بارما يهزم تورينو 2-1 بثنائية بيليغرينو في مواجهة مثيرة بالدوري الإيطالي
في مواجهة حاسمة على ملعب إينيو تارديني، فاجأ بارما كالتشيو 1913 جمهوره وخصمه على حد سواء، بفوزه 2-1 على تورينو فيوتشيبولو كلوب في جولة الرابعة من الدوري الإيطالي الدرجة الأولى بارما، يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025. الهدفان اللذان أرسيا قلب المباراة، جاءا من رجل واحد: ماتيو بيليغرينو، المهاجم الإيطالي البالغ من العمر 24 عاماً، الذي لم يكتفِ بتسجيل ركلة جزاء في الدقيقة 36، بل عاد ليلعب دور البطل مجدداً في الدقيقة 72، ليُنهي أحلام تورينو بالتعادل. هدف تورينو الوحيد سجله سيريل نجونجي، المهاجم الكاميروني، في الدقيقة 50، لكنه لم يكن كافياً لإنقاذ فريقه من خسارة ثمينة.
الثنائية الحاسمة وانهيار تورينو
ما كان مثيراً في هذه المباراة ليس فقط النتيجة، بل كيف تغيرت ديناميكية اللعب. بارما، الذي يعاني من سلسلة من الهزائم والتعادلات، بدا متوتراً في الشوط الأول، لكنه تحوّل فجأة بعد ركلة الجزاء التي أخطأ فيها حارس تورينو في التنبؤ باتجاه ركلة بيليغرينو. الهدف الأول كان نقطة تحول نفسية. تورينو، الذي كان يأمل في العودة لسكة الانتصارات بعد فوزه على ساسولو في الجولة الماضية، لعب بحماس زائد بعد هدف نجونجي، لكنه أهدر فرصاً ذهبية في الدقائق 58 و67، بينما احتفظ بارما بتنظيم دفاعي مذهل، بقيادة المدافع الفرنسي سليم ندياي والياباني هيروكي سوزوكي.
الهدف الثاني كان قمة الإبداع. في الدقيقة 72، بعد تمريرة متقنة من وسط الملعب من جاكومو سيركاتي، تخطى بيليغرينو مدافع تورينو بسهولة، ثم أطلق كرة من خارج منطقة الجزاء لم يُستطع التصدي لها. لم يكن هناك صراخ، ولا احتفال مبالغ فيه — فقط تنهيدة صامتة من جمهور تورينو، وكأنهم عرفوا أن المباراة انتهت. هذه هي الطريقة التي تُكتب بها المفاجآت في كرة القدم: ليس بالقوة، بل بالدقة.
الترتيب بعد الجولة الرابعة: صراع على البقاء
بعد هذه النتيجة، ارتفع رصيد بارما كالتشيو 1913 إلى 6 نقاط من 7 مباريات (فوز واحد، 3 تعادلات، 3 هزائم)، وظل متمسكاً بالمركز السادس عشر، بفارق أهداف سلبي قارب -4. أما تورينو فيوتشيبولو كلوب، فرغم أنه حافظ على 8 نقاط، إلا أن خسارته جعلته ينزل للمركز الحادي عشر، بفارق أهداف -7 — وهو ما يضعه في منطقة الخطر، خاصة مع اقتراب فرق مثل أودينيزي ولاتسيو من تجاوزه.
في القمة، لا يزال إيه سي ميلان يقود الترتيب بـ17 نقطة، لكن الفجوة بينه وبين المراكز الثلاثة التالية (إنتر، نابولي، روما) التي تملك كل منها 15 نقطة، أصبحت أضيق من أي وقت مضى. هنا، لا تكفي النقاط فقط — بل تُقاس القيمة بالانتصارات المهمة. وبارما، رغم تواضعه، أثبت أنه قادر على صنع فرق حقيقية.
اللاعبون: من صنع الفارق؟
التشكيلة الأساسية لبارما كانت مفاجأة، لكنها نجحت. لم يكن هناك نجم عالمي، ولا لاعب بقيمة 50 مليون يورو. فقط لاعبون يعرفون ملعبهم، ويعرفون ما يعنيه البقاء. فابيو كوترون وأنخيل بيرنابيه شكلا خط هجوم مرن، بينما أدار جيانلوكا فاليري وبوبيلي كيتا وسط الملعب بحكمة لا تُصدق من فريق يعاني من ضعف في التحويل.
لكن المفاجأة الأكبر كانت في خط الدفاع. هيروكي سوزوكي — اللاعب الياباني الذي لم يكن يُعرف قبل الموسم الحالي — تألق كأنه لعب في الدوري الإيطالي منذ عقد. تغطية ممتازة، تدخلات مبكرة، وقيادة هادئة. هذا هو السحر الحقيقي في كرة القدم: أحياناً، لا تحتاج لنجوم، بل لرجال يفهمون أن كل تمريرة، كل تدخل، كل دقيقة تُحسب.
