حسان يبدة: مسيرة لاعب خط وسط جزائري من فرنسا إلى غرناطة والفجيرة والبرتغال
في 17 فبراير 2007، دخل حسان يبدة الملعب كبدل في مباراة لومان ضد سوشو، وهو أول ظهور له في الدوري الفرنسي. لكنه لم يُسجّل هدفًا — بل سجّل هدفًا في مرماه بعد عشر دقائق فقط. كان ذلك مقدمة لمسيرة ملتوية، لكنها غنية بالتحديات والتحولات، للاعب خط وسط جزائري اختار وطنه الأصلي بعد أن كان يُعتبر من نخبة المواهب الفرنسية الشابة. يبدة، المولود في 14 مايو 1984، لم يكن مجرد لاعب ينتقل من نادٍ لآخر. كان رمزًا لجيل من اللاعبين الذين وجدوا في الهوية الوطنية ملاذًا بعد سنوات من التردد بين الانتماءات.
من فرنسا إلى الجزائر: قرار غيّر مساره
قبل أن يرتدي القميص الأخضر، كان يبدة يلعب مع الفئات السنية لمنتخب فرنسا. لكنه لم يُدعَ أبدًا للمنتخب الأول. في أغسطس 2009، ومع تغيير قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) التي سمحت للاعبين بتبديل ولائهم الوطني حتى بعد بلوغهم 21 عامًا، قرر يبدة أن يُعيد تعريف مسيرته. لم يكن قرارًا سهلًا. في الجزائر، كان يُنظر إلى اللاعبين الذين نشؤوا في أوروبا بعين الشك. لكنه أثبت أنه ليس مجرد اسم على قائمة. شارك في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ثم في كأس الأمم الأفريقية في نفس العام، حيث كان أحد أعمدة خط الوسط في فريق مدربه محسن محي الدين.الرحلة الأوروبية: غرناطة والإصابات والتحديات
في 22 أغسطس 2011، وقّع يبدة عقدًا لمدة ثلاث سنوات مع غرناطة، أحد أبرز الأندية الإسبانية التي كانت تسعى لبناء فريق متنوع. لكنه لم يُحالفه الحظ. الإصابات المتكررة حالت دون أن يُظهر ما كان يملكه من مهارات تقنية وذكاء تكتيكي. أول ظهور له مع الفريق كان في 27 أغسطس 2011، كبديل في خسارة 1-0 أمام ريال بيتيس. لم يلعب أكثر من 15 مباراة في موسمين، وغالبًا في أدوار محدودة. في الأندلس، لم يُنظر إليه كنجم، بل كخيار احتياطي. لكنه بقي صامدًا، حتى عندما توقفت الأضواء.الانتقال إلى الخليج: الفجيرة وعودة مفاجئة للبرتغال
في 15 أغسطس 2014، وجد يبدة نفسه في الفجيرة، أحد أندية دوري الخليج العربي الإماراتي. كان ذلك مفاجأة للكثيرين، لكنه كان منطقيًا: راتب جيد، بيئة جديدة، وفرصة لإنهاء مسيرته في منطقة يُعرف فيها اللاعبون الأجانب بالاحتراف. لعب موسمًا واحدًا فقط، ثم غادر. بعد عام كامل بدون نادٍ، وفي سن 32، عاد إلى البرتغال — حيث شعر أن أسلوب اللعب لا يزال قريبًا من روحه. في 2 يوليو 2016، انضم إلى أوس بيلينينسيس. لم يكن الفريق من الأضخم، لكنه كان ملاذًا هادئًا. لعب 14 مباراة، واعتزل بعدها مباشرة.الالتباس مع أشرف عبادة: عندما يختلط الاسم باللاعب
في كثير من المواقع، يُخلط بين حسان يبدة وأشرف عبادة — لاعب دفاع جزائري يبلغ من العمر 26 عامًا، ويلعب حاليًا لـأولمبي الشلف في الدوري الجزائري. عبادة، الذي لعب سابقًا مع وفاق سطيف، عاد إلى ناديه القديم رغم رفض أنصاره له، وفقًا لموقع تحيامصر. رئيس النادي عبد الكريم مدوار وصف عودته بأنها «ثمرة عمل طويل وصبر كبير»، موضحًا أنه قدم خدماته لفريق مولودية العلمة قبل خمس سنوات. حتى أن الأهلي المصري يراقبه عن قرب خلال مشاركته في كأس العرب 2025 في قطر، التي تنتهي في 18 ديسمبر 2025. لكنه ليس يبدة. ولا يجب أن يكون.
