إنتر ميلان يُعيّن كريستيان كيفو مدرباً جديداً بعد رحيل إنزاجي ويفوز بـ2-0 على لاتسيو
في لحظة حاسمة لمستقبل أحد أعرق أندية أوروبا، أعلن إنتر ميلان رسمياً تعيين المدرب الروماني كريستيان كيفو (44 عاماً) كمدير فني جديد للنادي، خلفاً للإيطالي سيموني إنزاجي، الذي غادر بعد خلاف غير متوقع على تجديد العقد، ليُوقِّع على عقد مع الهلال السعودي في سبتمبر 2024 — لكنه فسخه قبل انتهاء الموسم. التغيير، الذي كشف عنه في 9 نوفمبر 2025، لم يكن مجرد تبديل مدرب، بل إعادة تجميع لروح نادي يسعى لاستعادة هيمنته على إيطاليا وأوروبا. وكأن القدر أراد أن يُعيد كيفو إلى حيث بدأ: ملعب جوزيبي مياتزا، حيث لعب كلاعب من 2007 إلى 2013، ثم تدرج في أكاديمية النادي، قبل أن يُقدَّم كـ"الابن العائد".
عودة الابن المُحبّب
كيفو ليس غريباً على إنتر. لقد نشأ في أروقته، وترعرع في أكاديمية النادي، وقاد فريق تحت 19 عاماً إلى لقب الدوري الإيطالي في 2022-2023 — إنجاز نادر لفريق شاب في عصر يهيمن عليه المال والنجوم. لكنه لم يُعطَ فرصة حقيقية حتى فبراير 2024، حين تولى تدريب بارما في الجولة الـ26، والفريق يغرق في المركز الـ18، على حافة الهبوط. ما فعله بعد ذلك كان مذهلاً: من 10 نقاط في 25 مباراة، إلى 38 نقطة في 38 مباراة. أنقذه من السقوط، بأسلوب مرن، بضغط عالٍ، وبتنظيم دفاعي مذهل. لم يكن نجاحاً صدفة. كان تخطيطاً.
البداية المثالية: 2-0 على لاتسيو
في أول مباراة رسمية له كمدرب لإنتر، في 9 نوفمبر 2025، واجه كيفو فريقاً كبيراً: لاتسيو. لم يُخَفِّف من وتيرة المباراة، لم يُجرب، لم ينتظر. بدأ بضغط عالي، وسريع، ودقيق. في الدقيقة الثالثة، سجّل لاوتارو مارتينيز هدفاً مباغتاً من تمريرة متقنة. وفي الدقيقة 62، أضاف أنجي يوان بوني الهدف الثاني، بعد تمريرة خلف الدفاع. النتيجة: 2-0. الملعب: ممتلئ. الجمهور: مُذهَل. كيفو، في المؤتمر الصحفي، قال: "سعيد للغاية بالعودة إلى المنزل"، وأضاف: "الفريق لديه مزيج مثالي من الخبرة والشباب، وأهدف إلى الحفاظ على مكانتنا التنافسية في جميع البطولات". لم يُبالغ. لم يُبالغ. فقط قال الحقيقة.
الجدول الزمني: من التفاوض إلى التتويج
- 5 سبتمبر 2024: إنزاجي يُجَدِّد عقده مع إنتر حتى 2025.
- أواخر أكتوبر 2025: مفاوضات مكثفة بين إنتر وكيفو، بعد فشل التفاوض مع سيسك فابريجاس.
- 8 نوفمبر 2025: فابريزيو رومانو يُؤكد توصل الطرفين لاتفاق.
- 9 نوفمبر 2025: الإعلان الرسمي، وفوز إنتر 2-0 على لاتسيو.
- 23 نوفمبر 2025: ديربي ميلان ضد ميلان.
- 26 نوفمبر 2025: مواجهة أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال.
