مبابي يسجل لكن ريال مدريد يتعادل مع جيرونا 1-1 ويفقد الصدارة

مبابي يسجل لكن ريال مدريد يتعادل مع جيرونا 1-1 ويفقد الصدارة

في مباراة مفاجئة أفقدت ريال مدريد صدارتها في دوري الليغا، تعادل الفريق مع جيرونا 1-1 مساء الأحد 1 ديسمبر 2025 في ملعب مونتيليفي بجيرونا، في مباراة شهدت تألقًا من كيليان مبابي لكنها كشفت عن ثغرات خطيرة في أداء الفريق الأبيض. الهدف الأول جاء من الوسطى الجزائري أزوزين أوناهي في الدقيقة 45، قبل نهاية الشوط الأول، في هجوم متقن من جيرونا، بينما أدرك كيليان مبابي التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 67، بعد عرقلة من مدافع جيرونا على البرازيلي فينيسيوس جونيور. لكن المفاجأة الحقيقية كانت في الدقيقة 94، حين أطلق مبابي تسديدة قوية من مسافة قريبة — كانت تكفي للفوز — لكنها ارتطمت بالقائم الأيسر، وكأن القدر يرفض أن يمنح ريال مدريد فوزًا صعبًا.

الخسارة النفسية أقسى من الخسارة الرياضية

التعادل الثالث على التوالي في الليغا لا يُعد مجرد نقطة ضائعة، بل هو تراجع استراتيجي. قبل هذه المباراة، كان ريال مدريد يقود الترتيب بفارق 3 نقاط عن برشلونة، لكن بعد فوز برشلونة 3-1 على ديبورتيفو ألافيس يوم السبت، وتعادل ريال مدريد اليوم، أصبح الفارق نقطة واحدة فقط. هذا التحول لم يحدث فجأة، بل تراكم عبر مباريات خارجية متعثرة: تعادل 2-2 مع أثليتيك بيلباو في 23 نوفمبر، و1-1 مع ريال بيتيس في 9 نوفمبر. الآن، لم يفز ريال مدريد في أي مباراة خارجية منذ 15 يومًا. المدرب الإسباني خابي ألونسو (43 عامًا) اعترف بعد المباراة: "أعجبني رد فعل الفريق، لكنه لم يكن كافيًا. في الشوط الثاني كنا أفضل، لكننا لم نستغل الفرص. هذا هو السبب في أننا لا نفوز".

جيرونا: فريق الهروب من الهبوط الذي يُفاجئ الجميع

جيرونا، الذي يحتل المركز الثامن عشر بـ12 نقطة فقط بعد 14 مباراة، ويُعد أحد المرشحين للهبوط، لم يكن يُتوقع منه أن يُخرج ريال مدريد من ملعبه. لكنه فعل ذلك. الهدف الذي سجله أوناهي كان ثمرة تمريرات دقيقة، ودفاع متراص، وذكاء تكتيكي من المدرب الإسباني خوان كارلوس أونزوي. حتى أن حارس المرمى البلجيكي ثيبو كورتوا (33 عامًا) أنقذ الفريق الأبيض من هدف ثاني بعد إنقاذ رائع من تسديدة المهاجم الأوكراني فلاديسلاف فانات في الدقيقة 52. جيرونا يُعد ثاني أضعف فريق من حيث التسجيل في الليغا (14 هدفًا في 14 مباراة)، لكنه يُظهر قدرة فريدة على التحول من فريق هابط إلى كابوس للقادة. هذا التعادل رفع رصيده إلى 13 نقطة — نقطة واحدة فقط خلف فريق الوسط، لكنه يمنحه أملًا حقيقيًا في البقاء.

قرارات التحكيم: نقطة سوداء أخرى لريال مدريد

لم تكن المباراة فقط عن الأهداف، بل عن القرارات التي لم تُتخذ. في الدقيقة 80، تعرّض المهاجم البرازيلي روดรغو غوس لعرقلة واضحة داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم رفض طلب ركلة جزاء. رد فعل طاقم ريال مدريد كان عنيفًا: المدرب ألونسو اشتكى بصوت مرتفع، وطاقم التدريب تجمع حول الحكم، مطالبين بمراجعة الفيديو — لكن لم يكن هناك تدخل من VAR. هذا ليس أول مرة يُحرم فيها ريال مدريد من قرار حاسم هذا الموسم. في مباراته ضد أتليتيكو مدريد، رُفض هدف مبابي بسبب خطأ مُبالغ فيه في التسلل. الآن، يتساءل جمهور الفريق: هل أصبحت القرارات التحكيمية تُصبح جزءًا من التحدي الأكبر؟

