أستون فيلا وبورتو يُواصلان صعودهما في يوروبا ليغ بفوزين دراميين

أستون فيلا وبورتو يُواصلان صعودهما في يوروبا ليغ بفوزين دراميين

في ليلة من الليالي الأوروبية المليئة بالتوتر والحماس، تمكن أستون فيلا من تحقيق فوز صعب 2-1 على نادي بازل 1893 في ملعب سانت جاكوب-بارك في بازل، سويسرا، خلال الجولة السادسة من دوري أوروبا ليغ 2025-26. في نفس اللحظة، على الجانب الآخر من القارة، سجل بورتو فوزًا مثيرًا 2-1 على مالمو FF في ملعب إستاديو دو دراغاو في بورتو، البرتغال. لم يكن الفوز مجرد نقطة إضافية — كان رسالة واضحة: أستون فيلا لم تعد مجرد ضيف مُتفاجئ في المنافسة الأوروبية، بل أصبحت قوة حقيقية. وبورتو؟ لا يزال يُشبه نمرًا يُمسك بفريسته بقوة، لا يُفرط في التفاصيل، لكنه لا يُفرّط في الفوز أبدًا.

صعود غير متوقع لأستون فيلا

بعد خسارة مدوية أمام برشلونة في الدوري الإنجليزي قبل أسبوعين، كان الجميع ينتظر من أستون فيلا أن تُظهر ضعفًا في أوروبا. لكنهم فعلوا العكس. سجل ميسا باتشيكو الهدف الأول في الدقيقة 23، مُستغلًا خطأ دفاعيًا في التمريرة الأخيرة لبازل. ثم في الدقيقة 78، أضاف أليكساندر بارسونز الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة — ركلة لم يُنسَها مُحترفوا كرة القدم في سويسرا منذ سنوات. بازل عاد بقوة، وسجل ليوناردو كولومبو هدفًا مُبكرًا في الدقيقة 85، لكنه لم يكن كافيًا. هنا، في هذا الملعب، حيث يُقال إن الرياح تُغير مجرى المباريات، كان أستون فيلا أكثر توازنًا، أكثر هدوءًا، أكثر خبرة مما كان يُفترض.

هذا هو الفوز الثالث لأستون فيلا في آخر أربع مباريات في يوروبا ليغ هذا الموسم، وهو ما يُعيد ذكريات موسم 2023-24 عندما وصلوا إلى ربع النهائي. لم يكن هذا نجاحًا عابرًا. إنه تراكم. تراكم في التدريب، في التخطيط، وفي ثقة المدرب تيم فاين الذي يُعيد بناء الفريق من الداخل. الفريق الذي كان يُوصف بأنه "مُتذبذب" قبل عامين، أصبح الآن الفريق الذي يُخيف الخصوم حتى قبل بداية المباراة.

بورتو: الإرث لا يُنسى

إذا كان أستون فيلا يبني مستقبلًا، فإن بورتو يُذكّر الجميع بعظمة ماضيه. فوزهم على مالمو لم يكن مفاجئًا، لكنه كان مُقنعًا. الهدف الأول جاء من أليخاندرو غارسيا في الدقيقة 12، وسُجّل الهدف الثاني من رأسية مُذهلة لـ مارتين ماركوس في الدقيقة 67. مالمو حاول، لكنه لم يُفلح في اختراق خط دفاع بورتو الذي ظل صلبًا مثل جدار حجري.

هذا هو الفوز الثاني على التوالي لبورتو في يوروبا ليغ بعد فوزهم 3-0 على أوليمبيك نيس في الجولة الخامسة. النتيجة التي أثارت ضجة في فرنسا — "فرحة فرنسية ناقصة" كما وُصفت في بعض الصحف — لأن نيس، الذي كان يأمل في العودة للمنافسة الأوروبية، خسر كل مبارياته الثلاث خارج أرضه هذا الموسم. بورتو الآن في الصدارة المؤقتة للمجموعة، بفارق نقطة واحدة عن فيكتوريا بلزن، لكنه يملك ميزة المباريات المتبقية: استضافة رينجرز وفكتوريا بلزن في الجولتين الأخيرتين.

