مباريات العرب تتصدر المشهد: حكم غواتيمالي يدير مواجهة المغرب والسعودية في كأس العرب

مباريات العرب تتصدر المشهد: حكم غواتيمالي يدير مواجهة المغرب والسعودية في كأس العرب

في لحظة تجمع فيها الحماسة الرياضية بالحساسية السياسية، سيقود الحكم الغواتيمالي ماريو إسكوبار مواجهة حاسمة بين المغرب والسعودية في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات بكأس العرب، الاثنين 7 ديسمبر 2025، الساعة 6 مساءً بتوقيت وسط أوروبا. المباراة، التي تُلعب في ملعب غير مُعلن لكنه على الأرجح في قطر، ليست مجرد مباراة كرة قدم — بل هي اختبار لثقة المغرب في عدالة التحكيم بعد تجربة مؤلمة في كأس العالم 2022.

لماذا هذه المباراة مختلفة؟

المغرب لا يحتاج سوى إلى تعادل لضمان التأهل إلى ربع النهائي، بينما السعودية تسعى لانتصارٍ يُعيد لها زمام المبادرة في المجموعة. لكن ما يُميز هذه المواجهة ليس فقط المراكز في الجدول، بل التوتر المتصاعد حول قرارات التحكيم. فبعد أن خسر المغرب أمام فرنسا في نصف نهائي كأس العالم 2022 بقرارين مثيرين للجدل — أحدهما رفض مُبرر لركلة جزاء، والآخر تجاهل من قبل نظام الفيديو — أرسل الاتحاد المغربي شكوى رسمية إلى فيفا، واصفًا القرارات بـ"الواضحة" ومتهمًا نظام الفيديو بـ"الصمت المُخيب". هذه الذكريات لا تزال حية في أذهان الجماهير، وخصوصًا مع تواجد فريق تحكيم خارج منطقتين جغرافيتين — أمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا — وهو ما يُثير تساؤلات حول الحياد.

فريق التحكيم: مزيج دولي مُصطنع؟

إسكوبار، الذي يُدير المباريات منذ 2013، سيُسانده في الخطوط جاروهه الغواتيماليان لويس فينتورا وهومبرتو بانخوج، بينما سيقود الفريق الاحتياطي التشيلي كريستيان غاراي كحكم رابع، وخوسيه ريتامال كحكم احتياطي. أما في غرفة الفيديو، فسيقود الفريق الأوروجوائي أنطونيو غارسيا، مدعومًا بالسويسري فدياي سان. هذا التوزيع يُظهر سياسة فيفا المعتادة: تجنّب تعيين حكام من نفس القارة أو الاتحادات المشاركة، لكنه في هذه الحالة يخلق توترًا إضافيًا. فالجمهور المغربي، الذي رأى كيف تُهدر فرصه في كأس العالم بسبب "الصمت الإلكتروني" للفيديو، سيُراقب كل حركة من غارسيا بعينٍ مُترقبة.

السعودية: منافسٌ لا يُستهان به

السعودية، التي تُدار منظومتها الكروية من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة ياسر الميشر، ليست فريقًا عاديًا. ففي موسم 2022/2023، كان حكام الدوري السعودي مثل محمد البريدي ورايد الزهري يُديرون مباريات بمستوى عالٍ، لكن هذه المواجهة تختلف. السعودية تملك نجومًا يلعبون في أوروبا، وحماسًا جماهيريًا يُشبه ذروة كأس العالم 2022. ورغم أن مبارياتها في كأس العرب لم تكن مثالية، إلا أنها تملك ميزة التوازن والانضباط التكتيكي. وربما تكون معركتها مع المغرب هي الأصعب في مسيرتها في البطولة.

الخلفية: عندما تصبح كرة القدم سياسة

المغرب لم يكن مجرد مُتنافس في كأس العالم 2022 — بل كان رمزًا. أول دولة إفريقية وعربية تصل إلى نصف النهائي. هذا الإنجاز لم يُكتب فقط على واجهات المدن، بل دخل في كتب التاريخ. والآن، في كأس العرب، يسعى الفريق لتأكيد أنه لم يكن صدفة. لكن كل قرار تحكيمي يُصبح الآن مُحاكمة. في 2022، شكّى المغرب من عدم تطبيق قانون ركلة الجزاء في مواجهة إسبانيا. وفي مواجهة فرنسا، رفضت غرفة الفيديو مطالبةً واضحة بكرة جزاء. هذه التجارب لم تُنسَ. بل تُستخدم كمرجعية في كل مباراة كبيرة.

