Velents AI تجمع 1.5 مليون دولار من مستثمرات نسائيات لتطوير حلول التوظيف بالذكاء الاصطناعي

Velents AI تجمع 1.5 مليون دولار من مستثمرات نسائيات لتطوير حلول التوظيف بالذكاء الاصطناعي

في 27 أكتوبر 2025، أعلنت Velents AI، الشركة الناشئة السعودية المتخصصة في حلول التوظيف بالذكاء الاصطناعي، عن جمع تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار من مجموعة Women Collective، حيث شكلت المستثمرات النساء أكثر من 80% من المساهمين، بما في ذلك ستة مستثمرات جديدات يدخلن عالم الاستثمار الملاك لأول مرة. هذا ليس مجرد رأس مال — بل هو إشارة ثقافية، وتحول جوهري في مشهد الاستثمار التقني بالمنطقة، حيث تظل النساء تحت تمثيلهن العالمي في المناصب القيادية في رأس المال المخاطر.

لماذا هذه الصفقة مختلفة؟

عادةً، تُدار صناديق الاستثمار التقني في الشرق الأوسط من قبل رجال، وغالبًا ما تُستثمر الأموال في شركات يقودها رجال. لكن Velents AI — التي أسسها السعوديان عبدالعزيز المهايديب ومحمد جابر في 2020 — تغيّر هذا النموذج. فرغم أن المؤسسين ذكور، إلا أن حصة المستثمرات النسائيات في رأس المال تجاوزت 80%، مع شروط تفضيلية مخصصة لهن. هذا ليس تكتيكًا تسويقيًا، بل استراتيجية متعمدة لبناء نموذج استثماري عادل، حيث تُمنح النساء ليس فقط مكانتهن المالية، بل أيضًا صوتًا في قرارات الشركة.

الرئيسة المؤسسة لـWomen Collective، رومانا دادا، قالت: "Velents AI مثال نموذجي على شركة تتماشى مع رؤيتنا لتمكين النساء في المشهد الاستثماري. نحن متحمسون لدعم نموهم وابتكارهم". وهي تشير إلى أن هذه أول استثمار تقني جماعي للمجموعة، التي كانت تركز سابقًا على المشاريع الاجتماعية والتعليمية. الآن، تدخل عالم التكنولوجيا — ليس كمُستثمرة، بل كمُغيّرة للقواعد.

ما الذي تفعله Velents AI بالضبط؟

منصّة Velents AI، التي تُسمى "Velents Hiring"، تستخدم الذكاء الاصطناعي لفحص السير الذاتية وتقييم المرشحين دون التحيزات غير الواعية — مثل الاسم، أو الجنس، أو المدينة، أو حتى نوع الخط في السيرة. وبحسب الشركة، فإن منصتها تخفض تكاليف التوظيف بنسبة 80%، وتقلل وقت التوظيف من أسابيع إلى أيام. وهي تخدم حاليًا وزارات حكومية، وجامعات، وشركات خاصة في السعودية ومصر.

لكن الأهم من ذلك، أنها تُعدّ لإطلاق "Agent.sa" — أول مساعد ذكي يتحدث العربية مخصص للشركات في الشرق الأوسط، قادر على الإجابة عن أسئلة الموظفين، وتنظيم المهام، وحتى توجيه مديري التوظيف نحو قرارات أكثر عدالة. هذا المنتج ليس مجرد أداة تقنية، بل هو خطوة نحو ترسيخ الذكاء الاصطناعي العربي في بيئة العمل، بعيدًا عن النماذج الغربية التي لا تفهم السياق الثقافي أو اللغوي.

