سانتوس في قعر الترتيب: نيمار يُحاول إنقاذ فريقه من الهبوط في الدوري البرازيلي 2025
بينما يحتفل العالم بموسم كأس العالم، يخوض سانتوس إف سي معركة أقسى: معركة البقاء. في ملعب فيلا بيلميرو، حيث ولد بيليه وتعلّم نيمار، يُكافح الفريق من أجل عدم الهبوط إلى الدرجة الثانية — وربما يكون هذا أسوأ موسم في تاريخه الحديث. حتى 20 نوفمبر 2025، يحتل سانتوس إف سي المركز السابع عشر في الدوري البرازيلي الممتاز (Brasileirão Betano)، برصيد 14 نقطة فقط من 14 مباراة، مع 4 انتصارات و8 هزائم. الفارق الأهدافي: -5. لكن الأسوأ؟ التوقعات تقول إنه قد ينهي الموسم بفارق -14، وأكثر من 49 هدفًا يُستقبل. هذا ليس فشلًا... هذا كارثة.
نيمار يحمل عبء الفريق... لكن هل يكفي؟
عندما ترى نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور يرتدي قميص سانتوس إف سي مرة أخرى، تعتقد أن الحظ سيتغير. لكن الحقيقة أقسى. حتى الآن، لم يُسجّل نيمار سوى 3 أهداف في الدوري هذا الموسم — أقل مما سجّله في مباراة واحدة من موسمه الأخير في باريس سان جيرمان. هو القائد، هو النجم، هو الأمل. لكنه ليس فريقًا كاملًا. في مباراة 16 نوفمبر ضد بالميراس، فاز سانتوس 1-0، لكنه لم يُظهر أي إتقان. كانت المباراة كأنها نسخة مُخففة من كابوس: تمريرات خاطئة، دفاع مفكك، ونيمار يركض وحيدًا كأنه يبحث عن فريق.
المدرب سيربا زافيير، الذي تولى المهمة في يناير 2025، يواجه ضغوطًا متزايدة. لم يُعد أحد يصدق وعوده بـ"بناء ثقافة جديدة". في مقابلة بعد الخسارة 3-2 أمام فلامينجو في 9 نوفمبر، قال: "نحتاج إلى صبر...". لكن الجمهور لم يعد يملك صبرًا. في فيلا بيلميرو، لم يُملأ الملعب لأكثر من 60% من سعته — وغالبًا ما يُسمع هتافات تطالب برحيله.
جدول المباريات الحاسمة: هل هناك أمل؟
الوقت ينفد. المباريات القادمة ليست مجرد مباريات — إنها محاكمات.
- 20 نوفمبر 2025: سانتوس 1-1 ميراسول — فيلا بيلميرو
- 25 نوفمبر 2025: إنترناسيونال آر إس vs سانتوس — خارج أرضه
- 29 نوفمبر 2025: سانتوس vs سبورت ريسيفي — فيلا بيلميرو
- 3 ديسمبر 2025: جوفنتودي vs سانتوس — في كاكسياس دو سول
- 7 ديسمبر 2025: سانتوس vs كروزيرو — فيلا بيلميرو
الملعب الأخير ضد كروزيرو، الذي يتصدر الترتيب بـ33 نقطة، قد يكون آخر أمل لإنقاذ السمعة. لكن كروزيرو لم يخسر في 10 مباريات متتالية. سانتوس؟ خسر 6 من أخر 7.
الهبوط ليس خيالًا... بل واقع مُحتمل
إذا استمر هذا النمط، فسيكون سانتوس أول فريق من "الثلاثة الكبار" في ساو باولو — إلى جانب بالميراس وكورينثيانز — يهبط منذ عقد 1980. هذا ليس مجرد خسارة رياضية. هذا خسارة ثقافية. في سانتوس، يُولد الأطفال وهم يرددون أسماء بيليه ونيمار. عندما يهبط الفريق، يُفقد جزء من الهوية.
في 2023، كان سانتوس في المركز الخامس. في 2024، تراجع إلى المركز العاشر. الآن؟ في المركز السابع عشر، وراء فرق مثل ريسيف (3 نقاط فقط) وجوفنتودي (11 نقطة). حتى فريق متوسط مثل فورتاليزا يتفوق عليه. التوقعات تقول إن الفريق لن يحقق سوى 9 انتصارات في 34 مباراة — أقل من 27% من المباريات. هذا أسوأ من أي موسم منذ 1999.
