نيمار يجدد عقده مع سانتوس حتى 2025 في محاولة إنقاذ الفريق من الهبوط
في لحظة لم يكن أحد يتوقعها، وقع نيمار دا سيلفا جونيور وثيقة تجديد عقده مع سانتوس يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، لكنها لم تكن مجرد مسألة عقد — بل كانت رسالة أمل مكتوبة بدماء اللاعب الذي بدأ مسيرته هنا، وربما تنتهي هنا أيضًا. النادي، الذي يقبع في المركز السابع عشر برصيد 38 نقطة، يواجه خطر الهبوط إلى الدرجة الثانية للمرة الثانية في تاريخه، وهذه المرة بعد أن عاد للدوري الممتاز فقط قبل عام. وعندما قال سانتوس عبر حسابه على "إكس": "حيث بدأ كل شيء. لن ينتهي أبدًا!"، لم يكن يتحدث فقط عن عقد — كان يتحدث عن روح الفريق، وروح جمهور يعشق هذا اللاعب أكثر من أي شيء.
عودة نيمار: من الهلال إلى معركة البقاء
عاد نيمار إلى سانتوس في يناير 2025 بعد مغادرة قصيرة للهلال السعودي، وكانت العودة أكثر من مجرد عودة جسدية. كانت عودة روحية. ففي 31 يناير، بعد إعلانه عبر وسائل التواصل، وقّع العقد رسميًا، وبدأ في إعادة إحياء ذكريات موسم 2010، حين كان شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا، يسجل الأهداف ويقود الفريق للفوز بلقب باوليستا. الآن، بعد 15 عامًا، هو نفس اللاعب — لكنه أثقل، وأبطأ، وأكثر إرهاقًا. شارك في 17 مباراة بالدوري البرازيلي، سجل 4 أهداف وصنع هدفًا واحدًا، لكن الأهم من الأرقام: هو أنه ما زال يجذب الجماهير، ويُحدث فرقًا في الملعب، حتى عندما لا يسجل.في 11 أبريل، سجل الهدف الحاسم ضد بالميراس في نصف نهائي كأس البرازيل، وهو الهدف الذي أعاد الأمل لآلاف المشجعين الذين ظنوا أن الفريق لن يعود أبدًا. لكن البداية كانت واعدة، والختام مرهق. في 14 سبتمبر، عاد بعد غياب شهرين بسبب إصابة، لكنه خسر المباراة 3-2، وأضاع فرصتين خطيرتين، وغادر الملعب وهو غاضب من المدرب، واتهم الحكم سافيو بيريرا سامبايو بالمتعجرف. كانت تلك اللحظة كاشفة: نيمار لم يعد فقط لاعبًا — هو الآن رمز لصراع الفريق بأكمله.
الإصابات والتحديات: هل يكفي نيمار لإنقاذ سانتوس؟
في نهاية نوفمبر، تأكدت تقارير طبية: إصابة في غضروف الركبة اليسرى، تهدد بانتهاء موسمه. لكن في 28 نوفمبر، ظهر مفاجئًا في تدريبات الفريق. لم يُكمل التمرين. لم يلعب في المباراة. لكنه كان هناك. وقف مع اللاعبين، تحدث مع المدرب، ورفع يده للجمهور. هذا النوع من التواجد لا يُحسب في الإحصائيات، لكنه يُحسب في قلوب المشجعين. سانتوس يحتل المركز السابع عشر، بفارق نقطة واحدة فقط عن منطقة البقاء. ثلاث مباريات تبقى: ضد سبورت ريسيفي (الأخير)، ثم جوفينتود (قبل الأخير)، وأخيرًا كروزيرو. كل مباراة هي حياة أو موت.النادي، الذي هبط للمرة الأولى في تاريخه العام الماضي، عاد بقوة هذا الموسم — لكنه لم يُعد نفسه جيدًا للضغط. الفريق يفتقر للعمق، والدفاع يُهتز في كل مباراة. نيمار، رغم إصابته، هو اللاعب الوحيد الذي يملك القدرة على تغيير مجريات المباراة في ثوانٍ. لكن هل يكفي لاعب واحد؟
العقد الجديد: مكافآت على الأهداف… وعبء على الكتفين
العقد الجديد ليس عاديًا. لا يحتوي على راتب ثابت فقط، بل على نظام مكافآت مرتبط مباشرة بعدد المباريات التي يخوضها وعدد الأهداف التي يسجلها. هذا يعني شيئًا واحدًا: إذا لم يلعب، لن يحصل على مكافآت. وإذا لم يسجل، لن يربح شيئًا إضافيًا. هذا ليس تكريمًا — بل هو ضغط مادي. نيمار يعلم أن كل هدف يسجله الآن ليس فقط للفريق، بل لضمان دخله. وهو يعلم أيضًا أن كل دقيقة يقضيها على أرض الملعب، تزيد من خطر إصابته. توازن دقيق بين الحفاظ على الصحة، وتحقيق النتائج.النادي، من جانبه، يواجه ضغوطًا مالية هائلة. العودة للدوري الممتاز جلبت عائدات، لكن الهبوط سيُفقد الفريق ملايين الدولارات من الرعايات والبث التلفزيوني. هذا ليس فقط عن كرة القدم — هذا عن اقتصاد نادي يعتمد على نجوميته. ونيمار، رغم كل شيء، لا يزال هو النجم الوحيد الذي يُمكن أن يُبقي هذا الاقتصاد قائمًا.
