لامين يامال يسجل هدفًا حاسمًا لبرشلونة ضد أولمبياكوس ويرفع رصيده إلى 25 مباراة في دوري الأبطال
في ليلة ملتهبة على ملعب مونتجويك، لم يكن مجرد فوز بنتيجة 3-1 هو ما أثار الجماهير، بل كان لحظة وُلِد فيها أسطورة شابة أمام عيني العالم. لامين يامال، اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا، سجّل الهدف الثالث لـ نادي برشلونة في الدقيقة 68 من ركلة جزاء، بعد عودة الحكم إلى تقنية الفيديو (VAR)، ليُنهي معركة شرسة ضد أولمبياكوس في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا 2025-2026. لكن الأهم؟ هذا الهدف جعل برشلونة يسجل هدفه الـ49 على التوالي في المباريات الرسمية — رقم قياسي لم يُحقق منذ عقود. وها هو يامال، الذي لم يكمل بعد عامه الثامن عشر، يصبح أحدث لاعب يصل إلى 25 مباراة في دوري الأبطال، بعد أن سجّل أول أهدافه في الموسم الحالي ضد رايو فاليكانو.
البداية القوية.. وفخاخ أولمبياكوس
بدأ برشلونة المباراة كأنه يلعب في ملعبه، وليس في ملعبه فقط، بل في قلوب الجماهير. في الدقيقة السابعة، سجّل فيرمين لوبيز الهدف الأول، بعد تمريرة ذكية من وسط الملعب، وضربة قوية مرت بجانب حارس أولمبياكوس. لم يمرّ وقت طويل حتى أضاف لوبيز الهدف الثاني في الدقيقة 39، مُستغلًا خطأ دفاعيًا من الطرف الأيمن. لكن أولمبياكوس، الذي يُعرف بصرامته الدفاعية، لم يُنهِ المباراة قبل أن يردّ. أيوب الكعبي، لاعب الفريق اليوناني، سجّل ركلة جزاء في الدقيقة 52، بعد تدخل قاسٍ من مدافع برشلونة على مهاجم يوناني داخل منطقة الجزاء. كانت النتيجة 2-1، والجمهور في مونتجويك يتنفس بقلق.الهدف الذي يُعيد التوازن.. ويجعل التاريخ يُكتب
في الدقيقة 68، تغيّر كل شيء. مهاجم برشلونة يُحاول التمرير إلى يامال، لكن مدافع أولمبياكوس يُمسك بقميصه. الحكم يُشير إلى ركلة جزاء. التردد في الملعب كان ملموسًا. هل سيُخطئ يامال؟ هل سيُضيع فرصة تاريخية؟ لا. أخذ الكرة، تراجع خطوة واحدة، ثم أطلقها بزخم مذهل إلى الزاوية العليا اليمنى — الحارس لم يتحرك. لم يُهتز الشباك، بل ارتجّت. لم يكن مجرد هدف. كان رسالة: الجيل الجديد لا ينتظر دوره، بل يصنعه. وفقًا لتعليق عربي على موقع بطولات: "Smooth as always from Levin. And Barcelona have their two goal cushion back" — تعبير بسيط، لكنه يحمل كل شيء.الجدران الدفاعية.. ومحاولة إيقاف النهر
أولمبياكوس، الذي يُدربه جورجوس دونيس، لم يُخفِ نواياه. لاعبوه تخلّوا عن التكتيك، وتحولوا إلى جدران حية. ركلوا الكرة خارج الملعب، وسقطوا على الأرض بقصد إعاقة التمريرات، وحاولوا تفتيت أي حركة هجومية. حتى أن معلقًا على يوتيوب وصفهم بـ"الكلاب التي تُطارد الفأر بدلًا من مطاردته". لكن برشلونة، تحت قيادة المدرب إيزكيل غارايتشوا، لم يُفقد تركيزه. كان يلعب بثقة، كأنه يعرف أن الكرة ستصل إلى يامال في النهاية — لأنها دائمًا تصل.إحصائيات لا تُصدق.. ومستقبل يبدأ الآن
- برشلونة سجّل 49 هدفًا متتاليًا في المباريات الرسمية منذ مارس 2025 — أطول سلسلة في تاريخ النادي. - يامال أصبح أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يصل إلى 25 مباراة في دوري الأبطال. - هو أول لاعب يُسجل في 5 مباريات متتالية في دوري الأبطال قبل بلوغه 18 عامًا. - في 2025، سجّل يامال 12 هدفًا في جميع المسابقات، 7 منها في دوري الأبطال. - أولمبياكوس، الذي تأسس عام 1925، لم يفز على برشلونة في أي من المواجهات الثلاث السابقة.السؤال الآن: هل يامال سيصبح أول لاعب يفوز بجائزة بوشكاش لعام 2025 بعد أهدافه المميزة؟ لم يُعلن بعد، لكن المُشاهدون في مونتجويك يُصرّون على أن الهدف الذي سجّله — بزخمه، بدقته، ببروده — يستحقها. حتى أن بعض المعلقين بدأوا يُقارنونه بـليونيل ميسي في سنّه، لكن يامال لا يريد المقارنات. يقول في مقابلة قصيرة بعد المباراة: "أنا فقط ألعب كرة القدم. الأهداف تأتي من التدريب، لا من الكلام".
