طيران الإمارات تواصل عملياتها دون إجازات بلا أجر أو أزمة سيولة

طيران الإمارات تواصل عملياتها دون إجازات بلا أجر أو أزمة سيولة

في وقت تنتشر فيه شائعات عن أزمات مالية داخلية، تؤكد طيران الإمارات أن جميع عملياتها تسير طبيعياً، دون أي إجراءات قاسية مثل إجازات طويلة دون أجر للطيارين أو أطقم الضيافة. هذه التأكيدات جاءت بعد مراجعة دقيقة لأربع مصادر موثوقة، جميعها تخلو من أي ذكر لمشكلة مالية أو قرارات تؤثر على رواتب الموظفين — على عكس ما تروجه بعض الحسابات غير الرسمية على وسائل التواصل.

العمليات مستمرة، والرحلات تعود بسرعة

بعد اضطرابات جوية ناجمة عن توترات إقليمية ليلة 23 يونيو 2025، أعادت طيران الإمارات تشغيل رحلاتها بشكل كامل خلال 48 ساعة، دون الحاجة إلى تحويل مسارات كبيرة أو إلغاءات جماعية. وبحسب بيان الشركة الصادر في 24 يونيو، نُقل أكثر من 1.7 مليون مسافر خلال الأسبوعين السابقين، وسجلت الإلغاءات نسبة ضئيلة جداً — أقل من 0.3% من إجمالي الرحلات. بعض الرحلات إلى عمّان وبيروت عُلقت مؤقتاً بسبب الازدحام الجوي، لكنها أُعيدت خلال ساعات قليلة.

اللافت أن هذه التعديلات لم تكن نتيجة ضغوط مالية، بل كانت استجابة لظروف أمنية خارجية — وهو ما يُظهر قدرة الشركة على التكيف دون المساس ببنية تكاليفها التشغيلية. لا توجد أي إشارات في البيان إلى تغيير في سياسات الموظفين، ولا حتى إشارة خفيفة إلى "تخفيف الأعباء" عبر إجازات غير مدفوعة.

الإغلاق المؤقت للوجهات: لا علاقة له بالسيولة

موقع الإمارات 71 ذكر في تقريره أن طيران الإمارات علّقت رحلاتها من وإلى عدد من الوجهات في الشرق الأوسط اعتباراً من الأحد وحتى نهاية يونيو 2025. لكن التقرير لم يذكر سبباً مالياً، بل أشار إلى قرارات أمنية وتنظيمية مرتبطة بالوضع الإقليمي. هذا يتوافق مع سياسة الشركة المعروفة منذ سنوات: تقليل المخاطر في المناطق المتوترة، لا تقليل التكاليف.

التفاصيل الدقيقة تُظهر أن هذه الإجراءات كانت استباقية ومؤقتة، وليست نتيجة تراجع في الإيرادات. في الواقع، تشير بيانات الشركة إلى أن أسطولها يعمل بطاقة تقارب 92% من طاقته القصوى، وهو ما يدل على استمرارية الطلب — وليس تراجعه.

التوسع مستمر، والأسواق ترحب

من ناحية أخرى، كشف موقع Markets.com عن خطط طيران الإمارات لتوسيع شبكة رحلاتها الدولية في 2025، بما يشمل دخول أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا. هذه الخطط لا تُبنى على أساس شركة تواجه أزمة سيولة — بل على أساس شركة تملك سيولة فائضة وتستثمرها بذكاء.

حتى في أوقات التوتر، تُظهر الشركة قدرة فريدة على تمويل نموها من خلال سياسات مالية محافظة: امتلاك أسطول حديث، وانخفاض الديون، وعائدات عالية من رحلات النقل الجوي. التوسع في الوجهات لا يُمكن أن يُبنى على قاعدة مالية مهتزة — وهذا ما يجعل الشائعة غير منطقية من الناحية التشغيلية.

أداء الأسواق: لا تراجع في أسهم الشركة

أداء الأسواق: لا تراجع في أسهم الشركة

في 9 يوليو 2025، أغلق مؤشر سوق دبي المالي على انخفاض طفيف (0.1%)، بينما ارتفع مؤشر أبوظبي. لكن الأهم هنا: لم يُذكر اسم طيران الإمارات في أي من التقارير المالية اليومية، ولا في قائمة الأسهم الأكثر تأثراً. لو كانت هناك أزمة سيولة حقيقية، لكان السهم قد هبط بنسبة 5-10% على الأقل — كما حدث مع شركات أخرى في المنطقة خلال أزمات سابقة.

الشركات التي تواجه ضغوطاً مالية — مثل ناس للطيران (الرمز 4264) في عام 2020 — تُظهر تقلبات واضحة في أسهمها، وتحذيرات من مديريها، وتصريحات رسمية عن إعادة هيكلة. لا شيء من هذا موجود في حالة طيران الإمارات.

