أykhan Abbasov يُعيّن مدربًا رئيسيًا للمنتخب الأذربيجاني خلفًا لفرناندو سانتوس
في خطوة مفاجئة لكنها ضرورية، عيّن الاتحاد الأذربيجاني لكرة القدم المدرب أيخان عباسوف (44 عامًا) خلفًا لـ فرناندو سانتوس كمدرب رئيسي للمنتخب الوطني الأذربيجاني، بعد استقالة الأخير باتفاق مشترك في منتصف نوفمبر 2025. لم يكن هذا التغيير مجرد إصلاح عاجل لخسارة مذلة 0-5 أمام أيسلندا، بل رسالة واضحة: الاتحاد لا يبحث عن نجاح فوري، بل عن بناء مستدام. عباسوف، الذي تولى المهمة مؤقتًا لمباراة واحدة ضد أوكرانيا، سيظل في منصبه حتى بعد انتهاء تصفيات كأس العالم 2026 — حتى لو لم يحقق الفريق نقطة واحدة إضافية.
لماذا سقط سانتوس؟
فرناندو سانتوس، بطل يورو 2016 مع البرتغال، وُصف في البداية بأنه "الحل السحري" لمنتخب يعاني من تراجع مستمر. لكن الواقع كان أقسى من التوقعات. تحت قيادته، خسر المنتخب الأذربيجاني كل مبارياته في دوري الأمم الأوروبية 2024-2025، باستثناء تعادل واحد فقط مع إستونيا، ما أدى إلى هبوطه للدرجة الثالثة. ثم جاءت كارثة تصفيات كأس العالم: خسارة 0-5 أمام أيسلندا، ثم هزيمة 2-1 أمام أوكرانيا في أكتوبر 2025. التصنيف الحالي في المجموعة الرابعة يضع فرنسا في الصدارة بـ10 نقاط، وأوكرانيا ثانيًا بـ7، وأيسلندا ثالثًا بـ4، بينما يبقى أذربيجان في القاع بـنقطة واحدة فقط. لم يكن الأداء كارثيًا فقط — بل كان مخزيًا.
عباسوف: من هو الرجل الذي يُتوقع منه تغيير المجرى؟
أيخان عباسوف ليس اسمًا عالميًا، لكنه مألوف في دهاليز الكرة الأذربيجانية. بدأ مسيرته كمساعد في نادي زييرا عام 2015، ثم أصبح مدربًا رئيسيًا له لمدة عامين. بعد ذلك، قاد سومgayيت من 2018 إلى 2021، ثم توران توفوز من 2022 إلى 2024، قبل أن يتولى قيادة شاماخى منذ بداية 2024. في مارس 2025، عيّنه الاتحاد مدربًا للفريق تحت 21 عامًا — وهي خطوة ذكية، لأنها أتاحت له فرصة تدريب الجيل القادم. كلاعب، لعب لأكثر من عقد مع أندية مثل شافا، قاراباغ، وانتر باكو، مما منحه فهمًا عميقًا لثقافة الكرة المحلية.
في 15 نوفمبر 2025، أدار عباسوف أول تدريب له مع المنتخب في باكو، ونشر قائمة اللاعبين للمباريات القادمة. لم يُظهر أي تردد. قال في تصريح بعد الخسارة أمام فرنسا: "كنا نعلم أن المباراة ستكون صعبة. كنا تحت ضغط، وأعدنا أنفسنا جيدًا. لو استطعنا منع..." — الجملة لم تكتمل، لكنها كشفت عن واقعية لا تُشبه أسلوب سانتوس. لا وعود زائفة. لا خطابات مُبالغ فيها. فقط تركيز على العمل.
الاتحاد يُعيد كتابة القواعد: لا عقود مؤقتة بعد اليوم
في البداية، قيل إن عباسوف سيُعيّن لفترة قصيرة، وفق عقد "1+2"، أي سنة واحدة مع احتمال تمديد سنتين فقط إذا حقق الفريق نقطة واحدة على الأقل في التصفيات. لكن مصادر داخل الاتحاد كشفت لـIdman.biz أن هذا كلام رسمي فقط. الواقع؟ الاتحاد يُخطط لمرحلة طويلة. يعلمون أن تغيير ثقافة فريق يعاني من تراجع داخلي منذ سنوات لا يحدث في ثلاثة أشهر. لذلك، حتى لو خسر أذربيجان كل مبارياته المتبقية، سيظل عباسوف في منصبه ليُجهّز الفريق لدوري الأمم الأوروبية 2026-2027. هذه ليست مكافأة. هذه استراتيجية.
