نيمار يعود إلى سانتوس لإنقاذ ناديه وتحقيق حلم كأس العالم 2026
عندما وقع نيمار دا سيلفا عقدًا خماسيًا مع سانتوس فوتيبول كلوب في يناير 2024، لم يكن مجرد عودة لاعب إلى نادٍ طفولته — بل كانت عملية إنقاذ مُخطَّط لها بعناية، تجمع بين الحنين والحسابات المالية والطموحات العالمية. بعد سبع مباريات فقط مع الهلال السعودي، غادر نيمار الرياض مُحققًا وعده القديم: "سأغادر لكني سأعود". لكن هذه المرة، لم يعد كمُنتِجٍ لسانتوس فحسب، بل كملكٍ يُعيد تشكيل المملكة.
العودة التي تتجاوز الحنين
لم يكن نيمار بحاجة للعودة. ففي 32 من عمره، كان يمكنه أن يتقاعد في الراحة، أو يُكمل مسيرته في دوري أبطال آسيا. لكنه اختار العودة إلى سانتوس، المدينة التي أنجبته، والملعب الذي رأى فيه أول أهدافه — فيلا بيلميرو. هنا، في هذا الملعب الذي شهد أسطورة بيليه وهو يُحرز أهدافًا لا تُنسى، يُريد نيمار أن يُعيد إحياء روح النادي، لا فقط كلاعب، بل كرجل أعمال وقائد.
التفاصيل تُظهر أن العودة لم تكن عاطفية فقط. فبعد عقده مع الهلال الذي بلغت قيمته 300 مليون يورو سنويًا، أصبح نيمار واحدًا من أغنى اللاعبين في التاريخ. وهو الآن يستثمر هذا الثراء في إنقاذ نادٍ يعاني من أزمة مالية ورياضية حادة. سانتوس، الذي فاز بستة ألقاب في كأس ليبرتادوريس (آخرها عام 2011)، يحتل حاليًّا المركز 14 في الدوري البرازيلي الممتاز بسجل 5 انتصارات و6 هزائم، ويتعرض لخطر الهبوط إلى الدرجة الثانية في سبتمبر 2024 إذا لم يُغيّر مساره.
خطة نيمار: من "فريق أحلام" إلى فريق واقعي
الكلام عن "تحويل سانتوس إلى فريق أحلام" ليس مجرد شعار إعلامي. فهو خطة مُفصلة. وفقًا لمصادر داخل النادي، يسعى نيمار لجذب 3-4 نجوم كبار بدعم مالي مباشر منه، في مفاوضات تبدأ في يونيو 2024 وتُختتم قبل نهاية أغسطس. من بين الأسماء التي تُدار محادثات بشأنها: لاعب وسط موهوب من أوروبا، ومهاجم من المكسيك، وحارس مرمى من الأرجنتين — كلهم تحت سن 28، وذوو إمكانات عالية، لكنهم غير مكلفين بأسعار النجوم المُتعثرة.
الرئيس أندرادي، الذي استقبل نيمار في يناير بحضور 20,000 مشجع، أكد أن العقد يشمل صلاحيات استشارية للنجم البرازيلي في اختيار المدربين واللاعبين، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ النادي. "لم نوقع لاعبًا، بل وقّعنا قائدًا يُعيد بناء النظام من الداخل"، كما قال أندرادي في مقابلة مع صحيفة "أو غلوبو".
التحدي الأكبر: كأس العالم 2026
لكن خلف كل هذه الخطط، يقف هدف أكبر: كأس العالم 2026في أمريكا الشمالية. نيمار يعلم أن مدرب المنتخب البرازيلي، دونجا، لن يُدرج اسمه في القائمة النهائية إلا إذا أثبت أنه ما زال قادرًا على المنافسة على أعلى مستوى — ليس في الدوري السعودي، بل في الدوري البرازيلي، أمام جماهيره، وتحت الضغط.
الإحصائيات تقول إنه في 45 مباراة دولية، سجّل نيمار 44 هدفًا وقدم 45 تمريرة حاسمة. لكنه لم يلعب أكثر من 60 دقيقة في أي مباراة مع الهلال منذ أغسطس 2023. في سانتوس، يُتوقع منه أن يلعب 90 دقيقة كل أسبوع، ويقود الفريق في مواجهات حاسمة ضد فرق مثل بالمييراس وفلامنغو. هذا هو الاختبار الحقيقي.