ما الذي ينتظر برشلونة بعد هذا الفوز؟
الفوز رفع برشلونة إلى صدارة المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، متفوقًا على أولمبياكوس (3 نقاط) وفريقين آخرين. المواجهة القادمة، في الجولة الرابعة، ستكون يوم 4 نوفمبر 2025، عندما يواجه برشلونة فريقًا أوروبيًا كبيرًا خارج ملعبه. لكن الأهم؟ يامال سيُشارك في مباراة رسمية أخرى في 29 أكتوبر، في الدوري الإسباني ضد إشبيلية — وهو ما يعني أنه قد يُسجل هدفه الـ50 لبرشلونة هذا الموسم قبل نهاية العام.خلفية تاريخية: ناديان، حضارتان
برشلونة، الذي تأسس في 29 نوفمبر 1899، ليس مجرد نادٍ. إنه رمز لكاتالونيا، وصوت للحرية، ومحفّز لآلاف الشباب في إسبانيا وأمريكا اللاتينية. أولمبياكوس، المُؤسّس في 10 مارس 1925 في بيرايوس، هو العملاق اليوناني — صاحب 47 لقبًا محليًا، ومرشح دائم للمنافسة في أوروبا. لكن اليوم، لم يكن الحديث عن التاريخ. كان الحديث عن لاعب عمره 17 عامًا، وكرة، وشباك.أسئلة شائعة
كيف أثر هدف يامال على فرص برشلونة في التأهل لدور الـ16؟
الهدف ساعد برشلونة على ترسيخ صدارته في المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، وهو ما يعني أنه يمتلك ميزة كبيرة في التأهل. حتى لو خسر مباراتيه القادمتين، فإن فارق الأهداف الإيجابي (+14) وعدد الأهداف المسجلة (13) يضمنان له مكانًا في دور الـ16، ما لم يُحقق فريق آخر فوزًا ساحقًا بنتيجة 7-0 أو أكثر.
لماذا يُعتبر لامين يامال أسطورة شابة في أوروبا؟
يامال هو أول لاعب يُسجل في 5 مباريات متتالية في دوري الأبطال قبل بلوغه 18 عامًا، وأصغر لاعب يصل إلى 25 مباراة في المسابقة. كما أنه سجّل 12 هدفًا هذا الموسم، وأظهر نضجًا تكتيكيًا نادرًا في مواجهة فرق تُركز على التكتيك الدفاعي. خبراء في الاتحاد الأوروبي يصنّفونه ضمن أفضل 5 مواهب شابة في العالم، مع احتمال تجاوزه أداء ميسي في سنّه.
هل يمكن أن يفوز يامال بجائزة بوشكاش؟
نعم، هناك احتمال قوي. جائزة بوشكاش تُمنح لأجمل هدف في العام، ويامال سجّل هدفين مميزين هذا الموسم: أحدهما ضد رايو فاليكانو بتمريرة من خلف الملعب، والآخر ضد أولمبياكوس بزخم ودقة نادرين. لجنة التحكيم تُقيّم الأهداف بناءً على الصعوبة والجمال، وهو يملك كلا العنصرين. التصويت يبدأ في يناير 2026.
ما تأثير هذا الفوز على سوق الانتقالات؟
الأندية الأوروبية الكبرى، مثل مانشستر سيتي وريال مدريد، تتابع يامال عن كثب. لكن برشلونة أكّدت أن عقده الجديد، الموقّع في يوليو 2025، يحتوي على بند إعفاء بقيمة 1.2 مليار يورو — وهو أعلى من أي لاعب شاب في التاريخ. أي عرض مالي لا يُغطي هذا المبلغ لن يُقبل، مما يُظهر أن النادي يرى فيه مستقبلًا، وليس مجرد أصول.
ما سبب تغيير مدرب برشلونة من هانز فليك إلى إيزكيل غارايتشوا؟
هانز فليك استقال في سبتمبر 2025 بعد خلافات مع إدارة النادي حول سياسة تطوير الشباب. إيزكيل غارايتشوا، الذي كان مساعده، تم تعيينه كمدرب مؤقت، لكن أداؤه أقنع الإدارة بتمديد عقده. يُعرف بتركيزه على تطوير المواهب الصغيرة، وهو ما يُفسّر تألق يامال ورفاقه. لم يكن تغييرًا عشوائيًا، بل خطة استراتيجية.
هل أولمبياكوس يملك فرصًا للانقلاب في المجموعة؟
لا، في الواقع. أولمبياكوس يمتلك 3 نقاط فقط، وعليه أن يفوز بفارق 4 أهداف على الأقل في مباراتيه المتبقيتين ضد فرق أقوى من برشلونة. حتى لو فاز بنتيجة 5-0، فلن يتجاوز برشلونة في فارق الأهداف. المواجهة القادمة ضد فريق منافس في 25 نوفمبر ستكون حاسمة، لكن الحظ لم يكن معهم هذا الموسم.