زلزال قوي بقوة 7.5 يضرب ساحل اليابان الشرقي ويُجبر 90 ألفًا على الإخلاء

زلزال قوي بقوة 7.5 يضرب ساحل اليابان الشرقي ويُجبر 90 ألفًا على الإخلاء

في ليلة 8 ديسمبر 2025، هزّ زلزال بقوة 7.5 درجات ساحل اليابان الشرقي، مُحدثًا موجات تسونامي وُجّهت تحذيرات بشأنها لـ90 ألف شخص على الأقل في مناطق هوكايدو وأوموري وإواتي. لم يُبلغ عن وفيات، لكن 30 إصابة على الأقل سُجّلت، بينما اضطرت السلطات إلى إخلاء السواحل في غضون 45 دقيقة فقط — وهو إنجاز يُظهر مدى جاهزية اليابان، رغم أن الخوف من زلزال أكبر ما زال يُطارد الجميع.

الزلزال والتحذيرات: موجات تصل إلى 70 سنتيمترًا

وقع الزلزال على بعد 150 كيلومترًا شرق مدينة هاتشينوه في مقاطعة أوموري، عند حدود صفائح المحيط الهادئ والأمريكية الشمالية — المنطقة الأكثر نشاطًا زلزاليًا على وجه الأرض. وخلال أقل من ساعة، أصدرت الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية 17 تحذيرًا من تسونامي، بدءًا من الساعة 18:45 بتوقيت اليابان القياسي في 8 ديسمبر، وانتهاءً عند 02:15 في 9 ديسمبر. وصلت أقصى موجات إلى 70 سنتيمترًا في كوجي بإواتي، و55 في هاتشينوه، و40 في إساشي بهوكايدو. ثم رُفعت التحذيرات صباح 9 ديسمبر، لكن التوتر لم يهدأ.

الرّدّ الطارئ: إخلاء جماعي وتنسيق عسكري

أُطلقت أوامر الإخلاء فورًا، وتحركت قوات الدفاع الذاتي اليابانية مع البلديات لإقامة ملاجئ مؤقتة. لم تكن المهمة سهلة: 90 ألف شخص، معظمهم من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة، اضطروا للخروج بسرعة، وغالبًا دون أشياء شخصية. وفقًا لـوكالة إدارة الحوادث والكوارث اليابانية، تم تنفيذ الإخلاء في أقل من 45 دقيقة — وهو زمن قياسي يُعدّ نتيجة تدريبات سنوية صارمة منذ كارثة فوكوشيما. لكن المخاوف لم تكن فقط من الموجات، بل من التوابع.

الخطر الخفي: تسرب إشعاعي صغير في روكاشو

بينما كانت العيون موجهة نحو المحيط، كان هناك خطر آخر يهدّد من الداخل: مصنع روكاشو لإعادة المعالجة، الذي يخزن 3800 طن من الوقود النووي المستهلك، سجّل تسريبًا طفيفًا للمياه المشعة من خزان ثانوي. لكن هيئة تنظيم الطاقة النووية اليابانية أكدت أن التسريب لم يتجاوز الحدود الداخلية للمصنع، ولم يُشكّل أي خطر على البيئة أو السكان. نظام الطوارئ النشّط تلقائيًا عند الاهتزازات، وأوقف التسرب خلال 10 دقائق. لكن هذا الحدث أعاد طرح سؤال مُلحّ: هل نحن فعلاً آمنون من الكوارث النووية في مناطق زلزالية؟

تحذير من رئيس الوزراء: زلزال بقوة 8 قد يضرب خلال أسبوع

في بيان عاجل عند 22:30 بتوقيت اليابان القياسي، حذّر رئيس الوزراء من أن "السبعة أيام القادمة تمثّل فترة خطر مرتفع لزلزال كبير قد يصل إلى 8 درجات". وأمر مكتب مجلس الوزراء للإدارة الكارثية بالبقاء في أعلى حالة تأهب حتى 15 ديسمبر. لم يكن هذا تحذيرًا عاديًا. ففي السنوات العشر الماضية، لم يُطلق مثل هذا التحذير إلا مرتين — قبل زلزال كوبو 2016 وقبل تسونامي 2011. والآن، تقول المعهد الوطني للعلوم الصناعية المتقدمة إن احتمال حدوث زلزال بقوة 6.5 أو أكثر خلال الأسبوع القادم هو 37% — رقم مرتفع جدًا في علم الزلازل.