الجولة القادمة: مواجهات حاسمة

الجولة السابعة في 22 يناير 2026 ستكون نقطة تحول حقيقية. أستون فيلا ستستضيف فينيسباشه في بيرمنغهام، بينما سيواجه بورتو فيكتوريا بلزن في البرتغال. كلا الفريقين يلعبان من أجل ضمان مكان في الدور الإقصائي، لكن بورتو يملك ميزة إضافية: القدرة على الفوز في ملعبه. في 2024، فاز بورتو في 8 من أصل 9 مباريات في دوري أوروبا ليغ على أرضه — وهو رقم يُشبه الإعجاز.

أما أستون فيلا، فهي تواجه اختبارًا صعبًا: هل يمكنها الحفاظ على زخمها خارج إنجلترا؟ فريقها يعتمد كثيرًا على جماهيره في فيلا بارك، لكن هذه المرة، سيواجهون فريقًا تركيًا مُتحمسًا، يملك مهاجمًا شابًا اسمه إيركان ديمير سجل 7 أهداف في 5 مباريات أوروبية هذا الموسم.

الخلفية التاريخية: صلات لم تُنسَ

الخلفية التاريخية: صلات لم تُنسَ

العلاقة بين أستون فيلا وبورتو ليست مجرد صدفة. في موسم 2015-16، لعب المدافع البرتغالي تياغو إيلوري مع أستون فيلا على سبيل الإعارة من ليفربول، بعد أن تدرّب في أكاديمية بورتو. اليوم، هو مدرب مساعد في نادي بورتو. عندما يلتقي الفريقان في المستقبل — وقد يحدث ذلك في الدور الإقصائي — فلن يكون مجرد مباراة كرة قدم. سيكون لقاء بين جيلين، بين ماضٍ وحاضر.

وحتى تذاكر المباريات أصبحت جزءًا من القصة. وفقًا لتحليل موقع SeatPick، تتراوح أسعار التذاكر المُعتمدة بين 15 و41 دولارًا أمريكيًا، مع ضمان استرداد 100٪. هذا ليس فقط تجارة، بل هو جزء من ثقافة الجماهير الأوروبية الحديثة — حيث يُمكن لأي مشجع، من أي مكان، أن يعيش لحظة لا تُنسى.

ما الذي ينتظر الفريقين بعد ذلك؟

إذا استمر أستون فيلا في هذا النمط، فستكون أول فرصة لها منذ 2011 للوصول إلى نصف نهائي يوروبا ليغ. أما بورتو، فهو يُحاول العودة إلى نهائيات أوروبا بعد خسارة نهائي 2011 أمام بورتو. لم يفز بورتو باللقب منذ 2011، لكنه يُظهر الآن نفس القدرة على التحمل التي جعلته أحد أكثر الأندية نجاحًا في تاريخ البطولة.

الآن، بعد ثمان جولات، تبقى مباراتان. كل نقطة مهمة. كل هدف يُغيّر الترتيب. وكل ليلة، يُعيد الفريقان كتابة قصصهما.

أسئلة شائعة

كيف أثّر فوز أستون فيلا على فرصها في التأهل للدور الإقصائي؟

فوز أستون فيلا 2-1 على بازل رفع رصيدها إلى 10 نقاط في المجموعة، مما وضعها في المركز الثاني خلف بورتو (12 نقطة). مع بقاء مباراتين، فإن الفوز في مباراتي فينيسباشه وريد بول سالزبورغ سيضمن تأهُّلها مباشرة. حتى التعادل في واحدة من المباراتين قد يكون كافيًا، خاصة إذا خسر بورتو أمام رينجرز.

لماذا يُقال إن فوز بورتو على مالمو كان "مُقنعًا" وليس مفاجئًا؟

بورتو فاز بـ 11 من أصل 13 مباراة في يوروبا ليغ منذ موسم 2022-23، وفاز بـ 8 من 9 مباريات له على أرضه في الموسم الماضي. مالمو خسر 4 من أصل 5 مباريات خارجية هذا الموسم، وكان يُعتبر من بين أضعف الفرق في المجموعة. الفوز كان متوقعًا، لكن الأداء الصارم والدفاعي كان ما جعله مُقنعًا، وليس مجرد نتيجة.