السياق: أين تقف المرأة في الاستثمار التقني؟

الإحصائيات صارخة. وفقًا لـ"Inc. Arabia"، تشغل النساء فقط 12% من المناصب القيادية في رأس المال المخاطر في السعودية، و13% في الإمارات، مقابل 10% عالميًا. هذا يعني أن 90% من قرارات الاستثمار تُتخذ من قبل رجال — وغالبًا ما تُستثمر الأموال في مشاريع تشبههم: شركات يقودها رجال، في قطاعات يعرفونها. لكن عندما تدخل النساء، تتغير الأولويات. تزداد الاستثمارات في الشركات التي تركز على الرفاهية، والتنوع، والشفافية — وهي قيم تُحسّن الأداء طويل المدى، لا فقط الصورة.

الاستثمار في Velents AI ليس استثناءً — بل هو تنبؤ. فوفقًا لـ"Top50Women.com"، تشهد المنطقة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد النساء اللواتي يُصبحن مستثمرات ملاك، خاصة بين الفئات الشابة المتعلّمات. والآن، بعد هذه الصفقة، لم تعد هذه الظاهرة نادرة — بل أصبحت نموذجًا قابلًا للتقليد.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

الشركة تخطط لاستخدام الأموال لتوسيع بنية ذكائها الاصطناعي، وتوظيف مهندسين متخصصين في اللغة العربية، وتطوير نسخة مخصصة من منصتها للقطاع الحكومي، حيث تواجه التوظيفات بحاجة ملحة لتحسين العدالة والكفاءة. كما تُعدّ لجولة تمويل أكبر في أوائل 2026، تهدف لجمع ما بين 8-12 مليون دولار. وبحسب مصادر مطلعة، فإن مستثمرين من Google وBCG قد أبدوا اهتمامًا بالفعل، لكنهم ينتظرون نتائج المرحلة الأولى.

الشركة تقول إنها لن تُغيّر فقط طريقة توظيف الناس — بل ستُعيد تعريف من يملك القوة في اتخاذ قرارات الاستثمار. "هذا ليس تمويلًا فقط، بل تفويض،" كما قال محمد جابر. "نحن نبني نظامًا لا يُعطي الفرص فقط، بل يُعيد توزيعها."

ما الذي ينتظرنا في المستقبل؟

إذا نجحت Velents AI في توسيع نطاقها وتحقيق نمو ملموس في 2026، فقد تصبح أول شركة تكنولوجية سعودية يقودها رجال، لكن تُدار ماليًا واستراتيجيًا من قبل نساء. وهذا قد يفتح الباب أمام مشاريع أخرى — خاصة في قطاعات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات العامة — حيث التحيز في التوظيف يكلف الاقتصاد مليارات.

الآن، بعد هذه الصفقة، لم تعد المرأة في الاستثمار التقني "استثناءً". أصبحت نموذجًا. وربما، في غضون خمس سنوات، لن نسأل: "لماذا استثمرت نساء؟" بل: "لماذا لم يستثمرن؟"

أسئلة شائعة

كيف تساهم هذه الصفقة في تعزيز التنوع الجنسي في الاستثمار التقني بالسعودية؟

الصفقة تُعدّ أول استثمار جماعي من قبل مجموعة نسائية في مجال التكنولوجيا بالسعودية، مع تفويض مالي مباشر للنساء يتجاوز 80%. هذا يخلق نموذجًا قابلًا للتكرار، ويُظهر أن الشركات التي تُدار بمشاركة نسائية لا تحقق فقط عدالة اجتماعية، بل أيضًا أداءً ماليًا أعلى، كما أثبتت دراسات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ما الفرق بين منصة Velents Hiring والحلول التقليدية للتوظيف؟

بينما تعتمد الحلول التقليدية على مراجعة يدوية للسيرة الذاتية، تستخدم Velents AI خوارزميات مُدرّبة على بيانات عربية تتجاهل العوامل التحيزية مثل الاسم أو الجنس أو المنطقة. النتيجة؟ توظيف أسرع بنسبة 70%، وتنويع أكبر في المرشحين، مع خفض التكاليف بنسبة 80%، حسب تقارير الشركة المبنية على بيانات من 12 جهة حكومية وتعليمية.

