ماجد الفطيم تُطلق 5 مليارات درهم لتجديد مول الإمارات بحلول 2030

ماجد الفطيم تُطلق 5 مليارات درهم لتجديد مول الإمارات بحلول 2030

في خطوة تُعيد تعريف مفهوم التسوق في الشرق الأوسط، أعلنت مجموعة ماجد الفطيم يوم الأربعاء 16 أبريل 2025، عن استثمار ضخم بقيمة 5 مليارات درهم إماراتي لتجديد شامل في مول الإمارات، بمناسبة مرور عقدين على افتتاحه عام 2005.这不是 مجرد تجديد — إنه إعادة ولادة. المول الذي كان يوماً رمزاً للطموح الإماراتي، يتحول الآن إلى مختبر حي لتجربة التسوق الفاخرة، الثقافية، والمستدامة في آنٍ واحد.

لماذا الآن؟ الربح يقود التحول

القرار لم يُتخذ عشوائياً. في النصف الأول من عام 2025، سجّلت مجموعة ماجد الفطيم أرباحاً صافية بلغت 1.5 مليار درهم، مدعومة بقفزة قياسية بنسبة 26% في مبيعات المنتجات الفاخرة خلال 2024. هذا ليس نمواً عابراً — إنه تحوّل في سلوك المستهلك. العملاء لم يعودوا يشترون فقط، بل يبحثون عن تجارب. عن لحظات. عن أماكن تُشعرهم بأنهم جزء من شيء أكبر من مجرد تسوق.

التفاصيل: من 20 ألف متر مربع إلى غابة داخل المدينة

الخطة ليست فقط عن إضافة متاجر. بل عن إعادة تشكيل الفضاء. سيُضاف 20 ألف متر مربع من المساحات التجارية، لاستيعاب 100 متجر جديد، معظمها من علامات فاخرة لم تُطرح من قبل في المنطقة. لكن الأهم؟ 1.1 مليار درهم ستُنفق على البنية التحتية. نادٍ صحي ضخم. مركز ثقافي يُقام بالتعاون مع فنانين ومؤرخين محليين. منطقة مطاعم تُعيد تعريف مفهوم "الوجبة" — من أطباق عربية معاصرة إلى مطاعم يديرها طهاة حائزين على نجوم ميشلان.

ومن بين أغرب وأكثر الأفكار إثارة: غاف وودز — أول وجهة تجارية مدمجة مع غابة حقيقية. نعم، غابة. شجرة الغاف الإماراتية، رمز الصمود والهوية، ستكون جزءاً من التصميم، مع ممرات مظللة، ومقاعد خشبية، وضوء طبيعي يتسرب من بين الأوراق. هذا ليس تزييناً. هذا تذكير بأن دبي، رغم كل مبانيها الزجاجية، لا تزال جزءاً من صحراء.

الساحة الخارجية والمأكولات: أول مرة في المنطقة

في مطلع عام 2027، سيُفتتح أول ساحة خارجية مخصصة للمأكولات والمشروبات داخل مول إماراتي. لا مظلة. لا زجاج. فقط هواء، أضواء خافتة، وطاولات تُنقل من مكان لآخر حسب الموسم. في الشتاء، ستكون مزدهرة بالمقاهي. في الربيع، ستتحول إلى واحة خضراء، تُضيء بالفوانيس، وتُعزف فيها الموسيقى العربية الحديثة. هذا التصميم لم يُستوحَ من باريس أو نيويورك. بل من ساحات دبي القديمة، حيث كانت العائلات تجتمع بعد المغرب، وتنشر السجاد، وتتبادل القصص.

البنية التحتية: باركن ذكي وطرق تُعاد تشكيلها

التجدد لا يبدأ عند باب المول. بل عند مدخله. تبدأ أعمال تحسين البنية التحتية بحلول سبتمبر 2025، بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي. نظام "باركن" الجديد — بدون حواجز، بدون أوراق، بدون انتظار — سيُقلل وقت ركن السيارة من 15 دقيقة إلى أقل من دقيقتين. الجسور المُعاد تطويرها، والطرق المُحسّنة، ستُخفف الازدحام على طريق الشيخ زايد، الذي يُعد شريان المول.

الرؤية: ثلاثة محاور تُغيّر اللعبة

وقال بن بريك، المسؤول التنفيذي في مجموعة ماجد الفطيم: "هذا التحول يرتكز على ثلاثة محاور: تعزيز تجربة العملاء، إعادة تصور مساحات المول، وتطوير البُعد الفاخر والثقافي." لا توجد كلمة "بيع" هنا. لا توجد كلمة "مبيعات". فقط "تجربة". و"ثقافة". و"انتماء".

العلامة التجارية التي كانت تُعرف بـ"أكبر مول في العالم" (قبل أن يُبنى مول دبي) لم تعد تُنافس على الحجم. الآن، تُنافس على العمق.

