خيمينيز يُنقذ أتلتيكو مدريد بهدف قاتل ضد إنتر ميلان في دوري الأبطال
في لحظة تجمع فيها الحظ والعمل الجاد، عاد خوسيه ماريا خيمينيز من الإصابة ليس فقط ليشارك، بل ليُحرز هدف الفوز في الدقيقة 93، ويقلب توقعات الجميع في ملعب ميتروبوليتانو. لم يكن مجرد عودة — كان انتصارًا نفسيًا لفريق كان يعاني من تذبذب في الأداء الأوروبي، وضد خصم يملك تاريخًا طويلًا في التحول من الهزيمة إلى التتويج. المباراة، التي جرت في 27 نوفمبر 2025، لم تكن مجرد مباراة في دوري الأبطال، بل كانت اختبارًا لروحية أتلتيكو مدريد في موسم يُعد الأصعب منذ سنوات.
عودة المدافع بعد غياب طويل
لم يكن خيمينيز قد شارك في أي مباراة رسمية منذ أغسطس الماضي، بعد إصابة عضلية أبعدته عن الملاعب لأكثر من ثلاثة أشهر. لكن هذا الأسبوع، شوهد وهو يتدرب مع الفريق بشكل طبيعي — دون قيود، دون تردد. وبحسب تقارير أس، فقد تجاوز الاختبارات الطبية بسهولة، وتم إدراجه في التشكيلة الأساسية من قبل المدرب دييجو سيميوني، الذي لم يُخفِ إعجابه بـ"القدرة على الصمود" التي يمتلكها اللاعب. "هو ليس مجرد مدافع. هو رمز لروح الفريق"، قال سيميوني في المؤتمر الصحفي قبل المباراة. وعندما سُئل إن كان يخشى أن يُعاد إصابته، أجاب: "إذا كان قلبه يقاتل، فجسده سيتبعه. هذا هو خيمينيز".
الهدف الذي غير كل شيء
كانت المباراة تسير على وتيرة متوترة. أتلتيكو مدريد فتح التسجيل بفضل جوليان ألفاريز في الدقيقة 9، لكن إنتر عاد بقوة، وتعادل عبر بيوتر زيلينسكي في الشوط الثاني. بقي الفريق الإسباني مُحاصَرًا في منتصف الملعب، وبدا أن الكرة لن تصل إلى شباك إنتر ميلان. لكن في الدقيقة 90+3، بعد ركنية من خوسيه ماريا خيمينيز، ارتفع كالصقر، ورَأسه كان أدق من أي مطرقة — هدف، وصمت الملعب، ثم انفجار.
لم يكن مجرد هدف. كان تأكيدًا أن أتلتيكو لا يُهزم حين يُؤمن بقيمة التحمل. بعد المباراة، احتضن زملاؤه خيمينيز، وانهمرت التحية من الجماهير التي لم تهدأ منذ أن سمعت صوت الصفارة النهائية. "هذا الهدف سيُذكر في متحف النادي"، قال أحد مشجعي الفريق لـموندو ديبورتيفو، وهو يمسح دموعه.
الخلافات التي تُبنى على الاحترام
لكن ما جعل المباراة أكثر عمقًا لم يكن فقط الهدف، بل العلاقة بين المدربين. دييجو سيميوني وسيموني إنزاغي يرتبطان بذكريات من عهد المدرب الإيطالي في إنتر، حيث كان سيميوني يلعب كلاعب، وإنزاغي كمدرب مساعد. "كان يُعلّمني أن الكرة ليست مجرد تمريرات، بل هي تفكير، وانضباط، وروح"، قال سيميوني بعد المباراة. "إنزاغي يحمل هذا الوراثة. إنتر اليوم هو ثمرة عمله".
لكن إنزاغي لم يكن متحمسًا. "أحترم أتلتيكو، لكننا أخطأنا في اللحظات الحاسمة. لم نكن حاضرين كفريق"، قال بعد خسارة الفريق الذي لا يزال في المركز الرابع برصيد 12 نقطة، بينما يبقى أتلتيكو في المركز الثاني عشر بـ9 نقاط — أي أنه بحاجة لنتيجة إيجابية في الجولة القادمة لضمان التأهل.
الاهتمام بلوتارو: خطة طويلة الأمد
بينما كانت الجماهير تحتفل، كانت تقارير من كالتشيو ميركاتو تشير إلى أن أتلتيكو مدريد يُتابع بجدية انتقال لوتارو مارتينيز من إنتر ميلان. المهاجم الأرجنتيني، الذي كان قد انتقل إلى إنتر في 2019، يُعد من أفضل المهاجمين في أوروبا، وسجل 18 هدفًا في جميع المسابقات هذا الموسم. ورغم أن إنتر يرفض بيعه، إلا أن أتلتيكو يُعد خطة مالية تشمل 60 مليون يورو + مشاركة في تبادل لاعبين، وفقًا لمصادر داخل النادي.
