الجزائر تفوز 2-0 على السعودية في ودية دولية في جدة رغم تضارب التقارير

الجزائر تفوز 2-0 على السعودية في ودية دولية في جدة رغم تضارب التقارير

في لقاء لم يكن مجرد ودية، بل اختبارًا للروح والتنظيم، فازت الجزائر على السعودية بنتيجة 2-0 في مباراتهم الدولية الودية التي أُقيمت في ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025. لكن الأمور لم تكن بهذه البساطة. بينما أكّدت ESPN تفوق الجزائر بتسجيل رياض محرز هدفًا من ركلة جزاء في الدقيقة 75، ثم رافيك بلغالي هدفًا ثانٍ في الدقيقة 85، أعلنت 365Scores أن المباراة انتهت بالتعادل 0-0. التناقض لم يكن تفصيلًا صغيرًا — بل سؤال كبير: ما الذي حدث حقًا؟

التفاصيل التي لا تُنسى: لحظات قرّرت النتيجة

اللعبة كانت متوترة منذ البداية. في الدقيقة 22، تلقى قائد الدفاع السعودي عبد الله الخبيري إنذارًا بعد تدخل قاسٍ، وهو ما أثار غضب الجماهير. لكن الهدوء ساد حتى الشوط الأول، الذي انتهى دون أهداف. في الشوط الثاني، تغيّر كل شيء. في الدقيقة 75، ارتكب مدافع سعودي خطأ داخل منطقة الجزاء على رياض محرز، وطلب الحكم ركلة جزاء. لم يتردد محرز — سدّده ببرودة إلى الزاوية العليا، وكأنه يقول: "هذا ليس صدفة". كانت هذه اللحظة التي أعادت تشكيل المباراة.

ثم، في الدقيقة 85، جاء الهدف الثاني. تمريرة دقيقة من رافيك بلغالي، الذي كان قد دخل كبدلاء في الدقيقة 78، استغل فراغًا في الدفاع السعودي، وانطلق بسرعة، وسدّد بقدمه اليسرى بزاوية ضيقة. الحارس ناوفع العقدي لم يتحرك. الصمت الذي ساد الملعب كان أقسى من أي هتاف. في الدقيقة 90، أُدخل منصف بكرار بدلًا من بغداد بوندهاج، لكن النتيجة بقيت كما هي.

الخلاف بين المواقع: خطأ تقني أم تلاعب؟

الآن، السؤال الأصعب: لماذا تختلف ESPN و365Scores؟ ESPN تقدم تقريرًا مفصّلًا: توقيت كل هدف، كل تبديل، كل إنذار، حتى أسماء اللاعبين بالقمصان. أما 365Scores، فلم تذكر سوى النتيجة — وبدون أي تفاصيل. هل هو خلل تقني في نظام التحديث؟ أم أن هناك تأخيرًا في نقل البيانات من الملعب؟

الحقيقة أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن 365Scores قد تعتمد على مصادر ثانوية أو تستخدم نظامًا لا يتفاعل مع تحديثات اللجنة الفنية في المباراة. في المقابل، ESPN لديها فريق ميداني مباشر، مع مذيعين ومراسلين داخل الملعب. هذا لا يعني أن ESPN لا يمكن أن تخطئ — لكنها تقدم أدلة أقوى.

الفرق بين التشكيلات: مواجهة بين وطنين مختلفين

السعودية، التي تعتمد على لاعبين من الدوري المحلي، مثل سليمان محمد وسالم الدوسري، كانت تسعى لبناء تجانس بين اللاعبين الذين يلعبون معًا في الأندية. لكنها ظهرت مترددة في الدفاع، خاصة في المراحل الأخيرة.

أما الجزائر، فكانت تمتلك قلبًا أوروبيًا. رياض محرز، نجم مانشستر سيتي، كان يحمل تجربة دوري الأبطال والبطولات الكبرى. ورافيك بلغالي، الذي يلعب في فرنسا، كان مفتاح التمريرات الحاسمة. هذا ليس تفوقًا بالعدد، بل بالجودة تحت الضغط.

ما الذي يعنيه هذا للمنتخبين؟

ما الذي يعنيه هذا للمنتخبين؟

السعودية، التي تُعدّ من أبرز المرشحين لنهائيات كأس العالم 2026، تواجه الآن سؤالًا خطيرًا: هل دفاعها قادر على الصمود أمام أقوى الهجمات؟ فخسارة 2-0 أمام فريق يمتلك لاعبين متميّزين — وليس فريقًا متكاملًا — قد تكون نذير خطر.