الماضي والمستقبل: مواجهات سابقة وخطط خارجية
الصراع بين بارما وتورينو ليس جديداً. في 9 مارس 2025، انتهت مواجهتهما بالتعادل 2-2 في تورينو، لكن هذه المرة، بارما لم يُسمح لخصمه بالعودة. المواجهات السابقة تشير إلى أن تورينو يمتلك ميزة نفسية في ملعبه، لكن بارما يتفوق في ملعبه — وهذا ما أثبتته المباراة.
لكن هناك جانب آخر مثير: تقارير من غرب أستراليا تفيد بأن حكومة الولاية تخطط لاستضافة مباراة بين إيه سي ميلان وكومو في بيرث خلال الموسم الحالي — رغم إلغاء مباراة برشلونة-فياريال في الولايات المتحدة. هذا يفتح باباً جديداً: هل ستصبح كرة القدم الإيطالية مسرحاً عالمياً؟ أم أن هذا مجرد محاولة لجذب التمويل في ظل أزمة مالية تضرب أندية صغيرة؟
ما الذي ينتظر الفريقين؟
بارما يواجه كالياري في الجولة الخامسة، وهو فريق يعاني من ضعف هجومي — فرصة ذهبية لتسجيل أول فوز متتالٍ منذ أشهر. أما تورينو، فسيواجه يوفنتوس — وهو اختبار حقيقي. خسارة أخرى، وربما يبدأ الحديث عن المدرب إيفان جيورجي كمهدد للمنصب.
الكل يتحدث عن ميلان وإنتر، لكن الحقيقة أن الدوري الإيطالي يُصنع في الملاعب الصغيرة، في المدن التي لا تُذكر في الأخبار، حيث يلعب شاب من بارما هدفين ليُغيّر مصير فريقه. هذا هو السحر. وهذا هو الدوري.
أسئلة شائعة
كيف أثر فوز بارما على فرصه في تجنب الهبوط؟
فوز بارما على تورينو كان خطوة حيوية، لكنه لا يكفي وحده. الفريق لا يزال في المركز السادس عشر، وبحاجة لـ4 نقاط إضافية على الأقل ليخرج من منطقة الخطر. الفوز الوحيد له في 7 مباريات يشير إلى ضعف في الاستمرارية، لكنه يُظهر أن الفريق قادر على الفوز في ملعبه — وهو ما قد يكون مفتاح البقاء إذا استمر في ترجمة الأداء إلى نتائج.
لماذا يُعتبر ماتيو بيليغرينو لاعباً محورياً في بارما؟
بيليغرينو ليس فقط هداف الفريق، بل هو الوحيد الذي سجل 3 من أصل 6 أهداف لبارما هذا الموسم. وهو يمتلك ثقة فريدة في ركلات الجزاء، وذكاء في التحرك داخل منطقة الجزاء. حتى لو لم يُسجّل، فهو يُشغّل الدفاعات ويخلق مساحات لزملائه — وهو ما يجعله أكثر من مجرد مهاجم، بل قلب هجوم الفريق بأكمله.
هل يمكن لتورينو أن ينقذ موسمه بعد هذه الخسارة؟
لا يزال ممكناً، لكنه صعب. تورينو يمتلك لاعبين موهوبين مثل نجونجي وغابرييل باربيي، لكنه يعاني من عدم الاستقرار الدفاعي وسوء التحويل. خسارته أمام فريق في المركز السادس عشر تُظهر أن الفريق لا يملك القدرة على فرض سيطرته على المباريات الصعبة. إذا لم يُحسن أداءه أمام يوفنتوس، فقد يجد نفسه في صراع حقيقي للبقاء.
ما الذي يميز ملعب إينيو تارديني عن الملاعب الأخرى؟
إينيو تارديني ليس الأكبر، لكنه الأصيل. بُني عام 1923، وهو أحد أقدم الملاعب في إيطاليا، ويُعرف بجاذبيته الجماهيرية. جمهور بارما، رغم صغر حجم الفريق، يُشكل جداراً صوتياً لا يُصدق، خاصة في المباريات الحاسمة. هذا الملعب يُحول الفوز إلى حدث عاطفي — وليس مجرد نتيجة رقمية.
لماذا تخطط أستراليا لاستضافة مباراة دوري إيطالي؟
الهدف هو جذب جماهير الجاليات الإيطالية في أستراليا، وزيادة العائدات التسويقية. لكنه مخاطرة. إلغاء مباراة برشلونة-فياريال في أمريكا أظهر أن مثل هذه المبادرات قد تفشل إذا لم تُدار بعناية. إذا نجحت مباراة ميلان-كومو، فقد تُفتح الباب أمام مباريات أخرى، لكنها قد تُفقد القيمة التاريخية للدوري إذا أصبحت مجرد عرض تجاري.