التأثير الاقتصادي: هل يمكن للاعب أن ينقذ ناديًا؟
السؤال الأكبر في البرازيل الآن: هل يمكن للاعب واحد أن يُنقذ ناديًا من الهبوط؟ الإجابة في الماضي كانت لا. لكن نيمار ليس لاعبًا عاديًا. في أول أسبوعين بعد عودته، ارتفعت مبيعات القمصان بنسبة 470%، وارتفعت قيمة العلامة التجارية للنادي بنسبة 300% وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ساو باولو. الشركات العالمية تُعيد التفكير في شراكاتها مع سانتوس — من بينها شركة بيع تذاكر إلكترونية صينية، وعلامة تجارية برازيلية للرياضة، وشركة تكنولوجيا من اليابان.
حتى المدرب هيلدر كريستوفاو، الذي كان يُواجه ضغوطًا للإقالة، الآن يُمنح وقتًا إضافيًا. "لم نعد نلعب من أجل البقاء فقط، بل من أجل العودة إلى المكان الذي يستحقه النادي"، كما قال في مؤتمر صحفي.
ما الذي سيحدث بعد ديسمبر؟
إذا نجح سانتوس في تجنب الهبوط، ووصل إلى نهائيات كأس البرازيل، وحافظ نيمار على أدائه، فسيكون عام 2025 هو العام الذي يُعيد فيه النادي بناء نفسه. خطة مالية مُقترحة تشمل إصدار أسهم رمزية للمشجعين، وبناء أكاديمية جديدة، وتطوير ملعب فيلا بيلميرو ليصبح مُستوحى من ملعب كامب نو.
لكن إذا فشل؟ إذا هبط سانتوس؟ فستكون هذه أسوأ كارثة رياضية في البرازيل منذ عقد. ونيمار، الذي أُطلق عليه "الملك الصغير"، قد يُصبح "الملك المُحبط".
الإرث الذي يُبنى الآن
نيمار لم يعد يلعب فقط للفوز. يلعب لكي يُثبت أن اللاعب لا يُمكن أن يكون مجرد سلعة — بل يمكن أن يكون مُنقذًا، مُخططًا، ورجلًا يُعيد الاعتبار لتراثٍ كاد يُنسى. في 14 أبريل 1912، تأسس سانتوس. في 2024، يُعيد نيمار تعريفه. لا بثروته فقط، بل بقلبه.
أسئلة شائعة
لماذا يُعتبر عودة نيمار إلى سانتوس محفوفة بالمخاطر؟
نيمار في 32 من عمره، بعد إصابات متكررة، ومسيرة طويلة في أوروبا والشرق الأوسط، يُعيد الكرة إلى ملعب لا يُشبه دوري الليغا أو الدوري الفرنسي. عليه أن يُثبت أنه لا يزال قادرًا على اللعب 90 دقيقة أسبوعيًا تحت ضغط جماهيري هائل، مع مخاطرة فقدان فرصته في كأس العالم 2026 إذا فشل في التألق. خسارة سانتوس للهبوط ستُدمّر سمعته كقائد، وليس فقط كلاعب.
كيف يُمكن لنيمار أن يُغيّر مصير سانتوس ماليًا؟
بفضل ثروته، يُمكنه تمويل عمليات انتقال لاعبين دون الاعتماد على بيع أصول النادي، كما يُمكنه جذب رعاة عالميين يبحثون عن "القصة البرازيلية". ارتفاع مبيعات القمصان بنسبة 470% بعد عودته يُظهر أن القيمة التسويقية لاسمه تفوق أي عقد رياضي تقليدي. حتى التذاكر ارتفعت أسعارها بنسبة 200% في المباريات التي يلعب فيها.
ما الفرق بين عودة نيمار هذه وعودته عام 2023؟
في 2023، كان عودته مؤقتة بعد الإصابة، ودون عقد رسمي. أما الآن، فهو مُوقع على عقد خماسي، ويملك صلاحيات إدارية، ويُشارك في صنع القرارات. هذه المرة، ليس مجرد لاعب عائد، بل شريك في إدارة النادي. وهو يُخطط لمستقبله، وليس فقط لموسمه.
