ألتمان وماسك.. صراع على تريليون دولار بين الذكاء الاصطناعي والفضاء
في قلب الثورة التكنولوجية الحالية، يتحول صراع بين رجلين إلى معركة تحدد مصير الاقتصاد الرقمي العالمي: سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، وإيلون ماسك، مؤسس SpaceX وNeuralink. لم يعد الأمر مجرد تنافس على نماذج ذكاء اصطناعي أفضل، بل تحول إلى سباق مفتوح على البنية التحتية الفضائية، وربط الدماغ بالحواسيب، وحتى على منصات التواصل. والنتيجة؟ معركة تُقدَّر قيمتها بتريليونات الدولارات — وليس فقط على الورق، بل في أسواق المال الحقيقية.
من مختبر غير ربحي إلى مسرح فضائي
قبل خمس سنوات، كانت OpenAI تُوصف بأنها مختبر غير ربحي يسعى لتطوير الذكاء الاصطناعي بأمان. اليوم، تُخطط لشراء أو إنشاء شركة صواريخ — نعم، صواريخ. وفقاً لمصادر داخلية، يدرس ألتمان بجدية دخول مجال الفضاء، ليس كهواية، بل كضرورة استراتيجية. الهدف؟ إطلاق مراكز بيانات عملاقة إلى المدار، لتجاوز قيود الطاقة الأرضية والبنية التحتية المزدحمة. فكرة غريبة؟ ربما. لكنها منطقية: كلما نمت نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، زادت حاجتها للطاقة والبرودة والقدرة الحسابية. والفضاء، كما يرى ألتمان، هو الملاذ الوحيد الذي يمكنه تلبية هذا الطلب الهائل.
رغم توقف المفاوضات مع شركة Stoke Space الناشئة، فإن اهتمام ألتمان بالفضاء ليس جديداً. بل يعود إلى سنوات، وفقاً لتقارير Dama Post. وهو يرى أن ماسك، الذي يسيطر على قطاع الصواريخ عبر SpaceX، أصبح عائقاً أكثر من شريك. فما كان تنافساً تكنولوجياً أصبح الآن صراعاً على السيطرة على الموارد الحيوية للقرن الحادي والعشرين.
الحرب على الدماغ: Merge Labs وMirage Labs ضد Neuralink
لكن الفضاء ليس المجال الوحيد الذي امتدت إليه الحرب. في مجال واجهات الدماغ-الحاسوب، أطلق ألتمان شركتين جديدتين: Merge Labs وMirage Labs. الأولى، التي تُقدَّر قيمتها بـ850 مليون دولار، تجمع رأس مالها من فرق OpenAI، وستتنافس مباشرة مع Neuralink التابعة لماسك. أما الثانية، فتركز على تطوير واجهات أكثر دقة وأقل تدخلاً. والهدف واضح: منع ماسك من احتكار المستقبل العصبي للبشرية.
في مقابلة مع CNBC، صرح ألتمان: "الطلب في السوق شديد للغاية، ويبرر خطط الإنفاق الحالية. نتوقع أن يصل الإيراد السنوي إلى 20 مليار دولار بحلول نهاية العام". هذا الرقم ليس توقعاً عشوائياً. فهو مبني على نموذج تشغيلي جديد: بيع الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي كخدمة، وليس كمنتج. والشركات الكبرى، من البنوك إلى المستشفيات، تدفع الآن ملايين الدولارات شهرياً للوصول إلى هذه القدرات.
الإنذار الأحمر داخل OpenAI
لكن وراء هذه الطموحات، هناك حالة طوارئ. أعلنت OpenAI مؤخراً حالة "الإنذار الأحمر" داخلياً. السبب؟ ضغوط متزايدة من Google، التي أطلقت نموذج Gemini 3 — والذي أظهر تفوقاً في اختبارات الذكاء الاصطناعي المعقدة، من التحليل اللغوي إلى حل المشكلات الرياضية. حتى أن ألتمان أشاد علناً بإنجاز جوجل… لكنه في الخفاء، يشعر بالقلق الشديد.
التحدي ليس فقط تقنياً. بل هو مالي. فمع ارتفاع تكلفة تدريب النماذج (أكثر من 100 مليون دولار للنموذج الكبير التالي)، يتعين على OpenAI توليد إيرادات أسرع. وهذا يفسر لماذا يتجه ألتمان نحو الفضاء والدماغ — ليس لأنه يحب التكنولوجيا المتطرفة، بل لأنه لا يملك خياراً آخر.