الصراع على القمة: برشلونة يقفز، وفيلياريايل يضغط

في نفس اليوم، ارتفع برشلونة للصدارة بـ34 نقطة بعد فوزه 3-1 على ألافيس، حيث سجل الشاب الإسباني لامين يامال (17 عامًا) هدفين، بينما أضاف التشكي داني أولمو الهدف الثالث. في المقابل، تقدم فيلياريايل للمركز الثالث بـ32 نقطة بعد فوزه 3-2 على ريال سوسييداد، بفضل هدف متأخر من المهاجم الإسباني ألبرتو موليو في الدقيقة 95. ريال مدريد لم يعد يملك مساحة للخطأ. مع 24 مباراة متبقية، فإن كل نقطة تُفقد الآن تُصبح أثقل من جبل. فريق مثل ريال مدريد، المُقدّر بـ5.1 مليار يورو وفق تقرير ديلويت لعام 2025، لا يُسمح له بالتعادل في مباريات الهبوط. هذا ليس رياضة فقط — إنه استثمار، وسمعة، وضغط مالي هائل.

ما الذي سيتغير بعد هذا التعادل؟

الضغط على ألونسو يتصاعد. لم يعد كافياً أن يكون الفريق يسجل 36 هدفًا — وهو الأعلى في الليغا — إذا لم يُحول هذه الأهداف إلى فوز. مبابي، الذي سجل 4 أهداف في دوري أبطال أوروبا ضد أوليمبياكوس قبل 3 أيام، لم يُظهر نفس القوة التهديفية في الليغا خارج ملعبه. هل هو إرهاق؟ أم ضغط؟ أم أن الدفاعات تتعلم كيف تُحاصره؟ بينما ينتظر ريال مدريد مواجهة ريال فاليادوليد في ملعب سانتياغو برنابيو يوم 7 ديسمبر، فإن كل عشاق الفريق يتساءلون: هل سيعود الفريق لطريق الانتصارات؟ أم أن هذا التعادل هو بداية نهاية حقبة القيادة؟

أسئلة شائعة

كيف أثر هذا التعادل على فرص ريال مدريد في الفوز بالليغا؟

التعادل خفض نقاط ريال مدريد إلى 33 بعد 14 مباراة، بينما ارتفع برشلونة إلى 34 نقطة. مع 24 مباراة متبقية، لم يعد الفارق كبيرًا، لكنه كافٍ لخلق فجوة نفسية. ريال مدريد يخسر 6 نقاط منذ بدء سلسلة التعادلات، بينما برشلونة يربح 3 نقاط في مباراتين. الفارق الآن ليس في الأهداف، بل في الثقة — والفرق بين الفوز والخسارة في الليغا يُقاس بالتفاصيل.

لماذا يُعد أوناهي من أخطر لاعبي جيرونا؟

أوناهي، اللاعب الجزائري البالغ من العمر 24 عامًا، لم يكن يُعرف كثيرًا قبل هذا الموسم، لكنه الآن يُعد ركيزة جيرونا. يمتلك ذكاءً تكتيكيًا نادرًا، ويُسيطر على وسط الملعب ببراعة، ويسجل في اللحظات الحاسمة — مثل هدفه أمام ريال مدريد. في 14 مباراة، سجل 5 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة، وهو يُعد أكثر لاعب في جيرونا تأثيرًا على أداء الفريق. تعاقد جيرونا معه من نانت بـ8 ملايين يورو، وهو الآن يُعد صفقة ممتازة.

هل يمكن لريال مدريد أن يُعيد انتزاع الصدارة قبل نهاية الموسم؟

نعم، لكنه يتطلب فوزًا في 19 من أصل 24 مباراة متبقية، مع خسارة واحدة فقط. برشلونة يُواجه فرقًا أضعف في الجولات القادمة، بينما ريال مدريد سيواجه أتلتيكو مدريد وبرشلونة في مباريات حاسمة. حتى لو فاز ريال مدريد بجميع مبارياته، فسيحتاج إلى أن يخسر برشلونة مرتين على الأقل. الفارق ليس في الأرقام فقط، بل في القدرة على التحمل تحت الضغط — وهو ما يُعد الآن أكبر سؤال.

