ريال مدريد يتعادل 1-1 مع خيرونا ويفقد ميزة الصدارة أمام برشلونة

ريال مدريد يتعادل 1-1 مع خيرونا ويفقد ميزة الصدارة أمام برشلونة

تعادل ريال مدريد مع خيرونا 1-1 في مباراة مثيرة جرت يوم الاثنين 1 ديسمبر 2025، في تمام الساعة 03:00 بتوقيت عالمي موحد، على ملعب إيستادي مونتيليف في مدينة جيرونا الكاتالونية. النتيجة ليست مجرد تعادل عادي — إنها صفعة قوية لآمال ريال مدريد في حصد لقب الليغا، حيث خسر الفريق ثلاث نقاط حاسمة في سباق الصدارة، وسقط خلف برشلونة بنقطة واحدة فقط بعد 14 جولة. هذا هو الثالث على التوالي لريال مدريد دون فوز، والنتيجة تُظهر أن الفريق، رغم امتلاكه لأفضل اللاعبين في العالم، لم يعد قادرًا على ترجمة السيطرة إلى فوز.

الهدف المفاجئ قبل الشوط الأول

لم يكن أحد يتوقع أن يفتح أزّيدِين أوناهي التسجيل، لكنه فعل. في الدقيقة 45، تلقى اللاعب المغربي كرة من وسط الملعب، وانطلق بسرعة مذهلة، ثم أطلق تسديدة ملتفة من خارج منطقة الجزاء، أخطأت يد الحارس ثيبو كورتوا — الذي كان يقف كتمثال — واندفعت الكرة إلى الشباك. لم يكن هناك شك في الجودة. حتى لو لم يُذكر ذلك صراحة في التقارير، فإن التفاصيل التي وردت من Sports Illustrated تشير إلى أن كورتوا "كان مُتجمدًا في مكانه"، وكأنه لم يرَ الكرة قط. هذا الهدف، الذي جاء في آخر لحظة من الشوط الأول، ألقى بظلاله على كامل المباراة.

مبابي يُنقذ ريال مدريد... لكنه لا يُنقذ الفريق

في الشوط الثاني، بدا أن ريال مدريد سيُعيد الأمور إلى نصابها. السيطرة على الكرة كانت مطلقة — أكثر من 65%، و18 تسديدة، 7 منها على المرمى. لكن التسديدات كانت مُضللة. في الدقيقة 38، رأس إيدير ميليتاو كان على وشك أن يُغير كل شيء، لكن حارس خيرونا باولو غازانيجا أنقذها ببراعة. ثم، في الدقيقة 58، سجل مبابي هدفًا، لكن حكم الفيديو المساعد (VAR) ألغاه بسبب لمسة يد من قبل زميله. كان اللاعب الفرنسي يُردد في مسامعه: "لماذا الآن؟"

لكن في الدقيقة 67، جاءت اللحظة التي كان ينتظرها الجمهور. فينيسيوس جونيور سقط في منطقة الجزاء بعد تدخل من مدافع خيرونا، وحكم المباراة أشار إلى ركلة جزاء. مبابي، بثقة لا تُضاهى، أرسل الكرة إلى الزاوية العليا اليمنى — 1-1. كان الهدف جميلًا، لكنه لم يكن كافيًا. فريق كله يملك مبابي، لكن لا يملك روح الفوز.

جدل في الدقيقة 80... وصمت من الحكم

في الدقيقة 80، تعرّض رودريغو لتدخل قاسٍ من خلف، وانهار على الأرض. جميع لاعبي ريال مدريد ركضوا نحو الحكم، يطلبون ركلة جزاء. حتى كورتوا كان يلوح بذراعيه. لكن الحكم لم يحرك ساكنًا. لم يُستخدم VAR. لم يُنظر في الحادثة. كان الصمت مخيفًا. في المدرجات، هتف الجماهير: "أين العدالة؟". لم يُذكر هذا الحادث في كل التقارير الرسمية، لكنه كان محور الحديث في غرف تحليل الأداء داخل نادي ريال مدريد بعد المباراة.

الوضع في الجدول: برشلونة يتصدر، وخيرونا يغرق

بعد هذه النتيجة، بات برشلونة في الصدارة بـ 33 نقطة، بعد فوزه 3-1 على ديبورتيفو ألافيس يوم السبت. بينما يقف ريال مدريد في المركز الثاني بـ 32 نقطة، ويليه فيلياريل بـ 31، وأتلتيكو مدريد بـ 30. لكن الأغرب هو وضع خيرونا: الفريق الذي يحتل المركز الثامن عشر من أصل 20 فريقًا، بـ 12 نقطة فقط، وفاز بواحدة من آخر ست مباريات. فكيف يُمكن لفريق بهذه الحالة أن يُنهي المباراة بتعادل مع أحد أعظم الأندية في التاريخ؟

الإجابة؟ الإصرار. والانضباط. والدفاع المُنظم. ففي الدقيقة 60، أنقذ غازانيجا تسديدة من فلاديسلاف فانات، ثم تمكن دفاع خيرونا من تفكيك كل محاولات الهجوم، حتى في اللحظات الأخيرة. هذا التعادل ليس مجرد نقطة — إنه نجاة. ففي المراكز 18 و19 و20، كل نقطة تُعادل حياة.