ما الذي يعنيه "الفرحة الفرنسية الناقصة" في سياق المباريات؟

العبارة تشير إلى فشل أوليمبيك نيس في تحقيق أي نتيجة إيجابية في يوروبا ليغ هذا الموسم، رغم أنهم كانوا يأملون في العودة للمنافسة الأوروبية بعد غياب 7 سنوات. خساراتهم الثلاث، خاصة أمام بورتو 0-3، أثارت استياءً كبيرًا في فرنسا، حيث تُعدّ نيس من الأندية ذات التراث الكبير، لكنها تفتقر الآن للتنظيم والكفاءة.

هل هناك احتمال لمواجهة بين أستون فيلا وبورتو في الدور الإقصائي؟

نعم، إذا استمر كلا الفريقين في الصدارة، فسيكونان في المجموعتين المختلفتين، مما يعني أنهما يمكن أن يلتقيا في ربع النهائي. هذه المواجهة ستكون الأولى بينهما منذ 2004، عندما خسر أستون فيلا 2-1 في مباراتي الذهاب والإياب. الآن، الظروف مختلفة تمامًا: أستون فيلا أقوى، وبورتو لا يزال يملك نفس القلب المُتّقد.

ما هي أهمية تذاكر يوروبا ليغ بأسعارها الحالية؟

الأسعار بين 15 و41 دولارًا تعني أن البطولة لم تُصبح حكرًا على الأغنياء. هذا يعكس سياسة يوفا الجديدة لجعل البطولة أكثر شمولية، خصوصًا مع انتقالها إلى نظام "المرحلة الجماعية" بدل المجموعات. التذاكر المضمونة بـ 100٪ استرداد من قبل منصات مثل SeatPick تُقلل من خطر الاحتيال، مما يشجع الجماهير الصغيرة على السفر والمشاركة.

ما الذي يُميز موسم 2025-26 عن مواسم سابقة في يوروبا ليغ؟

هذا الموسم هو أول موسم يُطبق فيه نظام "المرحلة الجماعية" الكاملة، حيث يلعب كل فريق 8 مباريات ضد خصوم مختلفين، بدلًا من المجموعات. هذا يعني أن الأندية الصغيرة لديها فرصة أكبر للتأهل، لكن أيضًا أن الأندية الكبيرة مثل بورتو وأستون فيلا يجب أن تُظهر ثباتًا أعلى. حتى الخسارة في مباراة واحدة قد تُكلّفك التأهل.

3 التعليقات
  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا جماعة! هذا الفوز اللي عمله أستون فيلا مش بس فوز، ده إعلان ولادة فريق جديد! شوفوا بارسونز ركلة الحرة دي، كأنه رسمها بالقلم! أنا من الجزائر، ومش بس شايفة الفريق بس، بس شايفة الروح اللي بتدور فيه. مفيش حاجة أجمل من فريق يطلع من تحت الرماد ويقول: أنا هنا، ومش هأنزل!

  • adham zayour
    adham zayour

    بورتو؟ طبعاً، كلهم عارفين إنهم نمر، بس نسيت إللي بيحكي عن "الإرث" إن الإرث مش بس مراتب وجوائز، الإرث هو اللي بيخلي الفريق يلعب زي ما يلعب وهو متعب، مريض، ومش معاهم حتى مساعده المفضل! بس يا سيد زين، إنتا عارف إنك بتحكي على فريق بيعمل 8 فوز في 9 مباريات في بيته، وعايز تقول إن ده "إرث"؟ خلينا نسميه "استغلال للبيت" بدل ما نحوله لفيلم درامي! 😏

  • Majd kabha
    Majd kabha

    الفرق بين أستون فيلا وبورتو: الأول يبني مستقبلًا، والثاني يُذكّر أن الماضي ما زال حيًا. كلاهما يُعيد تعريف القوة. لا يحتاج الأمر لسحر. فقط صبر، ذكاء، وروح جماعية.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*