ما الذي يتغير حقًا؟
الفرق بين سانتوس وعباسوف ليس في الشهادات — بل في الجذور. سانتوس جاء من خارج النظام، مع ماضٍ أوروبي مشرق، لكنه لم يفهم عمق الأزمة: الضعف المالي، نقص التدريب المستمر، غياب التخطيط طويل الأمد. عباسوف، من ناحية أخرى، نشأ في هذا النظام. يعرف كيف يتعامل مع لاعبين لا يحصلون على رواتب منتظمة، وكيف يبني ثقة في فريق يُنظر إليه على أنه "أضعف فريق في أوروبا". الفريق الحالي يضم مساعدين برتغاليين — برونو بيريرا، بولينيو، ريكاردو سانتوس — لكن القائد هو أذربيجاني، وهذا رمز مهم.
التحدي الأكبر الآن ليس الفوز — بل إعادة بناء الثقة. الثقة بين اللاعبين، وبين الجماهير، وبين الإدارة. في مبارياته القادمة، سيواجه أذربيجان أيسلندا في 13 نوفمبر، ثم فرنسا في 16 نوفمبر، كلاهما في باكو. لا أحد يتوقع فوزًا. لكن إذا رأى المشجعون فريقًا يقاتل، يُنظم، يُدافع بشراسة، فهذا سيكون انتصارًا أوليًا.
ما الذي ينتظر المنتخب في المستقبل؟
الاتحاد الأذربيجاني لم يُعلن عن أي خطة تطوير رسمية، لكن خطواته تُظهر اتجاهًا: تقليل الاعتماد على المدربين الأجانب، وتعزيز القيادات المحلية، وبناء أكاديميات أصغر تُغذي الفريق الأول. عباسوف، بخبرته في تدريب الفرق الشبابية، سيكون محور هذه الخطة. من المتوقع أن يُدمج لاعبين من فريقه تحت 21 عامًا في التشكيلة الأساسية خلال العامين القادمين. حتى لو لم يتأهلوا لكأس العالم 2026، فإن نجاحه الحقيقي سيُقاس بعد خمس سنوات — عندما يرى المشجعون فريقًا أذربيجانيًا يُقاتل بشرف، لا يُهزم بخجل.
الخلفية التاريخية: دورة لا تنتهي من التغييرات
منذ عام 2022، شهد الاتحاد الأذربيجاني تغييرات متكررة في المدربين. بعد استقالة روبرت بروسينيتشي، تولى أريفي أسدوف منصب المدرب المؤقت في مارس 2024، وحقق فوزين من أربع مباريات — أداء متواضع لكنه أثبت أن القيادة المحلية قد تكون أكثر فعالية. ثم جاء سانتوس كـ"حل سحري"، وفشل. الآن، عادوا إلى الداخل. هذا ليس تراجعًا. هذا تعلم.
أسئلة شائعة
لماذا تم تعيين أيخان عباسوف رغم أنه لم يدرب فريقًا كبيرًا؟
الاتحاد الأذربيجاني يرى أن خبرة عباسوف في تدريب الفرق المحلية — خاصة شاماخى وتوران — وفهمه العميق لثقافة الكرة في البلاد، أهم من سمعته الأوروبية. كما أن تدريبه للفريق تحت 21 عامًا جعله على دراية بالجيل الجديد، وهو ما يُعدّ أساسًا للنهضة طويلة الأمد، وليس مجرد حل عاجل.
هل لا يزال هناك أمل في التأهل لكأس العالم 2026؟
الاحتمالات ضئيلة جدًا — أذربيجان في المركز الرابع بفارق 9 نقاط عن أوكرانيا، و6 نقاط عن أيسلندا. لكن التأهل ليس الهدف الآن. الهدف هو إثبات أن الفريق قادر على المنافسة، حتى لو خسر. الفوز الوحيد الممكن الآن هو أن يُظهر تحسنًا في الأداء، ويُقلل من الهزائم المذلة، ويبني ثقة داخل الفريق.
ما الذي يُغيّر في أسلوب التدريب تحت عباسوف؟
يبدو أن عباسوف يركز على التنظيم الدفاعي، والضغط العالي، وتحفيز اللاعبين من خلال الثقة لا الترهيب. مقابل سانتوس الذي كان يعتمد على التكتيك الأوروبية الجامدة، عباسوف يُعطي مساحة لللاعبين المحليين ليعبروا عن أنفسهم، ويُعطي أولوية للانضباط الجماعي على الأسماء الكبيرة — وهو ما قد يُحدث فرقًا كبيرًا في فريق يفتقر للموارد.