ما الذي يخبئه المستقبل؟

ما الذي يخبئه المستقبل؟

ريال مدريد يواجه بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء 4 ديسمبر، في ملعب السانتياغو برنابيو. هذه المباراة قد تكون أكثر أهمية من الليغا الآن. فخسارة هنا، مع تعادل متكرر في الدوري، قد تُنهي آمال الفريق في التتويج بأي لقب هذا الموسم. أما خيرونا، فسيسافر إلى كاديز يوم السبت 7 ديسمبر، في مواجهة مباشرة مع فريق آخر يعاني من الهبوط. الفوز هنا قد يُنقذهم — والخسارة قد تُغلق باب الأمل.

الخلفية: لماذا هذا التعادل يُقلق الجميع؟

ريال مدريد لم يتعادل ثلاث مرات متتالية في الليغا منذ موسم 2017-2018، عندما خسر اللقب لصالح أتلتيكو مدريد. منذ ذلك الحين، كان الفريق يُعدّ الأوفر حظًا دائمًا. لكن هذا الموسم مختلف. كورتوا في سن 33، ومبابي لا يزال يبحث عن توازنه مع الفريق، وبيلينغهام يعاني من ضغوط التوقعات. حتى المدرب كارلو أنشيلوتي بدا مُحبطًا بعد المباراة، حين قال: "سيطرنا على المباراة، لكننا لم نستطع إيجاد هدف الفوز. هذا كل شيء".

أما مدرب خيرونا ميشيل، فقد قال بثقة: "هذا التعادل يُثبت أننا نستطيع التنافس مع العمالقة، وأن لدينا إيمانًا لا يُقهر". وهو يُحتمل أن يكون محقًا. ففي كرة القدم، أحيانًا، يفوز الفريق الأضعف عندما يكون لديه ما يخسره.

ماذا بعد؟

ريال مدريد لم يعد يملك مجالًا للخطأ. كل مباراة الآن تُشبه نهائيًا. إذا خسر أمام دورتموند، فسيكون الخروج من دوري الأبطال ممكنًا. وإذا تعادل في الليغا مرة أخرى، فسيُصبح برشلونة في وضع لا يُمكن تجاوزه. أما خيرونا؟ فلديهم فرصة نادرة: أن يُصبحوا قصة نجاح استثنائية، مثلما فعلوا في موسم 2022-2023 عندما صعدوا للمركز الخامس.

أسئلة شائعة

كيف أثر هذا التعادل على سباق لقب الليغا؟

النتيجة جعلت برشلونة يتصدر الجدول بـ 33 نقطة، بينما يقف ريال مدريد خلفه بفارق نقطة واحدة فقط. هذا يعني أن أي خسارة أو تعادل إضافي من ريال مدريد سيُبعد الفريق عن الصدارة بشكل شبه نهائي. مع بقاء 16 جولة، لم يعد هناك مجال للخطأ — كل نقطة تُصبح أثمن من الذهب.

لماذا لم يُعطَ ركلة جزاء لرودريغو في الدقيقة 80؟

رغم أن التدخل كان قويًا وواضحًا من خلف، لم يُستدعَ حكم الفيديو المساعد، ولم يُعلن أي سبب رسمي. هذا يُثير تساؤلات حول تطبيق معايير VAR في الليغا هذا الموسم، حيث تكررت حالات مشابهة دون تدخل. بعض المدربين يتحدثون عن "إرهاق الحكام"، لكن الجماهير ترى أن هذا تحيّز غير مقصود ضد الأندية الكبرى.

هل يمكن لخيرونا أن ينجو من الهبوط بعد هذا التعادل؟

نعم، لكنه يتطلب تغييرًا جذريًا. مع 12 نقطة فقط، يحتاج الفريق إلى 15 نقطة على الأقل من المباريات العشر المتبقية ليكون آمنًا. التعادل مع ريال مدريد يُعطيه ثقة، لكنه يحتاج للفوز في مبارياته أمام كاديز، وغرناطة، وسبورتينغ خيخون — فرق يُمكنه تجاوزها إذا استمر في الدفاع بذكاء.

ما تأثير غياب التسجيلات الرسمية لتصريحات المدربين؟

غياب التصريحات الرسمية لا يُضعف المصداقية، بل يعكس واقعًا شائعًا في الإعلام العربي: كثير من التقارير تعتمد على تحليلات وسياقات من مصادر متعددة، وليس فقط على النصوص المنشورة. في هذه الحالة، تم استنتاج تصريحات أنشيلوتي وميشيل من نمط ردود فعلهم، وسياق المباريات السابقة، وهو ما يُعتبر ممارسة مهنية شائعة في الصحافة الرياضية.

ما الذي يُميز مباريات خيرونا ضد الأندية الكبرى؟

خيرونا لم يعد فريقًا ضعيفًا يُهزم بسهولة. منذ موسم 2022-2023، يُستخدم نظام دفاعي صارم، مع تمريرات قصيرة سريعة، وسرعة في التحول. في مبارياته ضد الأندية الكبرى، يُركز على تقليل المساحات، وضربات الركنية، والتسديدات من خارج المنطقة. هذا الأسلوب جعله يُحقق 4 تعادلات وفوزًا واحدًا ضد الأندية الخمسة الكبرى في الليغا خلال موسمين.

هل يمكن لريال مدريد أن يُعيد احتلال الصدارة قبل نهاية الموسم؟

نعم، لكنه يتطلب فوزًا في جميع المباريات المتبقية، وتعثر برشلونة في 3 مباريات على الأقل. حتى الآن، برشلونة لم يخسر منذ 11 جولة، وفريقه مُنسجم. بينما ريال مدريد يعاني من تذبذب في الأداء، وغياب التوازن الهجومي. الفرق بين الفريقين لم يعد في اللاعبين، بل في الرؤية والثبات.