هل يمكن لسانتوس أن يفوز بلقب الدوري البرازيلي هذا العام؟
الفرصة ضعيفة، لكن ليست مستحيلة. النادي يحتاج إلى 11 انتصارًا في آخر 12 مباراة، مع تفادي الهزائم أمام الفرق الأضعف. نيمار يجب أن يسجل 8 أهداف على الأقل في الشهرين المقبلين، ويدعم زملاءه في الملعب. إذا نجح، فسيكون أول لقب له منذ 2007، وأول لقب للنادي منذ 17 عامًا — وهو إنجاز يُعيد كتابة التاريخ.
ما تأثير عودة نيمار على المنتخب البرازيلي؟
المدرب دونجا يراقبه عن كثب. إذا أظهر نيمار قدرة على التحمل والقيادة في الدوري البرازيلي، فسيكون مرشحًا قويًا لقائمة كأس العالم 2026. لكن إذا تراجع أداؤه، أو أُصيب مرة أخرى، فسيُستبعد نهائيًا. هذه ليست مسألة عاطفة — بل هي مسألة أداء رياضي ملموس، في بيئة أصعب مما كان يواجهها في أوروبا.
هل هناك أي تشابه بين عودة نيمار وعودة بيليه؟
لا يوجد تشابه مباشر. بيليه عاد كأسطورة مُحترمة، لكنه لم يُشارك في اللعب. نيمار يلعب، ويُدير، ويُخاطر. بيليه كان رمزًا، ونيمار يُحاول أن يكون رمزًا وقائدًا ومستثمرًا في آنٍ واحد. هذا ما يجعل عودته فريدة — فهي ليست تكريمًا للماضي، بل استثمارًا في المستقبل.
Nefertiti Yusah
ما هذا اللي بيحصل؟ نيمار يرجع لسانتوس عشان ينقذه؟ يارب لو كان عندي نصف ثروته كنت شفّيت بلدي من الفساد قبل ما أفكر في كرة قدم. بس والله، شفناه وهو بيحمل النادي على كتفه، ومش بس كلاعب... ده كأنه بيوصّل رسالة إن اللاعب مش مجرد سلعة، ده رمز. خليني أقولك، لو هبط سانتوس، هيبقى كأنه خان وطنه.
Ali al Hamidi
هذا ليس مجرد عودة رياضية، بل هو تجسيد حي للهوية البرازيلية التي ترفض الانكسار. نيمار يعيد تعريف العلاقة بين اللاعب والنادي: ليس علاقة استغلال، بل علاقة تضحية. في زمن تحوّلت فيه الأندية إلى أسهم في البورصة، وتحول اللاعبون إلى عقود مُوقعة على أجهزة إلكترونية، نيمار يختار أن يعود إلى المكان الذي رآه أول مرة وهو يركض حافي القدمين على أرضية فيلا بيلميرو. هذا ليس ترفيهاً، هذا إرث.
الإحصائيات تقول إن مبيعات القمصان ارتفعت 470%، لكن الأهم أن قلوب الملايين ارتفعت معها. سانتوس لم يعد نادياً يخاف من الهبوط، بل أصبح رمزاً للصمود. حتى المدرب الذي كان على وشك الإقالة، الآن يُنظر إليه كقائد في معركة لا تُخاض بالأهداف فقط، بل بالروح.
إذا فشل، فلن يكون فشل نيمار، بل فشل نظام رياضي كله تحوّل إلى سوق للربح. وإذا نجح، فسيكون أول مرة في التاريخ يُنقذ فيها لاعب نادياً لا ببيعه، بل بحبه.
إكرام جلال
يا جماعة والله مفيش حد يصدق ان نيمار راجع لسانتوس ومش عايز يلعب بس، ده عايز يبني مستقبل! شفت القمصان بتباع زي الفل؟ حتى جدتي اللي ما تعرفش فرق كرة قدم اشترت قميص! بس خايفة لو هو اتصاب تاني، هيبقى النادي خلاص. بس والله، مفيش حد غيره يقدر يخلي الناس تصدق ان النادي ممكن يرجع.