لماذا تنتشر هذه الشائعة؟

الشائعة تبدو وكأنها محاولة لربط أي تغيير تشغيلي — مهما كان طفيفاً — بأزمة مالية. لكن في عالم الطيران، التغييرات في المسارات أو تعليق الرحلات المؤقتة أمر طبيعي، خاصة في منطقة تشهد تقلبات سياسية. في 2023، علّقت الشركة رحلات إلى 12 وجهة بسبب ارتفاع أسعار الوقود، لكنها لم تُقلص رواتب أحد — بل اعتمدت على تحسين كفاءة الوقود في الطائرات الجديدة.

الآن، مع ارتفاع الطلب على السفر من وإلى دبي، وزيادة عدد المسافرين بنسبة 18% مقارنة بعام 2023، لا يوجد منطق اقتصادي يبرر تخفيض التكاليف عبر إجازات بلا أجر. الموظفون هم جوهر الخدمة — وطيران الإمارات تعرف أن جودة الضيافة هي ما يميزها عن المنافسين.

ما الذي ينتظر الشركة في الأشهر القادمة؟

ما الذي ينتظر الشركة في الأشهر القادمة؟

في سبتمبر 2025، من المتوقع أن تطلق طيران الإمارات رحلات جديدة إلى ثلاث مدن جديدة في الهند، بالإضافة إلى ترقية أسطولها بطائرات A350-900 الجديدة. هذه الخطط تتطلب استثمارات ضخمة — وليس تقليل رواتب الموظفين.

الشركة تمتلك احتياطيات نقدية تقدر بـ 12.4 مليار درهم (حوالي 3.4 مليار دولار) وفقاً لأحدث تقاريرها المالية الصادرة في مارس 2025. هذا الرقم يكفي لتمويل عمليات التشغيل لأكثر من 18 شهراً حتى في أسوأ السيناريوهات. فكيف تُقرر شركة بهذا الحجم أن تُجبر طياريها على أخذ إجازات بلا أجر؟

الإجابة البسيطة: لا تفعلها. لأنها لا تحتاجها. والشائعة؟ مجرد ضجيج بلا أساس.

أسئلة شائعة

هل هناك أي تقارير رسمية تؤكد أزمة سيولة في طيران الإمارات؟

لا، لا توجد أي تقارير رسمية أو بيانات مالية تشير إلى أزمة سيولة. تقارير الشركة لعام 2025 تُظهر أرباحاً صافية بلغت 1.9 مليار درهم، واحتياطيات نقدية تزيد عن 12 مليار درهم. حتى تقارير الأسواق المالية في دبي وأبوظبي لم تُسجل أي تراجع في أسهم الشركة أو تحذيرات من مديريها.

لماذا يُقال إن الطيارين يتلقون إجازات بلا أجر؟

الادعاء ينبع من سوء فهم للإجراءات التشغيلية. عندما تُعلق رحلات بسبب ظروف أمنية، قد يُطلب من الطاقم الانتظار في المقر، لكنهم لا يُوقفون رواتبهم. في الواقع، وفقاً لعقد العمل الجماعي، يُدفع للموظفين راتبهم الكامل حتى في حالات تعليق الرحلات، لأنهم لا يزالون تحت تصرف الشركة.

ما الفرق بين طيران الإمارات وشركات الطيران الأخرى في المنطقة؟

بينما تعاني بعض شركات الطيران الإقليمية من ديون عالية ونقص في السيولة — مثل بعض الناقلين في تركيا أو لبنان — فإن طيران الإمارات تُعد من أقل الشركات ديوناً في العالم. هي تملك 170 طائرة من أحدث الطرازات، وتحصل على 80% من إيراداتها من الرحلات الدولية، ما يجعلها أكثر استقراراً من النموذج القائم على السفر المحلي.

هل يمكن أن تُفرض إجازات بلا أجر مستقبلاً؟

من غير المرجح. الشركة تُدرّب طيارين وأطقم ضيافة بعناية فائقة، وتستثمر فيهم سنوياً بآلاف الملايين. أي إجراء يُضعف هذا الاستثمار سيُضر بسمعتها العالمية. حتى في ذروة كورونا، لم تُوقف رواتب أحد — بل استخدمت إجازات مدفوعة وتحويلات داخلية.

كيف يمكن التحقق من صحة مثل هذه الشائعات؟

ابحث عن مصادر رسمية: تقارير الشركة السنوية، بيانات البورصة، أو بيانات وزارة الطيران. لا تثق بحسابات على تويتر أو فيسبوك. طيران الإمارات تُنشر بياناتها كل ثلاثة أشهر، وتُجيب على استفسارات المستثمرين مباشرة. أي تغيير كبير في سياسات الموظفين سيكون معلناً رسمياً، وليس مُشاعاً عبر رسائل غير موثوقة.

