اتهامات تنمر تعيد فتح ملف تصريحات هاربور القديمة عن براون في 'سترنجر ثينغز'

اتهامات تنمر تعيد فتح ملف تصريحات هاربور القديمة عن براون في 'سترنجر ثينغز'

في لحظة صادمة لمجتمع عشاق مسلسل سترنجر ثينغز، عادت تصريحات قديمة للممثل ديفيد هاربور لتُفسَّر بشكل مغاير تمامًا، بعد أن تقدمت زميلته الممثلة الشابة ميلي بوبي براون بشكوى رسمية تتهمه بالتنمر والتحرش اللفظي أثناء تصوير الموسم الخامس والأخير من المسلسل، الذي تنتجه نتفليكس. لم تكن هذه مجرد شائعات — بل وثائق مكتوبة، حسب ما نقلته ديلي ميل، تضم "صفحات وصفحات من الاتهامات"، تعود لعام 2025، قبل بدء التصوير مباشرة. التحقيق دام أشهر، وظل سريًا، لكن التناقض بين ما قيل في الماضي وما يُقال اليوم أثار موجة من التساؤلات: هل كانت حمايته لها تصرفًا أبويًا؟ أم كانت تغطية لسلوكيات مُرعبة؟

التصريحات القديمة.. حماية أم ترهيب؟

في عام 2017، بعد إطلاق الموسم الأول من سترنجر ثينغز، كان هاربور (49 عامًا) يُوصف بـ"الوالد المُحب" في الأوساط الإعلامية. قال حينها: "أعتقد أن التعامل مع عقل في طور النمو يواجه شهرة مفاجئة أمر بالغ الصعوبة. أحاول حمايتها قدر استطاعتي، وآمل أن تحصل على المساعدة التي تحتاجها." كانت هذه الكلمات تُلقى كدعم، بل كإعجاب بوعي هاربور بمسؤوليته. لكن اليوم، بعد اتهامات براون (20 عامًا) بأن هاربور استخدم صوته العالي، ونبرته التهديدية، وتعليقاته الساخرة في التصوير كأداة للسيطرة، تُقرأ تلك الكلمات كغطاء. هل كان يحميها من العالم الخارجي… أم من نفسه؟

الصمت المُريب.. وظهور معاً على السجادة الحمراء

الغريب أن براون، في مقابلة مع Entertainment Tonight في نوفمبر 2025، وصفت علاقته بـ"الوالد" على الشاشة، وقالت: "يعنيني الكثير، الكثير. نحن نلعب دور الأب والابنة." لم تكن هناك أي إشارة إلى توتر. حتى أنّها أشادت بعلاقتها مع نوآه شناップ ووينونا رايدر، كأنها تُعيد تأكيد أن كل شيء على ما يرام. لكن بعد أسابيع، ظهر الاثنان معًا في العرض العالمي لـسترنجر ثينغز في مسرح TCL الصيني في لوس أنجلوس، وهما يعانقان ويُبديان ابتسامات. الصور تُظهر ودًا، لكن الجمهور يتساءل: هل هذا تكتيك؟ أم تصالح حقيقي؟

الانفصال والتوتر الشخصي: خلفية تُضفي عمقًا على التحقيق

في الوقت الذي كانت فيه الاتهامات تُدرس داخل مكاتب نتفليكس، كان هاربور يمر بانفصال صادم عن زوجته المغنية البريطانية ليلى ألين، بعد أربع سنوات من الزواج. شائعات عن خيانة وتوتر عائلي انتشرت في وسائل التواصل، وربما أضافت ضغطًا نفسيًا لم يُذكر علنًا. هل كان هاربور ينقل توتره من المنزل إلى موقع التصوير؟ هل كان يبحث عن سيطرة في مكان كان يُفترض أنه "آمن"؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها التحقيقات، لكنها تُضيف طبقة إنسانية معقدة لقصة تبدو في ظاهرها بسيطة: ممثل شاب يُتهم بسلوكيات غير لائقة.

الموسم الأخير.. هل سيُعرض؟ وهل سيُقبل؟

الموسم الأخير.. هل سيُعرض؟ وهل سيُقبل؟

حتى الآن، لم تُعلق نتفليكس رسميًا على التحقيق. لكنها لم تُوقف إصدار الموسم الخامس، الذي سيُنشر على جزأين: الأول في 26 نوفمبر 2025، والثاني في 25 ديسمبر 2025، مع ختام نهائي في 31 ديسمبر 2025. هذا القرار يحمل مخاطرة كبيرة. فـسترنجر ثينغز ليس مجرد مسلسل — هو ظاهرة ثقافية، جمعت ملايين المشاهدين منذ 2016. لكن هل سيستمر الجمهور في مشاهدة شخصيات تُجسد تعاونًا بين ممثلين تربطهما تهمة جنائية معلقة؟

ما الذي تغير منذ 2017؟

في 2017، كانت حماية الممثلين الصغار تُفهم كواجب أخلاقي. اليوم، تُفهم كمسؤولية قانونية. لم يعد كافيًا أن تقول: "أنا أحبها وأريد خيرها." اليوم، يُسأل: هل كان دعمك مُحترمًا؟ أم مُسيطرًا؟ هل كان صوتك يُهدّد أم يُطمئن؟ براون لم تُصرّح بتفاصيل الاتهامات، لكنها لم تنكرها أيضًا. وهذا الصمت، في زمن #MeToo، أقوى من أي تصريح. هاربور، من جانبه، قال في مقابلة مع ET: "أنا فخور برؤية كل منهم يكبرون ويصبحون فنانين عظماء." لم ينكر، ولم يُبرّر. فقط قال: "أنا أحبها."

