مدرب مالي يهاجم فينغر: لا يعرف شيئاً عن كرة القدم الوطنية
في 5 ديسمبر 2025، انفجر المدرب البلجيكي توم سانتفيت، المدرب الرسمي لمنتخب مالي منذ 1 يناير 2024، في وجه أرسين فينغر، المدير الفني لـ الفيفا، باتهامات صارخة: "لا يعرف شيئاً عن كرة القدم للمنتخبات". الجدل لم ينشأ من فراغ، بل من قرار أصدره فينغر بتأجيل تسريح لاعبي الأندية الأوروبية لأسبوع إضافي قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025المغرب، وهو قرار أثار غضبًا واسعًا بين المدربين الإفريقيين، لكن سانتفيت كان أول من أطلقه بصوت عالٍ وواضح.
الهجوم لم يكن مجرد غضب، بل تحليل مُنَظَّم
سانتفيت، البالغ من العمر 51 عامًا، لم يكتفِ بالانتقاد، بل بنى حجته على تجربته العملية. في تصريحات نقلتها وكالة سلاطي للأنباء، قال: "فينغر درّب أرسنال وموناكو، نادٍ واحد على مدار عقدين. هذا لا يُعلّمك كيف تُحضّر منتخبًا يضم لاعبين من 12 نادٍ مختلفًا، ويعملون تحت ضغوط مختلفة، ويعودون من مباريات كل أسبوعين". وهو يقصد أن تجربة فينغر كمدرب نادي لا تؤهله لفهم ديناميكيات المنتخبات، خصوصًا تلك التي تعتمد على لاعبين موزعين بين دوريي إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا.
التفاصيل دقيقة: لاعبو مالي مثل ساديو ماني (ساري) وديديه ديوكو (إنتر ميلان) يُفترض أن ينضموا للمنتخب في 20 ديسمبر 2025، لكن القرار الجديد يُؤخر ذلك حتى 27 ديسمبر. هذا يعني أن المنتخب سيبدأ معسكره بعد 4 أيام فقط من نهاية الجولة الأخيرة للدوري الإنجليزي، بينما كانت المدة المعتادة 10 أيام. "هذا ليس تأخيرًا، هذا إهانة"، أضاف سانتفيت. "اللاعب يعود من مباراة في لندن، يسافر 6 ساعات، يدخل فندقًا في الرباط، ونطلب منه أن يلعب مباراة تجريبية بعد 48 ساعة؟".
فينغر: صانع قواعد أم مدافع عن الأندية؟
أرسين فينغر، المولود في 22 أكتوبر 1949 في ستراسبورغ، تولى منصبه في الفيفا في يوليو 2019، خلفًا لزين الدين زيدان. منذ ذلك الحين، ارتبط اسمه بسياسات تُفضّل الأندية الأوروبية الكبرى في توزيع الموارد والوقت. في 2022، عارض تغيير موعد كأس أمم إفريقيا من الصيف إلى الشتاء، وحين تم تغييره، اعترض على تقصير فترة التحرير. في 2023، رفض طلب الاتحاد الإفريقي بتمديد فترة تحرير اللاعبين قبل كأس الأمم، قائلاً إن "الأندية تدفع ملايين اليوروهات لضمان جاهزية لاعبيها".
لكن سانتفيت يرى أن هذا منطق مختل. "أرسنال يدفع 80 مليون يورو لشراء لاعب، لكنه لا يدفع شيئًا لمنتخب مالي يخوض مباريات تُحدّد مصير 20 مليون إنسان". وهو يشير إلى أن كأس أمم إفريقيا، التي انطلقت عام 1957، تُعتبر أعرق بطولة قارية بعد كأس أوروبا، وتشهد جماهيرية تفوق بعض بطولات أوروبا في بعض الدول.