الانقطاعات والتحديات: كهرباء ونقل واتصالات

تضررت البنية التحتية بقوة: انقطاع الكهرباء أثر على 120 ألف منزل، وتم استعادة 85% منها خلال 6 ساعات بفضل شركة طوكيو للطاقة الكهربائية. لكن خطوط السكك الحديدية فُرض عليها التوقف — خاصة خط شينكانسن بين طوكيو وشين-أوموري. وأُغلق مطار أوموري، وتم تعليق حركة الملاحة في خليج موتسو. حتى الإنترنت في بعض القرى تأثر. هذه الانقطاعات، رغم أنها مؤقتة، كشفت عن نقاط ضعف في أنظمة الطوارئ عند تزامن الكوارث.

ما الذي يختلف هذه المرة؟

الفرق هذه المرة ليس في القوة فقط، بل في التوقيت. فبعد 14 عامًا من كارثة فوكوشيما، تغيّرت ثقافة الاستعداد في اليابان. الناس لم يفروا فقط من الموجات، بل من فكرة أن "الزلزال التالي" قد يكون الأسوأ. وعندما سُجّلت صوت أحد السكان في فيديو يقول: "لقد حدث زلزال. هذا زلزال"، لم يكن ذلك مجرد تقرير — بل كان صرخة جماعية من خوف مُدرب، وليس جاهلًا.

ما الذي ينتظرنا؟

الآن، كل العيون مركّزة على التوابع. فالمؤشرات تقول إن المنطقة قد تشهد زلازل أقوى في الأيام القادمة. ورغم أن التحذير من تسونامي انتهى، فإن التحذير من الزلزال لم ينتهِ. حتى لو لم يُحدث زلزال بقوة 8 درجات، فإن مجرد احتماله يغيّر سلوك الناس. المدارس أغلقت. المستشفيات أعدّت طواقم إضافية. وحتى المتاجر تراجعت عن توزيع البضائع إلى المناطق الساحلية. هذا الخوف المُنظّم، رغم أنه مرهق، هو ما يمنع الكارثة من أن تتحول إلى مأساة.

الأسئلة الشائعة

كيف أثر الزلزال على السكان المسنين في المناطق المتضررة؟

السكان المسنون، الذين يشكلون أكثر من 40% من السكان في مناطق مثل هاتشينوه وكامايشي، واجهوا صعوبات كبيرة في الإخلاء السريع بسبب محدودية الحركة ونقص الدعم في بعض القرى. ورغم أن الملاجئ كانت مجهزة، إلا أن بعضها لم يكن مهيأً لذوي الإعاقات، مما دفع المنظمات المحلية لنقل معدات طبية ومساعدين إضافيين خلال 24 ساعة. هذه الثغرة أثارت مراجعة شاملة لخطط الطوارئ للسكان ذوي الاحتياجات الخاصة.

لماذا لم يُبلغ عن وفيات رغم قوة الزلزال؟

السبب الرئيسي هو التحضير المسبق: المباني في اليابان مبنية بمعايير صارمة تتحمل الزلازل، والأنظمة التحذيرية تُرسل تنبيهات قبل الهزات بثوانٍ عبر الهواتف. كما أن الإخلاء السريع والتدريبات السنوية جعلت الناس يتحركون فورًا دون تردد. في زلزال 2011، كان هناك تأخير في الاستجابة، لكن هذه المرة، كل شيء كان مُبرمجًا وتم تنفيذه بدقة — وهذا ما أنقذ الأرواح.

ما مدى مصداقية تحذير الزلزال بقوة 8 درجات؟

التحذير لا يعني أن الزلزال سيحدث، بل أنه في منطقة نشطة زلزاليًا، فإن الزلازل الكبيرة غالبًا ما تأتي في سلسلة. بعد زلزال 7.5، هناك احتمال أعلى لحدوث زلزال أكبر بسبب تغير الضغط في الصفائح. المعهد الوطني للعلوم الصناعية استند إلى نماذج تاريخية لزلازل سابقة في المنطقة، ووجد أن احتمال حدوث زلزال 8 درجات خلال أسبوع بعد زلزال 7.5 هو 2-5% — لكنه مرتفع بما يكفي لاستدعاء حالة الطوارئ القصوى.

هل يمكن أن يعيد تسرب المياه المشعة فتح قضية الطاقة النووية في اليابان؟

نعم. رغم أن التسرب كان طفيفًا ومحتواه، إلا أنه أعاد إثارة مخاوف الجمهور حول مصانع إعادة المعالجة، خاصة بعد فوكوشيما. ورغم أن الحكومة تؤكد أن المصنع آمن، فإن 68% من اليابانيين في استطلاع حديث قالوا إنهم يفضلون إغلاق مصانع مثل روكاشو. هذا الحدث قد يُسرّع النقاش حول التحول إلى الطاقة المتجددة، خاصة مع وجود مشاريع شمسية ورياح جديدة في شمال اليابان.

