فينيسيوس جونيور يقود ريال مدريد ضد فالنسيا رغم إهدار ركلة جزاء وتوترات الكلاسيكو

فينيسيوس جونيور يقود ريال مدريد ضد فالنسيا رغم إهدار ركلة جزاء وتوترات الكلاسيكو

في ليلة ملتهبة على ملعب سانتياجو برنابيو، شارك فينيسيوس جونيور أساسيًا في مباراة ريال مدريد ضد فالنسيا، رغم أن اللاعب البرازيلي لا يزال يحمل على كتفيه ثقل احتجاجه غير اللائق على استبداله في الكلاسيكو، ثم اعتذاره الرسمي بعد أيام. لم تكن المباراة مجرد لقاء روتيني في الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني 2025-2026 — كانت اختبارًا لروحية نجم يمر بفترة تراجع ملحوظ، وجمهور يرفض أن يتخلى عنه.

التشكيل المفاجئ وعودة ماستانتونو

لم يكن تشكيل المدرب تشابي ألونسو مفاجئًا من حيث التسميات، لكنه كان حاسمًا في الرسالة: فينيسيوس في المقدمة، إلى جانب كيليان مبابي، الذي أُطلق عليه لقب "أفضل لاعب في الدوري" لشهري سبتمبر وأكتوبر 2025. وعاد فرانكو ماستانتونو إلى خط الهجوم بعد غيابه عن مباراة برشلونة، ليُعيد توازن الجبهة اليمنى التي تضررت دونه.

النجم البرازيلي (25 عامًا) لم يكن يلعب فقط من أجل النقاط — كان يلعب من أجل إثبات أنه لا يزال حجر الزاوية في مشروع ريال مدريد، رغم أن مبابي يأخذ الأضواء، والجماهير، وحتى التصفيقات بعد كل هجوم.

ركلة الجزاء التي لم تُسجل… والثالثة على الإطلاق

في الدقيقة 79، وقعت المأساة. ركلة جزاء منحت لريال مدريد بعد خطأ واضح في منطقة الجزاء. فينيسيوس تقدم، تردد، ثم سدد… الكرة ارتطمت بالقائم. صمت مطبق في الملعب. ثم صرخات من الجمهور، ليس غضبًا، بل أسفًا. هذه كانت ركلة الجزاء الثالثة التي يهدرها فينيسيوس مع ريال مدريد، والثانية على التوالي ضد فالنسيا — الأولى كانت في 5 أبريل 2025، في نفس الملعب.

إحصائياته صارمة: 11 ركلة جزاء مع ريال مدريد، 8 نجاحات، 3 إهدارات. مع المنتخب البرازيلي، أهدر اثنتين من أصل خمس. 14 ركلة جزاء في مسيرته، 9 مسجلة، 5 مهدرة. لا يُعدّ هذا فشلًا مهنيًا، لكنه يُعدّ علامة على توتر نفسي متزايد. في لحظات الحسم، يتحول "راقص السامبا" إلى لاعب يحمل على كتفه وزنًا أكبر من قدميه.

الجمهور لا يتخلى… بل يدعم بلافتة وصوت

لكن هنا، في مدريد، لا يُقاس الولاء بالأهداف فقط. فبعد نهاية المباراة، وعند مدخل فالديبيباس — المدينة الرياضية لريال مدريد — وُضعت لافتة كُتِبَ عليها باللون الأبيض على خلفية سوداء: "فيني، أنت رائع، نحن نحبك. لا تنسى هذه اللحظات". بجانبها، صور لحظات أسطورية: هدفه في دوري الأبطال 2022، مسيرة التتويج بالثنائية 2024، ورقصته بعد الفوز على باريس سان جيرمان.

هذا ليس دعمًا عابرًا. هذا تذكير بأن النادي الذي تأسس في 6 مارس 1899، لا يُبنى فقط على الأرقام، بل على القصص التي تُكتب بالدم والعرق والصبر.

العقد… والغموض الذي يلفّ مستقبله

العقد… والغموض الذي يلفّ مستقبله

الجميع يتساءل: هل سيجدد فينيسيوس عقده؟ ينتهي في صيف 2026، ورغم تقارير تتحدث عن عرض من باريس سان جيرمان بقيمة 150 مليون يورو، إلا أن المقربين من اللاعب يقولون إنه يفضل العقد الطويل — خمس سنوات على الأقل — لكنه يخشى أن يُضطر لقبول شروط غير مريحة إذا استمر تراجع مستواه.

المدرب تشابي ألونسو نفى أي تأثير نفسي: "اللاعب البرازيلي يبدو مُركزًا ومتحمسًا، ونحن نرى في كل تدريب نفس الحماس الذي جذبنا إليه منذ 2018". لكن هل هذا كافٍ؟

إحصائياته مع ريال مدريد تقول إن فينيسيوس خاض 336 مباراة، سجّل 111 هدفًا، وصنع 87 تمريرة حاسمة. في موسم 2023-24، كان أسطورة حية: 24 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في 39 مباراة، قاد الفريق إلى الثنائية. لكن هذا الموسم؟ 7 أهداف في 11 مباراة حتى الآن. التراجع ليس حادًا، لكنه ملحوظ. والجمهور يلاحظ.

