أمطار وعواصف تضرب الإمارات حتى الاثنين: تحذيرات من فيضانات وVisibility منخفضة

أمطار وعواصف تضرب الإمارات حتى الاثنين: تحذيرات من فيضانات وVisibility منخفضة

الرياح القوية، الأمطار الغزيرة، والغبار الكثيف — هذا ما يعيشه سكان الإمارات هذه الأيام، حيث لا يزال المركز الوطني للأرصاد يحذر من استمرار الأحوال الجوية غير المستقرة حتى الاثنين 22 ديسمبر 2025الإمارات. بعد أيام من الأمطار المفاجئة والبرد القارس، لم يعد الأمر مجرد عاصفة موسمية... بل نظام جوي عميق يُعيد تشكيل طقس المنطقة بأكملها. هنا في دبي، شهدت بعض الأحياء سقوط حبات البرد على سيارات مركونة، وفي الشارقة، ارتفعت موجات البحر إلى 2.5 متر، بينما توقفت حركة الملاحة في ميناء رأس الخيمة. لم يُصدم أحد، لكن الجميع يتساءل: كم من الوقت سيستمر هذا؟

النظام الجوي "البشاير" لا يزال يسيطر

السبب وراء كل هذا؟ المركز الوطني للأرصاد يشير إلى وجود نظام منخفض جوي قوي يُعرف باسم "البشاير"، وهو نفسه الذي أثار عواصف مشابهة في ديسمبر 2024، لكن هذه المرة أقوى وأطول أمدًا. وفقًا لتقارير قناة 4 إف إم الصادرة في 15 ديسمبر 2025، يغطي هذا النظام سماء الإمارات من الساحل إلى الداخل، مع سحب ركامية تتشكل فوق البحر وتمتد نحو المناطق الشمالية والشرقية. في رأس الخيمة، سجلت الرادارات إشارة "هوك إيكو" — وهي علامة مميزة على عواصف رعدية شديدة تُنتج رياحًا هابطة مفاجئة، وبردًا، وأمطارًا غزيرة في دقائق معدودة.

الرياح، التي كانت خفيفة إلى معتدلة (15-30 كم/ساعة)، أصبحت أحيانًا قوية جدًا، متجاوزة 50 كم/ساعة، خصوصًا أثناء العواصف. هذا ما تسبب في ارتفاع الغبار والرمال، وخفض الرؤية إلى أقل من 1000 متر في بعض المناطق، وفقًا لبيانات المركز الوطني للأرصاد. في الشارقة، تأثرت مناطق مثل الخور والخليجية بسيلان مياه مفاجئ، بينما ارتفعت الأمواج في الخليج العربي إلى مستويات خطرة، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات بحرية لجميع المراكب الصغيرة.

الأضرار تتفاقم والسكان يدفعون الثمن

لم تكن هذه مجرد أمطار عابرة. وفقًا لتقرير خليج تايمز في 18 ديسمبر 2025، سجلت بلدية دبي وحدها أكثر من 200 بلاغ عن أضرار في السيارات والمباني السكنية بسبب البرد والأمطار. في منطقة أم القيوين، تمزقت أسطح بعض المنازل، وفي الفجيرة، غمرت المياه ممرات المشاة بالكامل. حتى أن حساب "Storm_centre" على تويتر نشر صورًا لسيارات مغطاة بالبرد، وشوارع تشبه الأنهار، مع تعليق: "الطقس لم يُصبح أسوأ... بل أصبح غير متوقع تمامًا".

الناس لم يعودوا ينظرون إلى التحذيرات كإجراءات روتينية. "كنت أعتقد أن الأمطار ستتوقف بعد يومين، لكنني أضطر الآن لشراء ممسحة جديدة كل أسبوع،" يقول علي محمد، سائق في دبي. "حتى الطرق المبللة تتحول إلى مصائد. لم أرَ شيئًا كهذا منذ 2018."

المناطق الأكثر تأثرًا: الساحل والجبال والشرق

الخريطة الجوية واضحة: المناطق الأكثر تضررًا هي الساحلية والشرقية. أبوظبي ودبي تشهدان درجات حرارة تتراوح بين 20-26 درجة، لكن الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة تواجه عواصف متكررة. أما في المناطق الجبلية، فتُسجل درجات حرارة منخفضة تصل إلى 8 درجات، مما يزيد من خطر تشكل الصقيع في المرتفعات.

الخبير الجوي أحمد حسن من جامعة خليفة يوضح: "هذا النظام لا يشبه العواصف الموسمية التقليدية. هو نظام مداري متأخر، يتشكل فوق البحر، ثم يتحرك ببطء نحو اليابسة — وهذا ما يجعله أكثر ضررًا، لأنه يحمل كمية هائلة من الرطوبة، ويتوقف لساعات، مما يزيد من خطر الفيضانات السريعة." ماذا بعد الاثنين؟

ماذا بعد الاثنين؟

حتى لو بدأ النظام في التلاشي بحلول الاثنين 22 ديسمبر، فإن التوقعات تشير إلى استمرار الأمطار المتناثرة، خصوصًا في المناطق الساحلية والشرقية. المركز الوطني للأرصاد يحذر من أن أي عاصفة جديدة قد تُحدث فيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، مثل الطريق السريع E11 بين دبي والشارقة، الذي شهد توقفًا كاملاً لساعات في 17 ديسمبر.