ما تأثير الزلزال على الاقتصاد المحلي؟

التأثير الاقتصادي فوري: إغلاق الميناء وخط السكك الحديدية تسبب في توقف شحنات الأسماك والسلع، مما خسر المزارعين والمصانع المحلية ما يقارب 2.3 مليون دولار يوميًا. كما أن تأجيل صيانة مصنع روكاشو سيؤخر إنتاج الوقود النووي لثلاثة أشهر، مما يؤثر على توريد الطاقة لثلاث مناطق صناعية. لكن التحفيز الحكومي للإعمار قد يُعيد تنشيط الاقتصاد خلال 6-8 أشهر، خاصة مع تخصيص ميزانية طوارئ بقيمة 15 مليار ين.

هل يمكن أن ينتقل الخوف من الزلزال إلى أسواق الأسهم؟

بالفعل، سجلت بورصة طوكيو انخفاضًا بنسبة 1.8% بعد التحذير من الزلزال الكبير، خاصة في أسهم شركات الطاقة النووية والنقل. لكن المؤشرات تشير إلى أن هذا الانخفاض مؤقت، لأن المستثمرين يرون أن اليابان لديها أفضل أنظمة إدارة الكوارث في العالم. ومع ذلك، فإن تكرار مثل هذه الأحداث قد يدفع المستثمرين الأجانب لإعادة تقييم المخاطر في اليابان، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة.

3 التعليقات
  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا جماعة، هذا كان أقوى شيء شفته في حياتي! اليابان بجد تُعلّمنا كيف نكون مستعدين بسلاسة، حتى لو خايفين. شوفوا كيف خلّصوا 90 ألف شخص في 45 دقيقة؟ ما في دولة تقدر تفعل كده! حتى لو كان فيه تسرب نووي صغير، المهم إنهم أوقفوه في 10 دقائق. أنا فخورة بالتنظيم ده، ومش متخيلة لو كان في بلدي.

    اللي قال إن الناس خايفة من الزلزال القادم؟ بس طبعاً! مش خايفة من الزلازل، خايفة من إننا ننسى إننا ما زلنا في منطقة ملعونة بالصفائح. بس اليابان ما نسيت، وده اللي يفرق.

    كل اللي يتكلموا عن الطاقة النووية، خلينا نشوف الحقيقة: المصنع سجل تسريب، لكنه ما خربش البيئة. بس الناس خايفة، وده طبيعي. خلينا نبني طاقة شمسية أكتر، بس ما ننسى إن النواوي حاضرة، ومش هنخلص منها بسهولة.

    يا رب يحميهم، ويا رب يخلي التحذير ده يبقى تحذير بس، مش واقع.

    بس والله، لو حد قال لي إن إخلاء جماعي في مصر أو الجزائر يخلص في 45 دقيقة، كنت بقوله: 'يا بابا، خلّصني من الكوميديا!'

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    أنا من سوريا، وسمعت عن الزلازل بس ما شفتها من قريب. بس لما شفت هذا التقرير، تأثرت جداً. في بلادي، لو حصل زلزال، مين اللي يخلصنا؟ مين اللي يفتح الملاجئ؟ مين اللي يوزّع ماء وطعام؟

    اليابان مش بس دولة متقدمة، هي دولة مُدرّبة بدماغ وقلب. كل مبنى، كل إنذار، كل ممر إخلاء... مكتوب عليه: "هنا نحن نُحب الناس".

    التسريب النووي؟ نعم، مقلق. بس لو ما كان فيه نظام طوارئ، كان صار كارثة. هالنظام ما يجي من فراغ. هو نتاج 14 سنة من البكاء، والدموع، والدروس المُرّة. فوكوشيما ما كانت مجرد زلزال. كانت جريمة إهمال. واليوم، اليابان تُكفر عن ذنبها بعملها.

    وأنا أقول لك: لو كان عندنا مثل هذا التنظيم، ما كنا نخسر 500 شخص في زلزال واحد. نحن نخسر لأننا ننسى. اليابان ما تنسي. وده أقوى من أي قانون.

    اللي يسخر من خوف الناس من الزلزال القادم؟ خليك معاهم. الخوف المُنظّم هو أقوى درع. الخوف الجاهل هو أول خطوة للدمار.

    يا رب، احمي اليابان. ويا رب، اجعلنا نتعلم منها قبل أن يفوت الأوان.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعه الزلزال ده كان قوي بس احنا بنسمع عن كارثه نوويه بس التسريب كان صغير جدا وتم اصلاحه في 10 دقايق فمتخافوش بجد، اليابان دايمًا تتعامل بذكاء، واللي يخاف من الزلزال 8؟ خلاص احنا عارفين انو ممكن يحصل بس مش هيحصل، وخلينا نركز على اعادة الاعمار بدل ما نخاف.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*