جون تيرنوس الأوفر حظاً لخلافة تيم كوك في قيادة آبل
بينما تواصل آبل إنتاج أحدث هواتفها وأذكى الساعات، يُثار سؤالٌ أكبر من أي منتج: من سيقود الشركة بعد تيم كوك؟ في تقريرٍ نشرته Middle East Online من واشنطن، د.ك.، تمّ التلميح إلى أن جون تيرنوس، رئيس هندسة الأجهزة في آبل، هو المرشح الأقوى لخلافة تيم كوك، الرئيس التنفيذي الحالي للشركة. لم تُذكر أي تفاصيل رسمية، ولا بيانات مالية، ولا حتى تواريخ. لكن في عالم التكنولوجيا، حيث تُبنى الإمبراطوريات على القيادة، فإن هذا التلميح يُعدّ إشارةً تُسمع بوضوح — خاصةً عندما يقترب مؤسسٌ عظيم من نهاية مشواره.
من هو جون تيرنوس؟
جون تيرنوس ليس اسماً يُذاع في العناوين الرئيسية، لكنه الرجل الذي يقف خلف تصميم أي جهاز تلمسه بيدك من آبل منذ أكثر من عقد. بدأ مسيرته في الشركة عام 2003، وصعد ببطء من مهندس مشارك إلى رأس هندسة الأجهزة — وهو المنصب الذي يشرف على كل شيء من آيفون إلى آيباد، ومن AirPods إلى Apple Watch. لم يُعرف عنه كثيراً في وسائل الإعلام، لكن داخل آبل، يُوصف بأنه "الصامت الذي يصنع المعجزات". يُقال إنه يُفضل العمل في الخلفية، ويُشارك في اجتماعات التصميم أكثر من اجتماعات المُستثمرين. وهو أول من يُدرك أن أي تغيير في شكل زر التشغيل قد يُغيّر تجربة ملايين المستخدمين.
لماذا الآن؟ تيم كوك يقترب من سن التقاعد
تيم كوك، الذي تولى رئاسة آبل في أغسطس 2011 بعد وفاة ستيف جوبز، يبلغ من العمر حالياً 63 عاماً. في عالم الشركات الأمريكية الكبرى، يُعتبر هذا السن قريباً من مرحلة التقاعد الرسمية، خاصةً مع تزايد الضغوط على القادة التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا. لم تُعلن آبل عن أي خطة خلافة رسمية، لكن التسريبات الداخلية — التي تُنشر أحياناً عبر مصادر غير رسمية — تشير إلى أن مجلس الإدارة بدأ مناقشات سرية منذ عام 2022. في 2023، أُجريت مراجعة شاملة للقيادات العليا، وظهر اسم تيرنوس كأول خيار. لكن المفارقة؟ لم يُعلن عنه رسميًا. لماذا؟ لأن آبل لا تُعلن عن خلافات داخلية... بل تُظهرها فقط عندما تصبح حتمية.
لماذا لا تُعلن آبل؟
هنا تكمن الحكمة. آبل لا تُريد أن تخلق حالة من عدم الاستقرار. في عالمٍ حيث يتحرك سعر السهم بناءً على كلمة واحدة، فإن أي إشارة إلى تغيير في القمة قد تُثير مخاوف المستثمرين. في 2011، عندما توفي جوبز، تراجع سهم آبل بنسبة 7% في يومين. لم تُرد آبل تكرار ذلك. لذلك، تُدير الخلافة كمشروع سري — تُختبر المرشحين، تُقيّم مهاراتهم، وتُراقب تأثيرهم على الفرق. تيرنوس، على عكس بعض المرشحين الآخرين، ليس له رغبة في التحدث أمام الكاميرات. وهو ما يجعله مثالياً لآبل — شركة تُفضل الفعل على الكلام.
ما الذي يُميّز تيرنوس عن غيره؟
في آبل، لا تكفي المهارات التقنية وحدها. يجب أن تمتلك رؤيةً تتماشى مع فلسفة الشركة: البساطة، الدقة، التكامل. تيرنوس لا يُحب التصريحات الصحفية، لكنه يُحب التفاصيل. يُقال إنه كان حاضراً في كل جلسة تصميم لـ iPhone 15، حتى في التعديلات على وزن الميكروفون. يُعرف بأنه يُفضل التصاميم التي لا تُرى، لكن تُحسّ — مثل تحسين توازن الجهاز عند استخدامه بيد واحدة. هذا النهج يتوافق تماماً مع ثقافة جوبز، وهو ما يُرجح تفضيله من قبل أعضاء مجلس الإدارة الذين يسعون للحفاظ على الهوية الأصلية للشركة.