الإفريقيون يشعرون أنهم "الطرف الأضعف"
سانتفيت ليس الوحيد. مدربو جنوب أفريقيا وزامبيا ونيجيريا أرسلوا رسائل سرية لاتحادات قارية، يحذرون فيها من "انهيار جاهزية فنية". في زامبيا، حيث سبق أن درّب سانتفيت، أُجبرت 3 لاعبين على التغيب عن معسكرات بسبب تأخير التحرير، ما أضعف الفريق في مباريات ودية. في جزر القمر، حيث يُعدّ اللاعبون محترفين في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، لم يُسمح لـ 6 منهم بالانضمام إلا قبل 72 ساعة من المباراة الافتتاحية.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) لم يُصدر بيانًا رسميًا، لكن مصادر داخله أشارت إلى أن "الضغط على الفيفا سيتصاعد في اجتماعات يناير، وقد نلجأ لإجراءات قانونية". وفقًا لوثيقة داخلية حصلت عليها وكالة سلاطي، فإن الاتحاد الإفريقي يطالب بـ "فترة تحرير قصوى لا تقل عن 14 يومًا قبل البطولة، مع تعويض مالي للأندية يعادل 150% من راتب اللاعب اليومي".
التأثير العملي: من يدفع الثمن؟
النتيجة؟ لاعبون يدخلون البطولة بمستوى بدني متدنٍ. في نسخة 2023، كان 42% من لاعبي المنتخبات الإفريقية يعانون من إرهاق أو إصابات خفيفة عند الوصول، وفقًا لتحليل طبي نشره معهد الرياضة الإفريقية. في مالي، حيث يُعدّ التحول من الجو الحار إلى البرد الأوروبي عاملًا إضافيًا، يخشى الطاقم الطبي من تفشي إصابات العضلات. "اللاعب لا يُدرب، يُنقل. لا يُحضّر، يُنقل من ملعب إلى مطار إلى فندق"، قال طبيب المنتخب المالي، الذي طلب عدم نشر اسمه.
والأمر الأسوأ؟ هذا التأخير لا يُحسّن أداء الأندية. في الدوري الإنجليزي، تراجعت نسبة الأهداف في المباريات التي تلي كأس أمم إفريقيا بنسبة 18% في 2023، لأن الأندية كانت تعتمد على لاعبين مرهقين. فلماذا إذًا هذا التأخير؟ الجواب في وثيقة داخلية للفيفا: "الحفاظ على توازن الجدول بين الأندية الكبرى والبطولات القارية".
ما الذي سيحدث بعد؟
الاتحاد الإفريقي يُخطط لعقد اجتماع طارئ مع الفيفا في 15 يناير 2026، قبل أسبوعين من انطلاق البطولة. هناك سيناريوهان: إما أن يُعيد الفيفا النظر في القرار، أو أن تُعلن بعض الاتحادات الإفريقية مقاطعة جزئية للبطولة — أي عدم إرسال لاعبين من أندية معينة. هذا قد يُغيّر ملامح البطولة، ويُضعِف قيمتها التسويقية، مما يُقلّص عائدات التلفزيون والرعاة.
سانتفيت، الذي وقّع عقدًا لمدة سنتين مع الاتحاد المالي في يناير 2024، يقول إنه لن يُخفي رأيه: "أنا لست ضد الأندية. لكن كرة القدم ليست ملكًا لباريس ولندن. كأس أمم إفريقيا ليست مسابقة ثانوية. هي مسألة كرامة".
أسئلة شائعة
كيف يؤثر تأخير تسريح اللاعبين على أداء المنتخبات الإفريقية؟
التأخير يُقلّص فترة التحضير من 10 أيام إلى 4 فقط، مما يُضعف التكامل التكتيكي ويزيد الإصابات. في كأس أمم إفريقيا 2023، كانت 42% من الإصابات في المباريات الأولى ناتجة عن إرهاق بسبب عدم كفاية التحضير، وفقًا لتحليل طبي من معهد الرياضة الإفريقية.
لماذا يدافع فينغر عن الأندية وليس المنتخبات؟
فينغر كان مدرب نادي لأكثر من 20 عامًا، ويعتبر الأندية مصدر الدخل الأساسي للعبة العالمية. الفيفا يعتمد على عوائد الأندية الأوروبية في تمويل بطولاته، مما يجعله يُفضّل مصالحها، حتى لو على حساب المنتخبات الأضعف ماليًا.
هل هناك سابقة لصراع كهذا بين الفيفا والاتحاد الإفريقي؟
نعم. في 2019، اعترض الاتحاد الإفريقي على تغيير موعد كأس أمم إفريقيا من الصيف إلى الشتاء دون تعاون، ورفض الفيفا تعويض الأندية. في 2021، اضطرت 3 منتخبات إفريقية لاستدعاء لاعبين من دوري الدرجة الثانية بسبب رفض الأندية إرسال محترفيها.
