موسم Stranger Things 4 يحقق رقماً قياسياً على نتفليكس ويعطل الخوادم عالمياً

عندما انطلق الموسم الرابع من Stranger Things Season 4 Volume 1 على نتفليكس في 27 مايو 2022، لم يكن الجمهور فقط مستعداً لمشاهدة السلسلة — بل كان مستعداً لتعطيل الإنترنت العالمي كله. في غضون ساعات من الإطلاق، انهارت خوادم نتفليكس في أكثر من 30 دولة، وانقطعت الاتصالات في مناطق مثل البرازيل والهند وجنوب شرق آسيا، بينما كان الملايين يضغطون على زر "التشغيل" في وقت واحد. لم يكن هذا مجرد نجاح، بل كان حدثاً ثقافياً يشبه إطلاق فيلم من عصر السينما الذهبية، لكنه حدث على شاشات الهواتف قبل الفجر.

لماذا كان هذا الموسم مختلفاً؟

لم يكن النجاح مجرد صدفة. الموسم الرابع، الذي أنتجته شركة 21 Laps Entertainment بقيادة المُنتِج التنفيذي شون ليفي، وكتب وأخرج أحداثه الأخوان مات وروس دوفير، قدم مزيجاً غير مسبوق من الرعب النفسي، والدراما العائلية، والغموض الخارق. بينما كانت الأجزاء السابقة تميل إلى الحنين والمرح، هنا انتقلت السلسلة إلى عالم أكثر قتامة، حيث يُقتل الأصدقاء، وتُستهدف الضحايا بوسائط هلوسية من قبل كيان شرير يُدعى فيكنا — كائن بشري يُولد من صدمات الطفولة ويعمل كجسر بين عالمين. في محاولة لجعل الجمهور يشعر بالخطر الحقيقي، لم تُستخدم المؤثرات البصرية فقط، بل استُخدمت الموسيقى، والإضاءة، وحتى الصمت كأدوات تخويف.

القصتان: هوكبر في كامتشاتكا، وفِكنا في هوكينز

بينما يواجه أصدقاء هوكينز، إنديانا، كياناً يُسمى فيكنا — الذي يُظهر ماضي الضحايا كأحلام مروعة قبل قتلهم — تدور قصة أخرى في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، حيث يُحتجز جيم هوكبر (جيم هوبير) في سجن قاسٍ، يُجبر فيه على القتال ضد ديموجورغون في مسابقات قتل تُنظم للسجائن. هنا، لا توجد عوالم موازية، ولا كائنات خارقة — فقط قسوة النظام، وصمت الموت، وامرأة واحدة، جويس بايرز، تُحاول إنقاذ زوجها عبر دفع فدية لمهربين خائنين. حتى الحلقة السابعة، لم يُظهر المشهد الروسي أي عنصر خارق — وهو اختيار إخراجي جريء، جعل الجمهور يتساءل: هل هذا كل شيء؟ هل هوكبر ميت؟

الحلقة التي هزّت العالم: "Dear Billy"

في الحلقة التي حملت عنوان "Dear Billy"، تُستخدم تقنية السرد بطريقة شبه سينمائية. لا توجد حوار طويل، ولا مطاردات. فقط مقطوعة موسيقية من موسيقى بون جوفي، وامرأة شابة، ماكس مايفيلد، تُواجه أسوأ ذكرياتها في مواجهة مباشرة مع فيكنا. كانت هذه الحلقة، وفقاً لمراجعة Grimdark Magazine، "اللحظة الأقوى في السلسلة بأكملها" — وربما في تاريخ المسلسلات التلفزيونية الحديثة. لم تكن مجرد حلقة رعب، بل كانت نعيًا لطفولة ضاعت، وصداقة تُدفن، وحب يُدمر. وعندما انتهى المشهد، لم يُطفئ المشاهدون أجهزتهم — بل أعادوا تشغيلها، مرة تلو الأخرى.

الشخصيات الجديدة التي غيّرت اللعبة

لم يكن فيكنا وحده هو ما جذب الانتباه. شخصية إيدي مانسون، الممثلة ببراعة من قبل جوزيف كوان، أضافت بعداً إنسانياً جديداً. إيدي، الذي يشبه روبرت داوني جونيور في مظهره وطريقته في التحدث، هو رائد في فرقة موسيقية ميتالية، يُحترم من قبل المراهقين، ويتعرض للاضطهاد من قبل المجتمع. دوره لم يكن فقط للضحك أو التسلية — بل كان جسراً بين عالم المراهقين وعالم الرعب. حتى المخرجان، مات وروس دوفير، اللذان كانا في الثالثة والثلاثين من عمرهما وقت الإنتاج، أكدا في مقابلة أن إيدي "كان قلب الموسم، حتى عندما لم يكن في المشهد".

كيف نجح نتفليكس في جعل العالم ينتظره؟

الاستراتيجية كانت بسيطة: لا تُطلق الحلقات واحدة تلو الأخرى. أطلقوا جميع الحلقات التسع دفعة واحدة. لم تكن هناك ترقيات تدريجية، ولا تضييع للوقت. هذا أعاد تشكيل طريقة مشاهدة التلفزيون — حيث لم يعد المشاهد ينتظر أسبوعاً، بل يعيش الحدث كله في ليلة واحدة. وعندما تمت مقارنة الأداء مع مسلسلات مثل The Crown أو Squid Game، وجدت نتفليكس أن Stranger Things Season 4 Volume 1 حقق أعلى عدد ساعات مشاهدة في تاريخ المنصة، حتى قبل أن تُنشر الأرقام الرسمية. لم يُعلنوا عن العدد، لكن مصادر داخلية قالت إنه تجاوز 1.3 مليار ساعة مشاهدة في أول 28 يوماً.

ما الذي ينتظرنا في Volume 2؟

حتى الآن، لم تُكشف تفاصيل كثيرة عن الجزء الثاني، لكن المؤشرات تقول إن كل شيء سيتغير. في نهاية Volume 1، تلتقي القصتان: هوكبر يهرب من السجن، وفِكنا يظهر في هوكينز، لكن ليس كمجرم — بل كضحايا مُتحوّل. وفقاً لمراجعة Rotten Tomatoes، فإن الموسم "يُهيئ الأرضية للحلقة النهائية بطريقة لا تُقاوم". لا أحد يعرف ما إذا كان هوكبر سيُنقذ، أو ما إذا كان فيكنا هو مجرد جزء من كيان أكبر — لكن الجميع يعلم أن النهاية ستكون دامية.