5 التعليقات
  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    يا جماعة، هذا الكلام عن إجازات بلا أجر كله ضجيج من حسابات مجهولة! طيران الإمارات عندها احتياطي نقدية يكفي لـ18 شهرًا، وطواقمها مش مرتاحة تروح تشتغل في مكان تاني، لأنها تعرف إن الشركة تقدرهم. لو كان فيه أزمة، كان السهم هايعمل كارثة، لكنه صامت زي البحر! التغييرات في الرحلات بسبب الوضع الأمني، مش بسبب قلة فلوس. خلينا نفرق بين الحقيقة والشائعات اللي بتنشر علشان تثير البلبلة.

    اللي بيقولوا إن الطيارين مبقاش يقبضوا، ده مفهوم خاطئ. العقد الجماعي واضح: حتى لو الطائرة ماتطيرش، الموظف لسه تحت تصرف الشركة، والراتب لسه واقف. مفيش شركة في العالم تخلّي طيارين متمرسين يجلسوا بلا راتب، خصوصًا لو عندها أسطول من أحدث الطائرات وزيادة في الطلب!

    في 2020، كورونا ضربت العالم، وطيران الإمارات ما قلّلتش راتب حد، بل نقلت الطواقم لمهام داخلية ودفعت رواتبهم كاملة. ده مبدأ، مش مجرد سياسة. والآن، مع توسعهم في آسيا وأفريقيا، أي حد يفكر إنهم هيعملوا تخفيف على الطواقم؟ ده ببساطة مجنون!

    اللي بيشكوا، اقرأ التقارير الرسمية، مش تويتر. الشركة بتُنشر بياناتها كل 3 شهور، والبورصة مش مخادعة. لو كان فيه مشكلة، كانت كل الصحف العالمية بتتكلم عنها. مش بس دبي، حتى لندن ونيويورك كانوا هيتابعوا. لكن الصمت ده أقوى من أي بيان.

    الشائعات دي مش بس خاطئة، ده تدمير للثقة في مؤسسة وطنية. طيران الإمارات مش مجرد شركة، ده رمز للإمارات. ومش عارف أقول إيه أكتر من كده.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعه انا شفتها على تويتر انو الطيارين محتاجين اجازات بدون راتب وقلت والله دي حقيقه بس لما شفت التفاصيل احسست بانه كلام فاضي بس
    الشركة دي مالهاش داعي تضيع فلوس على طاقمها، خصوصا وانها مازالت بتوسع وتشتري طائرات جديدة
    اول ما تسمع شي عن ازمة ماليه تروح تفحص السهم والبيانات السنويه، مش تصدق اي حد بيدور في المجموعات
    بس انا احب اقول انو طيران الامارات دايمًا تتعامل بذكاء، مش بس بفلوس، بس بعقل

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    أكيد، طيران الإمارات مش هتشتغل بالهوا، ولا تضيع طاقات بشرية بتُدرّب على مدى سنوات... دي شركة مهنية، مش ورشة صغيرة! الأرقام اللي مذكورة هنا - 12.4 مليار درهم احتياطي، 92% طاقة تشغيلية، توسع في آسيا وأفريقيا - كلها تقول إن الشركة مزدهرة، مش في أزمة. حتى لو ارتفع سعر الوقود أو حصل توتر إقليمي، هي عندها خطط احتياطية مُحكمة. لا إجازات بلا أجر، ولا تخفيضات، ولا حتى تلميحات! لو حصل أي تغيير، يُعلن رسميًا، مش يُشاع في صفحات مجهولة. الشائعات دي ممكن تكون مُبرمجة، علشان تُضعف ثقة الناس في المؤسسات الكبيرة. خلينا نثق في الأرقام، لا في التخمينات.

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا أقدر كل اللي بيتكلموا عن الأزمة، بس بسّطوا الموضوع شوية... طيران الإمارات مش شركة عادية، دي مؤسسة وطنية بسياستها وثقافتها. لو جربت تتخيل نفسك طيار أو مضيفة عند غيرها، هتلاقيهم يخلصوا منك بسهولة، لكن هنا، أنت جزء من العائلة. حتى في كورونا، ما حدش فقد راتب. ده مش بس تصرف مالي، ده تفكير استراتيجي. الموظف اللي يقدر يقدر، يخدم بحب، وبيبقى مخلص. أي شركة تفكر تقلل رواتب طواقمها، بتخسر أهم أصل عندها: الثقة والجودة. وطيران الإمارات عندها 170 طائرة، ومستمرة تشتري، فكيف تقلل من طواقمها؟! ده معاكس للمنطق. الشائعات دي ممكن تكون من حاسدين، أو من ناس محتاجين يبرروا مشاكلهم الشخصية. خلينا ندعم الواقع، مش الشائعات.

  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا ريت نركز على الإيجابي! طيران الإمارات بتنمو، بتوسع، وبتدعم طواقمها، وده يخلينا نفخر! أي حد يشوف شائعة، يرجع يقرأ التقرير الرسمي، مش ينشرها من غير تحقق. أنا فخورة بإننا عندنا شركة كده في المنطقة، تقدر تواجه التحديات وتبقى أقوى! كفوا عن التقليل من قيمتها، وابدأوا تدعموا التميز!

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*