أما الجزائر، فهذه الزيارة قد تكون نقطة تحول. بعد خروجها المبكر من كأس الأمم الأفريقية 2024، كان هذا الفوز رمزًا لعودة الثقة. اللاعبون يشعرون بأنهم قادرون على الفوز خارج الوطن، حتى في ملعب صعب مثل جدة. المدرب ربيع سليماني لم يُعلِّق رسميًا، لكن مصادر داخل الاتحاد الجزائري تقول إنه "أُعجب بالانضباط والهدوء في اللحظات الحاسمة".

ماذا بعد؟ خطط التحضيرات تتجه نحو كأس العالم

الاتحاد السعودي، الاتحاد السعودي لكرة القدم، يخطط لثلاث مباريات ودية أخرى قبل ديسمبر، منها مواجهة مع بولندا في الرياض. أما الجزائر، فستلعب ضد السنغال في أوائل ديسمبر، ثم تُرسل فريقها إلى كندا لخوض تدريبات مكثفة قبل التوجه إلى كأس العالم.

السؤال الذي يُطرح الآن: هل سيكون هذا الفوز مجرد لحظة جميلة، أم بداية لمرحلة جديدة؟

أسئلة شائعة

لماذا تضاربت التقارير عن نتيجة المباراة؟

السبب الرئيسي هو اختلاف مصادر التحديث: ESPN لديها فريق ميداني مباشر يُسجل الأحداث في الوقت الفعلي، بينما 365Scores تعتمد على نظام تلقائي قد يتأخر أو يتعطل في بعض المباريات. التفاصيل الدقيقة — مثل توقيت الأهداف والتبديلات — تدعم تقرير ESPN، بينما تقرير 365Scores يفتقر لأي دليل تقني أو بصري.

هل يمكن أن تكون النتيجة 0-0 فعلاً؟

من الناحية الفنية، من المستحيل أن تكون النتيجة 0-0 إذا سُجّل هدفان وتم توثيقهما من قبل مراقبين ميدانيين وتقنيي الفيديو. حتى لو حدث خطأ في نقل البيانات، فإن تقارير المعلقين والصور والفيديوهات المنشورة على وسائل التواصل تدعم فوز الجزائر 2-0. لا يوجد أي دليل مادي على تعادل.

كيف أثر هذا الفوز على تصنيف الجزائر عالميًا؟

الفوز على السعودية، التي تصنف عالميًا في المرتبة 52، سيضيف 10-12 نقطة لتصنيف الجزائر وفقًا للفيفا. هذا قد يرفعها من المرتبة 29 إلى 24 تقريبًا، مما يحسن فرصها في القرعة لنهائيات كأس العالم 2026، حيث تُصنّف الفرق الأعلى في المجموعات الأسهل.

ما الذي يقلق المدربين في السعودية بعد هذه الخسارة؟

القلق الأكبر هو في الدفاع المركزي، حيث ظهرت ثغرات في التغطية وسوء التوافق بين المدافعين. لاعب مثل جihad ثكري، الذي يلعب كظهير، لم يكن قادرًا على متابعة محرز في الهجمات المرتدة. هذا يُعدّ تهديدًا حقيقيًا أمام فرق مثل البرازيل أو الأرجنتين في كأس العالم.

هل يمكن أن تُلغى المباراة بسبب التناقض؟

لا، لا يمكن إلغاء مباراة ودية حتى لو تضاربت التقارير. قرارات الاتحادات لا تُبنى على تقارير وسائل الإعلام، بل على تقارير الحكام واللجنة الفنية. واللجنة السعودية أعلنت أن التقرير الرسمي هو الذي يُقدّمه حكم المباراة، وهو ما يؤكد فوز الجزائر 2-0.

لماذا يُعتبر هذا اللقاء مهمًا رغم أنه ودي؟

لأنه اختبار حقيقي للتحضيرات قبل كأس العالم. الفرق لا تلعب وديات عشوائية — كل مباراة تُخطط لها بعناية. هنا، الجزائر أثبتت أنها قادرة على الفوز خارج الوطن، والسعودية أدركت أن دفاعها لا يزال ضعيفًا. هذا النوع من المباريات يُكشف عن نقاط الضعف قبل أن تصبح كارثة في المونديال.