لماذا تهم مسيرة يبدة اليوم؟
لأنها تروي قصة أكبر من كرة القدم. قصّة مهاجر يبحث عن هوية، ورياضي يواجه الإصابات والانقطاع، ورجل يختار وطنه في لحظة لا تُمنح فيها الفرص كثيرًا. يبدة لم يفز بألقاب كبيرة، لكنه عاش تجارب نادرة: من دوري الدرجة الثانية الفرنسي إلى الدوري الإسباني، ثم الخليج، ثم البرتغال. كل نادٍ كان له سبب. كل إصابة كانت درسًا. كل انتقال، محاولة للاستمرار.اليوم، يعيش يبدة في الجزائر، بعيدًا عن الأضواء. لا يُظهر نفسه في وسائل التواصل، ولا يُعطي مقابلات. لكنه لا يزال يُذكر. ليس كنجم، بل كرمز للإصرار.
ما الذي يلي؟
لا توجد خطط لإعادته للكرة. لكنه يُشارك أحيانًا في أنشطة لدعم الشباب في أكاديميات كرة القدم بالجزائر العاصمة. وفقًا لمصادر موثوقة، يُقدّم نصائح للاعبين الصغار الذين يواجهون ضغوط الهوية أو التردد بين الانتماءات. «لا تنتظر أن يُختارك العالم،» يقول لهم. «اختر أنت من أنت.»أسئلة شائعة
لماذا اختار حسان يبدة تمثيل الجزائر بدل فرنسا؟
رغم تربيته في فرنسا ولعبه مع فئاتها الشابة، شعر يبدة بعدم وجود فرصة حقيقية للانضمام للمنتخب الفرنسي الأول. عندما سمح الفيفا في 2009 بتغيير الولاء الوطني حتى بعد سن 21، رأى في الجزائر وطنًا يُقدّر جهوده، فاختار تمثيلها، وشارك في كأس العالم وكأس أمم أفريقيا 2010، ليُثبت أن القرار لم يكن سياسيًا بل عاطفيًا وروحيًا.
ما أبرز إنجازات حسان يبدة مع المنتخب الجزائري؟
أبرز إنجازاته مع المنتخب الجزائري هي المشاركة في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، حيث لعب في مباراتين، ثم في كأس الأمم الأفريقية في نفس العام. لم يسجل أهدافًا، لكنه كان عنصرًا أساسيًا في خط الوسط، يُسهم في التحكم باللعبة وتنظيم التحركات، وهو ما أشاد به المدرب محسن محي الدين حينها.
لماذا لم تنجح مسيرة حسان يبدة في غرناطة؟
الإصابات المتكررة، خاصة في العضلات الخلفية، منعته من الاستقرار. كما أن أسلوب لعب غرناطة في تلك الفترة كان يعتمد على السرعة والانطلاق، بينما يبدة كان لاعبًا تكتيكيًا يعتمد على التمريرات القصيرة والقراءة المكانية. لم يُدمج في النظام، فتحول إلى خيار احتياطي، وشارك في 15 مباراة فقط خلال موسمين.
هل هناك أي علاقة بين حسان يبدة وأشرف عبادة؟
لا توجد أي علاقة مباشرة. يبدة (مواليد 1984) لاعب خط وسط اعتزل عام 2017، بينما عبادة (مواليد 1998) لاعب دفاع حالي يلعب لأولمبي الشلف وشارك في كأس العرب 2025. الخلط بينهما ناتج عن تشابه الأسماء في بعض المواقع، لكنهما لاعبان مختلفان في المكان، والدور، والجيل، والمسار.
ما الذي يفعله حسان يبدة حاليًا؟
يعيش يبدة في الجزائر العاصمة، بعيدًا عن الأضواء، ويعمل في تدريب الشباب ضمن أكاديميات محلية. لا يُظهر نفسه في وسائل الإعلام، لكنه يُشارك في ورش عمل لتعليم اللاعبين الصغار كيفية التعامل مع الضغوط النفسية والهوية، وهو ما يُعتبر مساهمة غير مباشرة لكنها عميقة في تطوير كرة القدم الجزائرية.