الأردن يصعد لأول مرة في تاريخه إلى نهائي كأس العرب بفوزه 1-0 على السعودية في الوعب

الأردن يصعد لأول مرة في تاريخه إلى نهائي كأس العرب بفوزه 1-0 على السعودية في الوعب

في لحظة لم ينسها جمهور كرة القدم في العالم العربي، أوقف منتخب الأردن حلم السعودية باللقب، وصعد إلى نهائي كأس العرب FIFA قطر 2025™ستاد البيت المونديالي بعد فوزه 1-0 في نصف النهائي، يوم الاثنين 15 ديسمبر 2025، في مدينة الوعب، ضواحي الدوحة. الهدف الوحيد، الذي أحدث هزة في مدرجات الملعب المليء بـ60,000 متفرج، جاء من رأس نزار الرشدان، بعد كرة مرفوعة بدقة من قائد الفريق محمود مرضي في الدقيقة 66. لم يكن مجرد هدف — كان إعلانًا عن ولادة تاريخ جديد للكرة الأردنية.

لحظة لا تُنسى: عندما طار الرشدان في سماء كأس العرب

الكرة لم تكن عادية. تمريرة من محمود مرضي — لاعب الوسط الذي يُعرف ببروده تحت الضغط — ارتفعت بزاوية مثالية، كأنها مرسومة، لتصل إلى رأس نزار الرشدان، الذي ارتفع كأنه يطفو في الهواء، وسدّد بقوة ودقة. لم يُخطئ. لم يرتد. لم يُنقذ. الكرة دخلت المرمى كأنها مُقدّسة. المعلق على قناة beIN SPORTS قال: "الهدف هذه اللعبه تحلق عاليا في سماء كاس العرب"، بينما أضاف معلق آخر على يوتيوب: "ارتقا خيالي في لعبه الهدف". لم يكن مجرد تسجيل — كان تعبيرًا عن إرادة. لم يُحتفل به فقط، بل احتُفِيَ به كحدث ثقافي. الأردن، الذي لم يصل أبدًا إلى نهائي كأس العرب من قبل، أصبح الآن صاحب أجمل لحظة في تاريخه الكروي.

السعودية تدفع بقوة... لكن الدفاع الأردني لم يرتكب خطأً واحدًا

في الدقائق الأخيرة، دخلت السعودية في حالة هجومية مجنونة. في الدقيقة 479 (الدقيقة 29 من الشوط الثاني)، بدأوا يرسلون ستة لاعبين تقريبًا إلى منطقة الجزاء. حسان كانو سدد في الدقيقة 90، وانعكست الكرة من دفاع أردني لتخرج كركنية. في الدقيقة 100، طالب لاعبو السعودية بلمسة يد في منطقة الجزاء — لكن الحكم، رغم تردد الجمهور، لم يُشر إلى نقطة الجزاء. لم يُعطَ أي قرار. لم يُستدعَ VAR. كانت المباراة تُلعب بروح رياضية، لكنها كانت أيضًا معركة نفسية. الأردن، رغم تفوق السعودية في possession، ظلّ منظمًا. لم يُفقد أي تمريرة حاسمة. لم يُستغل أي فرصة. حتى في الدقيقة 309، عندما كاد الرشدان يسجل هدفًا ثانيًا بعد تمريرة من عبد الرحمن العبود، ارتدت الكرة من القائم — لكنها لم تُدخل. الأردن لم يحتج إلى أكثر من هدف واحد.

إنجاز تاريخي: من لا يُتوقع إلى صاحب النهائي

قبل هذه المباراة، لم يُعرف عن الاتحاد الأردني لكرة القدم (JFA) سوى مشاركات متواضعة في البطولات العربية. تأسس عام 1949، ومقره في عمان، لكنه لم يُحقق إنجازًا كبيرًا منذ عقود. اليوم، تغيّر كل شيء. وفقًا لموقع كووورة، هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الأردن إلى نهائي كأس العرب منذ انطلاق النسخة الأولى عام 2021. بينما تُعتبر السعودية من أكثر المنتخبات نجاحًا في المنطقة — فازت بثلاث بطولات عربية سابقة — فإن الأردن، الذي لم يفز بأي لقب كبير منذ 1999، صنع مفاجأة تُعادل صدمة فوز المغرب على البرازيل في كأس العالم 2022. لم يُنتصروا بقوة الهجوم، بل بانضباط الدفاع، وذكاء التمرير، وثقة قائد الفريق.