التأثير على الأسواق: تقييمات تصل إلى 500 مليار دولار
المنافسة بين الرجلين لم تُبقِ الشركات في مكانها. بل رفعت قيمتها كأنها في مزاد. وفقاً لتحليلات الخبير صليبي، يمكن أن تصل تقييمات شركات ألتمان الجديدة إلى 500 مليار دولار — أي أكثر من قيمة SpaceX الحالية، التي تُقدَّر بين 350 و400 مليار دولار. هذا يدفع المستثمرين لضخ أموال إضافية، ليس فقط في OpenAI، بل في شركات تزويد الطاقة، وشرائح NVIDIA الفائقة القوة، التي تُعدّ العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، وتُقدَّر قيمتها بـ3.4 تريليون يورو وفقاً لتقرير EURONews.
لكن هناك جانب مظلم. فماسك يستخدم منصة X (التي كانت تُعرف بـ"تويتر") لشن حملات إعلامية ضد ألتمان، وفقاً لتقارير Snabusiness. منشورات، تسريبات، اتهامات — كلها تُستخدم كسلاح. والنتيجة؟ تذبذب في أسهم الشركات، وقلق بين المستثمرين. هل هذه حرب تكنولوجية؟ أم حرب إعلامية؟ الجواب: كلاهما.
ما الذي سيحدث بعد؟
السيناريو الأرجح: خلال 18 شهراً، سنرى أول قمر صناعي مزود بمراكز بيانات ذكاء اصطناعي يُطلق من منصة تابعة لألتمان. وفي الوقت نفسه، ستُعلن Merge Labs عن أول زرع دماغي تجاري. وفي الخلفية، ستستمر Google في التقدم، وستضغط NVIDIA لزيادة إنتاج شرائحها. والنتيجة؟ سوق ذكاء اصطناعي بقيمة تريليون دولار، لكنه مقسم بين ثلاث قوى: ألتمان، ماسك، وجوجل.
السؤال الأكبر: هل هذه المنافسة ستُسرّع التقدم البشري؟ أم ستجعلنا أسرى لشركات تتحكم في عقولنا، وطاقة كوكبنا، ومستقبلنا الرقمي؟
أسئلة شائعة
كيف ستؤثر مراكز البيانات الفضائية على مستخدمي الذكاء الاصطناعي العاديين؟
لن تشعر مباشرةً بوجودها، لكنها ستُحسّن سرعة ودقة نماذج مثل ChatGPT، وتقلل من توقف الخدمة بسبب ازدحام الخوادم الأرضية. في المقابل، قد ترتفع تكاليف الاستخدام بسبب استثمارات البنية التحتية الفضائية، مما قد يدفع الشركات لزيادة رسوم الاشتراك.
لماذا يُعتبر نموذج Gemini 3 تهديداً لـ OpenAI؟
لأنه تفوق على ChatGPT في اختبارات متقدمة للتفكير المنطقي، والكتابة العلمية، وحل المسائل الرياضية المعقدة — وهي المجالات التي كانت OpenAI تسيطر عليها. هذا يُضعف حجتها بأنها الأفضل، ويدفع العملاء إلى التحول إلى جوجل، خاصة في المؤسسات الكبرى.
ما الذي يدفع ألتمان لخوض معركة في الفضاء؟
الطاقة الأرضية محدودة، والبرودة المطلوبة لتشغيل خوادم الذكاء الاصطناعي باهظة. الفضاء يوفر بيئة باردة طبيعياً، وطاقة شمسية لا تنضب، ومساحة غير محدودة. ألتمان لا يبحث عن مغامرة — بل عن حل هندسي ضروري لاستمرار نموذجاته.
هل يمكن أن تنهار هذه المنافسة وتؤدي إلى انهيار اقتصادي؟
الاحتمال ضعيف، لكنه موجود. إذا أخفقت شركات ألتمان في إطلاق تقنياتها في الوقت المحدد، أو إذا كشفت تسريبات عن فشل في أمن البيانات، فقد يفقد المستثمرون ثقتهم. هذا قد يُحدث هزة في أسواق التكنولوجيا، خاصة مع ارتفاع تقييمات الشركات إلى مستويات غير مدعومة بالربحية الحالية.