ما الذي يغيّر؟

السبب ليس فقط الضغط النفسي. هناك عوامل فنية: تغيّر أسلوب لعب الفريق، تمركز مبابي أكثر في الوسط، وقلة الدعم من الجناح الأيسر. أيضًا، فينيسيوس لم يعد يُواجه مدافعين ضعفاء — أصبحت فرق الدوري تُركز عليه كمفتاح تدمير هجوم ريال مدريد. لم يعد "السريع"، بل أصبح "الهدف".

لكن هنا تكمن المفارقة: عندما يُستبدل، يُهاجم. وعندما يُهدر ركلة جزاء، يُعاقب. وعندما يُسجّل، يُنسى. هذا هو ثمن النجومية في ريال مدريد.

ما الذي سيحدث بعد؟

ما الذي سيحدث بعد؟

الملعب التالي؟ كادير. ثم أتليتكو مدريد. ثم برشلونة مجددًا. كل مباراة ستكون اختبارًا. إذا عاد فينيسيوس بهدف أو تمريرة حاسمة، ستُعاد كتابة القصة. إذا استمر الإهدار والتأرجح، فربما يبدأ التفكير في بيعه كأصل، وليس كأسطورة.

لكن في مدريد، لا يُباع الأسطورة… حتى لو تراجع. يُحتفظ بها. حتى لو اهدرت ركلة جزاء. حتى لو احتجت على الاستبدال. لأن بعض الأسماء لا تُقاس بـ"الإحصائيات"، بل بـ"الذاكرة".

Frequently Asked Questions

لماذا يُعتبر إهدار ركلة الجزاء من فينيسيوس جونيور مُقلقًا أكثر من غيره؟

لأنه كان يُعدّ المُنفذ الموثوق لركلات الجزاء في ريال مدريد، خاصة بعد تراجع أداء كريم بنزيمة. إهداره للمرة الثالثة مع النادي — ومرتين ضد فالنسيا — يثير تساؤلات حول ثقته النفسية، خاصة مع تزايد الضغوط من الجمهور والإعلام. في موسم 2023-24، كان يُنفذ 9 من أصل 10 ركلات، أما الآن فنسبة نجاحه انخفضت إلى 73%، وهو ما يُقلق الإدارة.

كيف تأثرت سمعة فينيسيوس جونيور بعد احتجاجه على الاستبدال في الكلاسيكو؟

الاحتجاج أثار غضبًا واسعًا بين المشجعين، خاصة بعد أن ظهر وهو يلوح بيديه بغضب. لكن اعتذاره الرسمي، عبر حسابه على إنستغرام، أعاد جزءًا من الثقة. المفارقة أن بعض الجماهير ترى أن الاحتجاج كان تعبيرًا عن إرهاق نفسي، وليس تمردًا. هذا التحول من "مُتمرد" إلى "لاعب مرهق" غيّر نبرة التغطية الإعلامية، لكنها لم تمحُ الأثر.

هل يمكن أن يُستبدل فينيسيوس جونيور في الصيف القادم؟

لا يُتوقع بيعه هذا الصيف، حتى لو تراجع أداؤه. ريال مدريد يرى فيه رمزًا جيليا، وقيمة تسويقية تتجاوز 200 مليون يورو. لكنه قد يُستبعَد من التشكيلة الأساسية إذا استمر تراجعه، ويُستبدل بلاعب مثل أودريو زولا أو أوريلين تشواميني في دور جناح. التحول سيكون تدريجيًا، وليس مفاجئًا.

ما تأثير دعم الجماهير على أداء فينيسيوس؟

الدعم الملموس — مثل اللافتة عند فالديبيباس — له تأثير نفسي عميق. دراسات في علم الرياضة تُظهر أن اللاعبين الذين يشعرون بالدعم الجماهيري يعودون بأداء أفضل بعد فترات التراجع. فينيسيوس لم يُظهر أي تغيير فوري، لكنه عاد إلى التدريبات بابتسامة، وهو ما يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا. المفتاح ليس التصفيق، بل أن يشعر أن الفريق لا يُحاسبه على خطأ واحد.

ما الفرق بين أداء فينيسيوس في 2023-24 و2025-26؟

في 2023-24، كان فينيسيوس يُهاجم بحرية تامة، ويعتمد على سرعته وذكائه في التحرك بين المدافعين. الآن، يُحاط بثلاثة مدافعين في كل هجوم، وغالبًا ما يُجبر على الدوران للخلف لاستلام الكرة. التمريرات الحاسمة انخفضت بنسبة 35%، والمحاولات على المرمى انخفضت من 4.2 إلى 2.1 لكل مباراة. لم يفقد مهارته، لكنه فقد حريته.

لماذا يُفضل فينيسيوس عقدًا طويلًا مع ريال مدريد رغم العروض الأعلى؟

لأنه يرى في ريال مدريد منزله منذ 2018، عندما انتقل من فلامينغو مقابل 45 مليون يورو. لم يُواجه صعوبات ثقافية، ونال دعمًا من الإدارة والجماهير. كما أن عقده الحالي يُعدّ الأعلى في تاريخ النادي للاعب غير مهاجم مركزي. العقد الطويل يضمن له استقرارًا ماليًا ونفسيًا، ويعطيه فرصة لإعادة بناء صورته كأسطورة، وليس مجرد لاعب مُرهق.