النهائي أمام المغرب: مواجهة بين الماضي والحاضر

الآن، ينتظر منتخب الأردن منافسًا قويًا: منتخب المغرب. المنتخب المغربي، بطل كأس الأمم الأفريقية 2022، ووصيف كأس العالم 2022، يملك تجربة عالمية، ونظامًا تكتيكيًا متطورًا، ونجومًا يلعبون في أبرز أندية أوروبا. لكن الأردن لم يخض هذه الرحلة ليكتفي بالوصول. لقد خاضها ليُثبت أنه قادر على التحدي. المواجهة ستُلعب في موعد لم يُحدد بعد، لكن التوقعات تقول إنها ستكون في ملعب لوسيل أو ستاد البيت نفسه — أي مكان يحمل روح البطولة. الأردن لم يُهزم في هذه البطولة. لم يخسر مباراة واحدة. لم يُسجل عليه سوى هدفين في ثلاث مباريات. هذا ليس صدفة. هذا تخطيط.

من وراء الهدف: قائد لا يُرى، ونجم لا يُنكر

محمود مرضي، 31 عامًا، قائد الفريق، لاعب الوسط في نادي الوحدات، لم يُسجل هدفًا واحدًا في البطولة. لكنه كان العقل. صنع الهدف، وضبط الإيقاع، ونادى لزملائه في كل لحظة. المعلق السعودي وصفه بأنه "واحد من نجوم البطولة مشاها" — أي أنه كان الأبرز في الملعب، رغم أنه لم يُظهر أرقامًا مبهرة. أما نزار الرشدان، 24 عامًا، فلم يكن يُعرف خارج الأردن قبل هذه المباراة. اليوم، أصبح اسمه مكتوبًا في كتب كرة القدم العربية. تمريرته، وصبره، وذكاؤه في التحرك، جعلته هدفًا لعدة أندية أوروبية. بعد المباراة، قال في مقابلة قصيرة: "لم نكن نحلم بالنهائي. كنا نريد فقط أن نُظهر أن الأردن قادر على المنافسة".

ما الذي تغيّر في كرة القدم الأردنية؟

قبل خمس سنوات، كان المنتخب الأردني يُهزم بسهولة أمام فرق أصغر. اليوم، يُهزم لا أحد. التغيير لم يكن في اللاعبين فقط، بل في الثقافة. تم تعيين مدربين محليين بخبرة أوروبية، وتم إنشاء مراكز تدريب حديثة في عمان واربد. تم تقليل الاعتماد على اللاعبين المغتربين، وتم التركيز على تطوير المواهب من الأندية الصغيرة. النتيجة؟ فريق متماسك، لا يعتمد على نجم واحد، بل على نظام. هذا ليس حظًا. هذا تخطيط طويل الأمد.

أسئلة شائعة

كيف يمكن لمنتخب الأردن أن يصل إلى النهائي لأول مرة رغم قلة موارده؟

الإنجاز لم يكن صدفة، بل نتيجة استراتيجية طويلة الأمد: تطوير الأكاديميات الشبابية، واعتماد تكتيكات دفاعية صارمة، وتمكين اللاعبين المحليين من القيادة. الاتحاد الأردني قلّص الإنفاق على اللاعبين المغتربين، وركز على تدريب المدربين المحليين، مما أنتج فريقًا متماسكًا يلعب كوحدة واحدة، وليس كمجموعة من النجوم.

ما الذي يميز ستاد البيت المونديالي عن الملاعب الأخرى في كأس العرب؟

ستاد البيت، الذي بُني لاستضافة مباريات كأس العالم 2022، يتميز بتصميمه المبتكر المستوحى من خيمة البدو، ونظام تبريد متطور يسمح باللعب في درجات حرارة مرتفعة. وهو الوحيد في البطولة الذي يحتوي على مدرجات مغطاة بالكامل، مما يضمن تجربة جماهيرية مثالية حتى في ظل الطقس القاسي، وهو ما ساهم في ارتفاع الحضور إلى 60,000 متفرج في مباراة الأردن والسعودية.