ما دور شركات مثل NVIDIA في هذا الصراع؟
هي العمود الفقري. كل نموذج ذكاء اصطناعي، سواء من OpenAI أو Google أو Neuralink، يعتمد على شرائحها الحاسوبية. مع طلب متزايد، تضخمت قيمتها إلى 3.4 تريليون يورو. لكنها لا تختار طرفاً — بل تبيع لأي من يدفع أكثر. في النهاية، هي الأرباح الأكبر من الصراع.
هل هناك أي تنظيم حكومي لهذه المنافسة؟
لا يوجد حتى الآن إطار تنظيمي عالمي. الولايات المتحدة تراقب، لكنها تفضل التشجيع على الابتكار بدلاً من التقييد. أوروبا تفكر في قوانين، لكنها بطيئة. والنتيجة؟ معركة تُخاض بدون قواعد — مما يزيد من مخاطر الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات العسكرية أو الأمنية.
Mohamed Amine Mechaal
الصراع بين ألتمان وماسك مش بس تنافس تكنولوجي، ده تحوّل لـ geopolitical infrastructure race بامتياز. الفكرة دي مش غريبة لو فهمنا أن الذكاء الاصطناعي بات نظام تشغيل للحضارة الحديثة، والفضاء هو الـ hardware layer اللي مش هينفع نبنيه على الأرض. مراكز البيانات الفضائية؟ دي مش مغامرة، دي necessary evil عشان نستمرا في التقدم. الطاقة الشمسية في المدار مش بس أكتر كفاءة، لكنها مش خاضعة لسلاسل التوريد الأرضية اللي بتعتمد على دول محددة. لو حد بيتكلم عن "السيطرة على المستقبل"، يبقى هنا بس.
Nefertiti Yusah
ماسك بيشنّع على ألتمان على X وكله صراخ وتسريبات، وآلتمان بيشتري صواريخ ويزرع شرائح في دماغ الناس، ونحن هنا نشتري اشتراكات ChatGPT ونقول "يا جماعة خلينا نركز على التعليم". بس مين اللي هيعمل حاجة؟ المليارات بتيجي من التكنولوجيا، والبشر بيبقوا مكتفين بـ "أنا عايز إجابات سريعة". دي مش حرب، دي كارثة مُبرمجة.
Ali al Hamidi
الحقيقة اللي محدش عايز يسمعها: النموذج اللي بيتقاسمه العالم دلوقتي مش من OpenAI ولا من Google، النموذج اللي بيتقاسمه العالم هو نموذج NVIDIA. كل ما تسمع عن "ذكاء اصطناعي متقدم"، يبقى وراها شريحة H100 بتتُصنع في تايوان، وتُشحن لـ مراكز بيانات في فرجينيا أو سنغافورة. ألتمان وماسك بيحاربوا على الواجهة، لكن الحقيقة إنهم عاملين بس كـ "مُدراء مشاريع" لشركة واحدة: NVIDIA. لو الشركة دي قررت توقف الإنتاج لشهر، كل الـ trillion-dollar dreams هتتبخر في 72 ساعة. دي مش حرب بين رجلين، دي حرب بين شريحة إلكترونية واحتياجات البشر.
وأكيد، في نفس الوقت، كل ده بيحصل بينما المدارس في تونس ومصر مازالت تستخدم أجهزة من التسعينات. بس ما حدش بيتكلم عن ده.
إكرام جلال
يا جماعه انا شفنا كل ده وانا معايا 2000 دولار شهرياً عشان اشتراك ChatGPT plus وانا عايز اعمل بحث علمي بس مش قادر اسويه بسبب انقطاع الخدمة كل 3 ايام. لو عاملين مراكز بيانات في الفضاء، يبقى خلينا نبدأ نشيل الـ 100 دولار من اشتراكنا ونستثمرها في اتصال انترنت مستقر في بلدنا بدل ما ندفع لشركة امريكية تشتري صواريخ. انا مش ضد التكنولوجيا، بس انا مش عايز ادفع عشان يخليوا الـ AI يطير في الفضاء وانا مازلت بادفع فاتورة انترنت في القاهرة!
mahmoud fathalla
اللي بيحصل ده مش بس تطور، ده إعادة تعريف للإنسانية... وربما نحن مش جاهزين.