ما الذي سيتغير للزائر العادي؟

ما الذي سيتغير للزائر العادي؟

سترى فرقاً حتى لو لم تشتري شيئاً. ستسمع موسيقى إماراتية حديثة في الممرات. ستلتقي بفنان محلي يرسم على الجدران أثناء تناولك قهوة. ستستلقي تحت شجرة غاف بعد ظهر يوم ممطر. لن يكون المول مكاناً تذهب إليه لشراء حقيبة. سيكون مكاناً تذهب إليه لتشعر أنك في بيتك — حتى لو لم تكن من دبي.

التحدي: خمس سنوات من التحول... دون إغلاق

التحدي الأكبر؟ إجراء كل هذه التغييرات دون إغلاق المول. العمل جارٍ على أجزاء متفرقة، مع تغييرات تدريجية. المطاعم ستُنقل. المتاجر ستُعيد ترتيبها. الأقسام ستُغلق ليلاً، وتفتح صباحاً بتصميم جديد. هذا ليس مجرد بناء. إنه جراحة دقيقة على قلب تجاري نابض.

التأثير الإقليمي: هل هذا نموذج للمنطقة؟

إذا نجحت هذه الخطة، فستصبح مرجعاً لجميع مراكز التسوق في الشرق الأوسط. الرياض، الدوحة، المنامة — كلها تراقب. لأنها تعلم: المستقبل لا يُبنى على متاجر أكثر. بل على تجارب لا تُنسى.

أسئلة شائعة

كيف سيؤثر التجديد على زوار مول الإمارات من خارج دبي؟

التجديد يُحسّن الوصول عبر تطوير طرق وطرق دخول مُحسّنة بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات، مع نظام باركن ذكي يقلل وقت الانتظار إلى دقيقتين. كما أن إضافة مساحات ثقافية وخارجية تجعل المول وجهة جذب للعائلات من جميع أنحاء الإمارات، وليس فقط للتسوق. التوسع في المطاعم والفعاليات الثقافية يُشجع على الإقامة الطويلة، مما يزيد من جذب الزوار من الشارقة وأبوظبي وحتى عُمان.

ما هي العلامات التجارية الفاخرة الجديدة التي ستُضاف؟

لم تُكشف أسماء جميع العلامات بعد، لكن المصادر تشير إلى أن 40% من المتاجر الجديدة ستكون من علامات فاخرة لم تدخل السوق الخليجي من قبل، بما في ذلك علامات أوروبية مستقلة في الأزياء والعطور، وعلامات آسيوية فاخرة في العناية بالبشرة. بعضها سيُفتتح في المنطقة الجديدة "غاف وودز"، حيث يُتوقع أن تُقدم تجارب تفاعلية فريدة، مثل تخصيص العطور حسب الرائحة المفضلة للعميل باستخدام تقنيات ذكية.

هل سيُرفع سعر التسوق في المول بعد التجديد؟

لن ترتفع الأسعار بشكل عام، لكن بعض المتاجر الفاخرة الجديدة قد تُطبّق أسعاراً أعلى تتماشى مع طبيعتها. المهم أن التجديد يُضيف قيمة، وليس فقط تكلفة. التحسينات في البنية التحتية، ومساحات الراحة، والخدمات المجانية مثل التوصيل داخل المول والمقاعد المريحة، تجعل التسوق أكثر راحة، مما يُبرر القيمة حتى لو لم تتغير الأسعار.

ما دور الثقافة في هذا التجديد؟

المركز الثقافي الجديد سيستضيف معارض فنية إماراتية، وورش عمل للحرف اليدوية المحلية، وجلسات قراءة شعرية، وعروض موسيقية تجمع بين التراث والحداثة. هذا ليس تجميلاً — إنه تأكيد على أن الهوية الإماراتية ليست مُكمّلة للتسوق، بل جوهره. المول لم يعد مكاناً لاستهلاك الغرب، بل لعرض وتجربة الشرق الأوسط بأسلوب عصري.

كيف سيؤثر هذا على سوق التجزئة في دبي؟

سيُحدث ضغطاً على مراكز التسوق الأخرى لرفع مستوى تجاربها، خاصة في قطاع الفخامة والثقافة. مول دبي ودبي مول سيضطران للاستجابة بمشاريع مماثلة. لكن مول الإمارات يبدأ من نقطة مختلفة: ليس بالحجم، بل بالمعنى. هذا قد يُعيد تشكيل توقعات المستهلك في دبي، ويجعل التسوق ليس مسألة مكان، بل مسألة مشاعر.

هل سيُفتح المول بالكامل في 2030؟

نعم. المشروع مُخطط ليكتمل بحلول نهاية 2030، مع افتتاح مراحل تدريجية. أول ساحة خارجية ستُفتتح في مطلع 2027، والبنية التحتية تُكتمل بحلول سبتمبر 2025، لكن التحول الكامل — من التصميم إلى التجربة — سيحتاج خمس سنوات. هذا ليس مشروع بناء. إنه تحوّل ثقافي يُبنى خطوة بخطوة.