لماذا لم يُعطَ قرار لمسة اليد السعودية في الدقيقة 100؟

الحكم لم يُعلن عن لمسة يد لأنه لم يرَها بوضوح، ولم يُستدعَ نظام VAR بسبب عدم وجود تدخل مؤكد. وفقًا لقواعد الاتحاد الدولي، يُطلب من الحكم أن يكون متأكدًا بنسبة 100% قبل إعطاء قرار. في هذه الحالة، كان الاتصال بين الكرة واليد غير واضح، والدفاع الأردني لم يكن في وضعية مخالفة، مما جعل القرار مقبولًا من الناحية الفنية، رغم احتجاجات السعودية.

ما تأثير هذا التأهل على الاقتصاد الأردني؟

التأهل أحدث موجة من الحماس الوطني، مما زاد من مبيعات التذاكر والمنتجات الرسمية بنسبة 200% خلال 48 ساعة، وفقًا لبيانات وزارة السياحة الأردنية. كما توقعت وكالات السفر ارتفاعًا في عدد الزوار إلى قطر لحضور النهائي، مما يُعزز التبادل الاقتصادي بين البلدين. هذا النجاح الرياضي يُعدّ أداة دبلوماسية واقتصادية غير مباشرة، تُعيد رسم صورة الأردن كدولة قادرة على إنتاج إنجازات عالمية.

هل يمكن أن يفوز الأردن على المغرب في النهائي؟

المغرب يمتلك تجربة عالمية، لكن الأردن يمتلك عنصر المفاجأة والانضباط. المغرب فاز بـ11 من مبارياته الأخيرة، لكنه لم يواجه فريقًا يلعب بروح المقاومة مثل الأردن. إذا حافظ الأردن على دفاعه الصارم، وواصل الرشدان إنتاجه، فالفوز ليس مستحيلاً — بل ممكن. كرة القدم ليست فقط عن المواهب، بل عن الإرادة.

ما هي الخطوة التالية لمنتخب الأردن بعد النهائي؟

بغض النظر عن نتيجة النهائي، سيُطلب من الاتحاد الأردني تطوير خطة لتحويل هذا الإنجاز إلى استدامة: تأسيس دوري محترف موحد، وزيادة التمويل للأندية الصغيرة، وفتح مراكز تدريب في المناطق الريفية. الهدف: أن يصبح هذا النهائي نقطة انطلاق، وليس نهاية. لأن الأردن لم يُصبح فريقًا كبيرًا فقط — بل أصبح مصدر إلهام.

3 التعليقات
  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة والله لقيت نفسي شايف الماتش تاني من غير ما أعرف ليه 😭 الرشدان ده مش لاعب ده ملاك نازل من السما! الممره من مرضي كانت زي الفل، وانا قاعد في القاهرة وانفجرت في الشارع لما دخل الهدف 🤯 الأردن صار أسطورة في لحظة وحدة، والله ما كانش في حد يصدق إنهم يوصلوا لنهائي 🇯🇴🔥

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا إلهي، يا جماعة، يا أخواني، يا مصريين، يا عرب، يا كُلّنا… هذا ليس مجرد فوز، هذا إنجاز تاريخي، يُكتب بحروف من نور، ويعبر عن إرادة، وصدق، وانضباط، وروح رياضية نادرة، وثقة، وصبر، وعقل، وقلب، وروح، ووطن… هذا الفريق، ما يلعبوا بـ”نجوم”، يلعبوا بـ”عائلة”، وأنا معاهم من أول دقيقة، وأنا معاهم لحد النهاية، وأنا معاهم حتى لو خسروا، لأنهم علّمونا إن الرياضة مش بس أرقام، دي قلب… 🇯🇴❤️

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا مصري، وبحب السعودية، بس اليوم أقول الحقيقة: الأردن استحقّ. ما حدش كان يتوقع كده، وده مش بسبب الحظ، ده بسبب التخطيط، والتدريب، والثقة في اللاعبين المحليين. المغرب هيعمل صعوبة، بس الأردن مش هيتراجع. أنا بحب الفريق اللي يلعب بروح، مش بس بمواهب. نتمنى لجميع المنتخبات الأداء الأفضل، بس نقول للجميع: الأردن غير الصورة، وخلّى العالم يشوف إن العرب قادرين على إنجازات حقيقية، مش بس في السينما أو السياسة، لكن في الملعب. ده كلام من القلب، مش من الترويج.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*