ما الذي سيحدث إذا هبط سانتوس؟
إذا هبط سانتوس إلى الدرجة الثانية، فلن يكون الأمر مجرد خسارة رياضية. سيكون كارثة اقتصادية. تقارير من البرازيل تشير إلى أن خسارة العائدات التلفزيونية وحدها ستصل إلى 120 مليون ريال برازيلي (حوالي 23 مليون دولار). آلاف الوظائف ستُفقد، والرعاة سيهربون، والشباب سيغادرون. ونيمار؟ سيواجه خيارين: إما البقاء مع الفريق في الدرجة الثانية — وهو ما يُرجحه المقربون منه — أو الرحيل مجددًا، هذه المرة إلى نادٍ يُمكنه أن يلعب فيه في نهاية مسيرته بسلام. لكنه إذا غادر الآن، فسيُعتبر خائنًا في نظر جمهور سانتوس. وإذا بقي، فسيخاطر بمستقبله.
الموسم الأخير؟
لا أحد يعرف إذا كانت هذه آخر مباريات نيمار مع سانتوس. لكن الجميع يشعر أنها قد تكون. ليس لأنه مُتعب، أو مُصاب، أو كبير في السن — بل لأنه لم يعد يُلعب فقط من أجل الفوز. يُلعب الآن من أجل البقاء. من أجل النادي. من أجل الذكريات. من أجل أول ملعب شاهد فيه العالم نجمًا يولد.أسئلة شائعة
لماذا يُعتبر تجديد عقد نيمار مهمًا اقتصاديًا لسانتوس؟
تجديد عقد نيمار يُبقي النادي قائمًا اقتصاديًا، لأنه يضمن استمرار جذب الجماهير، والرعاية، وعائدات البث التلفزيوني. تقارير تشير إلى أن وجوده يرفع إيرادات النادي بنسبة 40% مقارنة بالمواسم التي غاب فيها. الهبوط قد يُفقد النادي أكثر من 23 مليون دولار، وهو ما يعادل تقريبًا ميزانيته السنوية.
ما تأثير إصابة نيمار على فرص سانتوس في البقاء؟
إصابته تُضعف فرص الفريق بشكل كبير. في المباريات التي شارك فيها نيمار هذا الموسم، حقق سانتوس 7 انتصارات من أصل 17، بينما خسر 10 من أصل 14 مباراة غاب فيها. إحصائيات تُظهر أن فرصة الفريق في الفوز ترتفع بنسبة 65% عندما يكون نيمار في التشكيلة الأساسية، حتى لو لم يسجل.
هل يمكن لنيمار أن يغادر سانتوس إذا هبط الفريق؟
نعم، لكنه سيواجه ضغطًا شعبيًا هائلًا. نيمار لم يوقع عقدًا يسمح له بالرحيل تلقائيًا عند الهبوط، لكنه يملك خيارًا أخلاقيًا. في حال الهبوط، قد يختار البقاء كرمز للنادي، أو قد يرحل إلى نادٍ أوروبي أو أمريكي لخوض موسمه الأخير. لكنه سيُصنف كخائن في نظر معظم المشجعين، خاصة بعد رفضه الرحيل العام الماضي.
ما الفرق بين عقد نيمار الحالي وعقد عام 2010؟
في 2010، كان عقده صغيرًا، ولم يحتوِ على مكافآت، وكان مجرد بداية مهنة. الآن، العقد مبني على الأداء، ويُربط بعوائد النادي. كما أن قيمته المالية أعلى بكثير، لكنه يحمل عبءًا أكبر: ليس فقط الفوز، بل إنقاذ النادي من الهبوط. هذا ليس عقد لاعب — بل عقد رمز.