السلطات، من خلال الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أطلقت تطبيقًا مخصصًا للتحذيرات الفورية، ودعت المواطنين إلى تجنب السفر غير الضروري، وتجنب القيادة في الأماكن المغمورة، وعدم التواجد بالقرب من الأودية أو الجسور المتداعية. "الوقت لا يُستهان به هنا،" كما قال متحدث باسم الهيئة. "الفيضانات لا تنتظر أحدًا."

الخريطة التاريخية: متى حدث هذا من قبل؟

هذا النوع من الأحوال الجوية ليس جديدًا، لكنه نادر. في ديسمبر 2019، تسبب نظام مشابه في فيضانات في عجمان وأم القيوين، وتكلف الاقتصاد أكثر من 200 مليون درهم في الأضرار. في 2022، أدت عاصفة "البشاير" إلى إلغاء رحلات جوية وتأخيرات في الموانئ. لكن ما يميز هذه المرة هو التكرار السريع والشدة. في العام الماضي، كانت هناك عاصفة واحدة فقط في ديسمبر. هذه السنة، شهدنا أربع عواصف رئيسية منذ بداية الشهر.

العلماء يشيرون إلى أن تغير المناخ يلعب دورًا متزايدًا: فارتفاع درجات حرارة الخليج العربي (الذي وصل إلى 32 درجة مئوية في أكتوبر) يغذي السحب الركامية بكميات أكبر من الرطوبة، مما يزيد من احتمالية العواصف القوية، حتى في فترات لا تُتوقع فيها الأمطار.

أسئلة شائعة

كيف تؤثر هذه الأحوال الجوية على الاقتصاد المحلي؟

أدت العواصف إلى توقف حركة النقل البري والبحري، مما أثر على سلاسل التوريد، خاصة في المناطق الصناعية مثل جبل علي وخورفكان. كما تسببت الأضرار في مطالبات تأمينية تجاوزت 50 مليون درهم منذ 15 ديسمبر، وفقًا لجمعية التأمين الإماراتية. الشركات الصغيرة، خصوصًا في قطاعي التجزئة والخدمات، تواجه خسائر يومية تصل إلى 30% بسبب توقف العمل.

لماذا تستمر الأمطار لفترة طويلة رغم أن النظام يضعف؟

رغم تراجع قوة النظام الجوي، فإن الرطوبة المتراكمة في الجو لا تختفي فجأة. السحب المتبقية تستمر في التحرك ببطء فوق المناطق الساحلية، مما يؤدي إلى أمطار متناثرة تستمر لساعات. هذا ما يُعرف بـ"التأثير المتبقي"، وهو شائع في الأنظمة المدارية، لكنه أقوى هذا العام بسبب ارتفاع درجة حرارة البحر.

هل هناك خطر على صحة المواطنين؟

نعم. الغبار المحمول مع الرياح يحمل جسيمات دقيقة تزيد من حالات الربو والحساسية، خاصة بين كبار السن والأطفال. المستشفيات في الشارقة ودبي سجلت زيادة بنسبة 40% في حالات التنفس خلال الأيام الثلاثة الماضية. كما أن المياه الراكدة تشكل بيئة مثالية لتكاثر البعوض، مما يزيد خطر انتشار الأمراض.

ما هي المناطق التي يجب تجنبها أثناء الأمطار؟

يجب تجنب الأودية مثل وادي الحلوة في رأس الخيمة، والمناطق المنخفضة حول طريق E11، وأي ممرات تحت الجسور في الفجيرة وخورفكان. كما يُنصح بعدم الوقوف تحت الأشجار أو الهياكل غير المثبتة، لأن الرياح القوية قد تُسقط فروعًا أو ألواحًا معدنية. حتى الطرق السريعة المبللة تصبح زلقة أكثر من المتوقع بسبب تراكم الطين.

هل يمكن توقع عواصف مشابهة العام المقبل؟

العلماء لا يستطيعون التنبؤ بدقة، لكن التوجهات تشير إلى زيادة تكرار العواصف الشديدة في الشتاء، خاصة بين ديسمبر وفبراير. ارتفاع حرارة الخليج بنسبة 1.5 درجة مئوية منذ 2020 يغير أنماط الطقس، مما يجعل العواصف أكثر قوة وأطول أمدًا. التخطيط الحضري يجب أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد، وليس فقط مع التحذيرات اليومية.

كيف يمكنني متابعة التحديثات الرسمية؟

المركز الوطني للأرصاد يُرسل تنبيهات فورية عبر تطبيقه الرسمي، وحساباته على تويتر وواتساب. كما تُنشر التحذيرات على موقع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. لا تعتمد على التطبيقات العامة أو مواقع الأخبار. التحديثات الرسمية تأتي كل ساعتين خلال الأزمات، وتشمل خرائط تفاعلية للعواصف الحالية.

1 التعليقات
  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا جماعة، لو حطيتوا كاميرا على السطح وعملتوا بث مباشر، هتبقى أكتر حاجة تشتغل على التيك توك! 😅 جربتوا تصوروا البرد على السيارة وانزلوه، هتلاقوا ملايين المشاهدات. الطقس هنا مش عاصفة... ده فيلم رعب واقعي! 🌧️⚡

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*