المغرب يهزم الإمارات 3-0 في نصف نهائي كأس العرب 2025 وأزارو يقود الهجوم

المغرب يهزم الإمارات 3-0 في نصف نهائي كأس العرب 2025 وأزارو يقود الهجوم

فاز المنتخب المغربي على نظيره الإماراتي بثلاثة أهداف نظيفة في نصف نهائي كأس العرب 2025قطر، في مباراة حسمت مصير التأهل للنهائي، وسط أداء مبهر من اللاعبين وقرارات تكتيكية ذكية من المدرب طارق السكتيوي. وانتهت المباراة، التي أُقيمت مساء الاثنين 15 ديسمبر 2025، بنتيجة 3-0، لتعلن المغرب مرشحاً قوياً للقب، بينما انتهى حلم كوزمين أولاريو وفريقه في المربع الذهبي. المفاجأة لم تكن فقط في النتيجة، بل في التشكيلة التي اعتمد عليها السكتيوي: وليد أزارو، مهاجم نادي عجمان الإماراتي، يقود الهجوم بدلًا من عبد الرزاق حمد الله، في مواجهة وجوه مألوفة من الدوري الإماراتي.

التشكيلات: مفاجآت وغيابات ودروس من الدوري

كان اللافت في تشكيلة المغرب هو إبقاء عبد الرزاق حمد الله على مقاعد البدلاء، رغم انتهاء عقوبته بعد بطاقة حمراء في الدور السابق. القرار لم يكن صدفة، بل تكتيكًا ذكيًا: السكتيوي اختار أزارو، الذي سجل هدف الفوز على سوريا، لأنه يعرف جيدًا ديناميكية الدفاع الإماراتي — فريقه السابق. أزارو، الذي يلعب في عجمان منذ موسمين، تعرف على مراكز روبن وحمد المقبالي، حارس المرمى الإماراتي، من مباريات دوري المحترفين. هذا التوافق بين اللاعب والخصم كان بمثابة سلاح خفي.

أما الإمارات، فخسرت ورقة قوية بغياب يحيى نادر بسبب وعكة صحية، ليحل محله عصام فايز. كما غاب ماركوس ميلوني بسبب التحذيرات، فاستدعي خالد الظحناني. التشكيلة التي أرسلها كوزمين أولاريو كانت مبنية على الثقة، لكنها لم تكن متكيفة مع الضغط العالي الذي فرضه المغرب. حراسة المرمى، التي تعتمد على حمد المقبالي، لم تكن مستعدة لسرعة التمريرات القصيرة التي استخدمها وسط الملعب المغربي.

النتيجة: ثلاثية مبهرة وغياب أي رد فعل

الهدف الأول جاء في الدقيقة 27، بعد تمريرة دقيقة من حمزة الموساوي إلى أزارو، الذي أدار دفاعه ببراعة وأطلق تسديدة قوية اخترقت الزاوية العليا. الهدف الثاني لم يأتِ إلا بعد 12 دقيقة، حين انطلق مهدي بنعبيد من الخلف، ووصل الكرة إلى وليد أزارو مجددًا، فسدد من خارج المنطقة — هدف مذهل. الهدف الثالث كان الأقسى: في الدقيقة 78، بعد خطأ دفاعي إماراتي، استغل أزارو تأخر المدافعين وسدد من مسافة قريبة. لم يكن هناك أي رد فعل من الإمارات، ولا حتى محاولة حقيقية للضغط.

التأثير: لماذا هذه المباراة أكبر من مجرد نصف نهائي

النتيجة ليست مجرد فوز، بل رسالة. المغرب، الذي لم يفز بكأس العرب منذ 1988، يعيد تشكيل هويته كقوة إقليمية. بينما الإمارات، التي كانت تأمل في التتويج بعد تأهلها المفاجئ على الجزائر (7-6 في ركلات الترجيح)، تُظهر تناقضًا بين التخطيط والتنفيذ. المدرب أولاريو، رغم خبرته، لم يُعدّل تكتيكه رغم تغييرات الفريق. أما السكتيوي، فلم يُظهر فقط مهارة في التدريب، بل فهمًا عميقًا لثقافة الكرة الإماراتية — حيث يلعب أزارو، ويعمل زملاؤه في الملاعب نفسها.

اللاعبون المغاربة، الذين عاشوا تجربة التأهل من المجموعة الثانية بصدارة تفوق فيها على السعودية وسلطنة عمان، لم يشعروا بالضغط. بل بالعكس: شعروا أنهم في بيتهم. فقطر، التي تستضيف البطولة، تشبه المغرب في الترتيبات اللوجستية، والثقافة، وحتى في طريقة استقبال الجماهير. هذا لم يكن صدفة — بل نتيجة تخطيط طويل.

ما بعد المباراة: الطريق إلى لوسيل

الفائز في هذه المباراة، أي المغرب، سيواجه الفائز بين السعودية والأردن في المباراة النهائية، التي ستقام يوم الخميس 18 ديسمبر 2025 على استاد لوسيل المونديالي في قطر. هذا الاستاد، الذي شهد نهائي كأس العالم 2022، سيشهد الآن مباراة قد تُعيد كتابة تاريخ الكرة المغربية. فالفوز هنا ليس فقط بلقب، بل إثبات أن المغرب لا يخاف من أي منافس — حتى لو كان من نفس الدوريات.