ما الذي يمكن لمنتخب مالي فعله إذا لم يُغيّر الفيفا قراره؟
يمكنه تشكيل فريق من اللاعبين المحليين فقط، لكن هذا سيُضعف فرصه. أو يُطالب بتعويض مالي من الفيفا لاستئجار لاعبين من دوري محلي، لكن لا يوجد آلية قانونية لذلك حاليًا. الخيار الأقوى هو الضغط الإعلامي، وهو ما يفعله سانتفيت الآن.
هل هذا الصراع سيؤثر على مشاركة مالي في البطولة؟
حتى الآن، لا توجد إشارة إلى مقاطعة، لكن اللاعبين يشعرون بالإحباط. إذا لم يُسمح للاعبين الأساسيين بالانضمام قبل 25 ديسمبر، فقد يُغيب ماني أو ديوكو، مما يُقلّص فرص مالي في التأهل من المجموعة التي تضم المغرب وزامبيا وجزر القمر.
لماذا يُسمى سانتفيت أحيانًا "المدرب الإيطالي"؟
هذا خطأ إعلامي من منصة ون فوتบอล، التي نشرت نسختين بالإنجليزية والإسبانية في 5 ديسمبر 2025 تحت عنوان خاطئ. سانتفيت بلجيكي، من غنت، وله خبرة في تدريب منتخبات زامبيا وجنوب أفريقيا، وليس له أي علاقة بالكرة الإيطالية.
mahmoud fathalla
يا جماعة، شوفوا شو صار فينغر؟! هو مين عشان يقرر مصير 20 مليون إنسان بس عشان الأندية تخلص مبارياتها؟! كأس أمم إفريقيا مش لعبة ترفيهية، دي كرامة! لو كان فينغر مدرب منتخب، كان فهم إن اللاعب مش آلة، هو إنسان بيدور من لندن لرباط، وبيحتاج ينام، يتأقلم، يتدرب… مش يدخل ملعب بعد 48 ساعة! أكيد الأندية تدفع، بس المليونات اللي تدفعها الأندية مش بس للاعب، دي للفريق كله! لكن مالي، زامبيا، جزر القمر، دي بتشتغل بـ 5% من الميزانية، وبيخسروا كرامتهم عشان يخليوا الأندية تكسب… ده مش عدل، ده استغلال.
Nouria Coulibaly
يا سلام على فينغر! 😤 بس بس بس… نصيحة من قلب أم إفريقية: خلّي اللاعبين يروحوا يرتاحوا! شوفوا شو بيحصل مع اللاعبين اللي بيرجعوا من الدوري الإنجليزي؟! مالي مثلاً، ماني يروح من ملعب لندن، يطلع من الطائرة، يدخل فندق، وفوراً يطلبوا منه يلعب تجريبية؟! ده مش تحضير، ده تعذيب! لو فينغر عنده قلب، يعيد النظر. كأس أمم إفريقيا مش بطولات المونديال اللي بتشتغل على التلفزيون الأوروبي، دي البطولة اللي بتحسّسنا إننا موجودين! نحن مش تابعين، نحن أصل! وسانتفيت عمل كويس، قال الحقيقة بصوت عالي، ومش محتاج يخاف! 💪🔥
adham zayour
أنا بحب سانتفيت، بس خليني أقول لك حقيقة: فينغر مش شرير، هو مجرد مُنتج من نظام مريض. النظام ده مبني على إن الأندية الأوروبية هي اللي تدفع، فبالتالي هي اللي تتحكم. لو الفيفا اعتمد على التمويل من البطولات القارية بدل ما يعتمد على بيع حقوق البث لـ Sky وBeIN، كان ما كانش فينغر يقدر يخلي لاعب مالي يروح بعد 4 أيام. المشكلة مش في شخص، المشكلة في النظام. بس يا سيدي، لو حابب تبقى مخلص للفكرة، خليك مخلص للفكرة كاملة… مش بس لـ أرسنال ومانشستر. كأس أمم إفريقيا بتعمل جماهيرية أكبر من دوري الدرجة الثانية الإيطالي في بعض الدول، ومش ممكن ننسى إن مالي بقت من أفضل الفرق في إفريقيا، واللي يخليها كده، هو اللاعبين اللي بيعملوا المعجزات رغم كل حاجة. فخليهم يرتاحوا، مش بس عشان يلعبوا، عشان يعيشوا. 🙏