لماذا يُعتبر إطلاق "Agent.sa" خطوة استراتيجية مهمة؟

لأنه أول مساعد ذكي في المنطقة مُصمم خصيصًا للغة العربية وسياقها الثقافي، قادر على فهم التعبيرات المحلية، والمراسلات الرسمية، وحتى النبرة الدبلوماسية في المحادثات المهنية. هذا يقلل الاعتماد على الحلول الغربية غير المناسبة، ويفتح الباب أمام توظيف أكثر عدالة في القطاعات التي تعاني من نقص في الكفاءات المحلية.

ما تأثير هذه الصفقة على المستثمرات النسائيات الجدد؟

الستة مستثمرات الجدد، اللواتي دخلن السوق لأول مرة، سيحصلن على تدريب مكثف من Women Collective حول تقييم الشركات الناشئة، وفهم العقود، ودورهن في مجلس الإدارة. هذا ليس استثمارًا ماليًا فقط، بل بناءً لجيل جديد من المستثمرات المُدرّبات، اللواتي سيُشكلن مستقبل الاستثمار في المنطقة.

هل هناك توقعات بزيادة استثمارات النساء في التكنولوجيا خلال 2026؟

نعم. وفقًا لمحللين في "Wamda"، فإن نجاح هذه الصفقة سيحفز 3-5 مجموعات نسائية أخرى على إطلاق صناديق تكنولوجية في 2026. كما أن وزارة الاستثمار السعودية بدأت بالفعل في منح حوافز ضريبية للشركات التي تضم نساء في رأس مالها، ما قد يُحدث تحولًا هيكلياً في المشهد الاستثماري خلال العام القادم.

لماذا لم تُعلن الشركات عن المبلغ بدقة؟

رغم أن Fundz.net ذكرت 1.5 مليون دولار، إلا أن مصادر أخرى مثل Rasmal.com وWamda وصفتها بـ"غير معلنة". هذا نمط شائع في المراحل المبكرة، حيث تتجنب الشركات الإعلان عن التقييمات الدقيقة لتجنب التوقعات المبالغ فيها أو مقارنات غير عادلة مع شركات أخرى. المهم هو التأثير وليس الرقم.

2 التعليقات
  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا ليس مجرد تمويل... هذا انقلاب ثقافي صامت. في سوريا، نحن نرى كيف تُستبعد النساء من مجالات مثل التكنولوجيا، حتى لو كنّ أكثر كفاءة. لكن هنا، في السعودية، يُعاد توزيع القوة ليس بالعنف، بل بالعقود والخوارزميات. Velents AI تُثبت أن العدالة ليست شعارًا - بل نموذج عمل يُدرّ أرباحًا. عندما تُعطى النساء صوتًا في رأس المال، يتغير مفهوم الكفاءة نفسه. لا أحد يطلب منهم أن يكونوا "أفضل من الرجال" - فقط أن يكونوا جزءًا من القرار. وهذا كافٍ لتحويل النظام.

    الذكاء الاصطناعي العربي الذي يفهم النبرة الدبلوماسية؟ هذا ليس تطورًا تقنيًا، بل تحرر لغوي. كم مرة سمعنا مساعدات ذكية غربية تُخطئ في فهم "بصراحة" أو "إن شاء الله" كـ"عدم جدية"؟ الآن، صار لدينا من يفهم أن التردد ليس ضعفًا، بل حكمة ثقافية. شكراً لـWomen Collective - أنتم لا تستثمرون في شركة، بل في مستقبل يُعيد كتابة قواعد اللعبة.

    أنا أتابع هذا منذ بداية العام، وأقول لكم: هذا ليس استثناءً. هذا بداية.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعه خلينا نعترف ان ده اول حاجه حقيقية شايفها في مجال التكنولوجيا منذ سنين.. بس بس بس انا معاكوا بس انا عايز اعرف ايه اللي هيعملوه لو اتنين من البنات اتعرضوا لتمييز في الشركة؟ هتقولوا احنا بنتكلم عن عدالة؟

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*