ما الذي يدفع جيرونا للتألق رغم وضعها الخطر؟

جيرونا تبني فريقًا على التكتيك وليس على النجوم. مدربه أونزوي يُفضل التمركز الدفاعي، والانقضاض السريع، وتحويل الأخطاء إلى أهداف. حتى اللاعبون غير المعروفين مثل فانات وأوناهي يلعبون بثقة غير معتادة. هذا الفريق لا يملك ميزانية ريال مدريد، لكنه يملك روحًا وانضباطًا. في دوري الليغا، أحيانًا لا تحتاج إلى نجوم — تحتاج إلى فريق يؤمن أنه يستطيع الفوز، حتى عندما لا يُتوقع منه ذلك.

ما هي التأثيرات المالية لهذا التعادل على ريال مدريد؟

التعادل يُكلف ريال مدريد أكثر من مجرد نقطة. في حال خسر الصدارة، سيخسر ما بين 20 إلى 30 مليون يورو من عوائد البث التلفزيوني، إضافة إلى خسارة في عقود الرعاية التي ترتبط بالترتيب. كما أن فشل الفريق في التتويج سيُضعف مبيعات القمصان — التي تُدرّ 700 مليون يورو سنويًا — ويشجع المنافسين على تقليل استثماراتهم في اللاعبين الذين يلعبون ضد ريال مدريد. الضغط المالي هنا ليس ثانويًا — بل هو جزء أساسي من اللعبة.

4 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، شوفوا مبابي وهو بيركلّب القائم كأنه بيعمل تدريبات مع المدرب! لو كان القدر مسلمًا، كان خلصنا من هالضغوط. بس القدر؟ مسيحي، وبيحب برشلونة. كله حكاية، واللي يدّعي إن ريال مدريد مازال مسيطر، يخليه يشوف الترتيب قبل ما يتكلم. خلاص، خلينا نعترف: الفريق ما بيعملش فرق، بس بيعمل مسلسلات درامية كل أسبوع.

    ومين قال إن التحكيم عادل؟ في الدقيقة 80، رودريغو غوس مُعَرْقَل بسّط، والحكم كان شايفه كأنه طير. يا ساتر، حتى لو كان فيديو VAR، كان محتاج يُعيد المشهد 10 مرات عشان يفهم إن الكرة كانت في المنطقة. هالنظام مُخزٍ، وبيخلي الجماهير تحس إنها بتشاهد مسرحية مكتوبة من قبل لجنة سرّية.

    ومين يقدر يصدق إن جيرونا، اللي بيعملوا أربع أهداف في 14 مباراة، قادرين يوقفوا ريال مدريد؟ لأنهم مش بيحلموا بالفوز، بس بيحلموا إنهم مش هينزلوا. وده أقوى من أي تكتيك. هذا الفريق مش بيحافظ على مركزه، بس بيحافظ على كرامته. وده أثمن من كل المليارات اللي في ريال مدريد.

    أوناهي؟ يالله، شاب جزائري بسّط بسّط، وحرّك كل اللي بيعملوا أهداف من وسط الملعب. كأنه بيعمل تدريبات مع فيديو جيم. كل واحد بيحكي عن مبابي، بس مين يتكلم عن اللي بيخلي الفريق يتحرك؟ أوناهي هو اللي بيحول المباريات من كابوس لحلم. خلينا نعترف: جيرونا بقى فريق مفضل للناس اللي بتحب الرياضة، مش اللي بتحب المليارات.

    وأونزوي؟ مدرب مجنون، بس مجنون بذكاء. ما عندهش نجوم، بس عنده عقل. وده أخطر من أي فريق فيه 5 لاعبين بـ100 مليون. بس كلامي مش دعاية، بس حقيقة. اللي بيحلم بكرة القدم، لازم يشوف جيرونا. مش ريال مدريد. ريال مدريد بقت مسرحية. جيرونا بقت واقع.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    التحليل التكتيكي للمباراة يُظهر تحوّلًا جوهريًا في ديناميكيات الليغا: جيرونا اعتمد على نموذج تكتيكي قائم على الكثافة الدفاعية المتدرجة (graduated defensive density) مع التحول السريع عبر المحاور الوسطى المُستغلة بذكاء تكتيكي (spatial exploitation), ما أدى إلى تفكيك الهجوم المُركّز لريال مدريد، الذي يعاني من تشتت في التموضع (positional disarray) خاصة في الأطراف.

    مبابي، رغم تفوقه الفردي، يُعاني من تقييد تكتيكي ممنهج من قبل خط دفاع جيرونا، الذي استخدم مبدأ التغطية المتقاطعة (overlapping coverage) مع تقليل المساحات بين الخطوط (interlineal compression). هذا النمط يُقلل من فعالية التسديدات المباشرة، ويُجبر المهاجم على التحرك في مساحات مُقيّدة، ما يفسّر ارتطام التسديدة بالقائم.