ماذا يحدث إذا انتصر المغرب؟

إذا فاز المغرب أو تعادل، فسيكون أول فريق يتأهل من المجموعة، وسيرتفع معنويات الجماهير إلى أقصى حد. لكن إذا خسرت السعودية، فسيكون ذلك خيبة كبيرة — خاصة مع توقعات أن تكون منافسًا قويًا على اللقب. وربما تُصبح هذه المباراة مقياسًا لمستقبل كأس العرب: هل ستبقى بطولة رمزية؟ أم ستتحول إلى مسرح لصراعات حقيقية بين قوى عربية؟

ما الذي لا نعرفه؟

التفاصيل الدقيقة عن الملعب غير مُعلنة. هل سيكون في الدوحة؟ أم في مدينة أخرى؟ أيضًا، لم يُذكر ما إذا كانت هناك مراقبة إضافية من فيفا على أداء الفريق التحكيمي — وهو أمر معتاد في المباريات الحساسة. لكن الأهم: هل سيُسمح للفيديو بالتدخل إذا رأى خطأً واضحًا؟ أم سيُكرر نفس "الصمت" الذي أثار غضب المغرب؟

أسئلة شائعة

لماذا تم تعيين حكم غواتيمالي وليس من إفريقيا أو آسيا؟

فيفا تطبق سياسة الحياد الجغرافي في المباريات الحساسة، لتجنب أي تهمة بالتحيز. المغرب ينتمي للاتحاد الإفريقي، والسعودية للآسيوي، لذا تم اختيار حكم من الكونكاكاف — وهي منطقة لا علاقة لها بالفريقين. هذا معيار قديم، لكنه يُثير جدلاً عندما يكون الفريق المُستهدف حساسًا لقرارات التحكيم، كما هو الحال مع المغرب بعد تجربة كأس العالم.

هل هناك احتمال أن تُلغى نتيجة المباراة بسبب تدخل الفيديو؟

لا يمكن إلغاء نتيجة المباراة إلا إذا ثبت خطأ جسيم في قرار تحكيمي مباشر — مثل ركلة جزاء مرفوضة أو هدف مسجل بعد خطأ واضح لم يُصحح. لكن فيفا لا تُعيد النظر في النتائج بعد انتهاء المباراة، حتى لو تبين لاحقًا أن هناك خطأ. ما يُهم هو أن يكون الفريق التحكيمي مُراقبًا بصرامة، وهذا ما يُتوقع في هذه المباراة.

كيف ردّ الاتحاد السعودي على تعيين هذا الفريق التحكيمي؟

حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الاتحاد السعودي. لكن مصادر داخلية تشير إلى أنهم يثقون بمعايير فيفا، ويركزون على التحضير للعبة فقط. هذا يختلف عن الموقف المغربي، الذي يُظهر حساسية ملحوظة. ربما لأن السعودية لم تُعاني من خسائر مُثيرة للجدل في مباريات حاسمة مؤخرًا، كما فعل المغرب.

ما تأثير هذه المباراة على مستقبل كأس العرب؟

إذا اتسمت المباراة بالانضباط والشفافية، فقد تُعيد بناء الثقة في البطولة. لكن إذا ظهرت خلافات تحكيمية، فسيُعاد النظر في هيكل البطولة. كأس العرب تُعتبر منصة لتعزيز الوحدة العربية، لكنها تُصبح مسرحًا للصراعات إذا لم تُدار بشفافية. الجماهير العربية تراقب — وستُحاسب.

4 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، الحكم الغواتيمالي مش بس غريب، هو زي ما تيجي تطلب بيتزا وتلاقي الشيف من كندا! فيفا بتحاول تكون عادلة، بس لما تكون العدالة تشبه التخبط في الظلام، الناس بتقلق. المغرب خسر بسبب صمت الفيديو، والآن يلاقي حكم من أمريكا الوسطى؟ خلينا نقول الحقيقة: ما فيش حكم محايد، بس في حكم مُخادع بسياسته. لو كان الحكم من المغرب أو السعودية، كان هينفع؟ لا، بس كان ممكن نقول إن التحيز واضح. هنا التحيز مخفي، وده أخطر.
    اللي بيحصل مش مباراة كرة، ده محاكمة لمنظومة كروية فاشلة.

  • Majd kabha
    Majd kabha

    التحكيم مش مشكلة، المشكلة إننا بنحول كل مباراة لمحاكمة سياسية. كرة القدم تجمع، مش تفرق.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    التحليل الجيوسياسي للتحكيم الكروي يكشف عن هيكلية تحيز منهجي ضمن منظومة الكونكاكاف-الكونميبول-الاتحاد الأوروبي، حيث يتم تفويض المهام التحكيمية خارج نطاق الاتحادات المتنازعة كآلية تخفيف توترات الهوية الجماعية. لكن هذه الآلية، رغم كونها رياضية من حيث التصميم، تفشل في معالجة البُعد العاطفي-الثقافي للجماهير، مما يُولّد ما يُعرف بـ"الإدراك التحكيمي المُضطرب"، وهو ظاهرة نفسية جماعية تُعزز من تأويل القرارات كمؤامرة، حتى لو كانت مُبررة تقنيًا. المغرب يعيش حالة من "الصدمات التحكيمية المتراكمة"، بينما السعودية تُمارس تجنبًا استراتيجيًا للإشكالية، مما يُظهر فرقًا في نمط التفاعل مع المؤسسات الكروية العالمية.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    الله يهديهم، الحكم الغواتيمالي ده هيعمل إيه لو شاف لاعب مغربي يبكي على أرض الملعب؟ هيعمل إيه لو شاف لاعب سعودي يركض كأنه بيدوس جمر؟ هيعمل إيه لو شاف جمهور يصرخ كأنه بيحارب حرب؟

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*