هل سانتوس نادٍ يُمكنه العودة من الدرجة الثانية؟
نعم، لكنه صعب. نادي مثل سانتوس، الذي يملك تاريخًا عريقًا، لا يُمكنه العودة بسهولة. النادي الذي هبط عام 2024، خسر 80% من رعاياته، وغادر 15 لاعبًا محترفًا. العودة تتطلب استثمارًا ضخمًا، ووجود نجم كنيمار يُقلل من الصعوبة، لكنه لا يضمن النجاح. تاريخيًا، نادٍ واحد فقط من أكبر 10 أندية في البرازيل عاد من الدرجة الثانية دون أن يُفقد هويته.
ما تأثير عودة نيمار على سوق الانتقالات في البرازيل؟
عودة نيمار أعادت الاهتمام بالدوري البرازيلي، خصوصًا بعد سنوات من تراجعه. تقارير من اتحاد الكرة البرازيلي تُظهر أن مبيعات تذاكر مباريات سانتوس ارتفعت بنسبة 200% منذ عودته. كما أن عروضًا من أوروبا تجددت، لكنه رفضها. هذا يُظهر أن اللاعب لا يزال يُحرك السوق، حتى وهو مُصاب وقريب من التقاعد.
Mohamed Amine Mechaal
هذا العقد ليس مجرد صفقة رياضية - هو نموذج اقتصادي مُقلوب. نيمار يتحول من لاعب إلى أصل رأسمالي متحرك، حيث تُقاس قيمته بـ KPIs تشبه الشركات الناشئة: مباريات خاضعة، أهداف محققة، ومخاطر إصابات مُحتملة. النظام المكافآتي يخلق تناقضاً وجودياً: كلما حاول اللاعب الحفاظ على صحته، قلّت مكاسبه. وهذا يعكس أزمة كرة القدم الحديثة: لم تعد اللعبة عن الشغف، بل عن العقود القابلة للحساب. هل نحن نحتفل ببطل أم نُقيّم أداءً استثمارياً؟
Nefertiti Yusah
ما أشد قسوة هذا المشهد - رجل يُشبه أسطورة، يقف على حافة الهاوية، يُحاول أن يحمل نادياً بأكمله على كتفيه المتعبتين، بينما الجماهير تُصلي له لكن لا أحد يُغيّر التشكيلة. لو كان في أوروبا، لكانوا بنوا له متحفاً. هنا، يُطالبونه بتسجيل هدف في كل مباراة حتى يُبقي النادي قائمًا. لا أفهم كيف يُمكن لشخص أن يتحمل هذا العبء دون أن يُنهار.
Ali al Hamidi
في الثقافة العربية، نُقدّس الرمز أكثر من الأداء. نيمار لم يعد مجرد لاعب - هو الصرح الذي يُحمّل عليه أحلام جيل كامل. تواجده في التدريبات، حتى وهو غير قادر على اللعب، هو فعل رمزي يُشبه صلاة الجنازة قبل الموت. هذا ليس رياضة، هذا تراث يُعاد تشكيله في زمن الانهيار. سانتوس لم يُخطئ فقط في التخطيط - بل أخطأ في فهم أن الأسطورة لا تُستخدم كأداة، بل تُحترم كذاكرة. لو غادر الآن، لن يُنسى، لكنه سيُصبح أسطورة حزينة.
إكرام جلال
يا جماعه نيمار بس كده يكفي يخلي الفريق ما يهبطش، مفيش لاعب تاني في الفريق يقدر يخلي الناس تروح الملعب وتشوف المباراة، حتى لو كان بيسجلش، بس بيقف في الملعب يخلي الكل يحس انو فيه أمل. انا عندي مقطع من المباراة ضد بالميراس، لحظة اللي سجل فيها، كل المكان صار زي عيد، حتى اللاعبين اللي ما شاركوا في المباراة كانوا بيبكوا. بس الله يخليه سالم، ما يخليه يتعب أكتر من كده.
mahmoud fathalla
أنا أعرف أننا نحتاجه، لكن هل نحن نُحرّمه من الراحة؟ إذا كان العقد يعتمد على الأهداف، فلماذا لا نُعطيه راحة في المباريات الأقل أهمية؟ هذا ليس تضحية - هذا استغلال. نيمار ليس مُنجّدًا، هو إنسان، ورُبما هذه آخر فرصة له أن يُنهي مسيرته بكرامة، وليس كأداة في خطة إنقاذ مالية فاشلة.