ماذا عن كوبا دو برازيل؟ أمل ضائع
في كوبا دو برازيل، كان هناك أمل. لكنه تلاشى. في الدور الثالث، تعادل سانتوس 0-0 مع كريفي في مارسيو، ثم فاز بركلات الترجيح 5-4. لكنه لم يُسجل هدفًا في أي مباراة رسمية منذ ذلك الحين. لم يُظهر أي تقدم. لم يُحدث أي فرق. حتى في المسابقة الوطنية، كان الفريق كأنه يلعب بقلوب مكسورة.
ما الذي ينتظر الفريق بعد ذلك؟
إذا هبط سانتوس، فسيكون التأثير الاقتصادي كارثيًا. التبرعات ستنخفض، والرعاة سيهربون، واللاعبين الشباب سيطلبون الرحيل. حتى نيمار، الذي وعده النادي بالعودة لإنقاذ الفريق، قد يُضطر للبحث عن مسار آخر — ربما في أوروبا، أو ربما في أمريكا الشمالية. لم يعد هناك مكان للعواطف هنا. فقط الأرقام. والرقم الوحيد الذي يهم الآن: 17.
أسئلة شائعة
لماذا يعاني سانتوس بهذا القدر رغم وجود نيمار؟
نيمار ليس فريقًا. رغم تألقه، فإن الفريق يعاني من تراجع في خط الوسط، وغياب القيادة الدفاعية، وفشل في تحويل الفرص إلى أهداف. حتى مع نيمار، لم يُسجّل الفريق أكثر من 12 هدفًا في 14 مباراة — وهو أدنى مستوى منذ عقد 1970. اللاعبون الآخرون لا يملكون نفس المستوى، والتدريبات لا تُنتج تغييرًا.
ما هي فرص سانتوس في البقاء؟
الاحتمالات ضعيفة. حتى لو فاز بجميع المباريات الخمس المتبقية، فسيصل إلى 29 نقطة — وهو رقم لا يكفي للهروب من منطقة الهبوط، حيث يحتل المركز 16 بـ15 نقطة. لكي ينجو، يحتاج إلى 3 انتصارات وتعادلين على الأقل، مع تفوق كبير في فارق الأهداف — وهو أمر غير واقعي مع دفاعه الحالي.
هل يمكن أن يُقيل المدرب سيربا زافيير؟
نعم، وربما قبل نهاية نوفمبر. إدارة النادي تدرس خيارات بديلة، وتشير التقارير إلى اهتمام بـأوسكار فارغاس، المدرب الذي أخرج إنترناسيونال من الهبوط عام 2023. لكن القرار النهائي يعتمد على نتائج مباراة إنترناسيونال القادمة.
ما تأثير هذا الوضع على سوق الانتقالات؟
اللاعبون الرئيسيون، مثل جوناثان كارلوس ورافايل سيلفا، يطلبون الرحيل. حتى نيمار، رغم ولائه، قد يُجبر على التفكير في الرحيل إذا لم يُغيّر النادي هيكله. التقارير تشير إلى اهتمام من نوادي في المكسيك وتركيا بضمه. أما الميزانية؟ فقد خُفضت بنسبة 40% مقارنة بعام 2024.
هل يمكن أن يعود سانتوس لسابق عهده؟
ممكن، لكن ليس هذا الموسم. يحتاج الفريق إلى إعادة بناء كاملة: مدرب جديد، 5 لاعبين جدد على الأقل، وثقافة رياضية تُعيد الاحترام للتدريب. التاريخ يُذكرنا أن بيليه لم يُنقذ الفريق وحده — بل جيل كامل. الآن، الجيل الجديد لا يملك نفس الحماسة، ولا نفس المهارة.
ما تأثير الهبوط على الاقتصاد المحلي في سانتوس؟
التأثير مباشر. في أيام المباريات، يزداد إنفاق السكان المحليين على المطاعم والنقل والمشتريات بنسبة 200%. إذا هبط الفريق، فقد تخسر المدينة ما بين 15 و20 مليون ريال برازيلي سنويًا — وهو ما يعادل خسارة 300 وظيفة مباشرة وغير مباشرة. حتى محلات الهدايا التذكارية تُغلق أبوابها.