    أما قرار التحكيم بخصوص ركلة الجزاء في الدقيقة 80، فهو يُعدّ مثالًا كلاسيكيًا على تفكيك مبدأ العدالة التحكيمية (refereeing equity) بسبب تضارب في تطبيق معايير VAR، حيث أن العرقلة كانت واضحة ومتعمدة، لكن تأخير التدخل أدى إلى تقويض مصداقية النظام التحكيمي ككل.

    من الناحية المالية، خسارة الصدارة تُعيد تقييم محفظة العوائد الإعلانية لريال مدريد، حيث تُقدّر خسارة التسويق التلفزيوني بـ24.7 مليون يورو وفق نموذج توزيع الإيرادات في الليغا 2025، وهو ما يُشكّل ضغطًا تراكميًا على الهيكل المالي للنادي، خصوصًا مع تراجع تقييم العلامة التجارية بنسبة 3.2% بعد ثلاث تعادلات متتالية في خارج الديار.

    في المقابل، جيرونا يُمثّل نموذجًا ناجحًا لـ'الاقتصاد الكفء' في كرة القدم: استثمار منخفض في اللاعبين (8 ملايين يورو لأوناهي) مقابل عائد تكتيكي عالي، ما يُعيد تعريف مفهوم 'القيمة' في كرة القدم الحديثة.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    مبابي وهو بيركلّب القائم… والله كأنه بيعمل فيلم رعب. بس مش فيلم، ده واقع. كل مرة يحس إنو فاز، القائم بيقف وبيقوله: لا يا بطل، ده مش وقتك.

    أوناهي؟ شاب بسّط وبيحرّك الدنيا. بس مين اللي بيحكي عنه؟ كل الناس بتشوف مبابي، بس مين شاف أوناهي وهو بيدور في الوسط كأنه مُعلّم؟

    الحكم؟ يا ساتر، حتى لو كان بيحلم، كان لازم يشوف العرقلة. رودريغو غوس؟ مُعَرْقَل بسّط، والقناصل بسّط. بس برشلونة بقى في الصدارة، وريال مدريد بقى في مسلسل يومي. بس مين يشوفه؟

    أونزوي؟ مدرب مجنون؟ لا، مدرب فاهم إن الرياضة مش بس مال. بس روح. جيرونا مش بس فريق، ده أسطورة صغيرة بتحاول تعيش. وده أجمل من كل المليارات اللي في ريال مدريد.

    أنا بحب ريال مدريد، بس ده مش عشان بقى فريق، ده عشان بقى كابوس.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا التعادل ليس خسارة رياضية، بل هو تحوّل ثقافي في كرة القدم الإسبانية. جيرونا، هذا الفريق الذي يُصنّف كأضعف فريق من حيث التسجيل، يُعيد تعريف مفهوم 'البطولة' من خلال الانضباط، والذكاء التكتيكي، والروح الجماعية - وليس من خلال الميزانيات أو النجوم.

    كيليان مبابي، رغم قدرته الفائقة، يُظهر أن الفرد لا يكفي في عالم يُصبح فيه التكتيك أقوى من الموهبة. هدفه من ركلة الجزاء كان مُتقنًا، لكنه لم يُكمل المهمة - لأن كرة القدم الحديثة لم تعد تُقاس بالفرديات، بل بالقدرة على التكيف مع الضغوط.

    التحكيم، في هذه المباراة، لم يكن خاطئًا فحسب، بل كان مُجتزأً: فرصة ركلة جزاء في الدقيقة 80 لم تُمنح، رغم وضوح العرقلة، مما يُشير إلى تراجع في معايير الحيادية، وربما تأثير غير مباشر للضغوط الإعلامية أو المؤسسية.

    أما أوناهي، فهو مثال نادر للاعب يُولد من رحم التواضع: لا نجومية، لا إعلانات، لا تغطية إعلامية، لكنه يُغيّر المباريات. هذا هو جوهر الرياضة: أن يُصبح المجهول هو من يُغيّر التاريخ.

    ريال مدريد، بجميع مكانته، يُواجه الآن اختبارًا أعمق من أي لقب: هل يستطيع أن يُعيد تعريف نفسه كفريق يُقاتل من أجل البقاء، لا فقط من أجل الصدارة؟ أم أن هذا التعادل سيكون بداية نهاية حقبة تأسست على التفوق المالي، وليس على التفوق الإنساني؟

    الكرة لم ترتطم بالقائم فقط - بل ارتطمت بمستقبل اللعبة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*