لماذا لم يُعيّن مدرب أجنبي جديد؟
الاتحاد خسر ملايين الدولارات في العقود الماضية على مدربين أجانب لم يُحدثوا فرقًا حقيقيًا. تجربة سانتوس أثبتت أن السمعة لا تُساوي الأداء في بيئة محلية مُعقّدة. الآن، يُفضلون الاستثمار في شخص يعرف اللعبة من الداخل، ويُقدّر التحديات التي لا يراها الأجانب — مثل نقص البنية التحتية، أو تذبذب الرواتب، أو ضعف الدعم الإعلامي.
هل سيُغيّر عباسوف تشكيلة الفريق؟
نعم، بالفعل. في أول قائمة له، أدخل لاعبين من فريق شاماخى وفريق تحت 21 عامًا، واستبعد عدة لاعبين مخضرمين لم يُظهروا حماسًا في التدريبات. هذا تغيير جريء — لكنه ضروري. الفريق يحتاج إلى طاقة جديدة، وليس إلى أسماء قديمة تُذكّر بالفشل.
ما هي المدة المتوقعة لبقاء عباسوف؟
لا يوجد عقد مكتوب رسمي، لكن المصادر تقول إنه سيظل في منصبه حتى على الأقل حتى نهاية دوري الأمم 2027. الاتحاد يُعطيه مهلة ثلاث سنوات لبناء فريق جديد، ويعتبر أي تحسن في التصنيف العالمي أو الأداء في المباريات مقياسًا للنجاح، وليس مجرد التأهل للبطولات.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، هذا التغيير بس يخلي قلبي يخفق! عباسوف مش مجرد مدرب، ده رمز للأمل اللي كان مفقود. شفنا كم مرة نستقدم أجانب ونخسر؟ الآن عندنا واحد يعرف إن اللاعب مش بس رقم في قائمة، ده ابن البلد اللي بيحلم بكرة طيبة. خلينا ندعمه، حتى لو خسرنا 10-0، لو شفنا جهد وروح، ده انتصار!
أنا بحب أقول: ما يهمشش حد، حتى لو مكنش اسمه في أوروبا. المهم إنك تعرف تدرب، وتسمع، وتثق في الفريق. عباسوف يقدر يفعل كده، وأنا مصدومة إزاي مفيش حد قال كده من قبل!
adham zayour
يا سلام، سانتوس كان بيحلم إنه يُدخل تكتيك برشلونة على فريق معدوم البنية التحتية، وعباسوف بس بيدور على شاحنة بترول يوصلها لملعب مهترئ. بس يا حبيبي، لو عدنا نشتغل على الأسس، نبدأ من الصفر، ندرب الأطفال في الأحياء، نوقف تجارة الأسماء الكبيرة اللي بتسحب راتب ومتخلصش من الملعب... يبقى عباسوف مش مدرب، ده مهندس إعادة بناء.
بس خليني أقول لك، لو عادوا بعد سنتين وعيّنوا مدرب برتغالي تاني باسم 'أيوب سانتوس جونيور'، هقولك: ما اتغيرش حاجة، بس تغيرت الأسماء.
الله يوفقه، بس خلينا نكون مستعدين إن النتائج هتتأخر... والجمهور هيبقى متشنج.
Majd kabha
النجاح الحقيقي مش في التصنيف، في الثقة.
الثقة بين اللاعبين، بين الإدارة، وبين الجمهور.
عباسوف مش بيحلم ببطولة، هو بيبني جسر.
وكل مباراة خسارة، بس بروح، بتكون حجر في الجسر.
هذا هو التغيير الحقيقي.
Mohamed Amine Mechaal
الاستراتيجية المتبعة هنا تُعدّ نموذجًا مُثاليًا لـ'التحول التدريجي القائم على الرأسمال البشري المحلي' (Human Capital-Driven Incremental Transformation). تجربة سانتوس كانت مثالًا كلاسيكيًا على 'الاستيراد الإداري الخارجي غير المُستساغ' (Exogenous Administrative Importation Failure)، حيث غاب التوافق الثقافي والهيكلية التنظيمية الداعمة. عباسوف، من ناحية أخرى، يُمثل 'القيادة التكيفية المحلية' (Localized Adaptive Leadership)، وهي مُدخلات مُثلى لـ'الاستدامة المؤسسية' (Institutional Sustainability) في البيئات ذات البنية التحتية المحدودة.
التحدي الأكبر؟ تحويل 'الإرادة السياسية' (Political Will) إلى 'مُحددات أداء قابلة للقياس' (Measurable Performance Indicators) دون إضعاف الحماس الجماهيري. لو تم تفعيل نظام 'تقييم الأداء غير النتائجي' (Non-Outcome-Based Performance Evaluation) - كنسبة التمريرات الناجحة، أو ضغط الهجوم، أو تقليل الأخطاء الدفاعية - فهذا يُعدّ خطوة استراتيجية رائدة. نحن لا نبني فريقًا، نحن نُعيد صياغة هوية رياضية.