هذا الاهتمام ليس عابرًا. فبعد سنوات من الاعتماد على مهاجمين متقاعدين مثل جريزمان، يسعى أتلتيكو لبناء جيل جديد — جيل يجمع بين القوة الجسدية، والذكاء التكتيكي، والانتماء. لوتارو، الذي يحمل نفس الدم الأرجنتيني الذي يحمله ألفاريز وخيمينيز، قد يكون الحل.
ما الذي ينتظر الفريقين؟
الجولة السادسة من دوري الأبطال تُقام في ديسمبر 2025، حيث سيستضيف إنتر ميلان أتلتيكو مدريد في ملعب سان سيرو. إذا خسر أتلتيكو، فسيُخرج من المنافسة. وإذا فاز، فسيكون في المركز الثالث، وينضم إلى المتصدرين في الدور القادم. لكن الأهم من النتيجة، هو ما يُبنى داخل الفريق: ثقة، روح، وانتماء.
لماذا رفض إنتر ميلان التدريب في مدريد؟
لم يكن رفض إنتر ميلان التدريب في ملعب أتلتيكو مدريد مفاجأة. فقد فعلوا الشيء نفسه في 2024، قبل خسارة ركلات الترجيح 3-2. المبرر؟ "التركيز على الراحة النفسية والبيئة المألوفة"، وفقًا لمسؤولي الفريق. لكن في كرة القدم، لا تُبنى الأبطال في المراكز التدريبية، بل في الملاعب التي تُحفر فيها الذكريات. وفي ميتروبوليتانو، حُفر اسم خيمينيز في قلب التاريخ.
أسئلة شائعة
كيف أثر هدف خيمينيز على فرص أتلتيكو مدريد في التأهل؟
الهدف قلب المعادلة تمامًا. قبل المباراة، كان أتلتيكو مدريد في المركز الثاني عشر بـ9 نقاط، وبحاجة لفارق 3 نقاط على الأقل لضمان التأهل. الآن، مع 12 نقطة، يصبح الفريق في مواجهة مباشرة مع إنتر ميلان في الجولة القادمة — حيث الفوز يعني التأهل، والخسارة تعني الوداع. هدف خيمينيز لم يُغير النتيجة فقط، بل أعاد الأمل.
لماذا يُعتبر خوسيه خيمينيز رمزًا لأتلتيكو مدريد؟
خيمينيز لعب مع الفريق منذ 2013، وشارك في 430 مباراة، وفاز معه بـ3 بطولات دوري أوروبا، و2 كؤوس إسبانيا. لكنه الأهم لأنه يمثل روح سيميوني: لا يهرب، لا يُعبّر، لكنه يُقاتل حتى آخر ثانية. في عصر يُقدّس النجوم المُبهرة، هو المدافع الصامت الذي يُنقذ الفريق بجسده وعقله.
ما علاقة لوتارو مارتينيز بأتلتيكو مدريد؟
لوتارو مارتينيز يُعدّ الهدف الاستراتيجي الثاني لأتلتيكو هذا الموسم، بعد جوليان ألفاريز. كلاهما أرجنتيني، كلاهما مهاجم قاتل، وكلاهما يمتلك نفس الطريقة في التحرك داخل المنطقة. إذا انتقل، فسيكون تكملة لمشروع سيميوني: فريق يعتمد على القيمة، لا على الشهرة. التكلفة قد تصل لـ60 مليون يورو، لكنها استثمار طويل الأمد.
لماذا يرفض إنتر ميلان التدريب في ملعب أتلتيكو؟
السبب ليس تقنيًا، بل نفسيًا. إنتر يخاف من "الضغط النفسي" الذي يُمارسه ملعب ميتروبوليتانو، حيث الجماهير تُلهب الفريق الإسباني، وتُخيف الخصوم. في 2024، خسروا بعد ركلات الترجيح، والآن يفضلون التدريب في إيطاليا لتجنب أي تأثيرات خارجية. لكن هذا يُظهر خوفًا — وهو ما يُضعف الفريق أكثر من أي شيء.
هل يمكن أن يُحقق أتلتيكو مدريد مفاجأة في دوري الأبطال هذا الموسم؟
نعم، لكن بشرط واحد: أن يحافظوا على نفس الروح التي أظهرها خيمينيز. الفريق لا يملك تشكيلة مثالية، لكنه يملك إرادة. إذا فازوا على إنتر في الجولة القادمة، وحققوا نتائج جيدة في الدوري الإسباني، فسيكونون من أبرز المرشحين للوصول للدور نصف النهائي — وهو ما لم يحدث منذ 2021.