الخلفية: كيف وصل المغرب إلى هنا؟

الخلفية: كيف وصل المغرب إلى هنا؟

في مرحلة المجموعات، تصدر المغرب المجموعة الثانية بـ7 نقاط، بعد فوزين على سلطنة عمان (2-0) وجزر القمر (3-1)، وخسارة مفاجئة أمام السعودية (1-2). لكنه عاد بقوة في الدور ربع النهائي، حيث فاز على سوريا بنتيجة 1-0 بهدف من وليد أزارو. أما الإمارات، فدخلت الدور ربع النهائي كمنافس غير مرشح، لكنها أذهلت الجميع بفوزها على الجزائر في ركلات الترجيح، بعد تعادل 1-1. الانتصار كان مفاجئًا، لكنه لم يكن مستندًا إلى توازن تكتيكي — بل على الحظ والاندفاع.

الجمهور والوسائل: تفاعل غير مسبوق

الحساب الرسمي للمنتخب المغربي على تويتر (@EnMaroc) نشر تشكيلة الفريق قبل المباراة بساعات تحت وسم #DimaMaghrib 🇲🇦، ووصلت التغريدات إلى أكثر من 800 ألف تفاعل خلال 3 ساعات. أما الحساب الإماراتي (@UAEFNT)، فنشر تشكيلته تحت وسوم #كأس_العرب و#الإمارات_المغرب، لكن التفاعل كان أقل بكثير — 250 ألف فقط. هذا الفارق يعكس التوقعات: الجمهور المغربي يؤمن بالفريق، بينما الجمهور الإماراتي ينتظر المفاجأة… ولم تأتِ.

أسئلة شائعة

لماذا لم يلعب عبد الرزاق حمد الله رغم انتهاء عقوبته؟

السكتيوي اختار التوازن التكتيكي على الاسم الكبير. حمد الله، رغم قدرته التهديفية، يلعب بأسلوب ثقيل يُبطئ التمريرات السريعة التي يعتمد عليها المغرب. أزارو، على العكس، يتحرك بسرعة ويعرف دفاعات الإمارات من الداخل — ما جعله خيارًا أكثر ذكاءً، حتى لو كان أقل شهرة.

كيف أثر غياب يحيى نادر على أداء الإمارات؟

غياب نادر، لاعب الوسط المركزي الذي يربط الهجوم بالدفاع، أضعف التوازن الإداري للإمارات. عصام فايز، الذي حل محله، لم يكن بنفس المستوى التكتيكي، مما سمح للمغرب بالسيطرة على منتصف الملعب طوال الشوط الأول. هذا كان المفتاح الحقيقي للنتيجة.

ما هي فرص المغرب في النهائي؟

إذا فازت السعودية على الأردن، فستكون المباراة النهائية مواجهة بين فريقين متشابهين في الأسلوب: تكتيكي، منظم، وقادر على التحول السريع. لكن المغرب يتمتع بتجربة أعمق في البطولات الكبرى، وثقة أكبر في اللاعبين الأساسيين، مما يجعله المرشح الأوفر حظًا.

هل يمكن أن يُعيد المغرب لقب كأس العرب بعد 37 عامًا؟

نعم، لكنه يتطلب استمرار الأداء الحالي. المغرب لم يفز باللقب منذ 1988، لكنه الآن يمتلك توازنًا نادرًا: دفاعًا صلبًا، وسطًا يتحكم باللعبة، وهجومًا يمتلك ذكاءً تكتيكيًا. إذا استمر هذا النمط، فالفوز ليس مستبعدًا — بل متوقعًا.

ما دور وليد أزارو في هذا النجاح؟

أزارو لم يكن مجرد مهاجم، بل كان جاسوسًا تكتيكيًا. معرفته بلاعبين مثل روبن وحمد المقبالي من الدوري الإماراتي ساعدته على التنبؤ بتحركاتهم قبل حدوثها. سجل هدفين، وصنع الهدف الثالث، وخلق فوضى في الدفاع — وهو ما لم يفعله أي لاعب مغربي منذ عقد.

لماذا لم تُغير الإمارات تشكيلتها رغم التقدم السلبي؟

كوزمين أولاريو لم يُجرِ أي تعديلات تكتيكية حتى الدقيقة 80، رغم أن الفريق كان يُهزم بثلاثة أهداف. هذا يعكس ضعفًا في التخطيط الاحتياطي، واعتمادًا مفرطًا على اللاعبين الأساسيين، الذين أُصيبوا بالإرهاق الذهني. التغييرات كانت متأخرة، وربما كانت متأخرة جدًا لتنقذ المباراة.

3 التعليقات
  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا جماعة، شوفوا هاللعبة! المغرب ما كانش يلعب، كان يُقرأ دفاع الإمارات من داخلها! أزارو برشا، ماشي لاعب، هو مُحلل تكتيكي بجلد! ❤️🇲🇦
    ويا ريت كل الفرق تتعلم من السكتيوي، ماشي بس يغير لاعب، بل يغير العقلية!

  • adham zayour
    adham zayour

    يا كوزمين، أنت كنت تدرب فريق أو كنت تدير مزاد؟ 🤭
    غيّر لاعب، غيّر تكتيك، غيّر حظّك... بس ما غيّرت شيء! الإمارات كان عندها فرصة تُغيّر مصيرها، بس اقعدت ترقص على نار حارة وتقول 'اللاعبين ما عندهم روح'!
    والله العظيم، لو كان عندك نصف ذكاء السكتيوي، كنت شفت إن أزارو مش لاعب عادي، هو مفتاح سرّي مكتوب على جبينه بـ'إماراتي مُتمرّس'!

  • Majd kabha
    Majd kabha

    الذكاء التكتيكي يُبنى على المعرفة، وليس على الاسم. أزارو عرف أين يقف، ومتى يتحرك، ومتى يسدد. هذا ليس صدفة. هذا علم.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*