التأثير على نتفليكس والصناعة

التأثير على نتفليكس والصناعة

إذا تأكدت الاتهامات، فستكون هذه أول حالة كبرى تُواجه نتفليكس في سياق سلوك الممثلين داخل مشاريعها. في الماضي، اهتمت الشركة بالعلامات التجارية، وليس بالبيئة الداخلية للتصوير. لكن الآن، مع تزايد الضغوط على الشركات لضمان بيئة عمل آمنة، قد تُضطر نتفليكس لاتخاذ إجراءات رادعة — سواء كانت عقوبات داخلية، أو تعديلات في السيناريو، أو حتى حذف مشاهد من الموسم الأخير. المفارقة؟ المسلسل يدور حول قوة الصداقة، والحماية، والنجاة من القوى المظلمة. لكن وراء الكواليس، قد تكون القوى المظلمة أكثر واقعية مما يُظهره الشاشة.

أسئلة شائعة

كيف تؤثر هذه الاتهامات على مستقبل ميلي بوبي براون كممثلة؟

حتى الآن، لم تتأثر سمعة ميلي بوبي براون سلبًا، بل على العكس — تُنظر إليها كشخصية شجاعة تتحدث عن تجاربها في بيئة عمل خطرة. شركات التسويق لا تزال تتعاون معها، وتم اختيارها مؤخرًا كوجه لعلامة تجارية عالمية. لكن التحدي الحقيقي سيكون في اختيار أدوارها المستقبلية، خاصة إذا كانت تتعلق بالعلاقات الأبوية أو السلطة، حيث قد يُنظر لمشاركتها مع هاربور كمصدر إزعاج للجمهور.

لماذا لم تُعلن نتفليكس عن التحقيق؟

نتفليكس تتجنب الإعلان عن التحقيقات الداخلية لحماية سرية الإجراءات القانونية، كما تفعل معظم الشركات الكبرى. لكنها تُدرك أن الصمت قد يُفسر كتغطية. في عام 2023، تعرضت لانتقادات شديدة بعد تغطيتها لاتهامات في مسلسل "أوف كورس"، مما دفعها لتبني سياسات جديدة لحماية الموظفين. الآن، تختار الحذر — لكنها تخاطر بفقدان ثقة الجمهور إذا ظهرت أدلة على إهمال.

هل يمكن أن يُحذف ديفيد هاربور من الموسم الأخير؟

من الناحية الفنية، ممكن — لكنه غير عملي. هاربور يلعب الشخصية المحورية جيم هوبير، وهو قلب المسلسل منذ الموسم الأول. حذفه سيُعيد كتابة القصة بأكملها، ويُكلّف الشركة ملايين الدولارات. الأرجح أن نتفليكس ستُكمل الإصدار كما هو، لكنها قد تُضيف إفادة في نهاية الموسم تُشير إلى دعمها لبيئة عمل آمنة — دون ذكر الأسماء.

ما الذي تغير في صناعة التلفزيون منذ 2017؟

قبل 2017، كانت التصرفات غير اللائقة تُغطى بـ"الثقافة الصعبة للتصوير". اليوم، تُعتبر مخالفة قانونية. هناك مراكز دعم داخلية، وخطوط ساخنة، وتدريب إجباري على التحرش. في نتفليكس، تم تعيين مُحققين مستقلين في كل موقع تصوير منذ 2021. لكن التحدي الأكبر هو تغيير الثقافة — فالممثلون الكبار ما زالوا يُعاملون كـ"أساطير"، حتى عندما يتصرفون كمُتنمرين.

هل هناك سابقة لاتهامات كهذه في مسلسلات نتفليكس؟

نعم. في 2022، اتهمت ممثلة شابة من مسلسل "الجحيم" منتجًا بسلوكيات تحرش، وتم التحقيق وتوقيع عقوبات داخلية. لكن لم يُنشر أي تفاصيل. في 2024، تراجعت ممثلة عن اتهامات ضد مخرج في "الصمت الأحمر" بعد ضغوط إعلامية. هذه الحالة تختلف لأنها تتعلق بزميلة ممثلة، وليس بمنتج أو مخرج — مما يجعلها أكثر تعقيدًا من الناحية القانونية والأخلاقية.

ما الذي يجب على عشاق 'سترنجر ثينغز' أن يفعلوه الآن؟

لا يجب عليهم تبني موقف فوري. الأفضل أن ينتظروا نتائج التحقيق، لكنهم يمكنهم دعم مبادرات تحمي الممثلين الصغار في الصناعة، مثل التوقيع على عرائض أو التبرع لجمعيات تدعم الصحة النفسية في التمثيل. المشاهدة لا تعني التبرير — ويمكنك أن تحب المسلسل وتحترم الضحايا في نفس الوقت.