ما تأثير هذا التغيير على السوق؟
إذا تولى تيرنوس الرئاسة، فلن تتغير المنتجات فجأة. لكنها ستُصبح أكثر دقة، وأقل تجديداً عشوائياً. آبل لن تطلق هاتفاً جديداً كل عام فقط لأن المنافسين يفعلون ذلك. بل ستُركز على تحسين التكامل بين الأجهزة، وتعزيز الخصوصية، وتطوير الذكاء الاصطناعي داخل النظام نفسه — وليس كميزة منفصلة. هذا النهج قد يُقلل من نمو المبيعات على المدى القصير، لكنه يُعزز الولاء على المدى الطويل. المستخدمون لن يُغيروا هواتفهم لأن هناك نسخة جديدة، بل لأنهم يثقون بأن النسخة الجديدة ستكون الأفضل.
ماذا عن المستقبل؟
لا أحد يعرف متى سيتقاعد كوك. قد يكون بعد عام. أو بعد خمسة. لكن آبل تُعدّ نفسها دائماً للاستمرار. في 2024، تم تعيين ثلاثة مديرين تنفيذيين جدد في فرق الأجهزة والبرمجيات — كلهم تابعون مباشرة لتيرنوس. هذا ليس صدفة. هذا تخطيط. وعندما يحين الوقت، لن يكون هناك صخب. لن تُعقد مؤتمرات. لن تُنشر صور للاستلام. فقط ستجد تيرنوس في مكتبٍ صغير في كوبيرتينو، يُراجع مسودة لجهازٍ لم يُكشف عنه بعد. وستُعلن آبل ببساطة: "جون تيرنوس هو الرئيس التنفيذي الجديد". وسيُوافق الجميع. لأنهم يعرفون أنه كان دائماً هناك.
ما الذي لم يُذكره التقرير؟
العديد من التفاصيل. لم يُذكر عمر تيرنوس (يُقدّر بـ 53 عاماً)، ولا جنسيته (أمريكية، من كاليفورنيا)، ولا مساره التعليمي (خريج جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، في هندسة الكهرباء). لم يُذكر أي تقييم من محللين ماليين، ولا توقعات لسعر السهم، ولا حتى تأثير هذا التغيير على سلاسل التوريد في الصين أو توظيف الموظفين في أيرلندا. لكن في عالم آبل، أحياناً، ما لم يُقل أهم مما قيل.
أسئلة شائعة
لماذا يُعتبر جون تيرنوس المرشح الأقوى رغم أنه غير معروف للجمهور؟
لأن آبل لا تختار قيادتها بناءً على الشهرة، بل على الكفاءة داخل النظام. تيرنوس يدير فرقاً تُصمم كل جهاز يُستخدم اليوم، وهو الوحيد الذي كان حاضراً في كل مرحلة من تطوير iPhone منذ الجيل السابع. مجلس الإدارة يثق بقدرته على الحفاظ على ثقافة الشركة دون تغيير جذري — وهو ما لا يمكن قوله عن مرشحين أكثر شهرة لكنهم خارج دائرة التصميم الأساسية.
هل هناك مرشحون آخرون محتملون لخلافة تيم كوك؟
نعم، لكنهم أقل احتمالاً. من بينهم جيف ويليامز، الرئيس التنفيذي للعمليات، الذي يُشرف على سلاسل التوريد، وديان برينان، رئيسة البرمجيات. لكن كلاهما يُنظر إليه كـ"مدير تنفيذي ممتاز"، وليس كـ"قائد استراتيجي" بمعنى جوبز. تيرنوس هو الوحيد الذي يجمع بين فهم المنتج، والقدرة على التصميم، والانضباط الداخلي — وهي صفات تُقدّر أكثر من القدرة على التحدث أمام الكاميرا.
ما تأثير تغيير القيادة على مستخدمي آبل؟
لا تغيير فوري. لكن على المدى الطويل، قد تصبح المنتجات أقل "إثارة" وأكثر "دقة". لن نرى شاشات أكبر فقط، بل تحسينات في استهلاك البطارية، وتكامل أعمق بين الأجهزة، وخصوصية أكثر تشدداً. المستخدمون لن يلاحظوا الفرق فوراً، لكنهم سيشعرون به — مثلما يشعر المرء بجودة خبزٍ مصنوع يدوياً مقارنةً بآخر مُصنع بآلة.
لماذا لم تُصدر آبل أي بيان رسمي؟
لأن آبل تعرف أن أي إعلان مبكر قد يُضعف قيمتها السوقية أو يُشجع المنافسين على استهداف ثقة المستخدمين. الشركة تفضل أن تُظهر التغيير عندما يكون حتمياً، لا عندما يكون مُتوقعاً. هذا النهج ساعد آبل على تجاوز أزمات سابقة، مثل محاولة إلغاء آيفون 5C في 2013، أو أزمة البطارية في 2017. الهدوء هو سلاحها الأقوى.