الترتيب والتحديات القادمة
بعد فوز 9 نوفمبر، يتصدر إنتر ميلان جدول الدوري الإيطالي بـ24 نقطة، متفوقاً على روما بفارق الأهداف. ميلان ونابولي يحتلان المركزين الثالث والرابع بـ12 نقطة فقط — أي أن الفارق بين الصدارة والمركز الرابع هو 12 نقطة. لكن الأرقام لا تُخبر القصة كاملة. التحدي الحقيقي قادم: ديربي ميلان، الذي يُعدّ أقسى اختبار نفسي وتقني لأي مدرب جديد. ثم أتلتيكو مدريد، فريق يُعرف بصرامته، ودفاعه القوي، وخبرته في مباريات الذهاب والإياب. كيفو لم يُدرّب فريقاً كبيراً من قبل — لكنه درّب فريقاً كان على وشك الهبوط، وحوّله إلى فريق يُقاتل على البقاء. هل يستطيع أن يحوّل فريقاً يُقاتل على البطولة؟
الخلفية: لماذا رحل إنزاجي؟
سيموني إنزاجي، الذي تولى تدريب إنتر في يونيو 2021، قاد الفريق إلى لقبين في كأس إيطاليا، واثنين في الكأس السوبر، ووصل إلى نهائي دوري الأبطال في 2024 — خسارة موجعة أمام مانشستر سيتي. لكنه، رغم النجاح، لم يُرضِ إدارة النادي من حيث الأسلوب. كان يُفضّل التكتيك الدفاعي، ويعتمد على التحويلات السريعة، لكنه لم يُطوّر اللعب من الخلف. في المقابل، كيفو يُحبّ الكرة المدروسة، والضغط العالي، والتحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم. التغيير لم يكن فقط في الشخص، بل في الفلسفة.
ما الذي ينتظر إنتر؟
النادي يخطط لبناء ملعب جديد بالقرب من جوزيبي مياتزا بين 2027 و2031 — وهو مشروع يُكلف مليارات اليوروهات. لكن قبل ذلك، يحتاج الفريق إلى استقرار. استقرار في المدرب، في اللاعبين، في الرؤية. كيفو، رغم شبابه، يملك خبرة داخلية لا تُقدّر بثمن. يعرف طريقة عمل النادي، يعرف ثقافة الملعب، يعرف ما يريده الجماهير. لكنه لا يملك تجربة في قيادة فريق في مواجهات كبرى. هذه هي المهمة.
أسئلة شائعة
لماذا تم اختيار كريستيان كيفو على سيسك فابريجاس؟
رغم أن فابريجاس كان مرشحاً قوياً، إلا أن إدارة إنتر ميلان اعتبرت أن كيفو يمتلك ميزة فريدة: تجربته الداخلية كلاعب ومدرب شاب في الأكاديمية. كما أن نجاحه في إنقاذ بارما من الهبوط أثبت قدرته على إدارة الضغط، وهو ما يُعدّ أكثر أهمية من سمعة فابريجاس كلاعب سابق. المفاوضات مع فابريجاس استمرت أسبوعين، لكنها انتهت دون اتفاق بسبب اختلاف في الرؤية التدريبية.
كيف يؤثر تغيير المدرب على لاعبي إنتر الحاليين؟
اللاعبون، خاصةً لاوتارو مارتينيز وآنخيل يوان بوني، أظهروا ترحيباً كبيراً بأسلوب كيفو، الذي يُفضّل اللعب السريع والضغط العالي — وهو ما يناسب مهاراتهم. لكن بعض اللاعبين الذين تعودوا على التكتيك الدفاعي لإنزاجي، مثل ماركو فيراتي، قد يواجهون صعوبة في التكيف. التحول ليس سهلاً، لكن النتائج المبكرة تشير إلى تقبّل جيد من الفريق.
ما هي أهداف كيفو مع إنتر ميلان؟
كيفو أعلن هدفين رئيسيين: الحفاظ على الصدارة في الدوري الإيطالي، والوصول إلى نهائي دوري الأبطال. لكنه أضاف أن هدفه الأكبر هو إعادة بناء "هوية إنتر" — فريق يلعب كرة قدم جذابة، ويعتمد على الشباب، ويتقن التحويلات السريعة. هذا يختلف عن عهد إنزاجي، الذي كان يُركّز على التوازن الدفاعي. التحول يُعدّ جريئاً، لكنه ضروري لجذب الجماهير والرعاة.
هل يمكن لإنتر ميلان الفوز بدوري الأبطال هذا الموسم؟
الفرصة موجودة، لكنها صعبة. إنتر يواجه أتلتيكو مدريد في دور المجموعات، وهو فريق يُصعب على أي فريق الفوز عليه خارج ملعبه. لكن إذا نجح كيفو في تثبيت التشكيلة، وتحقيق نتائج جيدة في الدوري، فقد يُصبح الفريق مرشحاً حقيقياً. الفوز على لاتسيو ورفع الرصيد إلى 24 نقطة يُعدّ بداية قوية، لكن التحدي الحقيقي يبدأ بعد التوقف الدولي.