أوسكار يتحدث عن "الثقة التي لا تُشترى"، والجمهور يتحدث عن "العودة إلى الزمن الذهبي". لكن السؤال الأكبر: هل يمكن لنيمار، بعمر 33 عاماً، أن يقود فريقاً كاملاً للفوز باللقب؟ الجواب لا يكمن في الإحصائيات، بل في نظرة عينيه بعد كل هدف — نظرة تقول: "ما زلت أستطيع."

أسئلة شائعة

ما هو معنى هدف نيمار من ركنية مباشرة في سياق مسيرته؟

هذا هو أول هدف لنيمار من ركلة ركنية مباشرة في مسيرته الاحترافية، وهو الهدف الثاني له مع سانتوس منذ عودته في فبراير 2024. يُعدّه الكثيرون تذكيراً بأسلوبه المميز الذي يجمع بين الإبداع والثقة، وهو ما لم يُرَ منذ أيامه الأولى مع النادي عام 2010. قبل هذا الهدف، لم يُسجل أي لاعب من سانتوس ركلة ركنية مباشرة في بطولة باوليستا منذ 2007.

كيف أثر فوز سانتوس على فرصه في الفوز بلقب باوليستا؟

الفوز 3-0 جعل سانتوس في صدارة مجموعته بـ10 نقاط من 4 مباريات، مما أهّله مباشرة إلى ربع النهائي. لكن المنافسة ستكون صعبة — فريقا باوليستا مثل بالميراس وسانتوس كريستو يلعبان بمستوى عالٍ. مع نيمار في حالة جيدة، يُعد سانتوس من المرشحين القلائل للفوز باللقب، وهو ما لم يحدث منذ 14 عاماً.

لماذا يُعد عودة نيمار إلى سانتوس مفاجأة في عالم كرة القدم؟

في عالم يُقدّم اللاعبين الكبار لدوري المحترفين أو الأندية الأوروبية، يُعد اختيار نيمار للعودة إلى نادٍ إقليمي براتب أقل من نظيره في السعودية مفاجأة كبيرة. لكنه يرى في سانتوس ملاذاً عاطفياً ورياضياً — ليس فقط لاستعادة مستواه، بل لإعادة تعريف مكانته كأسطورة حية، وليس مجرد نجم مُباع.

ما الذي يميز بطولة باوليستا عن بقية البطولات البرازيلية؟

باوليستا هي أقدم بطولة في البرازيل (منذ 1902)، وتُعتبر الأكثر تنافسية إقليمياً، حيث تضم أقوى الأندية مثل سانتوس، بالميراس، وسانتو أندريه. رغم أنها لا تُحسب في التصنيف الوطني، إلا أن الفوز بها يُعدّ شرفاً كبيراً، خصوصاً للاعبين الذين نشأوا في الولاية. الجمهور هنا يُقدّم الحماسة، والضغط، والولاء — وهو ما يُشبه بطولة ديربي في أوروبا.